نِعْمَةُ الْأَمْنِ وَاجْتِمَاعُ الْكَلِمَةِ 27 - 3 -1447هـ
عايد القزلان التميمي
1447/03/26 - 2025/09/18 13:21PM
الْحَمْدُ لِلَّهِ أَمَرَ بِالتَّآلُف وَالِاجْتِمَاع، وَنَهَى عَنْ الْفُرْقَةِ وَالِاخْتِلَاف، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ المَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُه خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَسَيِّدُ الْأَنَامِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ مَا تَعَاقَبَتْ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ((
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّنَا فِي بِلَادِنَا نَعِيشُ وَنَتَقَلَّبُ فِي نِعَمٍ عَظِيمَةٍ، وَمِنْ أَهَمِّهَا نِعْمَةُ الْإِسْلَامِ، وَالصِّحَّةُ فِي الْأَبْدَانِ، وَالْأَمْنُ وَالِاسْتِقْرَارُ فِي هَذَا الْوَطَنِ. وَهَذِهِ النِّعَمُ مِنْ ضَرُورِيَّاتِ الْحَيَاةِ، كَضَرُورَةِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْعَافِيَةِ لِلْأَبْدَانِ ، قَالَ سُبْحَانَهُ
((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ))
وَقَدْ جَاء فِي الْقُرْآن الْكَرِيم أَنَّ الَّذِينَ وَحَدُّوا الله وآمنوا بِهِ حَقّ الْإيمَان وَلَمْ يَخْلِطُوا تَوْحِيدهُمْ بِشِرْكٍ هُمْ الْآمِنُونَ الْمُهْتَدُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قال الله تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾
عِبَادَ اللَّهِ وَمِنَ النِّعَمِ الْعَظِيمَةِ عَلَيْنَا فِي بِلَادِنَا اجْتِمَاعُ الْكَلِمَةِ وَوَحْدَةُ الصَّفِّ الَّتِي مَا تَمَّتْ إِلَّا بِاجْتِمَاعِ الْقُلُوبِ عَلَى هَدْيِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ بَعْدَ أَنْ كَانُوا مُتَفَرِّقِينَ أَصْبَحُوا بِفَضْلِ اللَّهِ إِخْوَةً مُتَآلِفِينَ كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِقَوْلِهِ: ((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))
وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾،
وقال رسول صلى الله عليه وسلم إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أنْ تَعْبُدُوهُ، ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأَنْ تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، ويَكْرَهُ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةِ المالِ )) فَقَرَنَ هُنَا بَيْنَ وَحْدَةِ الْمُعْتَقَدِ عَلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَوَحْدَةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّهِ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ الْحِفَاظَ عَلَى أَمْنِ الْأَوْطَانِ مَسْؤُولِيَّةٌ عَظِيمَةٌ يَقُومُ بِهَا كُلُّ فَرْدٍ مِنْ خِلَالِ طَاعَتِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ ﷺ، وَكَذَلِكَ طَاعَةُ أُولِي الْأَمْرِ وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، وَالِالْتِزَامُ بِالْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الَّتِي وَضَعَتْهَا الدَّوْلَةُ لِحِفْظِ الْحُقُوقِ وَصِيَانَةِ الْأَرْوَاحِ وَالْمُمْتَلَكَاتِ، قَالَ تَعَالَى:: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾.
وَاعْلَمُوا أَنَّ أَغْلَى مَا يَمْلِكُ الْمَرْءُ بَعْدَ دِينِهِ هُوَ الْوَطَنُ، فَاغْرِسُوا فِي أَبْنَائِكُمْ حُبَّ الْوَطَنِ وَالِاعْتِزَازَ بِإِنْجَازَاتِهِ الْحَاضِرَةِ وَتَارِيخِهِ الْمَجِيدِ، حَتَّى يُحَقِّقُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَعْنَى الْمُوَاطِنِ الصَّالِحِ الَّذِي يُحَارِبُ الْفَسَادَ وَيَسْعَى لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى عَقِيدَتِهِ وَأَمْنِهِ وَأَمَانِهِ، وَيَسْعَى لِرُقِيِّهِ وَتَقَدُّمِهِ.
وَأَنَّ كُلَّ فَرْدٍ مَسْؤُولٌ عَنْ حِفْظِ هَذِهِ النِّعْمَةِ وَالْمُشَارَكَةِ فِي بِنَاءِ الْوَطَنِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى مُقَدَّرَاتِهِ.
وَقِفُوا صَفًّا واحِدًا فِي وَجْهِ كُلِّ مُرْجِفٍ، وَتَنَبَّهُوا واحذروا من كُلِّ مُفْسِدٍ وحاسدٍ وحاقدٍ على بلاد التوحيد .
وَيَجِبْ عَلَيْنَا الْفَخْرُ وَالِاعْتِزَازُ بِالِانْتِمَاءِ وَالْوَلَاءِ لِلْوَطَنِ، وَالِاعْتِزَازُ بِمَا حَبَاهُ اللَّهُ مِنْ مَكَانَةٍ دِينِيَّةٍ وَحَضَارِيَّةٍ وَاقْتِصَادِيَّةٍ وَرِيَادَةٍ عَالَمِيَّةٍ، وَمَا تَقُومُ بِهِ حُكُومَةُ بِلَادِنَا حَفِظَهَا اللَّهُ مِنْ خِدْمَةٍ لِلْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَلِلْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ أَجْمَعَ.
أَقُولُ مَا سِمِعتُم ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ،
فَبِلَادُنَا قَامَتْ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَرَايَتُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلِمُجْتَمَعِنَا الْفَخْرُ بِأَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَبْعَثَ الرِّسَالَةِ مِنْ بِلَادِنَا، وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ، وَلَدَيْنَا الْحَرَمَانِ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِخَيْرَاتِ الْبِلَادِ وَأَمْنِهَا وَاسْتِقْرَارِهَا، وَبِحُكُومَةٍ رَشِيدَةٍ وَمُوَفَّقَةٍ، وَوَاجِبٌ عَلَيْنَا شُكْرُ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ بِالْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، وَقَدْ وَعَدَ اللَّهُ بِالْمَزِيدِ لِلشَّاكِرِينَ فَقَالَ: (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ))
فَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ وَلَهُ الشُّكْرَ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَة.
أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَزِيدَ بِلَادِنَا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ وَيَحْفَظُهَا وَأَهْلُهَا مَنْ كُلِّ سُوءٍ ، وَجَمِيعُ بِلَادِ الْمُسْلِمِين.
هَذَا، وَصَلُّوا رَحِمَكُمُ اللهُ عَلَى الْهَادِي الْبَشِيرِ، ...
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ((
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّنَا فِي بِلَادِنَا نَعِيشُ وَنَتَقَلَّبُ فِي نِعَمٍ عَظِيمَةٍ، وَمِنْ أَهَمِّهَا نِعْمَةُ الْإِسْلَامِ، وَالصِّحَّةُ فِي الْأَبْدَانِ، وَالْأَمْنُ وَالِاسْتِقْرَارُ فِي هَذَا الْوَطَنِ. وَهَذِهِ النِّعَمُ مِنْ ضَرُورِيَّاتِ الْحَيَاةِ، كَضَرُورَةِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْعَافِيَةِ لِلْأَبْدَانِ ، قَالَ سُبْحَانَهُ
((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ))
وَقَدْ جَاء فِي الْقُرْآن الْكَرِيم أَنَّ الَّذِينَ وَحَدُّوا الله وآمنوا بِهِ حَقّ الْإيمَان وَلَمْ يَخْلِطُوا تَوْحِيدهُمْ بِشِرْكٍ هُمْ الْآمِنُونَ الْمُهْتَدُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قال الله تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾
عِبَادَ اللَّهِ وَمِنَ النِّعَمِ الْعَظِيمَةِ عَلَيْنَا فِي بِلَادِنَا اجْتِمَاعُ الْكَلِمَةِ وَوَحْدَةُ الصَّفِّ الَّتِي مَا تَمَّتْ إِلَّا بِاجْتِمَاعِ الْقُلُوبِ عَلَى هَدْيِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ بَعْدَ أَنْ كَانُوا مُتَفَرِّقِينَ أَصْبَحُوا بِفَضْلِ اللَّهِ إِخْوَةً مُتَآلِفِينَ كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِقَوْلِهِ: ((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))
وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾،
وقال رسول صلى الله عليه وسلم إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أنْ تَعْبُدُوهُ، ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأَنْ تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، ويَكْرَهُ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةِ المالِ )) فَقَرَنَ هُنَا بَيْنَ وَحْدَةِ الْمُعْتَقَدِ عَلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَوَحْدَةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّهِ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ الْحِفَاظَ عَلَى أَمْنِ الْأَوْطَانِ مَسْؤُولِيَّةٌ عَظِيمَةٌ يَقُومُ بِهَا كُلُّ فَرْدٍ مِنْ خِلَالِ طَاعَتِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ ﷺ، وَكَذَلِكَ طَاعَةُ أُولِي الْأَمْرِ وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، وَالِالْتِزَامُ بِالْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الَّتِي وَضَعَتْهَا الدَّوْلَةُ لِحِفْظِ الْحُقُوقِ وَصِيَانَةِ الْأَرْوَاحِ وَالْمُمْتَلَكَاتِ، قَالَ تَعَالَى:: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾.
وَاعْلَمُوا أَنَّ أَغْلَى مَا يَمْلِكُ الْمَرْءُ بَعْدَ دِينِهِ هُوَ الْوَطَنُ، فَاغْرِسُوا فِي أَبْنَائِكُمْ حُبَّ الْوَطَنِ وَالِاعْتِزَازَ بِإِنْجَازَاتِهِ الْحَاضِرَةِ وَتَارِيخِهِ الْمَجِيدِ، حَتَّى يُحَقِّقُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَعْنَى الْمُوَاطِنِ الصَّالِحِ الَّذِي يُحَارِبُ الْفَسَادَ وَيَسْعَى لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى عَقِيدَتِهِ وَأَمْنِهِ وَأَمَانِهِ، وَيَسْعَى لِرُقِيِّهِ وَتَقَدُّمِهِ.
وَأَنَّ كُلَّ فَرْدٍ مَسْؤُولٌ عَنْ حِفْظِ هَذِهِ النِّعْمَةِ وَالْمُشَارَكَةِ فِي بِنَاءِ الْوَطَنِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى مُقَدَّرَاتِهِ.
وَقِفُوا صَفًّا واحِدًا فِي وَجْهِ كُلِّ مُرْجِفٍ، وَتَنَبَّهُوا واحذروا من كُلِّ مُفْسِدٍ وحاسدٍ وحاقدٍ على بلاد التوحيد .
وَيَجِبْ عَلَيْنَا الْفَخْرُ وَالِاعْتِزَازُ بِالِانْتِمَاءِ وَالْوَلَاءِ لِلْوَطَنِ، وَالِاعْتِزَازُ بِمَا حَبَاهُ اللَّهُ مِنْ مَكَانَةٍ دِينِيَّةٍ وَحَضَارِيَّةٍ وَاقْتِصَادِيَّةٍ وَرِيَادَةٍ عَالَمِيَّةٍ، وَمَا تَقُومُ بِهِ حُكُومَةُ بِلَادِنَا حَفِظَهَا اللَّهُ مِنْ خِدْمَةٍ لِلْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَلِلْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ أَجْمَعَ.
أَقُولُ مَا سِمِعتُم ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ،
فَبِلَادُنَا قَامَتْ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَرَايَتُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلِمُجْتَمَعِنَا الْفَخْرُ بِأَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَبْعَثَ الرِّسَالَةِ مِنْ بِلَادِنَا، وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ، وَلَدَيْنَا الْحَرَمَانِ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِخَيْرَاتِ الْبِلَادِ وَأَمْنِهَا وَاسْتِقْرَارِهَا، وَبِحُكُومَةٍ رَشِيدَةٍ وَمُوَفَّقَةٍ، وَوَاجِبٌ عَلَيْنَا شُكْرُ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ بِالْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، وَقَدْ وَعَدَ اللَّهُ بِالْمَزِيدِ لِلشَّاكِرِينَ فَقَالَ: (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ))
فَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ وَلَهُ الشُّكْرَ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَة.
أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَزِيدَ بِلَادِنَا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ وَيَحْفَظُهَا وَأَهْلُهَا مَنْ كُلِّ سُوءٍ ، وَجَمِيعُ بِلَادِ الْمُسْلِمِين.
هَذَا، وَصَلُّوا رَحِمَكُمُ اللهُ عَلَى الْهَادِي الْبَشِيرِ، ...
المرفقات
1758190897_نعمة الأمن واجتماع الكلمة 27 - 3 -1447هـ.docx