(وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ)
د خالد بن عبدالرحمن الراجحي
الخُطْبَةُ الْأُولَى
إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [سورة آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} [سورة النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} [سورة الأحزاب: 70، 71].
وَبَعْدُ:
فَإِنَّ نُزُولَ الْوَحْيِ فِي مُجْتَمَعِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْنَ أَظْهَرِهِمْ، كَانَ مِنَ الْبَشَائِرِ الْكُبْرَى الْمُنْتَظَرَةِ عَلَى الدَّوَامِ فِي ذَلِكَ الْمُجْتَمَعِ النَّبَوِيِّ الطَّاهِرِ، فَمَا أَنْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى انْقَطَعَ الْوَحْيُ بَعْدَ كَمَالِ الدِّينِ وَتَمَامِ النِّعْمَةِ، فَاخْتُتِمَتِ الرِّسَالَةُ، بِخَاتَمِ النَّبِيِّينَ ﷺ، فَلَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ، قَالُوا: وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الرَّجُلُ أَوْ تُرَى لَهُ». أخرجه البخاري.
أَيْ إِنَّ الْوَحْيَ يَنْقَطِعُ بِمَوْتِي، وَلَا يَبْقَى مَا يُعْلَمُ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبُشْرَى إِلَّا مَا سَيَكُونُ مِنَ الرُّؤْيَا، يَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)} [سورة الروم: 23].
فَالنَّوْمُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ الْعُظْمَى، يَرْتَفِعُ بِالنَّوْمِ الْحِسُّ وَالْإِدْرَاكُ وَالشُّعُورُ، وَتُفَارِقُ الرُّوحُ الْجَسَدَ مُفَارَقَةً لَيْسَتْ تَامَّةً كَمَا فِي الْمَوْتِ، فَلِتِلْكَ الرُّوْحِ تَحَوُّلَاتٌ وَتَنَقُّلَاتٌ وَأُمُورٌ غَيْبِيَّةٌ لَا نُدْرِكُهَا، فَتَرَى تِلْكَ الرُّوْحُ فِي مَنَامِهَا أُمُورًا مِنْهَا مَا كَانَ مِنَ اللهِ أَطْلَعَهَا اللهُ عَلَيْهَا، وَمِنْهَا مَا كَانَ مِنْ تَلَاعُبِ الشَّيْطَانِ فِي تِلْكَ الرُّوْحِ، وَمِنْهَا مَا كَانَتْ تِلْكَ الرُّوْحُ تُحَدِّثُ بِهَا نَفْسَهَا قَبْلَ النَّوْمِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
وَلَمَّا كَانَتِ الرُّؤْيَا بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ فِي اتِّصَالِهَا بِالنُّبُوَّةِ، كَانَ التَّلَاعُبُ فِي رِوَايَتِهَا أَوْ تَأْوِيْلِهَا مِنَ الْكَذِبِ الْكَبِيرِ، رَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أعْظَمِ الْفِرَى أنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ، أَوْ يَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ».
وَمَعْنَى: "أَنْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ"، أَيْ: أَنْ يَقُولَ رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كَذَا وَكَذَا وَهُوَ كَاذِبٌ لَمْ يَرَ ذَلِكَ.
فَإِذَا رَأَى الْإِنْسَانُ فِي مَنَامِهِ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا مَنْ يُحِبُّ، وَيَثِقُ فِي دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ وَخُلُقِهِ، وَلَا يُحَدِّثُ بِهَا كُلَّ أحَدٍ، إِذْ إِنَّ لِلشَّيْطَانِ فِي ذَلِكَ حُضُورًا وَكَيْدًا، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّ اللهِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَاَمُ مُوَجِّهًا لِابْنِهِ نَبِيِّ اللهِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا} [سورة يوسف: 5].
وَإِذَا رَأَى الْإِنْسَانُ فِي مَنَامِهِ مَا يَسُوؤُهُ وَيَكْرَهُهُ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَنْتَقِلْ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ مِنْ نَوْمِهِ، وَلْيَتَعَوَّذْ بِالَّلهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أحَدًا، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ بِإِذْنِ اللهِ.
فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ».
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ رَاوِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: "وَإِنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنْ الْجَبَلِ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا أَبَالِيهَا".
أَلَا فَاتَّقُوْا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الرُّؤْيَا إِمَّا مِنَ اللهِ أَوْ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمِنَ الْأحْلَامِ مَا يَكُونُ أَضْغَاثًا أَوْ حَدِيثَ نَفْسٍ، فَلَا تُبَالِغُوا فِي التَّعَلُّقِ بِهَا، وَلَا فِي السُّؤَالِ عَنْهَا، وَلَا تُعَلِّقُوا آمَالَكُمْ بِأَحْلَامِكُمْ وَمَا حَمَلَتْهُ مِنْ غَيْبٍ مُحْتَمَلٍ، فَإِنَّ الْفَلَاَحَ وَالنَّجَاةَ فِي التَّعَلُّقِ بِكَلَامِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ﷺ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ تَأْوِيلَ الرُّؤَى مِنَ الْعُلُومِ الَّتِي يُلْهِمُهَا اللهُ مَنْ شَاءَ مِنَ الصَّالِحِينَ مِنْ خَلْقِهِ، كَانَتْ لِلْأَنْبِيَاءِ تَثْبِيتًا فِي أَشَدِّ الْمِحَنِ، وَهِي وَحْيٌ لَهُمْ دُونَ غَيْرِهِمْ، قَالَ اللهُ عَلَى لِسَانِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَاَمُ مُخَاطِبًا ابْنَهُ إِسْمَاعِيلَ {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [سورة الصافات: 102].
عَلَّمَ اللهُ نَبِيَّهُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِلْمَ التَّأْوِيلِ، فَكَانُوا يَسْأَلُونَهُ عَنْ رُؤْيَاهُمْ طَمَعًا فِي التَّأْوِيلِ وَتَشَوُّفًا لِلْغَيْبِ.
فَسَأَلَهُ مَنْ فِي السِّجْنِ فَعَبَّرَ لَهُمْ، وَسَأَلَهُ الْمَلِكُ فَعَبَّرَ لَهُ، وَقَدْ وَقَعَ مَا عَبَّرَ بِهِ نَبِيُّ اللهِ يُوسُفَ، بِمَا عَلَّمَهُ اللهُ مِنْ فَهْمِ الرُّؤَى وَتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ.
وَقَدْ بُشِّرَ نَبِيُّنَا ﷺ بِفَتْحِ مَكَّةَ بِالرُّؤْيَا -رَآهَا فِي مَنَامِهِ-، {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27)} [سورة الفتح: 27].
وَلَازَالَ هَذَا الْعِلْمُ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا وَإِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ يُعَلِّمُهُ اللهُ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ، حَتَّى يَرَى بَعْضُ عِبَادِ اللهِ الرُّؤْيَا كَفَلَقِ الصُّبْحِ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: "وَعِلْمُ تَأْوِيلِ الرُّؤْيَا مِنْ عُلُومِ الْأَنْبِيَاءِ وَأهْلِ الْإيمَانِ".
وَقِيلَ لِلْإِمَامِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ: "أَيُعَبِّرُ الرُّؤْيَا كُلُّ أَحَدٍ؟ قَالَ أَبِالنُّبُوَّةِ يُلْعَبُ؟!
وَقَدْ شَاعَ فِي زَمَنِنَا الْيَوْمَ تَلَاعُبُ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ بِالرُّؤَى وَالتَّأْوِيلِ، حَتَّى نَصَّبَ نَفْسَهُ عَلَى وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ وَالْإعْلَامِ مَنْ لَا يُعْرَفُ بِفِقْهٍ وَعِلْمٍ، وَلَا يُشْهَدُ لَهُ بِإيمَانٍ وَتُقَى، فَصَارَ يُبَشِّرُ وَيُنَفِّرُ، وَيُوَجِّهُ وَيُحَذِّرُ، حَتَّى صَارَ بَعْضُهُمْ سَبَبًا فِي قَطْعِ الرَّحِمِ وَإفْسَادِ الْعَلَاَئِقِ، أَوْ مَحَطَّةً لِلتَّرْفِيهِ وَتَوَقُّعَاتِ النَّتَائِجِ الرِّيَاضِيَّةِ وَغَيْرِهَا، فَأَصْبَحَ التَّأْوِيلُ بَابًا لِلرِّزْقِ وَالتَّكَسُّبِ وَاسْتِغْلَالِ ضِعَافِ النُّفُوسِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْعَبَثِ وَضَعْفِ الْإيمَانِ.
فَاتَّقَوْا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلرُّؤَى وَتَأْوِيلِهَا فِي الشَّرِيعَةِ أَحْكَامٌ، فَلَا تُعَلِّقُوا آمَالَكُمْ بِأَوْهَامٍ، وَلَا تُسَلِّمُوا عُقُولَكُمْ لِضِعَافَ النُّفُوسِ وَالْأَحْلَامِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ عَلَى النَّاسِ مِنْ مَوَاطِنِ ضَعْفِهِمْ، وَيُعَلِّقُهُمْ بِمَا لَا يَجْلِبُ لَهُمْ نَفْعًا وَلَا يَدْفَعُ عَنْهُمْ ضَرًّا.
وَتَحَرَّوْا فِي سُؤَالِكُمْ عَنْ أهْلِ التَّأْوِيلِ وَالتَّفْسِيرِ مِنْ أهْلِ الْعِلْمِ وَالْإيمَانِ إِنْ كَانَ لِذَلِكَ حَاجَةٌ أَوْ رَغْبَةٌ، وَاعْتَمِدُوا عَلَى اللهِ فِي كُلِّ شُؤُونِكُمْ وَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فِي كُلِّ أَحْوَالِكُمْ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَ ﷺ قَالَ:
«إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ» رواه مسلم.
اللَّهُمَّ أَرِنَا الْحَقَّ حَقًّا وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ، وَأَرِنَا الْبَاطِلَ بَاطِلًا وَارْزُقْنَا اجْتِنَابَهُ.
صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، فَقَالَ قَوْلًا كَرِيمًا، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} [سورة الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ صِلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الْأَرْبِعة -أَبِي بِكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ- وَعَنْ سَائِرِ الآلِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعَيْنَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرَحَمَ الرَّاحِمَيْنَ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عِبَادَ اللَّهِ:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) } [سورة النحل: 90]،
فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1738008998_(وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ).docx
1738008998_(وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ).pdf