عاشورا.. "نحن أحق بموسى منكم"
عبدالرحمن عبدالعزيز القنوت
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ الْمَنَّانِ، ذِي الْفَضْلِ وَالْجُودِ وَالْإِحْسَانِ. نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ فَهُوَ أَحَقُّ أَنْ يُحْمَدَ، وَنَشْكُرُهُ وَنُثْنِي عَلَيْهِ فَهُوَ أَوْلَى مَنْ عُبِدَ. وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؛ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، لَا رَبَّ لَنَا سِوَاهُ، وَلَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللَّهُ.
وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَاقْتَفَى أَثَرَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ..
اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ وَاشْكُرُوهُ، وَرَاقِبُوهُ وَلَا تَعْصُوهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
عِبَادَ اللَّهِ:
عِنْدَمَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْيَهُودَ تُعَظِّمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ قَالَ: "نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ". فَنَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى فِي فَرَحِهِ وَبُطُولَاتِهِ وَنَصْرِهِ، وَأَحَقُّ بِمُوسَى فِيمَنْ يَخْلُفُ مَكَانَهُ وَأَرْضَهُ.
يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَالْأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ وَالْمَسْجِدُ الْأَقْصَى هِيَ إِرْثُ الْمُسْلِمِينَ بِحَقٍّ، إِرْثُ كُلِّ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَيُوَحِّدُهُ. إِنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ صَدَحَ بِهَا رَسُولُ الْهُدَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى الَّذِي يَسْكُنُ قَلْبَ كُلِّ مُسْلِمٍ، ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبَارَكَ مَا حَوْلَهُ، وهُوَ الْمَسْجِدُ الَّذِي أَكْرَمَتْهُ الرُّسُلُ، وَتُلِيَتْ فِيهِ الْكُتُبُ الْأَرْبَعَةُ الْمُنَزَّلَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الزَّبُورُ وَالتَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ وَالْقُرْآنُ.
وَأَقْسَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِثَمَرَتِهِ، فَقَالَ: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ).
وَجَاءَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى. قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ..
وَمِنَ الْمَقْطُوعِ بِهِ أَنَّ دِينَ الْأَنْبِيَاءِ وَاحِدٌ، وَإِنِ اخْتَلَفَتْ تَفَاصِيلُ الشَّرِيعَةِ؛ فَكُلُّهُمْ يَدْعُو إِلَى التَّوْحِيدِ، وَإِلَى إِفْرَادِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْعِبَادَةِ، وَطَاعَتِهِ فِي شَرْعِهِ وَأَحْكَامِهِ.
وَهَذِهِ الْأَحْكَامُ تَتَنَوَّعُ مِنْ أُمَّةٍ إِلَى أُمَّةٍ، وَرَسُولٍ إِلَى رَسُولٍ. لِذَا، فَإِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ يَرِثُ أَرْضَ اللَّهِ بِكَلِمَتِهِ وَرِسَالَتِهِ. فَهَذَا إِبْرَاهِيمُ وَلُوطٌ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَهُمَا قَبْلَ بَنِي إِسْرَائِيلَ نَجَّاهُمَا اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَنْهُمَا: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ).
وَهَكَذَا تَبْقَى فِلَسْطِينُ مَآلَهَا لِعِبَادِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ؛ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ يَعْقُوبُ وَإِسْحَاقُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.
وَفِي عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ تَكُنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسْكُنُ فِلَسْطِينَ، وَإِنَّمَا كَانُوا بِأَرْضِ مِصْرَ. فَلَمَّا نَجَّاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ظُلْمِ فِرْعَوْنَ، هَاجَرَ بِهِمْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى سِينَاءَ، وَأَمَرَهُمْ بِدُخُولِ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، لَكِنَّهُمْ أَبَوْا وَقَالُوا: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)، وَكَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمُ التِّيهَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ عَامًا. تُوُفِّيَ فِيهَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ حَتَّى خَرَجَ جِيلٌ آخَرُ أَكْثَرُ صِدْقًا مِنْ آبَائِهِمْ؛ فَدَخَلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ.
وَحِينَ أَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ وَطَغَوْا؛ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْإِخْرَاجَ، فَتَشَرَّذَمُوا فِي الْأَرْضِ.
ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَوْرَثَ اللَّهُ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الْمُؤْمِنِينَ أَتْبَاعَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ لِأَنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ. فَكَمَا كَانَتْ لِلْمُؤْمِنِينَ قَبْلَ بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ فَقَدْ كَانَتْ لِلْمُؤْمِنِينَ بَعْدَهُمْ: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).
حَتَّى أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى بِبَعْثَةِ َخَاتَمِ النَّبِيِّينَ؛ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَكَانَ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِحْدَى بِشَارَتِهِ.
وَإِنَّ صَلَاةَ النَّبِيِّ ﷺ بِالْأَنْبِيَاءِ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ؛ كَانَتْ إِعْلَانًا بِأَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ كَلِمَةُ اللَّهِ الْأَخِيرَةُ إِلَى الْبَشَرِ، وَأَنَّ آخِرَ صِبْغَةٍ لِلْمَسْجِدِ الْأَقْصَى هِيَ الصِّبْغَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ.
وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ لِلْهِجْرَةِ؛ تَحَقَّقَتِ الْبِشَارَةُ النَّبَوِيَّةُ وَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ إِلَى فِلَسْطِينَ، وَتَسَلَّمَ مَفَاتِيحَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ..
أَمَّا الْيَهُودُ فَقَدِ انْبَتَّتْ عَلَاقَتُهُمْ بِتِلْكَ الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ، وَانْقَطَعَتْ صِلَتُهُمْ بَعْدَ كُفْرِهِمْ بِاللَّهِ تَعَالَى وَإِفْسَادِهِمْ فِي الْأَرْضِ، وَصِفَاتِ السُّوءِ الَّتِي حَكَاهَا لَنَا الْقُرْآنُ.
فَكَيْفَ لِأُمَّةٍ اتَّسَمَتْ بِأَسْوَأ الصِّفَاتِ وَالْأَخْلَاقِ أَنْ تَرِثَ أَرْضَ اللَّهِ الْمُقَدَّسَةَ؟ فَقَدْ أَخْبَرَ الْقُرْآنُ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ، وَأَنَّهُمْ قَتَلَةُ الْأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ اللَّهُ عَنْهُمْ: (يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ).
وَوَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ أَهْلُ حِقْدٍ وَحَسَدٍ وَغَيْظٍ لِلْمُسْلِمِينَ: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا).
وَأَنَّهُمْ يَكِيدُونَ لِلْبَشَرِ، وَيَسْعَوْنَ إِلَى تَحْطِيمِ الْأَخْلَاقِ، وَنَشْرِ الْفَوَاحِشِ وَالْمُوبِقَاتِ: (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا).
وَوَصَفَهُمْ بِنَقْضِ الْمَوَاثِيقِ. فَقَالَ تَعَالَى: (الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ).
وَوَصَفَهُمْ بِالْكَذِبِ وَأَكْلِ الْمَالِ الْحَرَامِ. فَقَالَ تَعَالَى: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ).
وَوَصَفَهُمْ بِالْجُرْأَةِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبِالْبُخْلِ. فَقَالَ تَعَالَى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا).
وَوَصَفَهُمْ بِإِشْعَالِ الْحُرُوبِ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ تَعَالَى: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ).
عِبَادَ اللَّهِ:
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ هُمُ الْوَارِثُونَ الْحَقِيقِيُّونَ لِكُلِّ شَرِيعَةٍ سَمَاوِيَّةٍ سَابِقَةٍ، وَهُمُ الْأَوْلَى بِكُلِّ نَبِيٍّ لِلَّهِ وَرَسُولٍ: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ).
وَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَدِينَةَ؛ وَجَدَ الْيَهُودَ يعظمونَ يومَ عاشُورا، قَالَ ﷺ: "نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ".
أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ، عِبَادَ اللَّهِ:
رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟». قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
لَقَدْ سَنَّ رَسُولُ الْهُدَى ﷺ لِلْأُمَّةِ صِيَامَ هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ الْمُبَارَكِ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى نِعْمَةِ إِنْجَائِهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
وَأَخْبَرَ ﷺ عَنْ عِظَمِ ثَوَابِ صِيَامِ هَذَا الْيَوْمِ فَقَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ»؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَأَرْشَدَ ﷺ إِلَى مُخَالَفَةِ الْيَهُودِ فِي عِبَادَتِهِمْ وَذَلِكَ بِصِيَامِ يَوْمٍ قَبْلَ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ. قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وَعَلَى حُسْنِ عِبَادَتِكَ..
اللَّهُمَّ أَرِنَا الْحَقَّ حَقًّا وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ، وَأَرِنَا الْبَاطِلَ بَاطِلًا وَارْزُقْنَا اجْتِنَابَهُ..
المرفقات
1751599048_للجوال.. عاشورا. نحن أحق بموسى منكم.pdf