خَطَرِ الْجَشَعُ وَالْمُبَالَغَةِ فِي رَفْع الإِيجَارَاتِ

محمد البدر
1447/04/16 - 2025/10/08 00:14AM
الْخُطْبَةُ الأُولَى:خُطْبَةٌ عَنْ:خَطَرِ الْجَشَعُ وَالْمُبَالَغَةِ فِي رَفْع الإِيجَارَاتِ وَ المَكَاسِبِ العَقَارِيَّةِ

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.

عِبَادَ اللَّهِ:قالَ تَعَالَى:﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.وَقَالَﷺ:«مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.فَعَلَى مُلَّاكِ الْعَقَارِ أَنَّ  يَرْحَمُوا النَّاسَ،وَإِدْرَاكِ

 خَطَرِ الْجَشَعُ وَالْمُبَالَغَةِ فِي رَفْعِ الإِيجَارَاتِ وَ المَكَاسِبِ العَقَارِيَّةِ وَتجنّب ذَلِكَ لِمَا فِيه مِنَ الإِضْرَارِ بِالْمُسْتَأْجِرينَ وَمَشَقَّةَ عَلَى الْأُسَرِ،وَالْقَنَاعَةِ بِالْكَسْبِ الْمَعْقُولِ.

عِبَادَ اللَّهِ:فَمَنْ الْمَعَانِيَ السَّامِيَةَ لِلأَنْظِمَةِ الَّتِي  صَدَرَتْ بِتَوْجِيهَاتٍ صَاحِبِ السُّمُوِّ الْمَلَكِيِّ وَلِيِّ الْعَهْدِ،رَئِيسِ مَجْلِسِ الْوُزَرَاءِ،الأَمِيرِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ بْنِ عَبْدِالْعَزِيزِ–حَفِظَهُ اللَّهُ–لتُحَقِّقُ التَّوَازُنَ فِي الْقِطَاعِ  الْعَقَارِيِّ،وَالَّتِي تَهْدِفُ إلى تَسْهِيلُ  تَأْمِينُ السَّكَنِ لِلْمُوَاطِنِينَ وَالْمُقِيمِينَ وَالتَّيْسِيرُ عَلَيْهِمْ،لِمَا  فِي ذَلِكَ ‌مَنْ الِاسْتِقْرَارَ النَّفْسِيَّ وَالِاجْتِمَاعِيَّ لِكَثِيرٍ  مِنْ الْأُسَرِ، اسْتِشْهَادًا  بِقَوْلِ  النَّبِيِّﷺ:«‌اللَّهُمَّ ‌مَنْ ‌وَلِيَ ‌مِنْ ‌أَمْرِ ‌أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ،وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

فَاحْذَرُوا  يَاعِبَادَ اللهِ مِنَ الطَّمَعُ وَالْجَشَعُ الْمَذْمُومُ  شَرْعَا،وَمِنَ ذَلِكَ الْمُبَالَغَةِ  في رَفْعِ  الإِيجَارَاتِ طَلَبًا لِلرِّبْحِ الزَّائِدِ وَالسَّرِيعِ،لِمَا  فِي ذَلِكَ مِنَ التَّضْيِيقِ عَلَى النَّاسِ فِي مَعِيشَتِهِمْ،وَقَدْ  نَهَى  الإِسْلامَ  عَنَ الإِضْرَارِ بالمسلمين،قَالَ النَّبِيِّﷺ:«مَنْ ‌ضَارَّ ‌أَضَرَّ ‌اللَّهُ ‌بِهِ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ»حسَّنَهُ الألبانيُّ.لذلك نَحَثُّ جَمِيعِ مُلَّاكِ الْعَقَارِ عَلَى مُرَاقَبَةِ اللَّهِ وَالْقَنَاعَةِ بِالْكَسْبِ الْمَعْقُولِ،وَمُرَاعَاةُ أَحْوَالِ  الْمُسْتَأْجِرينَ بِالتَّيْسِيرِ عَلَيْهِمْ،وَاحْتِسَابُ الأَجْرِ فِي  التَّخْفِيفِ عَنْهُمْ،وَالتَّحَلِّي بِالسَّمَاحَةِ فِي التَّعَامُلِ مَعَهُمْ،عَمَلًا  بِقَوْلِ  النَّبِيِّﷺ:«رَحِمَ اللهُ رَجُلًا،سَمْحًا ‌إِذَا ‌بَاعَ،وَإِذَا اشْتَرَى،وَإِذَا اقْتَضَى»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وَبِقَوْلِﷺ:«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ فِي الدُّنْيَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ،وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ,وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبادَ اللهِ:قالَ تَعَالَى:﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌوَقَالَﷺ:«لاَ يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَقَالَﷺ:«الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ,ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ,يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. لِذَا يَجِبُ إِدْرَاكِ أَهَمِّيَّةِ أَنَّ  تَكُونَ العَلاقَاتُ  بَيْنَ النَّاسِ قَائِمَةً عَلَى الأُخُوَّةِ وَالمَحَبَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَالِاتِّفَاقِ.

الاوَصَلُّوا عِبَادَ اللهِ عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ،وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ كَمَا  أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًااللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ

مَجِيد،وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَاحْفَظْ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا،اللّهمّ وَهيِّئْ لَهُ الْبِطَانَةَ

الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَالَّتِي تَدُلُّهُ عَلَى الْخَيرِ وَتُعِينُهُ عَلَيْهِ ،واصرِفْ عَنه بِطانةَ السُّوءِ يَا رَبَّ العَالمينَ،وَاللّهمّ وَفِّقْ جَميعَ ولاةِ أَمرِ الْمُسْلِمِينَ لما تُحبهُ وَتَرضَاهُ لمَا فِيهِ صَلَاحُ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عِبَادَ اللَّهِ:فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ،وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ 

يَزِدْكُمْ ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

1759871082_خَطَرِ الْجَشَعُ وَالْمُبَالَغَةِ فِي رَفْع الإِيجَارَاتِ وَ المَكَاسِبِ العَقَارِيَّةِ.pdf

المشاهدات 121 | التعليقات 0