فضل المحرم+الصيفية

محمد محمد
1447/01/02 - 2025/06/27 09:38AM

فضل المحرم+الصيفية-2-1-1447هـ-مستفادة من خطبة الشيخ سعيد الشهراني

الحمدُ للَّهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيهِ مبارَكًا عليْهِ كما يحبُّ ربُّنا ويرضى.

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ-صلى اللهُ وَسَلَّمَ وبَارَكَ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ-.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَـمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، أَمَّا بَعْدُ: فيَا أيُّها الـمُكَرَّمُونَ:

هَا أَنتُمْ ودَّعْتُمْ عامًا، واستقبلتهم عامًا آخَر، وذلك كلُّه مِنْ أعمالِكُم وأعْمَارِكُم، عَامًا مضى بما أودَعتُموهُ مِنْ عَملٍ، فمَنْ أحسَنَ فلْيَهنَأْ ولْيَحْمَدِ الله ولْيَزْدَدْ، وخيرُ الزَّادِ التقوى، ومَنْ كانَ غيرَ ذلك فما يَزالُ في الأجَلِ فُسْحَةٌ، فلْيَسْتَعْتِبْ، وربُّكم يَتوبُ على مَنْ تابَ.

إخواني: إِنَّ شهرَ اللهِ المحرمٍ، هو أحدُ الأشهرِ الحُرُم، التي اخْتَصّها اللهُ بالتّعظيمِ، وَلِهَذَا الشَّهْرِ فَضَائِلُ وَأَحْكَامُ نَتوَقَّفُ مَعَهَا فِي هَذِهِ الخُطْبَةِ ومنها:

الوَقْفَةُ الأُولَى: شَهْرُ مُحرَّمٍ هُوَ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ الهِجْرِيَة، وَقَدْ كَانَ يُسَمَّى فِي الجَاهِلِيَةِ بِالـمُؤْتَمَرِ؛ لِأَنَّ العَرَبَ كَانَتْ تَجتَمِعُ فِيهِ لِلتَشَاوُرِ، وَشهر مُحرَّمُ هو أَحَدُ الأَشْهُرِ الأَرْبَعَةِ الحُرُمِ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الِحجَّةِ وَمُحرَّمُ وَرَجَبُ، قالَ-تَعَالَى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)، وَسُمِّيَتْ بِالحُرُمِ لِأَنَّ اللهَ-تَعَالَى-حَرَّم فِيهَا القِتَالَ، كَمَا أَنَّ اللهَ خَصَّهَا بِنَهْيِ الإِنْسَانِ أَنْ يَظْلِمَ فِيهَا نَفْسَهُ أو غيرَهُ.

الوَقْفَةُ الثَّانِيَةُ: شَهْرُ مُحَرَمَ شَهْرٌ فَاضِلٌ، وَمِنْ فَضْلِهِ أَنَّ اللهَ-تَعَالَى-نَسَبَهُ إِلَيْهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ-صَلَى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فَقَالَ: أَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ قَالَ: شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الـمُحَرَّمَ".

الوَقْفَةُ الثَّالِثَةُ: مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ الفَاضِلَةِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الفَاضِلِ: الصِّيَامُ، قالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ"، وأَعْظَمِ الأَيَّامِ التِي جَاءَ الحَثُّ عَلَى صِيَامِهَا يَوْمُ العَاشِرِ مِنْ مُحَرَّمَ، فَقَدْ "قَدِمَ النَّبِيُّ-صَلَى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ"، وقَالَ-صَلَى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-في فضلِهِ: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ".

 فاحرصوا على صيامِ يومِ عاشوراءَ، محتسبينَ الأجرَ منَ اللهِ-تعالى-، سائلينَ منه القبولَ والإعانةَ.

نسألُ اللهَ-سبحانَهُ-لنا وللمسلمينَ أَنْ يجعلَ عامَنا عامَ خيرٍ وبرَكةٍ، وأيامَنا أيامَ أمنٍ وأمانٍ، وسلامةٍ وإسلامٍ.

أَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وللمسلمينَ...

الخطبة الثانية

الحمدُ للَّهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيهِ مبارَكًا عليْهِ كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:

فاعلموا أَنَّ الإجازةَ الصيفيةَ قدْ بدأتْ، وهي نعمةٌ ومنَّةٌ مِنَ اللهِ بعدَ طولِ دراسةٍ، فينبغي علينَا أن نعمرَها بكلِّ خيرٍ، ومن ذلك:

أولًا: المحافظةُ على الصلواتِ المفروضةِ، ففي الإجازةِ يكثرُ السهرَ طوالَ الَّليلِ-على المباحِ وغيرِه-، والنَّومُ بالنَّهارِ، وخاصةً الصغارَ والشبابَ، فَتَضيْعُ عليهم صلاتَا الظُهرِ والعصرِ، ولا يستيقظونَ إلا قربَ المغربِ، وهؤلاءِ على خطرٍ عظيمٍ، لتهاونهِم وتضييعهِم لوقتِها، قالَ-تعَالى-: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ...)، فاتَّقوا اللهَ-تعالى-في صلاتِكم، فهي عمادُ دينِكُم، وأعظمُ العباداتِ عندَ ربِِّكم، ومن ضيَّعها فهو لما سُواها أضيعُ.

ثانيًا: استثمارُ الوقتِ في السفرِ المباحِ إلى مكَّةَ والمدينةَ، لأداءِ العُمرةِ، وزيارةِ مسجدِ رسولِ اللهِ-صَلَى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-، وصِلَةِ الأرحامِ وزيارةِ الأقاربِ، وإدخالِ السُّرورِ عليهم ففي ذلكَ أجرٌ عظيمٌ، أو مشاهدةِ الأماكنِ السياحيةِ في بلادِنا، والتَّمتّعِ بما فيهَا من مناظرَ جميلةٍ، بأمنٍ وأمانٍ، دونَ مخاطرِ السفرِ إلى الخارجِ.

واستثمارُ الوقتِ في حفظِ القُرآنِ ومراجعتِه، أو المشاركةِ في الدوراتِ العلميةِ، أو ممارسةُ الأنشطةِ الرياضيةِ، كالسباحةِ والمشيِ، والجريِ وغيرِها.

ثالثًا: الترويحُ عن الأهلِ بالمباحِ، والبعدُ عن التبذيرِ والإسرافِ في الإنفاقِ والمناسباتِ، وليكنْ منهجُ المسلمِ التَّوسطَ في كلِّ شيءٍ، ففي ذلكَ حفظٌ للنعمةِ وشكرٌ للهِ واهبِها.

رابعًا: اجتماعُ الآباءِ والأمهاتِ مع أبنائِهم وبناتِهم، وملءُ فراغِهم بالموضوعاتِ والأعمالِ المفيدةِ، وغيرُ خافٍ أنَّ عدمَ التواصلِ بين أفرادِ الأسرةِ وخاصةً في هذه الإجازةِ يُولِّدُ الجفاءَ والوحشةَ بينهم، كما أنَّه يُعرِّضُ الأبناءَ والبناتِ لشرورٍ كثيرةٍ، وانحرافاتٍ خطيرةٍ.

الدعاء

اللَّهمَّ لكَ الحمدُ، وإِليكَ الـمُشتكى، وأَنتَ الـمُستَعانُ، وبِكَ الـمُستغاثُ، وعليكَ التُكْلان، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بكَ.

اللَّهمَّ إنِّا نسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ، وأَنَّا نَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، المنَّانُ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ، ياذا الجلالِ والإِكرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ.

اللَّهُمَّ أصلحْ وُلاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ وبطانتَهم، ووفقهمْ لرضاكَ، ونَصرِ دِينِكَ، وإعلاءِ كَلمتِكَ.

اللَّهُمَّ انصرْ المسلمينَ وجنودَنا الـمُرابطينَ، ورُدَّهُم سالـمينَ غانـمينَ.

اللَّهُمَّ اجعلنا والمسلمينَ ممن نصرَك فنصرْته، وحفظَك فحفظتْه.

اللَّهُمَّ عليك بأعداءِ الإسلامِ والمسلمينَ وعليكَ بالظالمينَ فإنهم لا يعجزونَك، اكفنا واكفِ المسلمين شرَّهم بما شئتَ.

اللَّهُمَّ الطفْ بنا وبالـمِسلمينَ على كُلِّ حالٍ، وبَلِّغْنا وإياهُم من الخيرِ والفرجِ والنصرِ منتهى الآمالِ.

اللَّهُمَّ أَلِّفْ بينَ قلوبِ الـمُسلمينَ، وأصلحْ ذاتَ بينهم.

اللَّهُمَّ أحسنْتَ خَلْقَنا فَحَسِّنْ أخلاقَنا.

اللَّهُمَّ إنَّا نسألك لنا ولوالدِينا وأهلِنا والـمُسلمينَ من كلِّ خيرٍ، ونعوذُ ونعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، ونسْأَلُكَ لنا ولهم العفوَ والْعَافِيَةَ، والهُدى والسَّدادَ، والبركةَ والتوفيقَ، وَصَلَاحَ الدِّينِ والدُنيا والآخرةِ.

اللَّهُمَّ يا شافي اِشْفِنا وأهلَنا والـمسلمينَ والـمسالِمين.

اللَّهُمَّ (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).

اللَّهُمَّ صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ، والحمدُ للهِ ربِ العالـمينَ.

المرفقات

1751508019_فضل المحرم الصيفية-2-1-1447هـ-مستفادة من خطبة الشيخ سعيد الشهراني.docx

1751508019_فضل المحرم الصيفية-2-1-1447هـ-مستفادة من خطبة الشيخ سعيد الشهراني.pdf

المشاهدات 465 | التعليقات 0