خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أَمَّا بَعْدُ:
فَيَقُولُ اللهُ تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران 110]
هَذِهِ شَعِيْرَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الدَّينِ، أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِهَا، وَأَثْنَى عَلَى القَائِمِينَ بِهَا، وَوَعَدَهُمْ جَزِيلَ الثَّوَابِ؛ كَمَا نَهَى سُبْحَانَهُ عَنْ إِهْمَالِهَا، وَذَمَّ مَنْ أَهْمَلَهَا، وَتَوَعَّدَهُ بِالعِقَابِ.
قَالَ تَعَالَى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران104 - 105]
قَالَ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: [يَنْهَى هَذِهِ الْأُمَّةَ أَنْ تَكُونَ كَالْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ فِي تَفَرُّقِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ، وَتَرْكِهِمُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ مَعَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ] اهـ
وَقَالَ تَعَالَى عَنِ المُنَافِقِينَ: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ}[التوبة67] وَقَالَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[التوبة 71]
وَقَالَ تَعَالَى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}[الحج41]
يَقُولُ الشَّنْقِيطِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: [وَفِي الآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا وَعْدَ مِنَ اللَّهِ بِالنَّصْرِ، إِلَّا مَعَ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ فَالَّذِينَ يُمَكِّنُ اللَّهُ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ، وَيَجْعَلُ الْكَلِمَةَ فِيهَا وَالسُّلْطَانَ لَهُمْ، وَمَعَ ذَلِكَ لَا يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَلَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ، وَلَا يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَا يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ فَلَيْسَ لَهُمْ وَعْدٌ مِنَ اللَّهِ بِالنَّصْرِ؛ لِأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنْ حِزْبِهِ، وَلَا مِنْ أَوْلِيَائِهِ الَّذِينَ وَعَدَهُمْ بِالنَّصْرِ، بَلْ هُمْ حِزْبُ الشَّيْطَانِ وَأَوْلِيَاؤُهُ...] الخ
عِبَادَ اللهِ: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ سَبَبٌ لِلنَّجَاةِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَــذَابٍ بَئِيسٍ بِمَـا كَـانُوا يَفْسُقُونَ}[الأعراف165] وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}[هود117]
فَالنَّجَاةُ مِنَ الهَلاَكِ فِي الصَّلَاحِ وَالإِصْلَاحِ، وَالنَّهْيِ عَنِ السُّوءِ وَالفَسَادِ.
وَلَمَّا قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: (نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ، وَحَقٌّ مِنْ حُقُوقِ الطَّرِيقِ؛ كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: (وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ)
وَفِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ: (قَالُوا وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ)
عِبَادَ اللهِ: ثُمَّ إِنَّ الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ؛ وَاجِبَانِ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ بِحَسَبِهِ، وَعَلَى قَدْرِ اِسْتِطَاعَتِهِ؛ لَا يَخْتَصَّانِ بِفِئَةٍ مِنَ النَّاسِ، أَوْ بِجِهَةٍ مِنَ الجِهَاتِ؛ لِحَدِيثِ: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)[رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
وَفِي الحَدِيثِ بَيَانٌ لِوُجُوبِ التَّغْيِيرِ، وَبَيَانٌ لِمَرَاتِبِهِ؛ وَآخِرُهَا التَّغْيِيرُ بِالْقَلْبِ؛ وَلَا عَجْزَ عَنِ التَّغْيِيرِ بِالقَلْبِ.
فَإِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ - يَا عَبْدَ اللهِ - تَغْيِيرَ المُنْكَرِ بِيَدِكَ وَلَا بِلِسَانِكَ؛ فَلَا تَقْبَلْهُ بِقَلْبِكَ؛ بَلْ أَنْكِرْهُ، وَلَا تَرْضَ بِهِ؛ وَلَو كَثُرَ مَنْ يَفْعَلُهُ؛ لَا تَأْلَفِ المُنْكَرَ، وَلَا تَأْنَسْ بِصَاحِبِ المُنْكَرَاتِ؛ فَتَجْعَلُهُ لَكَ صَاحِبًا وَجَلِيسًا؛ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا.
إِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ؛ فَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى عَنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَـرٍ فَعَلُــوهُ لَبِئْسَ مَــا كَـانُوا يَفْعـَلُونَ}[المائدة 78ـ 79]
وَمَا كَثُرَتْ فِي النَّاسِ المُنْكَرَاتُ وَاسْتَهَانُوا بِهَا؛ إِلَّا عِنْدَمَا تَخَاذَلوا عَنْ هَذِهِ الشَّعِيْرَةِ، وَسَكَتُوا عَنْ صَاحِبِ المُنْكَرِ؛ مُدَاهَنَةً لَهُ، أَوْ حِفَاظًا عَلَى مَوَدَّتِهِ، أَوْ مُرَاعَاةً لِقَرَابَتِهِ، أَوْ مَنْصِبِهِ أَوْ وَجَاهَتِهِ، أَوْ غَيرِ ذَلِكَ.
إِنَّ الصَّدِيقَ الوَفِيَّ، وَالمُحِبَّ الحَقِيقِيَّ؛ مَنْ يَسْعَى فِي فَوْزِ صَاحِبِهِ وَنَجَاتِهِ؛ فَيَأْمُرُهُ بِالمَعْرُوفِ، وَيَنْهَاهُ عَنِ المُنْكَرِ، وَيُعِينُهُ عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى؛ وَيَنْهَاهُ عَنِ الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ؛ حَتَّى لَوْ قَابَلَهُ بِالسُّخْطِ وَالجَفَاءِ؛ فَاللهُ تَعَالَى أَحَقُّ أَنْ يُبْتَغَى رِضَاهُ.
جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ سَعَى فِي رِضَاهُ، وَمِمَّنْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ، وَبَارَكَ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ - رَحِمَكُمُ اللهُ - وَقُومُوا بِهَذِهِ الشَّعِيرَةِ عَلَى الوَجْهِ المَشْرُوعِ.
لِنَبْدَأْ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - بإِصْلَاحِ أَنْفُسِنَا، وَأَهْلِنَا وَأَقْرَبِ النَّاسِ إِلَيْنا؛ فَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ}[الشعراء214] وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم 6 ]
وَهَكَذَا دَعْوُةُ الجِيرَانِ وَالأَصْدِقَاءِ وَالزُّمَلَاءِ؛ وَغَيْرِهِمْ.
عِبَادَ اللهِ: ثُمَّ اعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الأَمْرَ يَحْتَاجُ إِلَى حِكْمَةٍ وَعِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ؛ حَتَّى لَا يَتَرَتَّبَ عَلَى الإِنْكَارِ مُنْكَرٌ أَشَدُّ.
وَيَحْتَاجُ كَذَلِكَ إِلَى صَبْرٍ وَتَحَمُّلٍ لِمَا قَدْ يُصِيبُ مِنْ أَذًى؛ وَلِذَلِكَ أَوْصَى لُقْمَانُ ابْنَهُ بِالصَّبْرِ بَعْدَ أَنْ أَوْصَاهُ بِالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ؛ فَقَالَ لَهُ: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ} [لقمان 17 ]
وَمَنْ يَنْظُرُ فِي قَصَصِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، يَجِدْ أَنَّهُمْ لَاقَوا أَنْوَاعًا مِنَ الأَذَى، وَأَلْوَانًا مِنَ الِابْتِلَاءِ؛ فَصَبَرُوا وَصَابَرُوا؛ قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ}[الأنعام 34]
عِبَادَ اللهِ: وَيَنْبَغِي لِلْآمِرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهِي عَنِ الْمُنْكَرِ أَنْ يَرْفُقَ بِالنَّاسِ، وَيَجْتَنِبَ الغِلْظَةَ وَالعُنْفَ؛ فَمَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران 159]
وَهَكَذَا لِيَحْرِصِ النَّاصِحُ أَنْ تَكُونَ النَّصِيحَةُ سِرًّا قَدْرَ المُسْتَطَاعِ؛ كَمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: مَنْ وَعَظَ أَخَاهُ سِرًّا فَقَدْ نَصَحَهُ وَزَانَهُ، وَمَنْ وَعَظَهُ عَلَانِيَةً فَقَدْ فَضَحَهُ وَشَانَهُ.
جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ صَالِحِينَ مُصْلِحِينَ، هُدَاةً مُهْتَدِينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا آمِرِينَ بِالمَعْرُوفِ عَامِلِينَ بِهِ، نَاهِينَ عَنِ المُنْكَرِ مُجْتَنِبِينَ لَهُ؛ صَابِرِينَ مُحْتَسِبِينَ..
اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ أَمْرًا رَشِيدًا؛ يُعَزُّ فِيْهِ أَوْلِيَاؤُكَ، وَيُذَلُّ فِيْهِ أَعْدَاؤُكَ، وَيُؤمَرُ فِيْهِ بِالمَعْرُوفِ وَيُنْهَى فِيْهِ عَنِ المُنْكَرِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[الأحزاب 56]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتجدون هذه الخطبة وغيرها على قناة التليجرام (احرص على ما ينفعك)
https://t.me/benefits11111/2870
المرفقات
1757555505_خير أمة أخرجت للناس.pdf
1757555516_خير أمة أخرجت للناس.doc