خطر آفات اللسان وآثارها السيئة 1447/1/16هـ
عبد الله بن علي الطريف
خطر آفات اللسان وآثارها السيئة 1447/1/16هـ
الحمد لله الذي أحسنَ خلقَ الإنسانِ، وعلَّمَه البيان فقدَّمَه به وفضَّلَه.. ثم أمدَّهُ بلسانٍ يترجمُ به ما حواه القلبُ وعَقَلَهُ.. وأطلَقَ بالحقِ مقُولَه.. وأفصحَ بالشكرِ عما أولاه وخوَّلَه.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أكرمه وبجله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.. أما بعد أيها الإخوة: اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ واعلموا أن الباري خلق الإنسان في أحسن تقويم، كامل الأعضاء، مستوفي الأجزاء، قد أتقن البديع تعالى خلقه أيَ إتقان، وميزه على سائر الحيوانات بأن (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن:4] أي: التبيين عما في ضميره، وهذا شامل للتعليم النُطقي والتعليم الخطي، فالبيان الذي ميز الله به الآدمي على غيره من أَجَلِّ نعمِهِ، وأكبَرِها عليه.. وقد جعل الله اللسان آلةَ هذا البيان، وهو من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة، فهو صغير في جُرْمِهِ.. عظيم فيما أودعه الله تعالى فيه من عجيب خلقه..
واللسان: عظيم في طاعته وجرمه، إذ لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان، وهما غاية الطاعة والعصيان.. وكل ما يتناوله العلم يُعْرِبُ عنه اللسان، إما بحق أو باطل ولا شيء إلا والعلم متناول له، وهذه المزية لا توجد في سائر الأعضاء.. لذلك حذر رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- من خطره أشد تحذير فَقَالَ: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» رواه الترمذي وصححه الألباني عن معاذ -رَضِي الله عَنهُ-. ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيَّدَهُ بلجام الشرع فلا يطلقه إلا فيما ينفعه في الدنيا والآخرة.. ويكفه عن كل ما يخشى غائلته في عاجله وآجله..
واللسان: سيد الأعضاء وقائدها وقد أشار لذلك رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- بقوله: «إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ [أَيْ: تَتَذَلَّلُ وَتَتَوَاضَعُ لَهُ] فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا». رواه الترمذي وهو حديث حسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِي الله عَنهُ رَفَعَهُ. ولما سئل مَا النَّجَاةُ.؟ قَالَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ..
أيها الإخوة: ولقد أدرك سلف الأمة خطر إطلاق اللسان بما يسوء، وعلموا فضل حبسه ولذلك كثرت أقولهم في ذلك فقد رُوي أن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ عَلَى أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ يَجْبِذُ لِسَانَهُ فَقَالَ: لَهُ عُمَرُ مَهْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِى الْمَوَارِدَ.
وصدق الفضيل بن عياض رحمه الله عندما قال: ما حجٌّ ولا رباطٌ ولا جهادٌ أشدَّ مِنْ حبسِ اللسان، ولو أصبحت يهمُّك لسانَك أصبحت في غمٍّ شديد.. وَقَالَ سُفيَانُ الثَورِي -رَحِمَهُ اللَّهِ- لِأصحَابِّهِ يُومًا: "لَو كَانَ يَجلِسُ مَعكُم مَنْ يَرفَعُ الحَدِيثَ إلى السُلطَانَ، أكُنتُم تتَكلمُونَ بِشَيءٍ يُغضِبُّهُ؟" قَالَوا: لَا. قَالَ: «فَإنَّ مَعكُم مَنْ يَرفَعُ الحَدِيثَ إلى اللَّهِ" (يعني: المَلائِكة). قَالَ اللهُ -تعالى-: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)..
أيها الإخوة: ومن آفات اللسان الإشاعة: وهي داءٌ دوي وبلاءٌ خفي تفتك بالمجتمعات وتحدث البلبلة فيها، والإشاعة هي: الأحاديث والأقوال والأخبار والقصص التي يتناقلها الناس، ويروونها دون التثبت من صحتها، أو التحققِ من صدقها.. ولقد عَمَلَت الإشاعةُ عملها السيء في حياة النَبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- وهزت أركانَ بيته، بل وهزت مجتمعَ دارِ الهجرة بأسره.. ونحن في زمن انفتح فيه العالم على مصراعيه فلا يخفى شيء.. بل ربما تختلق بعض الجهات أخبارًا وتدلّس فيها، وتُفبرِكُ التقاريرَ وتَكْذِبُ فيها وربما فبركت صورًا تُعَزِّز فيها مزاعمها.. يقول الله تعالى محذرًا منها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).. إذا علمنا ذلك كان حري بنا ألا نصغي للشائعات وما تبثه وسائل الإعلام القديم والجديد من أباطيل لا طائل تحتها.. فكم لانتشار الشائعات من خطرٍ عظيم وأثرٍ بليغ في الأمة.. وهي أشد خطرًا من الأسلحة الفتَّاكة المُدَمِّرَة للمجتمعات والأشخاص..
أسأل الله تعالى أن يعيننا على حفظ ألسنتنا إنه جواد كريم.. أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ العَالَمِين وَأَشْهَدُ أَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلِيُّ الصَالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ، وسَلَّمَ تَسْلِيماً كثيراً.. أَمَّا بَعْدُ أيها الإخوة اتقوا الله وأطيعوه واعلموا أنَّ من طوام اللسان وأخطر مزالقه الغيبة والنميمة وقد حذَّرَنَا اللهُ منها فقال: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات:12] وقد عَرَّفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- الغيبةَ فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ.
أيها الإخوة: ولتشديد التحذير منها صور اللهُ تعالى فاعلها بصورة عجيبة مقززة، فقد صوره بمشهدٍ تتأذى له أشد النفوس غلظة وجفاء، وأقل الأرواح رحمة ورأفة وحساسية.. صوره بمشهد الأخ يأكل لحم أخيه ميتًا.. فقال: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا) ولكنه بعد هذا الوصف المثير للاشمئزاز قال: (فَكَرِهْتُمُوهُ). وهذا تنبيه أن أكل لحم الأخ شيء قد جبلت النفس على كراهته.. وقال المفسرون: وهذا من أحسن القياس التمثيلي؛ فإنه شبَّه تمزيق عرض الأخ بتمزيق لحمه.. لأن المغتاب يمزق عرض أخيه في غيبته، فكان بمنزلة من يقطع لحمه في حال غيبة روحه عنه بالموت؛ فمن يُغْتَاب عاجزٌ عن الدفاع عن نفسه لغيابه؛ فكان بمنزلة الميت الذي يُقَطَّع لحمه ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه..
ومما ورد في ذم الغيبة ما قَالَتْهُ عَائِشَةُ: فقد قالت لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ-: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا كَأَنَّهَا تَعْنِي قَصِيرَةً، فَقَالَ: «لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ» قَالَتْ: وَحَكَيْتُ لَهُ إِنْسَانًا، فَقَالَ: «مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا» رواه أبو داود وصححه الألباني. حكَيْت فلانًا وحاكَيْتُه: فَعلْتُ مثل فِعْله، والمقصود: تقليده في كلامه أو مشيته وما شابه، بقصد الاستهزاء والسخرية.. قال النووي: "هذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغِيبة أو أعظمها، وما أعلم شيئًا من الأحاديث بلغ في ذمها هذا المبلغ." وقال ابن علان: "فإذا كانت هذه الكلمة بهذه المثابة، في مزج البحر، الذي هو من أعظم المخلوقات، فما بالك بغيبة أقوى منها." وقال شيخنا محمد العثيمين: "معنى مزجته: خالطته مخالطة يتغير بها طعمه، أو ريحه، لشدة نتنها، وقبحها، وهذا من أبلغ الزواجر عن الغِيبة" وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ-: «لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ، قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ» رواه أبوداود عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي الله عَنهُ وصححه الألباني..
أيها الإخوة: وأخت الغيبة النَّمِيمَة.. وهي نَـقْلُ الحديث من قومٍ إلى قوم على جهة الإفْسادِ والشَّرِّ. وهي محرَّمة في الكتاب، والسُّنة، والإجماع، وهي من كبائر الذنوب، قال تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ* هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) [القلم:10، 11] يَعْنِي: الَّذِي يَمْشِي بَيْنَ النَّاسِ، وَيُحَرِّشُ بَيْنَهُمْ وَيَنْقُلُ الْحَدِيثَ لِفَسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ وقال النَّبيُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ-: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» رواه مسلم عَنْ حُذيْفَةَ رَضِي الله عَنهُ. وَحَذَّرَ النَّبيُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ-: منها وجعلها سببًا للعذاب بالقبر فقد مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ» ثُمَّ قَالَ: «بَلَى أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ..» رواه البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
وكل نميمة غيبة، وليس كل غيبة نميمة، فإن الإنسان قد يذكرُ عن غيره ما يكرهه، ولا إفساد فيه بينه وبين أحد فهذا غيبة.. وقد يذكر عن غيره ما يكرهه وفيه إفسادٌ، وهذا غيبة، ونميمة معًا.. والواجب علينا جميعًا عدم السماع لأهل الإشاعات والغيبة والنميمة، والإنكار عليهم ونصحهم وتوجيههم وتذكيرهم بالله تعالى، أو عدم الجلوس.. اللهم طهر السنتنا من كل خطأ واجلنا صالحين مصلحين...
َصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وِآلِهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» [رواه مسلم] اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنَّا مَعَهُمْ ووالدينا بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، وَسَائِرَ بِلادِ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَانْصُرْ جُنُودَنَا، وَأَمَّنْ حُدُودَنَا ، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا، وولي عهده وَوفق جَمِيعَ وُلاةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ لكل خير يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ..
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.