“خطورة أذية المارة في الطريق: دعوة للتربية الصالحة وحفظ الحقوق”

عبدالله منوخ العازمي
1446/07/16 - 2025/01/16 11:54AM

لحمد لله الذي لا خير إلا منه ولا فضل إلا من لدنه ، أحمده حمداً لا انقطاع لراتبه ولا إقلاع لسحائبه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. سميع لراجي قريب ممن يناجي ، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله أتم البرية خيراً وفضلاً ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه حبل الهدى وينبوع التقى صلاةً تبقى وسلام يترى.
أما بعد ، فيا أيها المسلمون اتقوا الله ؛ فإن تقواه أفضل مكتسب وطاعته أعلى نسب : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ آل عمران 102 .

 

اما بعد ايه المسلمون

 


فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قلنا يا رسول الله :

 


أي الإسلام أفضل ؟ قال : " من سلم المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه

 


قال الإمام البغوي - رحمه الله تعالى - " أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله أداء حقوق المسلمين ، والكف عن أعراضهم "


أيها المسلمون .. دلت النصوص الشرعية على تحريم إيذاء المسلم بأي وجه من الوجوه ،

من قول أو فعل بغير وجه حق ، ووجوب رفع الأذى عن المسلمين .. قال – تعالى

 


وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً

وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :

 


" لا يتناج اثنان دون واحد ؛ فإن ذلك يؤذي المؤمن ، والله - عز وجل - يكره أذى المؤمن " أخرجه الترمذي ،

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم

 


" إياكم والجلوس في الطرقات ، فقالوا : يا رسول الله ، مالنا بد من مجالسنا

 


نتحدث فيها ، فقال : فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ،

 


قالوا : وما حقه ؟ قال : غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر" متفق عليه .


أيها المسلمون .. إيذاء المسلم ومكايدته وإلحاق الشر به واتهامه بالباطل ورميه بالحجارة واذيته ، وتحقيره وتصغيره وتعييره وتنقصه وثنم عرضه وغيبته وسبه وشتمه

 


وطعنه ولعنه وتهديده وترويعه ، وابتزازه وتتبع عورته ونشر هفوته وإرادة إسقاطه ،

 


وفضيحته و ، وقتاله وحمل السلاح عليه وسلبه ونهبه وسرقته وغشه وخداعه والمكر

 


به ، ومماطلته في حقه وإيصال الأذى إليه بأي وجه أو طريق ظلم وجرم وعدوان ..

 


وكفى بذلك إثماً وحوباً وفسوقاً ، فعن نافع عن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال :

 


صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فنادى بصوت رفيع ، فقال :

 


" يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه . لا تؤذوا

 


المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم ؛ فإنه من تتبع عورة

 


أخيه المسلم تتبع الله عورته ،

 


ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ..


قال : ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة ، فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك " أخرجه الترمذي .


وعن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :

 


" من رمى مسلم بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال "

أخرجه أبو داود ..
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : " قال رجل : يارسول الله ..

 


إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ،

 


قال : هي في النار ، قال : يا رسول الله .. فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وصدقتها وأنها تصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : هي في الجنة " أخرجه أحمد ..
وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :


وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم

 


" المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، بحسب امريء

 


من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه "

 


أخرجه مسلم ..

 


وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " أخرجه مسلم


يقول يحيى بن معاذ " ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة : إن لم تنفعه فلا تضره ،

وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه

 


وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قلت يارسول الله .. أي الأعمال أفضل ؟ قال :

 


" الإيمان بالله والجهاد في سبيله ، قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفَسُها عند

 


أهلها وأكثرها ثمناً ، قال : قلت : فإن لم أفعل ، قال : تعين صانعاً أو تصنع لأخرق ، قال

 


قلت : يارسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : " تكف شرك عن الناس ؛ فإنها صدقة منك على نفسك " متفق عليه .


بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ، ونفعني وإياكم بما فيه من البينات والحكمة

 


أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :

 

لحمد لله الذي أمر بالإحسان ونهى عن العدوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا

 


شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

أيها الإخوة الكرام، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى:

 


﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾

عباد الله، إن ديننا الحنيف قد جاء بالأمر بالأخلاق الحميدة والآداب الرفيعة،

 


ومن أعظم تلك الآداب: احترام حقوق الآخرين وحفظ أموالهم وأعراضهم.

 


ومن صور التعدي التي نراها في بعض الأماكن، وفي الشوارع ما يفعله بعض الأبناء

 


من أذية المارة

 


في الطرقات، أو رمي سياراتهم بالحجارة، وهذه أفعال لا تليق بالمسلم،

 


وهي من الظلم والعدوان الذي حذرنا الله منه.

قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا﴾

أيها المسلمون، إن رمي الحجارة على السيارات أو إزعاج المارة في الطرقات لا يُظهر

 


الشجاعة ولا القوة، بل هو من العبث والإفساد الذي يعاقب عليه الشرع والقانون.

 


وهو يسبب أذى للآخرين، وربما يؤدي إلى الحوادث الخطيرة التي تزهق الأرواح،

 


والنبي ﷺ يقول: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”

[رواه البخاري].

فأين نحن من هذه الأخلاق؟ وأين التربية الحسنة التي تعلم أبناءنا احترام الآخرين ومراعاة حقوقهم؟

 


ايه الاخوة الكرام قبل ايام شاهدنا مقطع فالجوال لاحد الابناء وهوا راكب ومتعلق

 


بسيارة احد العمال وهي تمشي ووقع هذا الولد ونوم في المستشفى وكاد ان يموت

 


اقول للننتبه قد تكون دعوة اصابته فالامر زاد عن حده

أيها الآباء ، إن عليكم مسؤولية عظيمة في تربية أبنائكم وغرس القيم الفاضلة في

 


نفوسهم، فإنهم أمانة في أعناقكم، وستسألون عنهم يوم القيامة.

 


قال النبي ﷺ: “ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ” [رواه البخاري ومسلم].

نسأل الله أن يصلح أبناءنا وبناتنا، وأن يجعلهم قرة أعين لنا، وأن يرزقنا حسن التربية

 

والرعاية، إنه ولي ذلك والقادر عليه

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم …

 


اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين...


عباد الله ..( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء

 


والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه

 


على نعمه يزدكم ( ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ).

 

المشاهدات 507 | التعليقات 0