مجمل تاريخ الخطابة : حالها قبل الجاهلية - أول من دون قواعدها_الشيخ علي محفوظ

لما كان مبدأ كل انقلاب عظيم في أية أمة إما دعوة دينية أو سياسية، وكانت تلك الدعوة تستدعي ألسنة قوالة من أهلها لتأييدها ونشرها، وألسنة من خصومها لإدحاضها والصد عنها، وذلك لا يكون إلا بمخاطبة الجماعات، وذوي النجدات في المحافل والمنتديات، والحج والمواسم، والأسواق ومواطن الزحف، ومقدم الوفود، ونحو ذلك، كان ظهور الإسلام وبعثة الرسول بالأمر الجلل، والشأن الخطير، والدعوة العظمى التي لم يعهد لها مثيل في العالم، من أهم الحوادث، وأعظم البواعث التي أطلقت الألسنة من عقالها، وأثارت الخطابة من مكمنها، وأغرت العقول بإحكامها، والتفنن فيها، واختلاب الألباب بسحر بيانها فوق ما كانت عليه في جاهليتها..

مجمل تاريخ الخطابة : حالها قبل الجاهلية - أول من دون قواعدها
المشاهدات 990 | التعليقات 0