فضل وحرمة الأشهر الحرم 1446/11/4هـ
عبد الله بن علي الطريف
فضل وحرمة الأشهر الحرم 1446/11/4هـ
الحَمدُ للهِ الذي فاضل بين الشهور والأيام مجعل الأشهر الحرم أفضل الشهور والجمعة أفضل الأيام نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِراً.. (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]
أَمَا بَعْدُ أَيُهَا الإِخْوَةَ: اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَنْزَلَ فِي كِتَابِه العَظِيمِ قَوْلًا كَرِيْمًا، أَثْبَتَ فِيهِ دَوْرَةَ الزَمَانِ وَتَقْسِيمَهُ عنْدَمَا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَأَنَّهُ فَاضَلَ بَيْنَ شُهُورِ العَامِ؛ فَجَعَلَ مِنها أَشْهُرًا حُرُمًا فَقَالَ: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ..) [التوبة:36] قَالَ الشَيخُ السعدي: "(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ) أي: فِي قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ. (اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا) وَهِيَ هَذِهِ الشْهُورَ الْمَعرُوفَةَ (فِي كِتَابِ اللَّهِ) أي فِي حُكْمِهِ القَدَرِيِّ، (يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ) وَأَجْرَى لَيلَهَا وَنَهَارَهَا، وَقَدَّرَ أَوقَاتَها فَقَسَمَها عَلَى هَذِهِ الشهورِ الاثْنَي عَشَرَ شَهْرًا. (مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) وهي: رَجَبُ الفردُ، وذُو القَعدَةِ، وذُو الحِجة، والمحرمُ، وسُميت حُرُمًا لزيادَةِ حُرْمَتِها، وتَحرِيم القتَالِ فيها" أهـ.. (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) أَيِ: الْحِسَابُ الْمُسْتَقِيمُ. والحِكْمَةِ مِنْ جَعْلِ الأَشْهُرِ هُو: "ضَبْطَ التَّوْقِيتِ وَهُوَ مِنْ أُصُولِ إِقَامَةِ نِظَامِ الْأُمَّةِ وَدَفْعِ الْفَوْضَى عَنْ أَحْوَالِهَا". أهـ قال ابن عاشور في التحرير والتنوير. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا خَطَبَ النَاسَ فِي حَجَّتِهِ: «أَلَا إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّفْسِيرِ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي بَكْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَهَذَا بَيَانٌ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ تَرتِبَ الشهُورِ عَادَ إلى أَصلِ الحِسَابِ والوضْعِ الذي اخْتارَهُ اللهُ ووضَعَهُ يَومَ خَلَقَ السَمَاوَاتِ والأَرْضِ، مِنْ غَيْرِ تَقْدِيمٍ وَلَا تَأْخِيرٍ، وَلَا زِيَادَةٍ وَلَا نَقْصٍ، وَلَا نَسِيءٍ وَلَا تَبْدِيلٍ، وَقَدْ كَانَ العَرَبُ يُؤخِرونَ الْمُحرمَ ليقاتِلوا فيه، وهكذَا يؤخرونَهُ كلَ سنةٍ فينتقلُ من شَهرٍ إلى شَهرٍ حتى جَعلُوهُ في جميعِ شُهورِ السَنةِ، فلَما كانتْ السنةُ التي حَجَ فيها النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ اتَفَقَ أَنْ عادَتْ الأَشهُرُ إلى زَمَنِها المخصُوصِ بها؛ فثَبَّتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ بأمرِ اللهِ تعالى.. ومعنى (حُرُمُ) مُحرَّمَةٌ لا يُقاتلُ فيها إِلا مَنْ اعتَدَى، (رَجَبُ مُضَرَ) نُسِبَ إلى مُضَرٍ لأَنَّها كانت تُحَافظُ على تحرِيمِهِ أشدَ من غيرِها..
وللأشهرِ الحُرمِ مكانَةٌ عظيمَةٌ عندَ اللهِ سُبحانَهُ، وهي من أَحبِّ الأيامِ إليه؛ لذلك اختارَها وشرَّفَها على غيرِها، يقولُ سهيلُ بنُ أبي صالح عن أبيه عن كعب قال: "اختارَ اللهُ الزمانَ، وأحبُّ الزمانِ إلى اللهِ الأشهر الحرم، وأحبُّ الأشهرِ الحرم إلى الله ذو الحجة، وأحبُّ ذي الحجة إلى اللهِ العشر الأُوَل".
وَقَالَ قَتَادَةُ: "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى صَفَايا مِنْ خَلْقِهِ، اصْطَفَى مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ رُسُلًا وَاصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ ذِكْرَه، وَاصْطَفَى مِنَ الْأَرْضِ الْمَسَاجِدَ، وَاصْطَفَى مِنَ الشْهُورِ رَمَضَانَ وَالأَشْهُرَ الحُرُمَ، وَاصْطَفَى مِنَ الْأَيَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاصْطَفَى مِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَعَظِّموا مَا عَظَّمَ اللَّهُ، فَإِنَّمَا تُعَظَّمُ الْأُمُورُ بِمَا عَظَّمَهَا اللَّهُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْفَهْمِ وَأَهْلِ الْعَقْلِ".
أيها الإخوة: ولذلك شُرع للمؤمنِ تَعظيمُ هذه الأشهر وهو من تعظيمِ شعائرِ الله، ودليلٌ على تقواه عَزَّ في علاه، فقد قال: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32] وقال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) [الحج:30].
وكان العربُ في الجاهليةِ يُعظِّمون هذه الأشهرَ تعظيمًا شَديدًا ويحرّمون القتالَ فيها، لحُرمَتِها ومكانتِها عندَهم، يقولُ ابنُ كثيرٍ رحمه الله: "كان الرجلُ يلقَى قاتلَ أبيهِ في الأشهُرِ الحرمِ فلا يمُدُّ إليه يَدَه" ولقد اجتهدَ العلماءُ في التماسِ الحكمة من تعظيمِ هذه الأشهر، والسِّر في ترتيبِها على هذا الترتيبِ فكانت ثلاثةٌ سَرْدٌ وواحدٌ فرد؛ لأجلِ أداءِ مناسكِ الحج والعمرة، فحُرِّمَ قبلَ شهرِ الحجِ شهرٌ، وهو ذو القعدة؛ لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحُرِّمَ شَهْرُ ذي الحجة، لأنهم يُوقِعون فيه الحجَ، ويشتغلون فيه بأداءِ المناسكِ، وحُرِّم بعده شهرُ آخر، وهو المحرم؛ ليرجعوا فيه إلى نائي أقصى بلادِهم آمنين.. وحُرِّم رجبٌ في وسطِ الحولِ، لأجل زيارةِ البيت والاعتمارِ فيه لمن يَقْدُمُ إليه من أقصى جزيرة العرب، فيزوره ثم يعود إلى وطنه فيه آمنا.. اللهم أسبغ علينا نعمك ظاهرة وباطنة وارزقنا شكرها، وصلى اللهُ وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، أَعْطَى فَأَجْزَلْ، وَمَنَحَ فَتَفَضَّل، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وسَلَّمَ تَسْلِيماً كثيراً..
أيها الإخوة: اتَقُوا اللهَ حَقَ التَقْوَى، واستمسكوا من الإسلامِ بالعروةِ الوثقى، واعلموا بأن فضلَ اللهِ واسعٌ وعطاءَهُ جزلٌ، ومن عظيمِ فضلِهِ وعطاءِهِ قوله تعالى (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [الأنعام:160] قال الشيخ السعدي رَحِمَهُ اللهُ: "(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ) القوليَّة والفعليَّة، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحقِّ الله أو حقِّ خلقه (فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) هذا أقلُ ما يكون من التضعيفِ.. (وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا) وهذا من تمامِ عدلِه تعالى وإحسانِه، وأنَّهُ لا يظلمُ مثقالَ ذرَّة، ولهذا قال: (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)." أهـ.
أما الأشهرُ الحرمُ فقد قالَ اللهُ تعالى بعدَ ذِكرِها: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ).. قال القرطبيُ في تفسيره: "لَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ بِارْتِكَابِ الذُّنُوبِ، لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ إِذَا عَظَّمَ شَيْئًا مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ صَارَتْ لَهُ حُرْمَةٌ وَاحِدَةٌ وَإِذَا عَظَّمَهُ مِنْ جِهَتَيْنِ أَوْ جِهَاتٍ صَارَتْ حُرْمَتُهُ مُتَعَدِّدَةً فَيُضَاعَفُ فِيهِ الْعِقَابُ بِالْعَمَلِ السَّيِّئِ كَمَا يُضَاعَفُ الثَّوَابُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ. فَإِنَّ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ فِي البَلَدِ الحَرَامِ لَيْسَ ثَوَابُهُ ثَوَابَ مَنْ أَطَاعَهُ فِي الشَّهْرِ الْحَلَالِ فِي الْبَلَدِ الْحَرَامِ، وَمَنْ أَطَاعَهُ فِي الشَّهْرِ الْحَلَالِ فِي الْبَلَدِ الْحَرَامِ لَيْسَ ثَوَابُهُ ثَوَابَ مَنْ أَطَاعَهُ فِي شَهْرٍ حَلَالٍ فِي بَلَدٍ حَلَالٍ". أهـ.
وقال في التحرير والتنوير: "قَوْلِهِ: فَلا تَظْلِمُوا أَيْ لَا يَظْلِمْ كُلُّ وَاحِدٍ نَفْسَهُ. وَوَجْهُ تَخْصِيصِ الْمَعَاصِي فِي هَذِهِ الْأَشْهُرِ بِالنَّهْيِ: أَنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا مَوَاقِيتَ لِلْعِبَادَةِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مُتَلَبِّسًا بِالْعِبَادَةِ فِيهَا فَلْيُكَنْ غَيْرَ مُتَلَبِّسٍ بِالْمَعَاصِي، وَلَيْسَ النَّهْيُ عَنِ الْمَعَاصِي فِيهَا بِمُقْتَضٍ أَنَّ الْمَعَاصِيَ فِي غَيْرِ هَذِهِ الْأَشْهُرِ لَيْسَتْ مَنْهِيًّا عَنْهَا، بَلِ الْمُرَادُ أَنَّ الْمَعْصِيَةَ فِيهَا أَعْظَمُ، وَأَنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ فِيهَا أَكْثَرُ أَجْرًا، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ) [الْبَقَرَة: 197] فَإِنَّ الْفُسُوقَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ فِي الْحَجِّ وَفِي غَيْرِهِ". أهـ.
وقالَ بَعضُ أَهلِ العِلمِ: لا يَبْعُدُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يَعْلَمُ أَنَّ وُقُوعَ الطَاعَةِ في هذه الأَوْقَاتِ أَكثَرُ تَأثِيرًا فِي طَهَارَةِ النَفْسِ، وَوُقُوعَ المعَاصِي فيها أَقْوى تَأثِيرًا فِي خُبْثِ النَّفْسِ.. نسأل اللهَ تعالى أن يجعلنا من المعظِّمين لهذه الأشهر، وأن يعيننا فيها على ذِكْره وشُكره وحُسن عبادته، ونعوذ بالله أن نكون فيها من الغافلين..
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيْكُم كَمَا أَمَرَكُم رَبُّكُم بِقُولِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56] وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ» رواه النسائي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وصححه الألباني. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسلِّمْ وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وعلى آله وأصحبه أَجمَعِينَ، وعنا معهم بمنك وجودك وإحسانك يا رب العالمين، اللهم ارض عن أصحابه الطيبين وآل بيته المكرمين وَمن تبعهم بِإِحسَانٍ إِلى يَومِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُم ووالدينا بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يَا أَكرَمَ الأَكرَمِينَ.. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ كن لإخواننا المستضعفين في فلسطين اللَّهُمَّ ارحم ضعفهم وأطعم جائعهم واكسو عاريهم واشف جريحهم واجعل أمواتهم من الشهداء وأحياءهم من الخلفاء، اللَّهُمَّ أعِزَّ الإِسلامَ وَالمسلِمِينَ، واخْذُلْ أَعدَاءَ الـمِلَّةِ وَالدِّينِ.. اللَّهُمَّ وفّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ بِتَوفِقِك واكْلَاءَهُمَا بِرِعَايَتِكَ وَهَيِّئْ لَهُما بِطَانَةَ الخَيرِ وَأَبْعِدْ عَنْهُما بِطَانَةَ السوُءِ، اللَّهُمَّ وفّقْهُما لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَهُما فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ أَعِنْهُما عَلَى كُلِّ خَيْرٍ، ووفقهما وجميع العاملين لتقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين والزائرين.. الَّلهُمَّ ابْسطْ الأَمْنَ وَالإِيمَانَ وَالسَلَامَةَ والإِسْلَامَ وَالـمَحَبَةَ وَالوِئَامَ عَلَى جَمِيعِ بِلَادِ الإِسْلَامِ.. ووفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه خير بلادهم وشعوبهم.. اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه، وشتت شمله واجعل تدبيره تدميرًا عليه.. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.. رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90] فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرَكُمْ، وَاشْكُرُوهُ على نِعَمهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.