خطبة موافقة للتعميم التحذير من التسول وأهمية القناعة

عبدالرحمن السحيم
1446/08/14 - 2025/02/13 20:41PM

الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، وأسعد وأشقى، وأضل بحكمته وهدى، ومنع وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليّ الأعلى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المصطفى، والرسول المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى. أما بعد،

فاتقوا الله عباد الله فإن خير الزاد التقوى، وَاحذَرُوا الذُّنُوبَ وَالمَعَاصِيَ فَإِنَّهَا أَعظَمُ القَوَاطِعِ وَالمَوَانِعِ، وَتَذَكَّرُوا يَومًا يُوضَعُ فِيهِ المَرءُ في قَبرِهِ وَحِيدًا فَرِيدًا، فَلا يُنِيرُ ظُلمتَهُ وَلا يُزِيلُ وَحشَتَهُ، إِلاَّ صَالِحُ عَمَلِهِ. (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) "وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمُونَ"

عباد الله: إن الغِنَى والفَقْرَ ابْتِلَاءٌ مِنَ اللَّهِ لِعِبَادِهِ، يُوَسِّعُ عَلَى هَذَا فَيَحْمَدُ أَوْ يَطْغَى، وَيُضَيِّقُ عَلَى آخَرَ رِزْقَهُ، فَيَرْضَى أَوْ يَتَسَخَّطُ: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾.

وَإِذَا ابْتُلِيَ العَبْدُ بِالفَقْرِ، فَإِنَّ الصَّبْرَ أَجَلُّ عِبَادَةٍ فِي هَذَا المَقَامِ، وَمَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ زَائِلٌ لَا يَسْتَحِقُّ الأَسَى وَالحُزْنَ عَلَى فَوَاتِهَا، وَحَتَّى تَهْدَأَ النَّفْسُ وَتَعْرِفَ قَدْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهَا، أَرْشَدَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى النَّظَرِ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَ الإِنْسَانِ فِي النِّعَمِ، فَقَالَ:(انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَقَدْ حَثَّ الإِسْلَامُ الفُقَرَاءَ كَمَا حَثَّ الأَغْنِيَاءَ عَلَى أَنْ يُرَبُّوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى غِنَى النَّفْسِ بِكَبْحِ جِمَاحِهَا، وَتَهْذِيبِهَا لِتَصِلَ إِلَى القَنَاعَةِ وَالرِّضَا بِمَا قَسَمَ اللَّهُ وَلَوْ كَانَ يَسِيرًا، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ: (وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ)، وعَلَّقَ النَّبِيُّ ﷺ الفَلَاح عَلى القَنَاعَةِ فقَالَ: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ، فَالقَنَاعَةُ غِنًى لِلْفَقِيرِ، وَالطَّمَعُ فَقْرٌ لِلْغَنِيِّ؛ قال الشيخ السعدي رحمه الله معلقا على هذا الحديث: (حكم ﷺ بالفلاح لمن جمع هذه الخلال الثلاث. والفلاح: اسم جامع لحصول كلّ مطلوب محبوب، والسلامة من كلّ مخوفٍ مرهوب.

وذلك أنَّ هذه الثلاث جمعت خير الدين والدنيا، فإنَّ العبد إذا هدي للإسلام الذي هو دين الله، الذي لا يقبل دينًا سواه، وهو مدار الفوز بالثواب والنجاة من العقاب، وحصل له الرزق الذي يكفيه ويكفّ وجهه عن سؤال الخلق، ثمّ تمّم الله عليه النعمة، بأن قنَّعه بما آتاه، أي: حصل له الرضى بما أوتي من الرزق والكفاف، ولم تطمح نفسه لما وراء ذلك: فقد حصل له حسنة الدنيا والآخرة..

وإنه ليس الغنى عن كثرة العرض والمال، إنما الغنى غنى القلب، فكم من صاحب ثروة وقلبه فقير متحسر، وكم من فقير ذات اليد، وقلبه غني راض، قانع برزق الله. فالحازم إذا ضاقت عليه الدنيا لم يجمع على نفسه بين ضيقها وفقرها، وبين فقر القلب وحسرته وحزنه، بل كما يسعى لتحصيل الرزق، فليسع لراحة القلب، وسكونه وطمأنينته). 

 قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- لِابْنِهِ: "يَا بُنَيَّ: إِذَا طَلَبْتَ الْغِنَى فَاطْلُبْهُ بِالْقَنَاعَةِ، فَإِنَّهَا مَالٌ لَا يَنْفَدُ؛ وَإِيَّاكَ وَالطَّمَعَ فَإِنَّهُ فَقْرٌ حَاضِرٌ".

والتأكيد على أمر القناعة من الأمور الضرورية في هذا العصر مع ما فتح للناس من وسائل تواصل يرى فيها المرء أحوال غيره فإياك ومد العين والمقارنة مع غيرك والتطلع إلى ما في أيديهم، وإن أردت الفلاح والسعادة فقارن في أمر الدنيا بمن هو تحتك حتى لا تزدري نعمة الله عليك، وفكر في النعم الموجودة، أما في أمر الآخرة فانظر إلى من هو أتقى وأفضل منك حتى تنبعث همتك للطاعة وتنافس إلى مرضاة الله.

عباد الله: قَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّ هَذَا المَالَ مُحَبَّبٌ لِلنَّفْسِ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ أَهْلَكَهُ؛ فعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ: (إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِـرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَكَانَ النَّبِيَّ ﷺ يُرَبِّي أَصْحَابَهُ عَلَى عَدَمِ المَسْأَلَةِ وَعَدَمِ الإِلْحَافِ فِيهَا؛ فعن عَوْفِ بْنُ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً، فَقَالَ: (أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟) قَالَ: فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: (عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْـرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَتُطِيعُوا - وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً - وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا)، فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ، فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَحَذَّرَ النَّبِيُّ ﷺ أَصْحَابَهُ مِنَ المَسْأَلَةِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ أَشَدَّ التَّحْذِيرِ، بَلْ قَذَّرَهَا فِي نُفُوسِهِمْ أَشَدَّ التَّقْذِيرِ؛ فَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِﷺ: (مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ، أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وحَضَّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ-عَلَى العَمَلِ وَلَوْ قَلَّتْ أُجْرَتُهُ وَكَانَ فِيهِ تَعَبٌ؛ فَقَالَ:(لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ  فَيَبِيعَهَا؛ فَيَكُفَّ اللهُ بِهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .

 

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾. عباد الله: الدُّنيَا وَإِن طَالَت وَامتَدَّت فَهِيَ قَصِيرَةٌ، وَإِنْ عُمِّرَ فِيهَا الإِنسَانُ مَا عُمِّرَ ، فَنِهَايَتُهُ المَحتُومَةُ هِيَ المَوتُ وَالرُّجُوعُ إِلى رَبِّهِ، تَارِكًا وَرَاءَ ظَهرِهِ مَا اكتَسَبَهُ وَخَاصَمَ في تَحصِيلِهِ وَجَمعِهِ، خَالِيَةً يَدَاهُ مِمَّا تَجَاوَزَ الحُدُودَ لِنَيلِهِ وَحَرِصَ عَلَى حِفظِهِ وَمَنعِهِ، ثم هو موقوف بين يدي ربه وسأله عما قدمه، والسعيد من كان تقيًا.

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: فَرَض َاللَّهُ -سُبْحَانَهُ- الزَّكَاةَ، وَجَعَلَهَا أَحَدَ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ وَمَبَانِيهِ العِظَام، وَبَيَّنَ-سُبْحَانَهُ-مَنْ يَسْتَحِقُّهَا فَقَال: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾، فالزَّكَاةُ لَا تَحِلُّ لِمَنْ عِنْدَهُ ما يَكْفِيْهِ، أَوْ كانَ قادِرًا عَلَى الْعَمَلِ وَالِاكْتِسابِ؛ قَالَ النَّبِيَّ ﷺ:(إنَّ الصَّدَقةَ لا تَحِلُّ لغَنيٍّ، وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ)، أَيْ: صَاحِبَ الْقُوَّةِ عَلَى الْكَسْبِ وَالْعَمَل، وفي الحَدِيْثِ الآَخَرَ قَالَ: (وَلَا حَظَّ فِيها لِغَنيٍّ وَلا لِقَوِيٍّ مُتَكَسِّبٍ)، فَعَلى المُسْلِمِ أَنْ يَتَحَرَّى فِيْ زَكَاتِهِ مَنْ يَسْتَحِقَّهَا، ولَا يَدْفَعْهَا لِمَنْ لَا تَحِلُّ لَهُ، وفِي النَّاسِ مُحْتَاجُونَ مُتَعَفِّفُونَ لَا يَسْأَلُونَ الناس، يَصْدُقُ عَلَيهِمْ قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ: (لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ، تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَلَكِنِ المِسْكِينُ الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلاَ يُفْطَنُ بِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَبُيُوتُ اللهِ إِنَّما جُعِلَتْ لِعِبَادَةِ اللهِ وَإِقامَةِ ذِكْرِهِ، وَقَدْ نَصَّ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى النَّهْيِ عَنِ السُّؤَالِ فِي المسَاجِدِ، وَكَراهِيَةِ السُّؤالِ وإِعْطاءِ السَّائِلِ فِيها، وَلَمْ تَزَلِ الجِهاتُ المخْتَصَّةُ تَمْنَعُ مِنْ التَّسَوُّلِ، وتُحَذِّرُ مِنْ دَفْعِ الْأَمْوَالِ إِلَى المتَسَوِّلِينَ، وَقَدْ يَسَّـرَ اللهُ لَنَا فِي هَذِهِ الْبِلادِ المبارَكَةِ جَمْعِيَّاتٍ مَوْثُوقَةً، وَمِنَصَّاتٍ خَيْرِيَّةً رَسْمِيَّةً، تَقُومُ بإِيْصَالِ التَّبَرُّعَاتِ إِلَى مُسْتَحِقِّيْها بِيُسْـرٍ وَسُهُولَةٍ، وَسِتْرٍ وَتَثَبُّتٍ، مِمَّا يَحْصُلُ بِهِ التَّكافُلُ والتَّرَاحُمُ، وَتَبْرَأُ بِهِ الذِّمَّةُ إِنْ شَاءَ اللهُ. هَذَا وصَلُّوُا وسَلِّمُوُا عَلَى المبْعُوْثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ، كَمَا قَالَ رَبُّكُمْ فِيْ كِتَابِهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ...﴾.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ ورَسُوْلِكَ مُحمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وصَحَابَتِهِ والتَّابِعِيْنَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ. اللَّهُمْ أعِزَّ الإسْلَامَ والمُسْلِمِيْنَ، وأَذِلَّ الشِّـرْكَ والمُشْـرِكِيْنَ، ودَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ، واجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً وسَائِرَ بِلَادِ المسْلِمِيْنَ.. اللَّهُمْ مَنْ أَرَادَ بِالإِسْلِامِ والمُسْلِمِيْنَ سُوْءً فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ، واجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِ يَا رَبَّ العَالمِيْنَ. اللَّهُمْ احْفَظْ إِخْوَانَنَا المُسْتَضْعَفِيْنَ فِي فَلَسْطِيْنَ وفِي السُّوْدَانِ وفِيْ كُلِّ مَكَانْ، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ مُعِينًا وَنَصِيرًا، وَمُؤَيٍّدًا وَظَهِيرًا، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَائَهُمْ، وَارْحَمْ ضَعْفَهُمْ، ووَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ واكْفِهِمْ شِرَارَهُمْ.اللهم فرِّج همَّ المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين. واغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،

اللَّهُمْ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِناصيته لِلْبِرِّ والتَّقْوَى، ووَفِّقْهُ لِهُدَاكَ واجْعَلْ عَمَلَهُ فِيْ رِضَاكَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِيْ الآَخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.  سُبْحَانَ رَبِّنا رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

المرفقات

1739468456_خطبة موافقة للتعميم التسول والقناعة.docx

1739468458_خطبة موافقة للتعميم التسول والقناعة.pdf

المشاهدات 737 | التعليقات 0