ذنوب مرعبة!

تركي بن عبدالله الميمان
1447/01/08 - 2025/07/03 22:04PM

ذُنوبٌ مُرعِبَة

   

الخُطبَةُ الأُولَى

إِنَّ الحَمْدَ لِلهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ، ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيه، مَنْ يَهْدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُم ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ U؛ فَهِيَ مَصْدَرُ الحِمَايَةِ الرَبَّانِيَّة، والمَعِيَّةِ الإلهيَّة! قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾.

أَيُّهَا المسلمون: إِنَّ ضَرَرَ الذُّنُوبِ على الأَرْوَاح؛ كَضَرَرِ السُّمُومِ في الأَبدَان، قال ابنُ القَيِّم: (وهَلْ في الدُّنيَا والآخِرَةِ، شَرٌّ ودَاءٌ؛ إلَّا سَبَبُهُ الذُّنُوبُ والمَعَاصِي!)[1].

وأَعْظَمُ الذُّنُوب: الإِشرَاكُ بالله، ودَعوَةُ غَيرِهِ مَعَه؛ فَهُوَ يُحبِطُ الأعمالَ، ويُخلِّدُ صاحِبَهُ في النار! ﴿إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ومَنْ يُشْرِكْ بِالله فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾[2].

ومَنْ صَدَّق الَّذِينَ يَدَّعُونَ الغَيْب: مِنَ الكُهَّانِ والعَرَّافِين، أو السَّحَرَةِ والمُشَعوِذِين، أو مِمَّنْ يَنْظُرُ في الأَبرَاج، أو يَقرَأُ في الكَفِّ والفِنجَان؛ فقد عَرَّضَ دِينَهُ لِلْخَطَر!

قال ﷺ: (مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ؛ فَقَدْ كَفَرَ بما أُنزِلَ على مُحمَّدٍ)[3].

ومَنْ تَعَلَّقَ بِغَيرِ اللهِ: تَقَطَّعَ قَلْبُهُ، وازْدَادَ هَمُّه! فَإِنَّهُ ما رَجَا أَحَدٌ مَخْلُوْقًا أو تَوَكَّلَ عليه؛ إلَّا خَابَ ظنُّهُ فيه![4] قال ﷺ: (مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا؛ وُكِلَ إِلَيْه)[5].

ومَنْ تَرَكَ الصلاةَ المكتوبةَ، أو أَخَّرَهَا عن وَقْتِهَا: تَوَعَّدَهُ اللهُ بِـ(وَادٍ في جَهَنَّم!)؛  قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾[6]، قال ابنُ عَبَّاسٍ t: (الغَيُّ: وَادٍ في جَهَنَّمَ، وإِنَّ أَودِيَةَ جَهَنَّمَ لَتَسْتَعِيذُ مِنْ حَرِّهِ)[7].

ومَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ: تَتَبَّعَ اللهُ عَورَتَهُ، ومَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَورَتَهُ، يَفْضَحْهُ ولو في جَوفِ رَحْلِهِ![8] ومَنْ ذَكَرَ مسلمًا -في غَيْبَتِه- بسوء؛ فكأَنَّما أَكَلَ لَـحْمَهُ وهُوَ مَيِّتٌ لا يُحِسُّ بذلك![9] قال تعالى: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾؛ قال ابنُ كثير: (أي كما تكرهونَ هذا طبعًا؛ فاكرهوا ذَاكَ شَرْعًا، فإِنَّ عُقُوبَتَهُ أَشَدُّ مِنْ هذا، وهذا مِنَ التَّنْفِيرِ عنِ الغيبةِ، والتَّحْذِيرِ مِنْهَا)[10]. قال ﷺ: (لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي U مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُم وَصُدُورَهُم)، فقلتُ: (مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟!)، قال: (هؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِم)[11].

والَّذِيْنَ يَنْشْرَون المعاصيَ والمنكرات؛ توعَّدَهُم اللهُ بقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ﴾. قال السِّعْدِي: (فَإِذَا كانَ هذا الوَعِيد؛ لِمُجَرَّدِ مَحَبَّةِ أَنْ تَشِيْعَ الفَاحِشَةُ، واسْتِحْلَاءِ ذلكَ بِالقَلْبِ؛ فَكَيْفَ بِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذلكَ: مِنْ إِظْهَارِهِ ونَقْلِهِ!)[12].

ومَنْ تَجَرَّدَ مِنْ سِتْرِ اللهِ، وجاهَرَ بِمَعصِيَتِه، جَرَّدَهُ اللهُ مِنَ العافية! قال ﷺ: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ)[13].

ومَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِقَبْرَيْنِ؛ فقال: (إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ... أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ البَوْلِ، وأَمَّا الآخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَة)[14].

وما مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ![15]

ومَنْ تَجَسَّسَ على غَيْرِهِ؛ صُبَّ في أُذُنِهِ الرَّصَاصُ المُذَاب! قال ﷺ: (مَنِ اسْتَمَعَ حَدِيثَ قَوْمٍ، وهُمْ لَهُ كَارِهُونَ؛ صُبَّ في أُذُنِهِ الآنُكَ يَومَ القِيَامَة)[16].

وعاقِبَةُ الزِّنَى وَخِيْمَة، ونِهَايَتُهُ أَلِيْمَه؛ فَهُوَ يُؤَدِّي إلى الفضيحةِ والعَار، والخِزْيِ والدَّمار، ثم إلى النَّارِ وبِئْسَ القرار! قال ﷻ: ﴿ولا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وسَاءَ سَبِيلًا﴾. يقول ابنُ القيِّم: (والزِّنَى يَجْمَعُ الشرَّ كُلَّه، ويُشَتِّتُ القَلْبَ ويُمْرِضُهُ، ويَجْلِبُ الهَمَّ والحزنَ والخوف، ويُوجِبُ الفقرَ، ويُقَصِّرُ العُمُرَ، ويَكْسُو صَاحِبَهُ سَوَادَ الوَجْهِ، وثَوبَ المَقْتِ بينَ الناس)[17].

ومَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَموالَهُم تَكَثُّرًا، فإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا؛ قال ﷺ: (لَا تَزَالُ المَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُم، حَتَّى يَلْقَى اللهَ، ولَيْسَ في وَجْهِهِ مُزْعَةُ لحْم)[18].

ومَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ إِتْلافَهَا: أَتْلَفَهُ الله![19]ومَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَرضِ ظُلْمًا؛ طَوَّقَهُ اللهُ إِيَّاهُ يَومَ القِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ![20] قال ﷺ: (مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ؛ فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وحَرَّمَ عَلَيْهِ الجَنَّةَ)، فقال له رَجَلٌ: (وإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يا رَسُولَ الله؟)، قال: (وإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ)[21].

ولَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا، وأَعْلَنَ الحَربَ عليه! ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُم مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ ورَسُولِه﴾.

وآكِلُ الرِّبَا: يُبْعَثُ يَومَ القِيَامَةِ مَجْنُونًا يُخْنَقُ[22]؛ قال U: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يتخبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ﴾. قال ابنُ كثير: (أَيْ لا يَقُومُونَ مِنْ قُبُورِهِم يَومَ القِيَامَةِ؛ إِلَّا كَمَا يَقُومُ المَصرُوعُ؛ وذلكَ أَنَّهُ يَقُومُ قِيَامًا مُنْكَرًا)[23].

ومَنْ آذَى عبادَ الله؛ فَإِنَّه يُقْتَصُّ مِنْ حَسَنَاتِه يومَ القيامة! قال ﷺ: (إِنَّ المُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي: يَأْتِي يَومَ القِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وصِيَامٍ وَزَكَاةٍ؛ ويَأْتِي قَدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مَالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هَذَا، وضَرَبَ هذا؛ فَيُعْطَى هذا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وهذا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى ما عَلَيْهِ؛ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ)[24].

ومَنْ سَخِرَ مِنْ عِبَادِ اللهِ؛ سَخِرَ اللهُ مِنْه! فلا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ؛ فَيَرحَمَهُ اللهُ ويَبْتَلِيكَ![25] يقولُ ابنُ مسعودٍ t: (لَوْ سَخِرْتُ مِنْ كَلْبٍ؛ لَخَشِيتُ أَنْ أَكُونَ كَلْبًا!)[26]، قال ابنُ سِيْرِين: (عيَّرتُ رجلًا، فقلتُ: يا مُفْلِس، فَأَفْلَسْتُ بَعدَ أَربَعِينَ سَنَة)[27].

وشُرْبُ الخُمُورِ: بَوَّابَةُ الشُّرُور؛ قال ﷺ: (لا تَشْرَبِ الخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ)[28]. ومَنْ شَرِبَ الخَمْرَ: لم تُقبَلْ مِنهُ صلاةٌ أَربَعِينَ يَوْمًا، ولم يَشْرَبْها في الجَنَّة؛ وسَقَاهُ اللهُ مِنْ عَرَقِ أَهلِ النَّار![29]. قال ﷺ: (إِنَّ على اللهِ U عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ المُسْكِرَ: أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الخَبَالِ)، قالوا: (يا رَسُولَ اللهِ، وما طِينَةُ الخَبَالِ؟)، قال: (عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أو عُصَارَةُ أَهْلِ النَّار)[30].

ومَنْ قَطَعَ رَحِمَهُ؛ قَطَعَهُ الله! قال ﷺ: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ)[31]، ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾.

والحَسَدُ جَالِبٌ للحَسَرَات، وسَارِقٌ لِلْحَسَنَاتِ: قال ﷺ: (إِيَّاكُم والحَسَدَ، فَإِنَّ الحَسَدَ يَأْكُلُ الحَسَنَاتِ: كَمَا تأكُلُ النَّارُ الحَطَبَ)[32]. قال القاري: (لِأَنَّ الحَسَدَ يُفْضِي بِصَاحِبِهِ إلى اغْتِيَابِ المَحْسُودِ، فَيُذْهِبُ حَسَنَاتِهِ في عِرْضِ ذلك المَحْسُودِ، فَيَزِيدُ المَحْسُودُ نِعْمَةً على نِعْمَةٍ، والحَاسِدُ حَسْرَةً على حَسْرَةٍ! فَهُوَ كما قال تعالى: ﴿خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ﴾)[33].  والحَسَدُ سَبَبٌ للنَّكَد: فهو عذابٌ على الروحِ والجَسَد، وضررٌ على الدين والدنيا! قال ﷺ: (دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُم: الحَسَدُ، والبَغْضَاءُ؛ والبَغْضَاءُ: هِيَ الحَالِقَةُ، لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ)[34].

 قال السَّمَرْقَنْدِي: (يَصِلُ إلى الحَاسِدِ خَمْسُ عُقُوْبَاتٍ، قَبْلَ أَنْ يَصِلَ حَسَدُهُ إلى المَحْسُود:1- غَمٌّ لا يَنْقَطِع، 2-ومُصِيْبَةٌ لا يُؤْجَرُ عليها، 3-ومَذَمَّةٌ لا يُحْمَدُ عليها،

4-وسَخَطُ الرَّب، 5-ويُغْلَقُ عنه بابُ التوفيق)[35]. فَللهِ دَرُّ الحَسَدِ ما أعْدَلَهْ، بَدَأَ بِصَاحِبِهِ فَقَتَلَه!

أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ على تَوْفِيْقِهِ وامْتِنَانِه، وأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الله، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُوْلُه.

أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ أَخْبَرَ نَبِيُّنَا ﷺ عن أَحوَالِ العصاةِ في البَرْزَخِ، ورَأَى مِنَ المَشَاهِدِ المُرْعِبَةِ، ما تَقْشَعِرُّ مِنْهُ الأَبدَان! ومِنْ ذلك:

 * أنه رَأَى الذي يَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، وهو يُكْسَرُ رَأْسَهُ بِالحَجَر، ثَمَّ يَتَدَحْرَجُ الحَجَرُ، فَيَأْخُذهُ مَرَّةً أُخرَى، ثُمَّ يَعُودُ رَأسُهُ كَمَا كان، فَيَفْعَلُ بِه كما فَعَلَ في المرَّةِ الأُولَى!

* ورَأَى الزُّنَاةَ وهم عُرَاةٌ في بِنَاءٍ مِثْلِ التَنُّور، ويَأْتِيهِم لَهِيبٌ مِنْ أَسفَلَ مِنْهُم![36]

* ورَأَى آكِلَ الرِّبَا وهو يَسْبَحُ في نَهرِ الدَّم، ويُلْقَمُ الحِجَارَةُ في فَمِه![37]

قال ابنُ القَيِّم: (أَكْثَرُ أصحابِ القبورِ مُعَذَّبِين، والفَائِزُ مِنْهُم قليل؛ فَظَواهِرُ القبورِ تُراب، وبَوَاطِنُهَا حَسَرَاتٌ وعَذَاب)[38].

عبادَ الله: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ[39]، ومَتَى تَلَطَّخْتَ بِذَنْبٍ، فَاغْسِلْهُ بِمَاءِ التوبة، فـ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ﴾.

يا رَبِّ إِن عَظُمَتْ ذُنوبي كَثرَةً

 فَلَقَدْ عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ

إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلَّا مُحسِنٌ

 فَبِمَنْ يَلوذُ ويَستَجيرُ المُجرِمُ

أَدْعُوكَ رَبِّ كَما أَمَرْتَ تَضَرُّعًا

 فَإِذا رَدَدْتَ يَدِي فَمَن ذا يَرْحَمُ

ما لي إِلَيكَ وَسِيلَةٌ إِلَّا الرَّجَا

وجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنِّي مُسلِمُ

*******

* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسلامَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّركَ والمُشرِكِين.

* اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهْمُوْمِيْنَ، ونَفِّسْ كَرْبَ المَكرُوبِين.

* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا ووُلَاةَ أُمُورِنَا، ووَفِّقْ (وَلِيَّ أَمْرِنَا ووَلِيَّ عَهْدِهِ) لِمَا تُحِبُّ وتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ والتَّقْوَى.

* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.

* فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، واشكُرُوهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُم ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
 [1] الداء والدواء (42).
[2] ومَنْ تَرَكَ تَوحِيدَ اللهِ: زَالَتْ عَنْهُ وِلايةُ اللهِ وحِفْظُهُ؛ قال تعالى -في الحديثِ القُدسي-: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِيَ غَيْرِي؛ تَرَكْتُهُ وشِرْكَه). رواه مسلم (2985).
[3] رواه الترمذي (135)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5942).
[4] انظر: مجموع الفتاوى، ابن تيمية (10/257).
[5] رواه الترمذي (2072)، وحسَّنه الألباني في صحيح سنن الترمذي.

* قال القاري -في قوله: (وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ)-: (أَيْ لَوْ كَانَ في وَسَطِ مَنْزِلِهِ، مَخْفِيًّا مِنَ النَّاسِ). مرقاة المفاتيح (8/3157).
[6] قال كعب: (هُوَ وَادٍ في جَهَنَّمَ: أَبْعَدُهَا قَعْرًا، وأَشَدُّهَا حَرًّا). تفسير البغوي (5/241).
[7] تفسير البغوي (5/241).
[8] رواه الترمذي (2032)، وصحَّحه الألباني في صحيح الترمذي.
[9] انظر: تفسير البغوي (7/346).
[10] تفسير ابن كثير (7/355). بتصرف
[11] رواه أبو داود (4878)، وصحَّحه الألباني في صحيح أبي داود.
[12] تفسير السعدي (563).
[13] رواه البخاري (5721)، ومسلم (2990).
[14] رواه البخاري (218)، ومسلم (292).
[15] أخرجه مسلم (203).
[16] رواه البخاري (7042).
[17] الداء والدواء (162)، روضة المحبين (360). بتصرف
[18] رواه مسلم (1040).
[19] رواه البخاري (2387).
[20] رواه البخاري (3198)، ومسلم (1610).
[21] رواه مسلم (137).
[22] تفسير ابن أبي حاتم (2/544).
[23] تفسير ابن كثير (1/708). باختصار
[24] رواه مسلم (2581).
[25] رواه الترمذي وحسَّنه (2506).
[26]  الزهد والرقائق، ابن المبارك (741).
[27] صيد الخاطر، ابن الجوزي (39).
[28] رواه ابن ماجه (4034)، وحسَّنه الألباني في صحيح ابن ماجه.
[29] رواه ابن ماجه (3377)، وصحَّحه الألباني في صحيح ابن ماجه.
[30] رواه مسلم (3732).
[31] رواه البخاري (5984)، رواه مسلم (4637).
[32] رواه أبوداود (4903).
[33] مرقاة المفاتيح (8/3155). باختصار 
[34] رواه الترمذي (2510)، وحسَّنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2888).
[35] تنبيه الغافلين (177). مختصرًا
[36] رواه البخاري (7047).
[37] رواه البخاري (1386).
[38] الروح (79).
[39] رواه الترمذي (2499)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (4515).

 

 

 

المرفقات

1751569440_‏‏ذنوب مرعبة (نسخة للطباعة).pdf

1751569453_‏‏‏‏أنيس الوحشة (العمل الصالح) نسخة للطباعة.docx

المشاهدات 340 | التعليقات 0