سيد الأيام

سيد الأيام

الحمد لله ذي العظمة والجلال ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أهل الفضل والنوال ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله فاق جميع الخلق في كمال الخصال، صلى الله عليه وآله وأصحابه وأتباعه ما تعاقبت الأيام والليال، أما بعد : فمن استعصم بالله وقاه ، ومن اتقاه فاز بجنته ورضاه ، ألا فاتقوا الله.

إخوة الإسلام : يومٌ عظيم من أيام الله فيه بدأ الكون وفيه ينتهي الكون ، لكم أشرقت شمسه وغربت والصالحون في جد واجتهاد ، والغافلون في سبات وابتعاد ، إنه سيد الأيام ، بل خير يوم طلعت عليه الشمس ، إنه عيد أهل الإسلام المتكرر، إنه يوم الجمعة ، أخرج أحمد والترمذي وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة )  صح في مسلم : أن الله هدانا له وأضل الأمم قبلنا عنه وأنه ( فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة ) . ولذا كان الحبيب صلى الله عليه وسلم به حفياً ، يخصُّه مكاناً عليّا ، يقرأ في فجره بسورة السجدة والإنسان تذكيراً بالمعاد ، وحشر العباد في يوم الجمعة ، وحريٌ بأئمة المساجد أن يحيوا هذه السنة .

عباد الله : ومن خصائص يوم الجمعة استحباب كثرة الصلاة والسلام على النبي في يومه وليلته فقد روى أبو داوود وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ) . ومن خصائص يوم الجمعة : استحباب قراءة سورة الكهف في يومها فقد أخرج الحاكم والبيهقي وحسنه ابن حجر وصححه الألباني أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) . تالله إنه أجر عظيم ، لا يفوت المؤمن العاقل القويم .

ومن خصائص يوم الجمعة : أن جعل الله تعالى فيه ساعة ، لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي ، يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه ، مالم يسأل حراما ، وأرجى الساعات للإجابة ساعتكم هذه ، لما رواه مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال ( هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة ) .

وكذلك آخر ساعة بعد العصر حتى تغرب الشمس لما رواه أبو داوود والنسائي وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( التمسوها آخر ساعة بعد العصر ) ولذا حري الاجتهاد بالدعاء في هذين الوقتين ، ووالله إن من تفويت الفرص إضاعة مثل هذه الساعة العظيمة في غير الدعاء والانشغال وقتها.

قال بن القيم رحمه الله : وهو اليوم الذي يستحب أن يتفرغ فيه للعبادة ...فيوم الجمعة في الأيام كشهر رمضان في الشهور ، وساعة الاستجابة فيه كليلة القدر في رمضان .

وفقنا الله وإياكم لهداه ، وجعل عملنا في رضاه ، واستغفروا ربكم فإنه غفار تواب لمن أناب إليه ودعاه.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشآنه وأشهد أن محمداً الداعي إلى رضوانه وبعد:

ومن الخصائص في هذا اليوم أن فيه صلاة الجمعة واجبة تركها عمدًا بلا عذر كبيرة من كبائر الذنوب صح عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لينتهين أقوام عن تركهم الجُمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم فليكونن من الغافلين).كما أنه لا يجوز التشاغل بعد الأذان الثاني ببيع ولا شراء ولا غيرها من العقود.

ولأهمية هذه الصلاة العظيمة شرع لها الاغتسال و التطيب ولبس أحسن الثياب . و من السنن العظيمة لهذه الصلاة التبكير لها ، ففي الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم ( من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة - أي مثل غسل الجنابة – ثم راح فكأنما قرّب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشًا أقرن ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر )  إن مما يؤسف له تأخر كثير من المصلين في الحضور لصلاة الجمعة فالبدار البدار . كما أنه يجب الاستماع لخطبة الجمعة والإنصات لها فلا يجوز أن تكلم أحدًا والإمام يخطب ، لا بسلام ولا برد سلام ولا بتشميت عاطس ولا غير ذلك إلا من كلم الخطيب أو كلمه الخطيب لحاجة .

وأقل ما تدرك به الجمعة بإدراك ركعة مع الإمام ، فمن جاء بعد الركوع من الركعة الثانية في صلاة الجمعة فقد فاتته صلاة الجمعة وعليه أن يصليها أربعًا ظهرا .

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي . اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واحمِ حوزة الدين واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين والشريفين وولي عهده لما تحب وترضى وأعز بهم دينك يا رب العالمين اللهم انصر جنودنا المجاهدين المرابطين على ثغورنا وأمننا اللهم انصرهم في كل مكان ، اللهم اغفر لوالدينا وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين . سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . 

 

المرفقات

1738595969_سيد الأيام.docx

1738595970_سيد الأيام.pdf

المشاهدات 739 | التعليقات 0