مكانة صلاة الجمعة والتذكير بأحكامها وآدابها

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1446/08/07 - 2025/02/06 02:02AM

إنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوْبُ إِلَيهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مِن يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْـدَقُ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَخَيْرَ الهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمْ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وكلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ عِبَادَ اللهِ يَوْمُ الجُمُعَةِ يَوْمٌ عَظِيمٌ هَدَى اللهُ إِلَيهِ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ﷺ فَضْلًا مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَأَضَلَّ عَنْهُ مَنْ قَبْلَنَا مِنْ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى فَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُـولُ : نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ ) مُتَفَقٌ عَلَيهِ فَاعْرِفُوا لِهَذَا اليَوْمِ فَضْلَهُ وَاسْتَنُوا بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ ﷺ فِي هَذَا اليَوْمِ فَتَنَظَّفُوا وَاغْتَسِلُوا وَالْبَسُوا أَحْسَنَ ثِيَابِكُمْ وَاسْتَاكُوا وَادْهِنُوا وَتَطَيَّبُوا وَبَكِّرُوا إِلَى الجُمُعَةِ وَامْشُوا إِلَى المَسْجِدِ بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ
عِبَادَ اللهِ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَوْسِ بِنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ ( مَنْ غَسَّلَ يَومَ الجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنا مِنَ الإمامِ وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطوَةٍ يَخطُوهَا مِن بيتِهِ إِلَى المَسْجِدِ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا ) وتَنافَسوا في الصَّفِّ الأوَّلِ ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ دُوْنَ أَنْ تُؤْذُوا أَحَدًا وَصَلُّوا مِنْ النَّوَافِلِ مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَأَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ اللهِ وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ وَدُعَائِهِ وَسُؤَالِهِ مِنْ فَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ وَيَجِبُ عَلَى مَنْ حَضَرَ الجُمُعةَ أَنْ يُنْصِتَ لِلّخُطْبَةِ وَأَلَّا يَنْشَغِلَ عَنْهَا بِأَيِّ شَيءٍ كَالْعَبَثِ بِالجَّوَالِ وَنَحْوِهِ لِقَولِهِ ﷺ ( إذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أَنْصِتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ ( متفق عليه وقولِه ﷺ ( وَمَنْ مَسَّ الحَصَا فَقَدْ لَغَا ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَمِنْ الآدَابِ أَثْنَاءَ الخُطْبَة أنَّ مَنْ جَاءَ مُتَأخِّراً لَا يَجُوزُ لَهُ تَخَطِّي رِقَابِ النَّاسِ فَقَدْ رَأَى النَّبِيُّ ﷺ رَجُلاً يَتَخَطَى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَقَالَ لَهُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( اجلسْ فقد آذَيْتَ ) وَمِنْ الآدَابِ الشَّرْعِيَةِ أنَّ مَنْ دَخَلَ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتِينِ خَفِيفَتِينِ فَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولَ اللهِ ﷺ ( إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ الجُمُعَةَ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتِينِ خَفِيفَتِينِ ثُمَّ لِيَجْلِسْ ( بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنْ الْآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ أَقُولُ قَولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ الخَصَائِصِ الشَّرْعِيةِ الَّتِي خُصَّ بِهَا هَذَا اليَومُ أَنَّ فِيهِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يِسْأَلُ اللهَ تَعَالَى مِنْ خَيرِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلَا أَجَابَ اللهُ دُعَاءَهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ( إنَّ في الجُمُعَةِ لَساعَةً لا يُوافِقُها مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فيها خَيْرًا إلَّا أعْطاهُ إيَّاهُ وقال بِيَدِهِ يُقلِّلُها ) فَالمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ فَضْلَ هَذَا اليَومِ المُبَارَكِ وَبَرَكَةَ سَّاعَةِ الإِجَابَةِ فِيهِ وَالَّتِي تَتَكَرَرُ عَلَينَا كُلَّ أُسْبُوعٍ وَالمُوفَّقُ مَنْ وَفَّقَهُ اللهُ سُئِلَ سَمَاحَةُ الشَّيِخُ العَلَّامَةُ عَبْدُالعَزِيزِ ابنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ هَذِهِ السَّاعَةِ فَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ أَرْجَحُ الأَقْوَالِ فِي سَاعَةِ الإِجَابَةِ يَومَ الجُمُعةِ قَوْلَانِ أَحَدُهَا أَنَّهَا بَعْدَ العَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي حَقِّ مَنْ جَلَسَ يَنْتَظِرُ صَلَاةَ المَغْرِبِ سَوَاءً كَانَ قِي المَسْجِدِ أَوْ فِي بَيتِهِ يَدْعُوْ رَبَّهُ وَسَوَاءً كَانَ رَجُلاً أَوْ اِمْرَأَةً فَهُوَ حَرِيٌّ بِالإِجَابَةِ الثَّانِي أَنَّهَا مِنْ حِينِ يَجْلِسُ الإِمَامُ عَلَى المِنْبرِ لِلّخُطْبَةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ فَالدُّعَاءُ فِي هَذَيْنِ الوَقْتِينِ حَرِيٌّ بِالإِجَابَةِ وَهَذَانِ الوَقْتَانِ هُمَا أَحْرَى سَاعَاتِ الإِجَابَةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ اِنْتَهَى كَلَامُهُ رَحِمَهُ اللهُ
وَمِمَّا يُسْتَحَبُّ فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ الإِكْثَارُ مِنْ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ لِقَوْلِهِ ﷺ ( إنَّ مِن أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِيهِ خَلَقُ اللهُ آدَمَ وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ) رَوَاهُ أَبُودَاوُدُ وَصَحَحَهُ الأَلْبَانِّيُ اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمّ أعزَّ الْإِسْلَامَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أَمْرِنَا وَأَيِّدْهُمْ بِالحَقِّ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَام اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عِبَادَ اللَّهِ اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكمْ (( وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))

 

المرفقات

1738796500_خطبة الجمعة الثامن من شعبان 1446هـ عن يوم الجمعة خطبة مختصرة.pdf

1738796519_خطبة الجمعة الثامن من شعبان 1446هـ عن يوم الجمعة خطبة مختصرة.docx

المشاهدات 511 | التعليقات 0