من أسباب نزول الغيث والرحمة

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1447/06/05 - 2025/11/26 16:05PM

الحَمْدُ لِلَّهِ الكَرِيمِ المَنَّانِ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَه وَأَشْكُرُهُ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ النَّعَمِ وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ فَمَا اسْتُجْلِبَتْ الْخَيْرَاتُ بِمِثْلِ تَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )) عِبَادَ اللَّهِ الْمَاءُ نِعْمَةٌ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ رَبَطَ اللَّهُ بِهَا حَيَاةَ كُلِّ شَيْءٍ فَقَالَ سُبْحَانَهُ (( وَجَعَلَنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ )) فَالْمَاءُ نِعْمَةٌ يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَشْكُرَ اللَّهَ عَلَيْهَا وَنُحْسِنَ اِسْتِخْدَامَهَا وَالْمَاءُ ءَايَةٌ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ الدَّالَّةِ عَلَى قُدْرَتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (( وَمِنْ ءَايَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )) وَلْنَعْلَمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّ لِرَحْمَةِ اللَّهِ وَنُزُولِ الْغَيْثِ أَسْبَابًا شَرْعِيَّةً لَابُدَّ مِنْ الْأَخْذِ بِهَا فَمَنْ تِلْكَ الْأَسْبَابِ الِاسْتِقَامَةُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ قَالَ تَعَالَى(( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ))
وَمَنْ أَسْبَابِ نُزُولِ الْغَيْثِ وَالرَّحْمَةِ الْإِحْسَانُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ فَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ رَوَى مُسْلِمٌ فِى صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ اِسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ كُلَّهُ حَيْثُ أُمِرَ فَلَمَّا سُئِلَ صَاحِبُ الحَدِيقَةِ عَنْ عَمَلِهِ قَالَ أَتَصَدَّقُ بِثُلُثِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثًا ) وَمَنْ أَسْبَابِ نُزُولِ الْغَيْثِ وَالرَّحْمَةِ لُزُومُ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ قَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ نَبِيِهِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ قَوْمِهِ (( فَقُلْتُ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا )) وَقَالَ سُبْحَانَهُ حِكَايَةً عَنْ نَبِيِهِ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ قَوْمِهِ (( وَيَا قَوْمِ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ )) فَاسْتَغْفَرُوا رَبِّكُمْ وَتُوبُوا إِلَيهِ
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكمْ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالحِكْمَةِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا أَمَرَ وَأَشْكُرُهُ وَقَدْ تَأْذَنْ بِالزِّيَادَةِ لِمَنْ شَكَرَ وَأَشْهَدُ أَنْ لَّا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِك وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَسْبَابِ نُزُولِ الغَيْثِ دُعَاءُ اللَّهِ وَسُؤَالُهُ فَإِنَّ رَبَّكُمْ قَرِيبٌ مُجِيبٌ فَأَحْسِنُوا الظَّنِّ بِرَبِّكُمْ وَأَعْظَمُوا الرَّغْبَةِ فِيمَا عِنْدَهُ أَظْهِرُوا الْفَاقَةَ وَالْحَاجَةَ وَالِانْكِسَارِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِنَّهُ جَلَّ وَعَلَا يُحِبُّ ذَلِكَ مِنْكُمْ قَالَ النَّبِيَّ ﷺ ( ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ ) أَيْ قُرْبَ تَغْيِيرِهِ الحَالِ وَالمَعْنَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَعْجَبُ مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ عِنْدَ اِحْتِبَاسِ القَطْرِ وَقَدْ اِقْتَرَبَ وَقْتُ فَرَجِهِ جَلَّ وَعَلَا فَادْعُوا اللَّهَ أَنْ يُغِيِثَكُمْ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إذَا دَعَاهُ أَلَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ إمامنا ووليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ لِلبِلَادِ والعِبَادِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))

المرفقات

1764162284_خطبة الجمعة الموافق 7 من جمادى الآخرة 1447هـ.pdf

1764162294_خطبة الجمعة الموافق 7 من جمادى الآخرة 1447هـ.docx

المشاهدات 107 | التعليقات 0