هل تكتب الخطبة وتنشر

هل تكتب الخطبة وتنشر؟

لاشك أن كتابة الخطبة ونشرها لتكون متاحة للاقتباس بأي طريقة من طرائق النشر هو من أنواع التعاون على البر والتقوى، فلرُب خطيب ناشئ وجد في الخُطب المنشورة مرتادًا يقتبس منها تارة، وينسج على منوالها تارة، حتى يصلب عوده ويتمرس بالخطابة، ولرب خطيب مقتدر ضاق وقته أو عرض له عارض أخَّره عن إعداد خطبته فوجد في الخطب المنشورة منقذًا له من مأزقه، ومعينًا له على واجبه، ولربما احتار الخطيب  بعض الأحيان  في موضوع خطبته فيجد في الخطب المنشورة خيارات تزيل حيرته، ولربما أصلد زند قريحته يومًا فوجد فيها ما يحرك كوامنه، ويطلق عنان قلمه.

وكم في الخطب المنشورة بعد ذلك من تنبيه على أمر ربما غفل عنه الخطيب عند إعداد الخطبة، أو إضافة لم يكن يعرفها فيضيفها إلى مادته، وكم فيها من دلالة على أسلوب يستفيده، وطريقة يكتسبها.

والخطباء اليوم كثير وليس كلهم على مستوى واحد من المهارة والإجادة، ولا العلم والفقه، ولا المعرفة والوعي والنباهة، فكتابة الخطب ونشرها مسلك من مسالك التعاون الذي يحصل به تناقل الخبرات، واكتساب المهارات، واقتناص الفوائد، وتعميم النفع والخير.

ولكن الكتابة للنشر لها ضوابط ينبغي التنبيه إليها، والإفادة من الخطب المنشورة لها مهارات كذلك تحسن الإشارة إليها ونحب أن نفرد الكلام على ذلك في منشور لاحق إن شاء الله.