خطر الشائعات والتحذير من الغيبة والنميمة

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1447/01/16 - 2025/07/11 00:52AM
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوْبُ إِلَيهِ وَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْـدَقُ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَخَيْرَ الهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ عِبَادَ اللهِ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا )) قَالَ الاِمَامُ الشَّوْكَانيُّ رَحِمَهُ اللهُ والْمُرَادُ مِنَ التَّبَيُّنِ التَّعَرُّفُ والتَّفَحُّصُ ‌ومِنَ ‌التَّثَبُّتِ ‌الأَنَاةُ وعَدَمُ الْعَجَلَةِ وَالتَّبَصُّرُ فِي الْأَمْرِ الْوَاقِعِ وَالْخَبَرِ الْوَارِدِ حَتَّى يَتَّضِحَ وَيَظْهَرَ اِنْتَهَى كَلَامُهُ رَحِمَهُ اللهُ
عِبَادَ اللهِ والْمُتأمِّلُ فِي كِتَابِ اللهِ وَسُّنَّةِ رَسُولِهِ ﷺ يَعْلَمُ يَقِينًا خَطَرَ الشَّائِعَاتِ وَلَا أَدَّلَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قِصَّةِ الإفْكِ تِلْكَ الْحادِثَةُ الَّتِي كَشَفَتْ عَنْ شَنَاعَةِ الشَّائِعَاتِ وَهِيَ تَتَنَاوَلُ بَيْتَ النُّبُوَّةِ الطَّاهِرَ بِالْمَدِينَةِ شَهْرًا كَامِلاً وَتَتَعَرَّضُ لِعِرْضِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَعِرْضِ زَوْجِهِ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدْيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى بَراءَتها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا مِنَ السَّمَاءِ قُرْآنًا يُتْلَى وَلِلشَّائِعَاتِ دَوْرٌ كَبِيرٌ فِي إِثَارَةِ الْفِتَنِ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِلتَّسَاهُلِ فِي نَقْلِ الخَبَرِ دُوْنَ تَثَبُتٍ عَبْرَ وَسَائِلِ الْاِتِّصَالِ الحَدِيثَةِ مَعَ تطَوُّرِ التّقْنِيَّاتِ وَكَثْرَةِ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ المُخْتَلِفَةِ وَالَّتِي جَعَلَتْ الْعَالَمَ كَقَرْيَةٍ وَاحِدَةٍ فَكَمْ مِنْ إشاعَةٍ فَرَّقَتْ أُسَرًا وَخَرَّبَتْ بُيُوتًا وَقَطَّعَتْ عِلاَقَاتٍ وَتَسَبَّبَتْ فِي طَلاَقٍ وَمُشْكِلَاتٍ نَسْأَلُ الله تَعَالَى السَّلَامَةَ وَالعَافِيَةَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ العَافِيَةَ اللَّهُمَّ طِهِّرْ أَلْسِنَتَنَا وَأَيْدِينَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَأسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّ رَبِي غَفُورٌ رَّحِيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا أَمَّا بَعْد فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ فَإِنَّ اللِّسَانَ صَغِيرٌ جِرْمُهُ عَظِيمٌ جُرْمُهُ وَفِي الْحَدِيثِ الذي رواه التِّرْمِذِيُّ : ( وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ) ألا وإن من آفات اللسان الخطيرة الْغِيبَةُ وَالنَّمِيمَةُ قَالَ تَعَالَى : (( وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ))(( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ )) وقد بينَّ النبي ﷺ معنى الغيبة فقال ﷺ أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال ﷺ ( ذكرك أخاك بما يكره ) قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال ﷺ ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) رواه مسلم وَأَمَّا النَّمِيمَةُ فَإِنَّهَا نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد بينهم وقد ورد الوعيد الشديد ليحذر المسلم من الوقوع في ذلك قَالَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الصحابة وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ برَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أحْوَالَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَوَلِّي عَلَيهِم خِيَارَهُم اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (( عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات

1752184306_خطبة الجمعة الموافق16 من شهر الله المحرم 1447هـ عن خطر الشائعات والتحذير من الغيبة والنميمة.pdf

1752184318_خطبة الجمعة الموافق16 من شهر الله المحرم 1447هـ عن خطر الشائعات والتحذير من الغيبة والنميمة.docx

المشاهدات 498 | التعليقات 0