عبر من قصة الثلاثة الذين خلفوا - مختصرة
أنشر تؤجر
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللَّهَ - تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ).
أيها المسلمون : يَتَعَثَّرُ القَوِيُّ ، ويُخْطِئُ المُجْتَهِدُ ، ويُذْنِبُ الصَّالِحُ ، ويَقَعُ في المَعْصِيَةِ صَاحِبُ القَدْرِ الرَّفِيْع ؛ وكُلُّ بَنِيْ آدَمَ خَطَّاءٌ .
وفي حَدِيْثٍ مِن أَحادِيْثِ التَوْبَةِ ، قِصَّةٌ أَثْبَتَها القُرآنُ ، وحُفِظَتْ تَفَاصِيْلُها بِكُتُبِ السُّنَّة ، قِصَّةُ الثَلاثَةِ الذِيْنُ خُلِّفُوا ، وهم : كَعْبُ بنُ مالِكٍ ، ومُرارَةُ ابنُ الرَّبِيع ، وهِلالُ بنُ أَمَيَّةُ ، صَحابَةٌ كِرامٌ ، مِن السَّابِقِيْنَ إِلى الإِسْلامِ ، لَهُم في الإِسْلامِ سابِقَةُ صِدْقٍ وبَذْلٍ وتَضْحِيَة .
رَوى كَعْبٌ رَضْي اللهُ عَنْهُ قِصَّةَ تَخَلُّفِهِم ، في حَدِيْثٍ طَوِيْلٍ ، مَلِيءٍ بالعِظَاتِ وَالدُّرُوسِ والعِبَر ، ولا يَتَّسِعُ مَقامُنا هذا لاسْتِعْرَاضِ الحَدِيْثِ بِتمامِهِ ، ولكِنَّها إِشاراتٌ يَهْتَدِيْ بِها اللبِيْبُ ، وكَمْ نَفَعَتْ عِباراتٌ من قَلْبَ واعٍ .
وكَانَ مِن نَبَئِهِم أَنَّهُم تَخَلَّفُوا عَنْ الخُرُوجِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى غَزْوَةِ تَبُوكٍ ، فَكانُوا بِتَخَلُّفِهِم آثِمِين ؛ ولَمْ يَكُنْ تَخَلُّفُ كَعْبٍ وصَاحِبَيْهِ عَنْ هذهِ الغَزْوةِ لِنِفَاقٍ في قُلُوبِهِم ، كَما هُو حالُ المُنافِقِيْن الذِيْن فَرِحُوا {.. بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }، وإِنَّما كَانَ تَخَلُّفُهُم بِسَببِ تَفْرِيْطٍ وتَباطُئٍ وتَسْوِيفٍ وكَسَل ، فلما سار الجيش إلى تبوك ، قالوا : نلحق بهم ، فما زالوا يأخرون حتى وصل الجيشُ إلى تبوك ؛ وكَمْ أَضاعَ التكاسِلُ عَنْ الطَاعَةِ مِنْ فُرَصٍ ، وكَمْ فَاتَ بِسَبَبِ التَّسْوِيْفِ مِنْ حَسَنَات .
قَالَ كَعْبٌ رضي الله عنهُ :( فَلَّما بَلَغني أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ توَجَّهَ قَافلاً - أي راجعاً - منْ تَبُوكَ ، حَضَرَني بَثِّي ـ أَيْ نَزَلَ بِي الهَمُّ والغَمّ ــ فطفقتُ أَتذكَّرُ الكذِبَ ؛ وَأَقُولُ : بِمَ أَخْرُجُ مِنْ سَخطه غَداً)، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :( فجئتُ أَمْشي حَتى جَلَسْتُ بيْن يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ فَقالَ لِي : مَا خَلَّفَكَ؟ أَلَمْ تكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَك ــ أَيْ أَلْم تكُن قَدْ اشْتَرِيْتَ راحِلَةً تَحْمِلُك؟ ــ قَالَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ : إِنِّي واللَّه لَوْ جلسْتُ عنْد غيْركَ منْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأَيْتُ أَني سَأَخْرُج منْ سَخَطه بعُذْرٍ ، لقدْ أُعْطيتُ جَدَلاً ـ أَي أُعطِيْتُ لِساناً يُتْقِنُ فَنَّ اصْطِناعِ المَعاذِيْر ــ وَلَكنَّني وَاللَّه ، يا رَسُولَ اللهِ لَئن حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذبٍ ترْضى به عنِّي ، لَيُوشكَنَّ اللَّهُ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ ، وَإِنْ حَدَّثْتُكَ حَديثَ صِدْقٍ تجدُ علَيَّ فِيهِ ، إِنِّي لأَرْجُو فِيه عُقْبَى اللهِ ، واللَّه ما كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ، واللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلا أَيْسَر مِنِّي حِينَ تَخلفْتُ عَنك ، قَالَ : فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :( أَمَّا هذَا فقَدْ صَدَقَ ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضيَ اللَّهُ فيكَ ).
لَقَدْ كَانَ كَعْبٌ صادِقاً مَعَ نَفْسِهِ ، صَادِقاً للهِ ولِرَسُولِهِ ؛ ومَنْ كَانَ قَرِيْنَه الصِدْقٍ ، كَانَ حَلِيْفَه التَوْفِيْقٍ ، وأَوَّلُ أَماراتِ الصَّادِقِيْنَ في طَلَبِ التَوْبَةِ ، الاعْتِرافُ بالذَّنْبِ والإِقْرارُ بِه ؛ فَما حَمَلَ بعض الناس على الإِصْرارِ على الذُّنُوبِ ، إِلا مُخادَعَتِهِم لأَنْفُسِهِم ، وتَبْرِيْرِهِم لِأَفْعالِهِم ، حَتَى ارْتَحَلَتْ وَحْشَةُ الذَّنْبِ مِن القَلْبِ ، وزالتِ النُّفْرَةُ مِنْه .
صَدَقَ كَعْبُ بُنُ مالِكٍ رضي الله عَنْهُ في بَيانِ سَببِ تَخَلُّفِهِ ، فَكانَ مِنْ قَضاءِ اللهِ أَنْ ابْتَلاهُ وصَاحِبَيْهِ لِيَخْتَبِرَ صِدْقَهُم ؛ قالَ كَعْبٌ :( ونَهَى رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُسْلِمِينَ عن كَلَامِنَا أيُّها الثَّلَاثَةُ.. فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ ، وتَغَيَّرُوا لَنَا حتَّى تَنَكَّرَتْ في نَفْسِي الأرْضُ ، فَما هي الَّتي أعْرِفُ ، فَلَبِثْنَا علَى ذلكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً ، فأمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا وقَعَدَا في بُيُوتِهِما يَبْكِيَانِ ، وأَمَّا أنَا ، فَكُنْتُ أشَبَّ القَوْمِ وأَجْلَدَهُمْ ، فَكُنْتُ أخْرُجُ فأشْهَدُ الصَّلَاةَ مع المُسْلِمِينَ ، وأَطُوفُ في الأسْوَاقِ ولَا يُكَلِّمُنِي أحَدٌ ، وآتِيْ رَسُوْلَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَأُسَلِّمُ عليه وهو في مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ ، فأقُولُ في نَفْسِي : هلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ برَدِّ السَّلَامِ عَلَيَّ أمْ لَا؟ ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ ، فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ ، فَإِذَا أقْبَلْتُ علَى صَلَاتي أقْبَلَ إلَيَّ ، وإذَا التَفَتُّ نَحْوَهُ أعْرَضَ عَنِّي ، حتَّى إذَا طَالَ عَلَيَّ ذلكَ مِن جَفْوَةِ النَّاسِ ، مَشَيتُ حتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ ، وهُوَ ابنُ عَمِّي وأَحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ ، فَسَلَّمْتُ عليه ، فَوَاللَّهِ ما رَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ .
قالَ كَعْبٌ : حتَّى إذَا مَضَتْ أرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنَ الخَمْسِينَ ، إِذا رَسُولُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأْتِينِي ، فَقَالَ : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأْمُرُكَ أنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ ، فَقُلتُ : أُطَلِّقُهَا أمْ مَاذَا أفْعَلُ؟ قَالَ : لَا ، بَلِ اعْتَزِلْهَا ولَا تَقْرَبْهَا ).
إِنَّها صُوَرٌ مِنْ الابْتِلاءِ عَصِيْبَةٌ ، هَجْرٌ ومُقاطَعَةٌ واعْتِزالٌ ، أَجْمَع عَلِيْها أَهْلُ المَدِيْنَةِ ، التَزَمَ القَيامَ بِها القَرِيْبُ قَبْلَ البَعِيْدِ ، واسْتَجابَ لَها زَوْجَةٌ وأَهْلٌ وولد ؛ خَمْسُونَ لَيْلَةً لا تَسَلْ عَنْ آلامِها ، كُلُّ لَيْلَةٍ أَحْلَكُ في ظَلامِها مِنْ سالِفَتِها .
عباد الله : نواصل الحديث عن قصة الثلاثة الذين خلفوا في الخطبة الثانية إن شاء الله .
أقول ما تسمعون ، واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين فاستغفروه ؛ إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمين ، وأَشْهَدُ أَن لا إله إلا اللهُ ولي الصالحين ، وأَشْهَدُ أَنَّ محمداً رسول رب العالمين ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وسلم تسليماً كثيراً ، أَمَّا بَعْدُ :
أيها المسلمون : قالَ كَعْبٌ رضي الله عنه : فَبيْنَا أنَا أمْشِي بسُوقِ المَدِينَةِ ، إذَا نَبَطِيٌّ مِن أنْبَاطِ أهْلِ الشَّامِ ، مِمَّنْ قَدِمَ بالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بالمَدِينَةِ ، يقولُ : مَن يَدُلُّ علَى كَعْبِ بنِ مَالِكٍ؟ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ له ، حتَّى إذَا جَاءَنِي دَفَعَ إلَيَّ كِتَابًا مِن مَلِكِ غَسَّانَ ، فَإِذَا فِيهِ : أمَّا بَعْدُ ؛ فإنَّه قدْ بَلَغَنِي أنَّ صَاحِبَكَ قدْ جَفَاكَ ، ولَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بدَارِ هَوَانٍ ولَا مَضْيَعَةٍ ، فَالْحَقْ بنَا نُوَاسِكَ ، قَالَ : فَقُلتُ لَمَّا قَرَأْتُهَا : وهذا أَيْضاً مِنَ البَلَاءِ ، فَتَيَمَّمْتُ بهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بهَا ).
وفي أَضْعَفِ مَواقِفِ النَّفْسِ ، يَعْمَلُ الأَعداءُ عَمَلَهُم ، رِسالَةٌ مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ إِلى كَعْبِ عَلَّهُ أَنْ يَرْغَبَ عَنْ الإِسْلامِ ، تَحْتَ دَعْوَى الكَرامَةِ وعِزَّةِ النَّفْسِ ؛ ابْتِلاءاتٌ عظيمةٌ ، ولَكِنَّ اللهَ الذِيْ ابْتَلاهُم ، لَطَفَ بِهِم فَعَصَمَهُم ، ثُمَّ مَنَّ عَلِيْهِم وتَابَ عَلِيْهِم ، قَالَ كَعْبٌ :( فَلَمَّا صَلَّيْتُ صَلَاةَ الفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً ، وأَنَا علَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِن بُيُوتِنَا ، فَبيْنَا أنَا جَالِسٌ علَى الحَالِ الَّتي ذَكَرَ اللَّهُ ، قدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي ، وضَاقَتْ عَلَيَّ الأرْضُ بما رَحُبَتْ ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ ، أَوْفَى عَلَى جَبَلِ بأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ ، أبْشِرْ ، قَالَ : فَخَرَرْتُ سَاجِدًا ، وَعَرَفْتُ أنَّهُ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ من الله ).
وانطلقتُ أقصدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقاني الناسُ فوجاً فوجاً ، يهنئوني بتوبة الله ، حتى دخلتُ المسجدَ ، فسلمتُ على النبي صلى الله عليه وسلم والناسُ حوله ، فقال وهو يبرقُ وجههُ من السرور :( أبشرِ بخيرِ يومٍ مر عليكَ مُنذُ ولَدَتُكَ أُمكَ ).
فأَنْزَلَ اللهُ على رَسُولِهِ :{ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }.
عباد الله : لَقَدْ فازَ الثَلاثَةُ بِقَبُولِ التَوْبَةِ ، وأَدْرَكُوا ثَوابَ الصَّادِقِيْن ؛ وكَذَلك المُوَّفَقُ لا يُقِيْمُ على زَلل ، بل يُجاهِدُ النَّفْسَ في سَبِيْل مَرْضاةِ اللهِ ، يُجاهِدُ النَّفْسَ لِتَرْكَبَ رَكْبَ التَّائِبِيْن ؛ وأَعْقَبَ اللهُ الآيَةَ التِيْ ذَكَرَ فيها تَوْبَتَهُ عليهِم بِقوْلِهِ :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } صِدْقٌ في الأَقْوالِ ، وصِدْقٌ في المَقاصِدِ والفِعالِ ، وصدق في التوبة والإقبال :{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ ورَسُوْلِكَ مُحمَّدٍ ، وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ ، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ ، وصَحَابَتِهِ والتَّابِعِيْنَ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ .
اللَّهُمَّ أعِزَّ الإسْلَامَ والمُسْلِمِيْنَ ، وأَذِلَّ الشِّـرْكَ والمُشْـرِكِيْنَ ، ودَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ ، واجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً وسَائِرَ بِلَادِ المسْلِمِيْنَ .
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِالإِسْلِامِ والمُسْلِمِيْنَ سُوْءً فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ ، واجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِ يَا رَبَّ العَالمِيْنَ .
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ الـشَّـرِيْفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ، وخُذْ بِهِمْ لِلْبِرِّ والتَّقْوَى ، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُمْ لِهُدَاكَ واجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِيْ رِضَاكَ .
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا ، ما أسررنا وما أعلنا ، وما أنت أعلم به منا ، اللهم اغفر لنا ذنوبنا ، وإسرافنا في أمرنا ، وثبت أقدامنا ، وانصرنا على القوم الكافرين ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ، وللمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات .
اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنْ الْقَانِطِينَ ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إنَّكَ كُنْتَ غَفَّاراً ، فَأَرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَاراً .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِيْ الآَخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .
سُبْحَانَ رَبِّنا رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .
المرفقات
1763635847_عبر من قصة الثلاثة الذين خلفوا مختصرة 1.docx
أنشر تؤجر
عضو نشطمنقول بتصرف واختصار من خطبة الشيخ : عبد العزيز محمد ، نفع الله بها الجميع .
تعديل التعليق