عشر ذي الحجة + ( مشكولة ومختصرة )
صالح عبد الرحمن
خطبة عن عشر ذي الحجة 25-11-1446هـ
الخطبة الأولى:
الحمد للهِ الكريمِ الحليمِ، هو الأوَّلُ والآخرُ، والظاهرُ والباطنُ، وهو بكلِّ شيءٍ عليمٌ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعد: فاتقُوا اللهَ أيها المؤمنون (وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
معاشر الكرام: أيامٌ قلائل وتُهل علينا عشرٌ مباركات عشرٌ كرامٌ في شهرٍ حرام، أيام عشر ذي الحجة والعملُ الصالحُ فيها أفضلُ وأحبُّ إلى اللهِ تعالى من العملِ في سائرِ الأيّامِ، وكفى بها شرفاً أن الله أقسم بها فقال (والفجر وليال عشر) وقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: (ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قالَ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ).
فحري بنا أيها الفضلاء أن نستقبل أيام عشر ذي الحجة بالفرحِ والتّوبةِ والاستغفار، والعزيمةِ على المسارعةِ للخيرات، فإنّها عشرٌ مباركات، فيها تُغفرُ الذّنوبُ وتُعتَقُ الرّقابُ وتُرفعُ الدّرجات، فوقتُها شريفٌ وساعاتُها ثمينةٌ ودقائقُها غاليةٌ وليلُها ونهارُها فاضلٌ، لوقوعِ يومِ عرفةَ ويومِ النّحرِ فيه، فاجتهدوا في عمارتِها بالقُرُبات، وعلى رأسِها المحافظةُ على الفرائض، كالصّلواتِ الخمسِ وحَجِّ بيتِ اللهِ الحرام.
ويسن في هذه العشر الأضحيةُ وهي سنّةٌ مؤكّدةٌ، وما تَقرَّبَ المسلمُ في يومِ العيدِ بأفضلَ منها، وعلى مَن يُريدُ الأضحيةَ أنْ يُمسكَ عن أخْذِ شيءٍ من شَعرِه وأظفارِه حتى يَذبحَ أضحيتَه يومَ العيد.
ويُستحبُّ الإكثارُ في هذه العشرِ من الدّعاءِ، فكم أُجيبتْ فيها من دعواتٍ، وفُرِجَتْ من كُرُباتٍ، وتَحَقّقتْ من أمنيات، ويُستحبُّ الجهرُ فيها بالتّكبيرِ، لقولِه عليه الصّلاةُ والسّلام: فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ. وصيغة التكبير: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ؛ فَعِنْدَمَا يكثر اَلْمُسْلِمُ من التكبير فَإِنَّهُ يُعْلِنُهَا اِعْتِقَادًا بِأَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فِي ذَاتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، وَكُلُّ مَا تَحْتَمِلُهُ هَذِهِ اَلْكَلِمَةِ مِنْ مَعْنًى ، وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ اَلْمَعْبُودُ حَقًّا .
فاتّقوا اللهَ رحمكم الله، وجاهدوا أنفسَكم في هذه الأيام العشر على العملِ الصّالحِ، وسابقوا وشمّروا، واجتهدوا وأحسنوا الظّنَّ بربِّكم، فإنّه غنيٌّ كريمٌ حليمٌ، غفورٌ شكورٌ رحيم (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفورُ الرّحيم
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ، يوالي على عبادِه مواسمَ الخيرِاتِ، ليكفّرَ عنهم السيئاتِ، ويرفعَ لهم الدرجاتِ، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه،
أمّا بعدُ عبادَ الله: اتقوا اللهَ ما استطعتُم، وأطيعوه فما أسعدَكم إنْ أطعتُم ربكم (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
.هذا وصلوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية.