مخالفات الزواج والأعراس
الشيخ مشير عبد الرزاق حسن المقطري
1447/05/19 - 2025/11/10 23:15PM
مخالفات الأعراس والزواج
(عصيتم من بعد ما أراكم ماتحبون)
خطبة /مشير المقطري
الحمد لله الذي وعد مَنْ شكر نعمه بالمزيد، وأوعد مَنْ كفرها بالعذاب الشديد، وكرَّم الإنسان بالزواج دون سعي الحرام، وخَصَّ المسلمين وشرفهم بأحكام الزواج وآدابه على سائر بني الإنسان، والصلاة والسلام على الأتمَّان الأكملان، على سيد ولد عدنان؛ محمد بن عبدالله، وعلى أله وخير آل وصحابته الكرام، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تثبِت التسليم والإذعان، وتعصم قائلها من الخُلْد في النيران، وأشهد أن محمدًا عبده المصطفى، ورسوله الذي اجتبى، وعلى آله وصَحْبه ومَنْ بسنَّته اهتدى. أما بعد أيها الإخوة:
أوصيكم ونفسي بقوى الله تعالى، فلنتَّقِ الله في سرِّنا وجهرنا، وليلنا ونهارنا
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن من سنن الله في عباده أن الطاعة سبب النصر وسبب كل خير، والمعصية سبب الخذلان وسبب كل شر وبلاء
يقول ربنا جل جلاله:
﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ، حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّنۢ بَعْدِ مَآ أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ﴾ [آل عمران: 152].
أيها المسلمون:
هذه الآية نزلت في غزوة أُحد، لما حصل للمسلمين ما حصل من الهزيمة بعدما بدت لهم بوادر النصر، ولكن لما خالف الرماة أمر النبي ﷺ ونزلوا من الجبل طمعًا في الغنيمة، وقعت الفاجعة، وقُتل من قتل، وجُرح من جُرح، بل شُجّ وجه رسول الله ﷺ، وكُسرت رباعيته.
فقال الله جلّ في علاه:
﴿وَعَصَيْتُم مِّنۢ بَعْدِ مَآ أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ﴾، أي: كنتم على حال من الطاعة والنصر، حتى خالفتم، فعاقبكم الله بقدر من الهزيمة!
أرأيتم كيف تُسلب النعمة بسبب الذنب؟
كيف يتحول النصر إلى هزيمة؟
كيف يُخذل أهل الإيمان حين تعظم فيهم المعصية؟
عباد الله:
إنها قاعدة ربانية لا تتغير:
إذا عصى المؤمن، خُذل
إذا ضيّع أمر الله، أذله الله
عباد الله، تأملوا في قول الله:
﴿عَصَيْتُم مِّنۢ بَعْدِ مَآ أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ﴾
أي: لا تأمنوا مكر الله، فكم من أمة نُصرت، ثم خذلها الله حين زاغت عن أمره، وكم من جماعة قُويت، فلما فسدت، هلكت!
فنحن اليوم نرى المسلمين في ضعف، ليس لقلة عدد، ولا لندرة مال، ولكن لضعف طاعتهم لربهم، وخذلانهم لسنة نبيهم ﷺ.
كلما رأيت الخذلان، فتش عن الذنوب،
كلما رأيت الذل، فابحث عن المعاصي،
قال الحسن البصري رحمه الله:
> "إنهم هُزموا يوم أُحد وقد كان فيهم نبيهم، وذلك بما كسبت أيديهم، فكيف بمن بعدهم؟"
أيها المسلمون:
إن من نعم الله علينا أن شرع لنا الفرح المشروع، كالأعياد والنكاح، ولكننا في هذه الأيام نرى منكرات عظيمة تُقترف في الأفراح، وتُستباح فيها محرمات، وكأن العرس صار موسمًا للعصيان، لا للطاعة والشكر.
إن مما يرى ما يكثر في هذه الأيام من الأعراس التي تحصل بها المصالح العظيمة التي شُرع من أجلها النكاح؛ كغض البصر وإحصان الفرج وإعفاف النفس
لكن ما يحز في النفس ويدمي القلب ويفطر الكبد ما أحيطت به كثير من حفلات الأعراس من المعاصي والمنكرات التي أوشك ألا يخلو منها عرس، بل عن بعض حفلات الأعراس منذ أن تبدأ وإلى أن تنتهي وهي في سلسلة متصلة من المنكرات لا تنفك؛؟ ولقد أصبحت كثير من تلك المعاصي مسلَّمات لا يمكن أن يقوم عرس بدونها، وهذا والله منكر جسيم؛ بل وخطر عظيم، إذ لا تستغرب بعد هذا أن يظهر لنا جيل يظن مشروعية مثل هذه المنكرات لكثرتها وفشوها واستسلام كثير من الناس لها.
إن الإنسان ليعجب أشد العجب: كيف يبدأ الإنسان حياته الزوجية بالمعاصي؟! وكيف يرجو السعادة والبركة؛ وهو يستهل مشوار الزوجية بالذنوب؟! وكيف يفرح والد أو والدة بزواج ابنهم أو ابنتهم ويتمنون لهم التوفيق والهناء على أشكال وألوان من المنكرات والآثام؟! ولذلك فلا تعجب بعدئذ حين تكثر حالات الطلاق على إثر زواجات بدأت هكذا.. ولا ترى البركة في تلك الأسر حيث جاهرت الله بالمعاصي
رأينا أمرًا عجبًا من المخالفات والمعاصي وكفران النِّعَم، بعضها بالتقليد الأعمى، التقليد لمَنْ؟ التقليد للأعداء، التقليد للسَّفَلة، التقليد لأهل العُهْر والدِّعارة، لمَنْ لا خَلاق لهم، لمَنْ لا دين لهم!
اولا من الخطبة تبدأ المنكرات والمخالفات الخطبة عبارة عن اتفاق وتعارف يأتي الزوج الأمور من أبوابها فشرع له النظرة الشرعية لينظر إليها قال صلى الله عليه وسلم أذهب فانظر إليها
يظن بعضهم أن الخطبة تبدأ من الشوارع لا يااخي الله سبحانه وتعالى يقول فاتو البيوت من أبوابها تريد زواجا سعيدا لا تبدأ به بالحرام التى تراسلك وتغازلك من الشارع ستغازل غيرك وأن توافقت معها لن تامنها غالبا على نفسك
وعند اختيارك لابد أن تشاور العقلاء
فَالزَّوَاجُ مَشْرُوعُ بِنَاءِ أُسْرَةٍ؛ فَيَنْبَغِي أَخْذُ مَشُورَةِ مَنْ يُوثَقُ فِيهِمْ مِنَ الْأَهْلِ، وَأَهْلِ الْخِبْرَةِ وَالْخَيْرِ، "لَا يُشَاوِرُ إِلَّا أَمِينًا، حَاذِقًا، نَاصِحًا، مُجَرِّبًا، ثَابِتَ الْجَأْشِ، غَيْرَ مُعْجَبٍ بِنَفْسِهِ، وَلَا مُتَلَوِّنٍ فِي رَأْيِهِ"(فَيْضُ الْقَدِيرِ لِلْمُنَاوِيِّ)، قَالَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "الْمُشَاوَرَةُ حِصْنٌ مِنَ النَّدَامَةِ، وَأَمْنٌ مِنَ الْمَلَامَةِ
وربماحصلت الخطبة واتفقا و
يأتي الزوج أيضا ليلبسها الخاتم ويجلس معها ويحصل الاختلاط وهي ليست محرما له اصلا فلايجوز له أن يجلس معها في وقت الخطبة ولا أن يمس يدها وتحصل الخطبة ويتفقان ويظل التواصل بالجوال بدون حاجة شرعية
ليلا ونهارا وربما افسدا ماكان بينهما يريدان أن تزيد العلاقة فيفسدانها
ومن المخالفات الشرعية المغالات في المهور حيث يطلب من الزوج ما لا يستطيع
وذكر العلماء أنه لا حدَّ لأقل الصداق ولا أكثره، فكل ما صح أن يكون ثمنًا، فيصح أن يكون صَداقًا
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المرأة الواهبةِ نفسَها: ((أعْطِها، ولو خاتمًا من حديد))، فدلَّ هذا على جواز أقل ما يُطلَق عليه لفظ (مال)، وأما الدليل على أنه يجوز ولو كان كثيرًا و الشرع رغَّب في عدم المغالاة في المهور؛ كما في حديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مِنْ يُمْنِ المرأة تسهيلُ أمرها، وقلة صَداقها))، واليُمْنُ: البركة، وفي رواية: ((أعظم النساء بركةً أيسرهن صداقًا))، وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الصَّداق أيسره
وللأسف لاينظر في الزواج إلا إلى المال لايسال عن دينه واخلاقه وإنما كم سيدفع قال النبي ﷺ:
"إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..." [رواه الترمذي].
ومن المنكرات الواقعة في الأفراح
.المعازف والغناء المحرم
قال النبي ﷺ:
"ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف" [رواه البخاري فالمعازف محرمة بنص الحديث، ويستحلها كثيرٌ من الناس اليوم في أعراسهم، بحجة الفرح!
وليس فقط إنها محرمة بل يزيد في ازعاج الجيران بالمكبرات
اسبوعا أو أقل أو أكثر واذية المسلم محرمة أن تزعجه برفع الصوت ولو بالقرآن فكيف بأصوات الشيطان
ويجوزالغناء المعقول بدون موسيقى ولا معازف بكلام معقول لا يدعو للفحش والخنا ، والدّفّ في العرس للنساء أمرٌ جائز؛ بل مستحبٌّ إذا كان لا يُفضي إلى شر، لكن بين النساء خاصَّة في وقت من الليل، ثمَّ ينتهي بغير سهَر أو مكبر صوت، بل بالأمور المعتادة التي بها مدْح للعروس، ومدْح للزَّوج بالحق أو أهل العروس، أو ما أشبه ذلك من الكلِمات التي ليس فيها شر، ويكون بين النِّساء خاصَّة ليس معهنَّ أحد من الرجال، ويكون بغير مكبِّر، هذا لا بأس به، وأمَّا التفاخر بالمطربين والمطْرِبات، وبالأموال الجزيلة للمطْربات، فهذا منكَرٌ لا يَجوز، وإن كان فيه ازعاج بالمكبرات فهو شر أعظم
ومن المنكرات الواقعة الإسراف والتبذير
في الطعام، واللباس، والصالات وكل ذلك مباهات وافتخار على الخير
فهناك يوم تلبس فيه كذا ويوم تلبس فيه كذا يوم اصفر ويوم لون اخر هي واقرباءها
وتحصل المبالغة في ملابس النساء بتعمد اختيار الأغلى ثمنًا والأرفع سعرًا والأحدث عرضًا في الأسواق، بل تجاوز ذلك إلى الولع بالأكثر عريًا وإظهارًا لما يجب أو يحسن ثمنه وإلى التنافس في هذا بينهن، والتسابق إلى بلوغ أقصى الغايات في ذلك أملا في الحظوة بالتفوق والتمتع بشعور التفرد والتميز
. قال الله تعالى
﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾
أهذا هو شكر نعمة الزواج؟!
أين الامتثال لقول النبي ﷺ:
"أَعْظَمُ النِّكَاحِ بَرَكَةً، أَيْسَرُهُ مَئُونَةً" [رواه أحمد]؟
لقد غدا الزَّواج عند الشَّباب مطلبًا عزيزًا بل أصبح شبحًا مخيفًا، يهابُه ولا يجرؤ على القرب منه، يتمنَّاه ولا يكاد يحصِّله، حتَّى إذا طال عليْه الأمر وعبثتْ به الشَّهوة، ورأى الأقران يستسْلِمون لهذا الواقع المرِّ واحدًا تلْو الآخر - عقد العزْمَ على اللحاق بِهم، والاستمْتاع بما أحلَّه الله، فلا يجد مناصًا من الوقوع في الديون الباهظة، ولا مَحيد عن مسالك الإسراف المفتعلة، فيتجرَّع مرارة الإسراف ولا يكاد يسيغها، ويتحمَّل مؤونة التبذير دَينًا على عاتقه، يستمرُّ به سنوات وسنوات، ينغِّص عليه عيشَه وحياته، ويكره معه الزَّوجة وأهل الزَّوجة بل والمجتمع من حوله، حيث كانوا سببًا في إذلاله وإهانتِه وضياع حاضره ومستقبله، والسؤال أيُّها المسلمون: من الذي اضطرَّ الشَّاب إلى ذلك وأجبره عليه؟ ومن الَّذي أرغمه على الإسراف ودعاه إليه؟ إلا العادات السيئة ومجاراة الناس بذلك
ومن المظاهر البارزة المنكرة في هذه المناسبات للدخول على النساء صعود الزوج مع زوجته على المنصة أمام النساء: وهذا من قلة الحياء، وسوء الأدب، فنجد أن بعض الناس قد نزع الحياء من وجهه، فسمح لنفسه بمعزل عن الناس، بخسة، أن يدخل مع زوجته ويجلس معها على المنصة وربما قبلها أمام النساء الأجنبيات، وربما كان معها أموراً أقبح من ذلك وأفظع، فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسماً لأسباب الفتنة، وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر، فسبحان الله كيف بلغ الحد ببعض الناس إلى هذا المستوى السخيف، المنافي للحياء،
ومن المنكرات أن تطور البلاء بالاعراس فترى الشباب يرقصون رقص النساء الفاجرات أو رقص الغربيين وفيه من الميوعة والخلاعة ما يستحي منه العقلاء
وكذلك النساء لباس عاري فاضح لايصلح أن تلبسه المرأة العاقلة بحجة التطور والموضات بل الفوضات وكل آناء بما فيه ينضح والرجل العاقل من لايترك الحبل على الغالب في تربية بناته وأهله
فالاحتفال جائز، لكن بشرط أن يكون على وفق ما شرعه الله، لا على ما تهواه النفوس وتتبعه الشياطين.
أفراحنا يجب أن تكون مجالاً لشكر الله، لا لمبارزته بالمعاصي!
فهل جزاء نعمة الزواج أن نستفتحها بالمنكرات
اتقوا الله في أفراحكم، وأقيموها كما يحب الله ويرضى، واحذروا من قول النبي ﷺ:
"كل أمتي معافى إلا المجاهرين..." [متفق عليه].
فلا تكونوا ممن يرفع راية العصيان في ليلة الفرح، ثم ينتظر التوفيق والبركة!
اللهم أصلح حال المسلمين، وطهر أفراحهم من المنكرات، واجعلها طاعةً لك، واتباعًا لسنة نبيك.، واجعل بيوتهم عامرة بالإيمان والطاعة.
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد
فإن مما شرع لنا في مناسبة نعمة الله في الزواج:
إقامة وليمة النكاح ودعوة الناس إليها، وإكرامهم بما يقدم إليهم من قِرى وما يُجلَب لهم من مطاعم ومشارب؛ فقد جاء في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعلنوا هذا النكاح"، وأخرج الشيخان في صحيحيهما عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه تزوج على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أولم ولو بشاة".
وهكذا الإعلان يحصل بالاجتماع على الطعام أو غيره ويحصل المقصود بالإعلان أن فلانا تزوج فلانة أما الانتقام من الناس بالحرب على اذانهم وقلوبهم ومشاعرهم وبعضهم يفعلها مباهاة من أجل أن يرغم فلانا اي يغضبه بالازعاج أو مفاخرة للناس حتى ينظروا إليه
، فالزواجُ مناسبةٌ كريمةٌ لتدعيمِ الصلات، وتقويةِ الروابطِ، وتدعيمِ المحبة؛ ولهذا تُسنُّ الوليمةُ فيه بما تيسرَ من الطعام أو الاجتماع على ماهو المعتاد من الفرح بما لايكون محرما
ومن المنكرات الشائعة الزَّفة في الشوارع والصياح من الرجال والنساء ، وأن نسري بالعروس في الليل بتلك الضجة، بتلك الصياحات، بذلك الموكب من السيارات والنساء، نجول الشوارع، نزعج النائمين، ونؤذي المرضى، ونعمل عملاً ليس له قيمة، ليس له فائدة، وما الفائدة المرجوَّة من الذي يحصل؟ ما الذي نستفيده؟ ما الذي سيعود علينا؟ ... لا شيء!!
وأقبح من هذا: أن بعض النساء المصاحِبات لهذه الزَّفة في سيارات مخصوصة، يرقصن ويطبِّلن ويغنِّينَ، ويُظهِرنَّ من أنواع قلة الحياء ما لا مزيد عليه، وما يدل على الوقاحة والنذالة، ما يدل على قلَّة الحياء، وهذا أمرٌ خطيرٌ.
إذا ذهب الحياء فلا خير فينا أيها الإخوة، يأثم مَنْ يسمح لامرأته أو بنته أو أخته أو قريبته بالذهاب مع هؤلاء بهذه الصورة المحرمة، عليك ألا تسمح لامرأتك أن تذهب في هذا الموكب الذي يسخط الله، والذي يثير الشغب، والذي يعود بالسوء على المجتمع كلِّه، وليس على صاحبه وحده
وربما حصل من المنكرات إطلاق الرصاص الحي الذي يعود على الناس فيقتلهم أو يصبح معاقا طيلة حياته
أيها المسلمون: ترفعوا عن السير وراء هذه التيارات الجارفة، والعادات المزيفة، واعلموا أننا متى سرنا وراء ذلك السراب الخادع، بدون العرض على الشريعة الغراء، فستكون نتائج ذلك وثماره حلول بلاءٍ لا يمكننا رفعه، ولا نستطيع دفعه، فقابلوا تلك التيارات والشعارات القبيحة، بقوة الإيمان، وبسالة الشجعان، وألا ندع لها مكاناً في مجتمعنا، لنكون أمة رفيعة منيعة، تعتز بدينها، فوالله من ابتغى العزة بغير هذا الدين أذله الله على رؤوس الخلائق أجمعين، فلا فوز ولا فلاح ولا تقدم ولا نجاح إلا بالتمسك بالدين الحنيف، والأخذ على أيدي السفهاء من الشباب والنساء، فلا بد من قوامة الرجل على المرأة، فـ ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 34]، وألا يرضخ الرجل لكل شاردة أو واردة تعرضها عليه المرأة، وألا يستجيب لكل أمر ونهي، فزمام الأمور بيد الرجل، ولو ترك للمرأة أن تسرح وتمرح وتحكم كيف شاءت ومتى شاءت لحصلت المفاسد والفتن، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) [أخرجه البخاري]، فلا بد أن يكون الرجل عاقلاً حكيماً، يقدر للأمور قدرها، ويعرف لها حقها، فلا ينصاع لما تمليه عليه النساء، بل يأخذ الحق وما وافق الشرع، وينبذ ما سوى ذلك مما دخل علينا من أعدائنا من موضعات وتقليعات يرفضها الإسلام وينبذها.
أمة الإسلام: يا أهل الغيرة والدين، يجب على كل من علم بمنكرات في ليالي الأفراح والأعراس أن ينكرها، ويبادر بمناصحة أهلها لتغييرها، فإن لم يتغير المنكر، وجب عليه الخروج، ومنع أهله من الحضور.
أقلُّ ما يجب من شكر نعمة الله على الزواج: أن يكون الزواج على حسب ما شرعه الله، بأحكامه، وبآدابه، وبأهدافه، وبما يتعلَّق به، فلا يكون خارجًا عن شرع الله سبحانه وتعالى هذا أقل ما يجب أن نقوم به شكرًا لله على هذه النعمة.
وليعلم صاحب الزَّواج: أنَّ كلَّ مَنِ ارتكب معصيةً في الحفل، أو بعد الحفل، أو أثناء الزفاف، أو في أي صورةٍ كانت - كان هو السبب فيها؛ فإن على صاحب الزواج مثل أوزار أولئك، فكلُّ مَنْ أضاع صلاة الفجر؛ فعلى صاحب الزواج ذنبٌ مثل ما هو يتحمَّل من الذنب، وكل مَنْ كان ارتكب معصيةً بسببك أنتَ؛ فعليك من وزره؛ يحملون أوزارهم وأوزارًا مع أوزارهم.
فلنتَّقِ الله كذلك في بعض التصرفات والحركات التي لا تليق: مثل دعوة السكارى وأصحاب السوابق والمنكرات والضحك إليهم، وإعطائهم المجال في التصرفات التي لا تليق فربما بعضهم قتل في رقصته أو إظهار الفرح بك
، كل ذلك من المنكرات التي يجب إزالتها، ويحرم وجودها، ويتحمل صاحب العُرْس وِزْرَها كما يتحمل أصحابها أوزارهم.
أمة الإسلام: يا أهل الغيرة والدين، يجب على كل من علم بمنكرات في ليالي الأفراح والأعراس أن ينكرها، ويبادر بمناصحة أهلها لتغييرها، فإن لم يتغير المنكر، وجب عليه الخروج، ومنع أهله من الحضور.
نسأل الله أن يرزقنا تقواه، وأن يرزقنا شكرَ نعمته، وأن يجعلنا نتقيَّد في أفراحِنا وأتراحِنا وسائر أمورنا بشرع الله تعالى؛ فذلك هو العصمة من الله.