عذراً إسلاماه..

حسين بن حمزة حسين
1446/07/18 - 2025/01/18 15:22PM
إخوة الإيمان : الإسلامُ أعظمُ نعمةٍ ، وأجزلُ منّة، منهجٌ متكاملٌ، شرعَه الخالقُ عز وجل للبشرية لتنال خيري الدنيا والآخرة، نبعُ العدل والفضيلة والعزّ والتمكين، أرسل الله به أنبياءه للبشريّة قاطبةً ، فمُلِئَتُ الأرضُ عدْلاً وأمناً وإيماناً، وسِلماً وإسلاماً، قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا)، فأعظمُ النّعمِ نعْمةُ الدّين، وقد أرسل الله الرّسلَ وأنزلَ الكتبَ فأبان الدّين ووضّحه، ثم وفّقَنا إليه واختارنا وهدانا، واجبٌ علينا شكرُ الله عليها وحمدُهُ، أكملَ شكرٍ وأعظمَ حمد، وإنّما يعْرفُ قدْرَ هذه النعمة وعظمَتَها من نظَر في حال العالم، وما حلّ به من أنواع الكفر والشرك والضلال، ففي الوقت الذي نشكرُ اللهَ تعالى على نعمة الإسلام، ونتفيأُ ظلالَه، ونرغَدُ بأمْنه وإيمانِه وعدْله، يعيش مليارات من البشر على الشرك والكفر والتخبّط، فنصرانيّةٌ إلههم مصلوبٌ معرّى على خشب، وبوذيّةٌ عبدةُ أصنام، فمرّةٌ إلههم من حجر وأخرى من نهر أو بقر .. ، المجوسيّة عبدةُ النار، ينكح أحدُهم محارمَه، إلههُم نارُهم بها يُحْرَقُون في الدنيا قبل الآخرة، الملاحدة والعلمانيون ومن لا دين لهم يعبدون دنْياهم وهم في وهْمهم يتخبّطون، فتباًّ وتعْساً لهم ولما يعبدون من دون الله وأضلّ أعمالهم، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) إخوة الإيمان : عُذراً إسلاماه، الإسلامُ قويٌ عزيزٌ لا يخذلُ قومَه، منصورٌ بنصر الله له، (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، الإسلامُ بريءٌ من الذي يحدُثُ على أرْضِ قومِه من الفتن والنكبات والبلايا والفُرقة والشقاق، بريءٌ من القتل وانتشار الدم والفقر والجهل على أرض قومه، ما ذنبُه إنْ قومُهُ هُم أبعدوه وهجروه، بل وحاربوه وناصروا أعداءَه من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فمن الخارج نصرانيّةً ويهوديّةً ووثنيّةً وعلمانيّة لا تألوا جهدا بتدميره، يتربّصون به الدوائر ليلَ نهار صبْح مساء ، ومن داخل أراضيه وبين أهله مآسي متعددة ، فمرةً صوفيةً خرافيّون بين إفراط وتفريط، هم للوثنيّة أقرب منهم للإسلام، عكفوا على البدع والخرافات، عبدوا الأموات والقبور وبنوا الأضرحة والقباب وسجدوا لها وركعوا حتى أصبحت مدينة في ديار المسلمين تُسَمّى مدينةَ المئة ألف ضريح، ومرّة رافضيّةً صفويّةً اثنا عشرية ثوْريّةً دمويةً هم للمجوسيّة أقرب منهم للإسلام، عندهم من قتل سنّيا دخل الجنة، ومرةً نُصيرية – لا أقام الله لهم مقام- هم لعبدة البشَرِ أقربُ منهم للإسلام، قتلاهم من المسلمين تجاوز مئات الآلاف والمشردين المهجّرين بالملايين ناهيك الأسرى والمرضى والدمار والتخريب، وخوارج وجماعات وأحزاب وفرق موارق عن الدين، تعدّدت أسماؤهم وكثرت فرقهم وأحزابهم وجراحهم، همّهم القتل والتفجير والتدمير والتخريب وتفريق وحدة المسلمين، ومؤخراً أُبتلي المسلمون بعلمانيّة مقيتة ملحدة قادمة من بلاد الكفر والإلحاد، تزعم الحرية والديمقراطية للشعوب ، ركنها الركين تحكيم هوى البشر ولو عارض شرعَ الله وحكمَ اللّٰه عز جل، حاوية نفايات العالم، فحموا الكفر وحاربوا الإسلام باسم الحرية والديمقراطية، أتت بها دول الكفر والإلحاد المسيطرة الغاشمة لتكون المجتمعات المسلمة ذليلة لها، فتأكل خيراتها ومدّخراتها، وتدمّر مقوّماتها، فرفع لواءها وولاءها من يتجرع نارها ولظاها أذناب اليهود والنصارى والمجوس من المنافقين، ينادون بالخلاص وهم يتجرعون ويُجرعون من والاهم السم الزعاف، حرية مقيتة تدعو لمنع تطبيق شرع اللّٰه وحكم الله، وتدعو لنشر الفساد والخمور والسفور والعهر والفجور. إخوة الإيمان: لنتيقّن أن العزّ والتمكين والحياة السعيدة، لا يؤمّنها حقيقة إلا الإسلام، فها نحن نرى وطننا المملكة العربية السعودية تتفيّأ ظلال الأمن والإيمان والعزّ والتمكين، قَبِلَت دينَ الله عز وجل وطبّقَت حكمَ الله وشرعَ الله في أرضها بين أهلها، حكاما ومحكومين، فكانت أعظمَ دولِ المسلمين بلْ وأعظمَ دول العالم أمناً وإيماناً وعزاً وتمكينا، ووالله لولا الإسلام لما كان هذا الأمن والأمان والحياة السعيدة الرغيدة، والحمد لله رب العالمين، نسأل الله تعالى أن يحفظ لنا ديننا ووطننا بلاد الحرمين الشريفين، وأن يحفظ ولاة أمورنا ويلهمهم الهدى والسداد والرشاد، ويرزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي ترشدهم للخير وتعينهم عليه، وينشر ذلك بين جميع ديار وولاة المسلمين، أقول ما تسمعون... الخطبة الثانية: إخوة الإيمان: أشكروا الله تعالى على ما حَبَاكم بهذا الدّين العظيم، وهذا الوطن الآمن، تمسّكوا بدينكم وإسلامكم، فأنتم أعظمُ أمّةً على وجه الأرض قائمين على أعظمِ دينٍ في أعظمِ وطن، حافظوا على هذه النعمة الكريمة، تسلّحوا بدين اللّٰه وتحكيمِ شرع الله، حقّقوا عبادَة اللّٰه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، أقيموا فرائض الدين الصلاة الزكاة الصيام برّ الوالدين، واعتصموا بحبل الله المتين، كتاب الله وسنة رسوله فلن تَضِلّوا بعده أبداً، مروا بالمعروف وانهوْا عن المنكر، فهو صمّام أمان الدّين، أطلبوا العون من اللّٰه الناصر المعين، لا تطلبوا العون من أعدائكم الكافرين، فالأعداء كثير والناصر واحدٌ هو اللهُ جل جلاله، لنهتمّ بالناصر جلّ جلاله، قال تعالى ( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)، قال صلى اللّٰه عليه وسلم: (لَيَبْلُغَنَّ ‌هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الكُفْر) رواه أحمد وصححه الألباني، ويبقى الإسلام عظيماً بوعد اللّٰه للمؤمنين، حيث يقول اللّٰه تعالى: ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنَّ الأرض يرثها عبادي الصالحون) .    
المشاهدات 273 | التعليقات 0