فضل السنة وضرورتها ( متضمناً وقفة مع قول أبو سفيان في غزوة أحد أفي القوم محمد )
مالك البوم
الحمد لله له الملك : ( أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين)
وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له : ( ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون، إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون.)
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله من قال الله فيه: ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار(
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه: ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين ءامنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولائك هم المفلحون.
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون
«إذا وضع الميت في قبره يسأل عن ربه وعن دينه وعن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم»
فكيف ستجيب (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)
كل ما يصلك من رسول الله من أقواله وأفعاله ومواقفه هو مصدر أساسي تأخذ منه دينك ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
دلك على كل خير( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)
وباتباعك لنبيك تكسب محبة الله ومغفرته ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
اجعله قدوتك (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
تريد أن ترى ترجمة كتاب الله عملياً ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ "﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾" {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ
ثم يخرج أعداء الله ورسوله ليقنعوك بأن سنة النبي غير مهمة ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَد أَطَاعَ ٱللَّهَ﴾ (من أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ ﴿إِن أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ﴾
بل ان رسولنا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقدوم هؤلاء "ألا اني أوتيت الكتاب ومثله معه يوشك الرجل متكئاً على أريكته، يحدث بحديث من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله عزّ وجل، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله
كيف تعرف تفاصيل الصلاة {وَأَقِيمُوا الصَّلَاة}"وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي
الحج (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) «يا أيها الناس، خذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا» وغيرها الكثير
بل هناك أحكام شرعها نبينا عن ربه وهي غير مذكورة في القرآن«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُنْكَحَ المَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا أَوْ خَالَتِهَا» وغيرها كثير
ثم من هم نقلة السنة إلينا هم نفس الرجال الأمناء الأوفياء من الذين نقلوا لنا القرآن الكريم فالطعن بالسنة هو طعن بالقرآن الكريم فلتحذروا من دعاة وسائل التواصل الذي يشتركون جميعهم في عدم حفظ كتاب الله مع تصدرهم للكلام عنه بل لا يعرفون قراءة كلمة منه بطريقة صحيحة )فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
طريق الضلال والغواية في الابتعاد عن هديه(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ))
إياك أن تفرط في الجنة « كُلُّ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلاَّ مَنْ أَبَى». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى؟!. قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى»
وانتبه أخي من نقل الأحاديث الضعيفة والمكذوبة المنتشرة على مواقع التواصل (مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِين) والأصعب منها (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)
الخطبة الثانية
بعد الجراح البالغة التي أصيب بها المسلمون يوم غزوة أُحُد، وشيوع خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم، وفرار بعض المسلمين .. وصل أبو سفيان (زعيم مشركي مكة آنذاك) إلى الشقِّ الذي لجأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه .. وأراد أن يتأكد من صحة خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم ومَن حوله أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَنَهَاهُمُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ. ثُمَّ قالَ: أَفِي القَوْمِ ابنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ قالَ: أَفِي القَوْمِ ابنُ الخَطَّابِ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ رَجَعَ إلى أَصْحَابِهِ فَقالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فقَدْ قُتِلُوا، فَلم يمَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقالَ: كَذَبْتَ واللَّهِ يا عَدُوَّ اللَّهِ؛ إنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وقدْ بَقِيَ لكَ ما يَسُوؤُكَ. فقالَ مستهزءً: يَوْمٌ بيَومِ بَدْرٍ، والحَرْبُ سِجَالٌ. ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَلْ. قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَلَا تُجِيبُوا له؟ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما نَقُولُ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُ أَعْلَى وأَجَلُّ. قالَ: إنَّ لَنَا العُزَّى ولَا عُزَّى لَكُمْ. فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَلَا تُجِيبُوا له؟ قالَ: قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما نَقُولُ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُ مَوْلَانَا، ولَا مَوْلَى لَكُمْ" إن أمة الإسلام لن تزال بخير طالما أنها تحفظ وتتابع وتعيش وتتدارس هذا الدين .. أما المعلم فقد يموت أو يُقتل .. ولكن إن بقي الدين فينا فنحن بخير وعلى خير وقد تعهد الله تعالى بحفظ هذا الدين حين قال: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".. لكنه لم يتعهد بإبقاء المعلم على قيد الحياة .. فالمعلمون والقادة يموتون وإن الشهادة في سبيل الله هي مكافأة نهاية الخدمة للذين يعيشون مع الله قد مات النبي صلى الله عليه وسلم فخلفه أبو بكر وعمر وهكذا تستمر مسيرة الدعوة والجهااااد .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون أفي القوم محمد؟ .. سؤال سأله بالأمس زعيم الكفر (أبو سفيان) .. ويسأله اليوم زعماء الكفر والبغي والعدوان .. فهل فينا اليوم محمد؟! .. هل فينا من يصبر صبر محمد؟! .. هل فينا من يعيش سيرة محمد؟! .. هل فينا من يتتبع خطى محمد؟! .. هل فينا من يجاهد جهاد محمد؟! .. أفي القوم محمد .. يغار على دماء المسلمين فيبعث لأجل رجل منهم جيشاً لمواجهة دولة الروم في مؤتة؟!.أفي القوم محمد .. يغار على عرضه فيخطب في الناس يوم حادثة الإفك ويطلب التخلص ممن طعن في زوجته العفيفة الشريفة.
أفي القوم محمد .. يمنع العنصرية بين أصحابه وينهاهم حين نزغ الشيطان بينهم فيقول: دعوها فإنها منتنة. أفي القوم محمد .. يرفض الذل والهوان.. ويرفع راية التبشير والتفاؤل كيوم الخندق والأحزاب.
أفي القوم محمد .. يُسكِّن خوفنا فقد صرنا نُلاحَق ونُطارَد .. ولو نظر العدو تحت قدميه لرآنا .. ل يقول لنا كما قال لصاحبه في الغار .. لا تحزن إن الله معنا.
وإن لم يكن بيننا محمد صلى الله عليه وسلم فكونوا أنتم مثل أصحاب محمد وأحيوا محمداً فيكم و أقيموا منهج محمد بينكم والتزموا دين محمد وسترون عزاً كعز أيام محمد والخير قائم وقادم ..وما يعلم جنود ربك إلا هو.
عباد الله إن الله وملائكته اللهم اقسم لنا اللهم اجعل القران الهنا عز جارك اللهم آتنا اللهم الملك وآخر دعوانا
المرفقات
1757616415_فضل السنة وضرورتها.docx
1757616415_فضل السنة وضرورتها.pdf
مالك البوم
عضو نشطخطبة الجمعة في الأردن 20/3/2025
تعديل التعليق