عثمان بن عفان رضي الله عنه-

2025-09-29 - 1447/04/07

التعريف

قال ابن عبد البر: “ولد فِي السنة السادسة بعد الفيل. أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمها البيضاء أم حكيم بِنْت عبد المطلب عمة رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، هاجر إِلَى أرض الحبشة فارا بدينه مع زوجته رقية بِنْت رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وَكَانَ أول خارج إليها، وتابعه سائر المهاجرين إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ هاجر الهجرة الثانية إِلَى المدينة، ولم يشهد بدرا لتخلفه على تمريض زوجته رقية- كانت عليلة فأمره رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بالتخلف عليها، هكذا ذكره ابْن إِسْحَاق”. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1038).

 

قال ابن عبد البر: "عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، أمير المؤمنين وذو النورين، ختن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابنتيه، وثالث الخلفاء الراشدين، وأحد المبشرين بالجنة، ولد بمكة سنة: (47) ق هـ، وأسلم بعد البعثة بقليل، كان من أغنياء قريش، وأشرافهم، ومن كتاب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو من السابقين الأولين، ورابع أربعة ممن دخل في الإسلام، وأول المهاجرين مع أهله الهجرتين إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وأحد الستة الذين توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض، وأحد الذين جمعوا القرآن في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحفظوه، وكان أشبه الناس بإبراهيم -عليه السلام- وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، واستشهد صبيحة عيد الأضحى في بيته بالمدينة وهو يقرأ القرآن سنة: 35هـ".

 


 

العناصر

1- المقدمة.

 

2- نسبه ومولده.

 

3- إسلامه ومواقفه الأولى.

 

4- مكانته عند النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

5- إنفاقه في سبيل الله.

 

6- خلافته (سيرته السياسية).

 

7- مواقفه في العبادة والزهد.

 

8- الفتن في أواخر خلافته.

 

9- استشهاده.

 

10- أثره في الإسلام والمسلمين.

 

الايات

1- قوله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: ٢٤٥].

 

2- قوله تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: ٢٧٤].

 

3- قوله تعالى: (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: ٩٥].

الاحاديث

1- أن عُثْمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه حِينَ حُوصِرَ، أَشْرَفَ عليهم وقالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، ولا أَنْشُدُ إلّا أَصْحابَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: مَن حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ، فَحَفَرْتُها؟ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّهُ قالَ: مَن جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ، فَجَهَّزْتُهُمْ؟ قالَ: فَصَدَّقُوهُ بما قالَ. أخرجه البخاري: (٢٧٧٨) معلقا. وأخرجه الدارقطني: (٤٤٤٧) واللفظ له، والترمذي: (٣٦٩٩)، والنسائي: (٣٦٠٩) بمعناه.

 

2- عن ثمامة بن حزن القشيري قال: أن عثمانَ سبل بئرَ رومةَ وكان دلوُه فيها كدلاءِ المسلمين. أخرجه الترمذي (٣٦٩٩)، والنسائي (٣١٨٢)، وأحمد (٥١١) بنحوه، وحسنه الألباني في إرواء الغليل (١٥٩٤).

 

3- عن عبدالرحمن بن سمرة قال: جاءَ عثمانُ إلى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بألفِ دينارٍ قالَ الحسَنُ بنُ واقعٍ: وفي موضعٍ آخرَ من كتابي، في كمِّهِ حينَ جَهَّزَ جيشَ العُسرةِ فينثرَها في حجرِهِ. قالَ عبدُ الرَّحمنِ: فرأيتُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقلِّبُها في حجرِهِ ويقولُ: ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ مرَّتينِ. أخرجه الترمذي: (٣٧٠١)، وحسنه الألباني.

 

4- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: كانَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مُضْطَجِعًا في بَيْتِي، كاشِفًا عن فَخِذَيْهِ -أَوْ ساقَيْهِ- فاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فأذِنَ له وَهو على تِلكَ الحالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فأذِنَ له وَهو كَذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَسَوّى ثِيابَهُ -قالَ مُحَمَّدٌ: وَلا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ واحِدٍ- فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمّا خَرَجَ قالَتْ عائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيابَكَ، فَقالَ: "أَلا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلائِكَةُ!". رواه مسلم: (٢٤٠١).

 

5- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشدُّ أُمَّتِي حياءً عُثمانُ بنُ عفّانَ". أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (١/٥٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (١٠٠٢).

 

6- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ حائِطًا وأَمَرَنِي بحِفْظِ بابِ الحائِطِ، فَجاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ، فقالَ: "ائْذَنْ له وبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ"، فإذا أبو بَكْرٍ ثُمَّ جاءَ آخَرُ يَسْتَأْذِنُ، فقالَ: "ائْذَنْ له وبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ"، فإذا عُمَرُ، ثُمَّ جاءَ آخَرُ يَسْتَأْذِنُ فَسَكَتَ هُنَيْهَةً ثُمَّ قالَ: "ائْذَنْ له وبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ على بَلْوى سَتُصِيبُهُ"، فإذا عُثْمانُ بنُ عَفّان. رواه البخاري: (٣٦٩٥)، ومسلم: (٢٤٠٣).

 

7- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- صَعِدَ أُحُدًا، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمانُ، فَرَجَفَ بهِمْ، فَقالَ: "اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدانِ". أخرجه البخاري: (٣٦٧٥)

 

8- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا عثمانُ إن اللهَ مُقَمِّصُكَ قميصًا، فإن أرادك المنافقونَ على خَلْعِهِ فلا تَخْلَعْهُ". أخرجه الترمذي: (٣٧٠٥) باختلاف يسير، وابن ماجه: (١١٢)، وأحمد: (٢٤٥٦٦) مطولاً، وابن أبي عاصم في السنة: (١١٧٩) واللفظ له، وصححه الألباني في تخريج كتاب السنة: (١١٧٩).

 

9- عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ إلّا بإحدى ثلاثٍ: كفرٌ بعدَ إسلامٍ، أو زنًا بعدَ إحصانٍ، أو قتلُ نفسٍ بغيرِ نفسٍ"، فواللَّهِ ما زَنَيْتُ في جاهليَّةٍ ولا إسلامٍ قطُّ، ولا أحببتُ أنَّ لي بديني بدلًا منذُ هداني اللَّهُ، ولا قتلتُ نفسًا فبمَ يقتلونَني. أخرجه أبو داود (٤٥٠٢)، وصححه الألباني: (٤٥٠٢).

 

عن هانئٍ مَوْلى عثمانَ، قال: كان عثمانُ إذا وقَف على قبرٍ بكى، حتى يبُلَّ لِحيتَه، فقيل له: تذكُرُ الجنَّةَ والنارَ فلا تَبكِي، وتَبكِي مِن هذا؟! فقال: إنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قال: القبرُ أوَّلُ مَنازِلِ الآخِرةِ، فإنْ يَنْجُ منه فما بعدَه أيسَرُ منه، وإن لم ينجُ منه فما بعدَه أشَدُّ منه، قال: وقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ما رأيتُ منظرًا قطُّ إلّا والقبرُ أفظَعُ منه. أخرجه الترمذي: (٢٣٠٨)، وابن ماجه: (٤٢٦٧)، وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند: (٤٥٤) واللفظ له، وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند لشعيب (٤٥٤): "إسناده صحيح".

 

10- أن عُثْمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، تَوَضَّأَ فأفْرَغَ على يَدَيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنى إلى المَرْفِقِ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُسْرى إلى المَرْفِقِ ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ برَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمْنى ثَلاثًا، ثُمَّ اليُسْرى ثَلاثًا، ثُمَّ قالَ: رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَوَضَّأَ نَحْوَ وضُوئِي هذا ثُمَّ قالَ: مَن تَوَضَّأَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فِيهِما بشيءٍ، إلّا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. أخرجه البخاري: (١٩٣٤)، ومسلم: (٢٢٦).

 

الاثار

1- قال الحسَنُ: “رأيتُ عثمانَ بنَ عَفَّانَ يَقيلُ في المسجدِ وهو يومئذٍ خليفةٌ، ويقومُ وأثَرُ الحصى بجَنبِه، فنقولُ: هذا أميرُ المُؤمِنين، هذا أميرُ المُؤمِنين”. رواه أحمد في الزهد (675)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (1-60).

 

2- عن ميمونِ بنِ مِهرانَ قال: “أخبرني الهمدانيُّ أنَّه رأى عثمانَ بنَ عفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه على بغلةٍ، وخَلْفَه عليها غلامُه نائِلٌ، وهو خليفةٌ”. رواه أحمد في الزهد: (672)، وأبو نعيم في حلية الأولياء: (1-60).

 

3- قال ابْنِ عُمَرَ: كنا نقول على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أبو بكر، ثم عمر، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ سَكَتَ، فَقِيلَ: هَذَا فِي التَّفْضِيلِ. وَقِيلَ فِي الْخِلافَةِ. وقيل للمهلب بْن أَبِي صفرة: لم قيل لعثمان ذا النورين؟ قَالَ: لأنه لم يعلم أن أحدا أرسل سترا على ابنتي نبي غيره”. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1039).

 

4- وقال على بن أَبِي طالب: “كَانَ عُثْمَان أوصلنا للرحم، وَكَانَ من الذين آمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)”. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1039).

 

5- وذكر أَسَد بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هِلال الراسبي، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَة، قَالَ: “حمل عُثْمَان فِي جيش العسرة على ألف بعير وسبعين فرسا”. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1040).

 

6- وقال مُحَمَّد بْن سِيرِين: “أن عُثْمَان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَانَ يحيي الليل بركعة يقرأ القرآن فيها كله”. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1040).

 

7- وقال مُحَمَّد بْن سِيرِين: قالت امرأة عُثْمَان- حين أطافوا بِهِ يريدون قتله: إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيى الليل بركعة يجمع فيها القرآن. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1040).

 

8- وقال ابن شهاب: “لو هلك عثمان بن عفان وزيد بن ثابت في بعض الزمان لهلك علم الفرائض إلى يوم القيامة، ولقد جاء على الناس زمان وما يعلمها غيرهما”. فضائل الصحابة: 1-563 (745).

القصص

1- قال عبد اللَّه بن عمر قال: جاءني رجل من الأنصار في خلافة عثمان فكلّمني، فإذا هو يأمرني في كلامه بأن أعيب على عثمان، فتكلم كلامًا طويلًا وهو امرؤ في لسانه ثِقَلٌ، فلم يكد يَقْضي كلامه في سَريح، قال: فلما قضى كلامه قلت له: إنا كنا نقول -ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حي-: أفضل أمة رسول اللَّه بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، وإنا واللَّه ما نعلم عثمان قتل نفسًا بغير حق، ولا جاء من الكبائر شيئًا، ولكن هو هذا المال فإن أعطاكموه رضيتم، وإن أعطاه أُولي قرابته سخطتم! إنما تريدون أن تكونوا كفارس والروم لا يتركون لهم أميرًا إلا قتلوه”. فضائل الصحابة: 1-113 (64).

 

2- قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: رأيت عليًّا رافعًا حِضْنَيْه يقول: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان”. فضائل الصحابة: 1/552-553 (727).

 

3- قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: "حدثتنا أم عمر بنت حسان -قال أبي: عجوز صدق- قالت: سمعت أبي يقول: بلغني أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من جهز جيش العُسْرة فله الجنة" قال: فقال عثمان: عليَّ مائة راحلة. ثم قال: أقِلْني يا رسول اللَّه. فأقاله، فقال: عليَّ عَددُها من الخيل. فسَر ذاك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ومَن عنده، ثم قال له عند ذلك كلامًا حسنًا. فحفظه أبوها ونسيته أم عمر قالت: وسمعتُ أبي يقول: إن عثمان جهز جيش العسرة مرتين، قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا أبو معاوية قال: حدثني الأعمش، عن عبد اللَّه بن سنان قال: قال عبد اللَّه حين استخلف عثمان: ما ألونا عن أعلاها ذي فُوق". فضائل الصحابة: 1/554-555 (730-731).

 

4- قال عبد اللَّه: نا أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحَنَفِيّة قال: بلغ عليًّا أن عائشة تلعن قتلة عثمان في المربد، قال: فرفع يديه حتى بلغ بهما وجهه فقال: وأنا ألعن قَتَلة عثمان، لعنهم اللَّه في السَّهْل والجبل. قال مرتين أو ثلاثًا. قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، قثنا هُشَيْم، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن موسى بن طلحة قال: قالوا: يا أم المؤمنين، أخبرينا عن عثمان قال: فاستجلست الناس، فحَمِدت اللَّه وأثنت عليه فقالت: يا أيها الناس، إنَّا نقمنا على عثمان ثلاثًا: إمرة الفتى، والحِمَى، وضربه السوط، ثم تركتموه حتى إذا مُصتُموه مَوْص الثوب عدوتم عليه الفِقر الثلاث: حرمة دمه الحرام، وحرمة البلد الحرام، وحرمة الشهر الحرام، لعثمان كان أتقاهم للرب وأحصنهم للفرج، وأوصلهم للرحم. قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا هُشَيْم عن يونس -يعني ابن عُبَيْد، عن الوليد بن مسلم، عن جندب، قال: أتيت باب حذيفة فاستأذنتُ ثلاثًا فلم يُؤذَن لي. فذكر هشيم قصة فيها قال: ذهبوا ليقتلوه، قلت: فأين هو؟ قال: في الجنة. قلت: فأين قَتَلتُهُ؟ قال: في النار. يعني: قَتَلَةَ عثمان”. فضائل الصحابة: 1/555-557 (733-736).

 

5- قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا حجاج، قثنا ليث قال: حدثني عَقِيْل -يعني: ابن خالد- عن ابن شهاب، عن عُروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كانت تقول: يا ليتني كنت نسيًا منسيًّا، فأما الذي كان من شأن عثمان فواللَّه ما أحبَبْت أن ينتهك من عثمان أمر قط إلا انتهك مني مثله، حتى لو أحببت قتله قُتلت، يا عبيد اللَّه بن عَدي، لا يغرّنك أحد بعد الذي تعلم، فواللَّه ما احتقرت أعمال أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى نجمَ النَّفَرُ الذين طعنوا في عثمان فقالوا قولًا لا يَحْسُنُ مثله، وقرأوا قراءة لا يَحْسنُ مثلها، وصلوا صلاة لا يصلى مثلها، فلما تدبرت الصنِيْع إذن واللَّه ما تقاربوا أعمال أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإذا أعجبك حسن قول امرئ فقل: (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 105] ولا يستخفنك أحد”. فضائل الصحابة: 1-565 (750).

 

6- قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا عفان قال: حدثني معتمر قال: سمعت أبي، قثنا أبو نَضْرة، عن أبي سعيد مولى الأنصار قال: سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا، فذكر الحديث، وقال: حصروه في القصر فأشرف عليهم ذات يوم، فقال: أُنشدكم اللَّه، هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي ليستعذب منها، فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين؟ فقيل: نعم. قال: فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر؟ ! قال: والمصحف بين يديه فأهوى إليه بالسيف، فتلقاه بيده فقطعها، فلا أدري أبانها أو قطعها فلم يُبِنْها، فقال: أما واللَّه إنها لأول كف قد خطت المفصل. وفي غير حديث أبي سعيد: فدخل عليه التجوبي فأشعره مشقصًا، فانتضح الدم على هذِه الآية (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)) [البقرة: 137] فإنها في المصحف ما حُكّت. وأخذت ابنة الفرافصة -في حديث أبي سعيد- حُلِيها فوضعته في حجرها، وذلك قبل أن يُقتل، فلما أشْعِر وقُتل تفاجت عليه، فقال بعضهم: قاتلها اللَّه، ما أعظم عجيزتها. قالت: فعرفت أن أعداء اللَّه لم يريدوا إلا الدنيا.

 

7- قال: حدثني أبي، قثنا وهب بن جرير، قثنا أبي، سمعت يعلى بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر قال: استشارني عثمان وهو محصور، فقال: ما ترى فيما يقول المغيرة بن الأخنس؟ قلت: ما يقول؟ قال: يقول: إن هؤلاء القوم إنما يريدون أن تخلع هذا الأمر وتخلي بينهم وبينه، فقلت: أرأيت إن فعلت أمخلّف أنت في الدنيا؟ قال: لا. قلت: أفرأيت إن لم تفعل هل يزيدون على أن يقتلوك؟ قال: لا. قلت: أفيملكون الجنة والنار؟ قال: لا. قلتُ: فإني لا أرى أن تسُنّ هذِه السنة في الإسلام، كلما استخطوا أميرًا خلعوه، ولا أن تخلع قميصًا ألبسكهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا إسماعيل بن إبراهيم، قثنا أيوب عن نافع قال: دخلوا على عثمان من باب فسدّد الحربة لرجل منهم فولّى، وقال: اللَّه اللَّه يا عثمان. فقال عثمان: اللَّه اللَّه يا عثمان. اللَّه اللَّه يا عثمان ثم كفّ حتى قُتِل، قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا وكيع، قثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن عبد اللَّه بن سَلام قال: لا تقتلوا عثمان، فإنكم إن فعلتم لم تصلوا جميعًا أبدًا. قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، نا شعبة عن أبي عون قال: سمعت محمد بن حاطب قال: سألتُ عليًّا عن عثمان، فقال: هو من الذين آمنوا ثم اتقوا ثم آمنوا ثم اتقوا) ولم يختم الآية. قال عبد اللَّه: نا أبي، نا يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: حدثني أبو بِشْر، عن يوسف بن سعد، عن محمد بن حاطب قال: سمعتُ عليًّا يقول -يعني: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى)[الأنبياء: 101] -منهم عثمان. قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا حماد بن أسامة أبو أسامة، عن هشام قال: حدثني أبي، عن عبد اللَّه بن الزبير قال: قلت لعثمان يوم الدار: قاتِلْهم، فواللَّه لقد أحِلّ لك قتالُهم. فقال له: واللَّه لا أقاتلهم أبدًا. قال: فدخلوا عليه فقتلوه وهو صائم، ثم قال: وقد كان عثمان أمّر عبد اللَّه بن الزبير على الدار، فقال عثمان: من كانت لي عليه طاعة فليطع عبد اللَّه بن الزبير”. فضائل الصحابة: 1/578-580 (766-772)، الزهد (ص: 160).

 

8- قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا هاشم بن القاسم، قثنا عبد الحميد -يعني: ابن بهرام- قال: حدثني المهلب أبو عبد اللَّه، أنه دخل على سالم بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، وكان الرجل ممن يَحْمَد علي بن أبي طالب ويَذُم عثمان، فقال الرجل: يا أبا الفضل، ألا تخبرني هل شهد عثمان البيعتين كلتيهما بيعة الرضوان وبيعة الفتح؟ فقال: سالم: لا. فكبّر الرجل، وقام، ونفض رداءه، وخرج منطلقًا، فلما أن خرج قال له جلساؤه: واللَّه ما أراك تدري ما أمر الرجل. قال: أجل، وما أمره؟ قالوا: فإنه ممن يحمد عليًّا ويذم عثمان. فقال: علَيّ بالرجل. فأرسل إليه، فلما أتاه قال: يا عبد اللَّه الصالح، إنك سألتني هل شهد عثمان البيعتين كلتيهما: بيعة الرضوان، وبيعة الفتح، فقلتُ: لا، فكبّرتَ وخرجتَ شاميًا، فلعلك ممن يحمد عليًّا ويذُم عثمان. فقال: أجل، واللَّه إني لمنهم. قال: فاسمَعْ مني وافهم ثم ارْوِ علَيّ، فإن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما بايع الناس تحت الشجرة كان بعث عثمان فيْ سَرِيّة وكان في حاجة اللَّه وحاجة رسوله وحاجة المؤمنين، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا إنّ يميني يدي وشمالي يدُ عثمان"، فضرب شماله على يمينه فقال: "هذِه يد عثمان، وإني قد بايعت له"، ثم كان من شأن عثمان في البيعة الثانية: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث عثمان إلى علي، وكان أمير اليمن فصنع به مثل ذلك، ثم كان من شأن عثمان أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لرجل من أهل مكة: "يا فلان ألا تبيعني دارك أزيدها في مسجد الكعبة ببيت أضْمَنه لك في الجنة؟ " فقال له الرجل: يا رسول اللَّه، واللَّه ما لي بيت غيره فإن أنا بعتك داري لا يؤويني وولدي بمكة شيء. قال: "ألا بل بعْني دارك أزيدها في مسجد الكعبة ببيت أضمنه لك في الجنة" فقال الرجل: واللَّه ما لي في ذلك حاجة ولا أريده. فبلغ ذلك عثمان وكان الرجل ندمانًا لعثمان في الجاهلية وصديقًا، فأتاه فقال: يا فلان بلغني أن رسول قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا يزيد قال: أنا سعيد، عن قتادة قال: وكان ابن سلام يقول: ليحكمن في قتلته يوم القيامة”. فضائل الصحابة: 1-595 (788).

 

9- قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا أبو المغيرة، قثنا صفوان قال: حدثني شريح بن عُبيد وغيره أن عبد اللَّه بن سلام كان يقول: يا أهل المدينة، لا تقتلوا عثمان، فواللَّه إن سيف اللَّه مغمود عنكم، وإن ملائكة اللَّه ليَحرسون المدينة من كل ناحية، ما من نِقاب المدينة من نَقب إلا وعليه مَلك سالٌّ، فلا تَسُلُّوا سيف اللَّه المغمود عنكم، ولا تُنَفِّروا ملائكة اللَّه الذين يحرسونكم”. فضائل الصحابة: 1-601 (795).

 

10- قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا يعقوب، قثنا أبي، عن أبيه، عن جده قال: سمعتُ عثمان لما حُصِر يقول: إن وجدتم في كتاب اللَّه أن تضعوا رجْلَيَّ في قيود فضعوهما، قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا أزهر بن سعد السمان قال: أنا ابن عون قال: أنا الحسن قال: لما اشتد أمرهم يوم الدار قال: قالوا: فمن فمن؟ قال: فبعثوا إلى أم حَبِيْبة فجاءوا بها على بغلة بيضاء وَمِلْحفة قد سترت، فلما دنت من الباب، قالوا: ما هذا؟ قالوا: أم حبيبة، قالوا: واللَّه لا تدخل. فرَدُّوها، قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا إسحاق بن سليمان، قثنا أبو جعفر -يعني: الرازي- عن يونس بن عُبَيْد، عن الحسن قال: رأيت عثمان قائلًا في المسجد في ملحفة ليس حوله أحد، وهو أمير المؤمنين. قال: حدثني أبي، قثنا إسحاق بن سليمان قال: نا مغيرة بن مسلم، عن مطر الوراق، عن ابن سيرين، عن حذيفة قال: لما بلغه قتلُ عثمان قال: اللهم إنك تعلم براءتي من دم عثمان، فإن كان الذين قتلوه أصابوا بقتله فإني بريء منه، وإن كانوا أخطأوا بقتله فقد تعلم براءتي من دمه، وستعلم العرب لئن كانت أصابت بقتله لَيحتلبنّ بذلك لبنًا، وإن كانت أخطأت بقتله ليحتلبن بذلك دمًا. فاحتلبوا بذلك دمًا ما رفعت عنهم السيوف ولا القتل”. فضائل الصحابة: 1/602-603 (798-801).

 

11- قال الخلال: أخبرني الميموني، قال: ثنا ابن حنبل قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن ابن الحنفية، عن علي قال: لو سيرني عثمان إلى صرار لسمعت وأطعت. قال الخلال: أخبرني عبد الملك قال: ثنا ابن حنبل قال: ثنا إسحاق ابن سليمان قال: ثنا أبو جعفر، عن قتادة، عن الحسن، أن عثمان بن عفان جاء بدنانير فنثرها في حجر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجعل النبي يقلبها ويقول: "ما على عثمان ما عمل بعد هذا"“. السنة" للخلال 1/259-260 (416-417).

 

12- قال الأحنف: "انطلقنا حجاجا فمررنا بالمدينة، فبينا نحن في منزلنا إذ جاءنا آت فقال: الناس في المسجد. فانطلقت أنا وصاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر في المسجد، قال: فتخللتهم حتى قمت عليهم، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص، قال: فلم يكن ذلك بأسرع من أن جاء عثمان يمشي. فقال: ههنا علي؟ قالوا: نعم. قال: ههنا الزبير؟ قالوا: نعم. قال: ههنا طلحة؟ قالوا: نعم. قال: ههنا سعد بن أبي وقاص؟ قالوا: نعم. قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له" فابتعته، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: إني قد ابتعته، فقال: "اجعله في مسجدنا وأجره لك" قالوا: نعم. قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من يبتاع بئر رومة" فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: إني قد ابتعتها -يعني بئر رومة- قال: "اجعلها سقاية للمسلمين ولك أجرها" قالوا: نعم. قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال: "من يجهز هؤلاء غفر الله له" فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا. قالوا: اللهم نعم. فقال: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثم انصرف رضي الله عنه". إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي (ص: 6039).

 

13- عن ثمامة بن حزن القشيري قال: شَهِدتُ الدارَ يومَ أُصِيبَ عُثمانُ، فاطَّلَع عليهم اطِّلاعةً، فقال: ادعُوا لي صاحبَيْكم اللذَينِ ألَّباكُم عليَّ. فدُعِيا له، فقال: نَشَدتُكما اللهَ، أتَعلَمانِ أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمّا قَدِم المدينةَ ضاقَ المسجدُ بأهلِه، فقال: مَن يَشتري هذه البُقعةَ مِن خالِصِ مالِه، فيكونَ فيها كالمُسلِمينَ، وله خيرٌ منها في الجنَّةِ؟، فاشترَيتُها مِن خالِصِ مالي، فجعَلتُها بينَ المسلمينَ؟ وأنتم تَمنَعوني أنْ أُصلِّيَ فيه ركعتينِ. ثمَّ قال: أنشُدُكم اللهَ أتَعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمّا قَدِم المدينةَ لم يكنْ فيها بئرٌ يُستعذَبُ منه إلّا رُومَةُ، فقال رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَشتريها مِن خالِصِ مالِه، فيكونَ دَلْوُهُ فيها كَدُلِيِّ المسلمينَ، وله خيرٌ منها في الجنَّةِ؟، فاشترَيتُها مِن خالِصِ مالي، فأنتم تَمنَعوني أنْ أشرَبَ منها. ثمَّ قال: هل تَعلَمونَ أنِّي صاحبُ جَيشِ العُسْرَةِ؟ قالوا: اللهمَّ نَعَم!. أخرجه عبدالله بن أحمد في زوائد المسند: (٥٥٥) واللفظ له، والدارقطني: (٤-١٩٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق: (٣٩-٣٣٦)، وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند لشعيب (٥٥٥): "إسناده حسن".

 

14- قيل لعثمان -رضى الله عنه-: ما منعك من شرب الخمر في الجاهليَّة ولا حرج عليك فيها؟ قال: "إنِّي رأيتها تُذهب العقل جملةً، وما رأيت شيئًا يذهب جملةً ويعود جملةً" (العقد الفريد).

 


 

الاشعار

1- قال حسان بن ثابت الأنصاري:

من سره الموت صرفا لا مزاج لَهُ *** فليأت مأدبة في دار عثمان

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1049).

 

2- وقال:

ضحوا بأشمط عنوان السجود بِهِ. *** يقطع الليل تسبيحا وقرآنا

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1049).

 

3- وقال:

صبرا فدى لكم أمي وما ولدت *** قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا

ليسمعنّ وشيكا فِي دياركم*** الله أكبر يَا ثارات عثمانا

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1049).

 

4- وقال:

إن تمس دار بني عَفَّان موحشةً *** باب صريع وباب مخرق خرب

فقد يصادف باغي الخير حاجته *** فيها ويأوي إليها الجود والحسب

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1049).

 

5- وقال:

قتلتم ولي الله فِي جوف داره *** وجئتم بأمرٍ جائرٍ غير مهتدي

فلا ظفرت أيمان قومٍ تعاونوا *** على قتل عُثْمَان الرشيد المسدد

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1050).

 

6- قَالَ كَعْب بْن مَالِك رَضِيَ الله عنه:

يا للرجال لأمر هاج لي حزنا *** لقد عجبت لمن يبكي على الدمن

إني رأيت قتيل الدار مضطهدا *** عُثْمَان يهدى إِلَى الأجداث فِي كفن

يَا قاتل الله قوما كَانَ أمرهم *** قتل الإمام الزكي الطيب الردن

مَا قاتلوه على ذنبٍ ألم بِهِ *** إلا الَّذِي نطقوا زورا ولم يكن

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1050).

 

 7- وقال:

فكف يديه ثُمَّ أغلق بابه *** وأيقن أن الله ليس بغافل

وَقَالَ لأهل الدار لا تقتلوهم *** عفا الله عَنْ ذنب امرئ لم يقاتل

فكيف رأيت الله ألقى عليهم *** العداوة والبغضاء بعد التواصل

وكيف رأيت الخير أدبر بعده *** على الناس إدبار السحاب الحوافل

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1050).

 

8- قال حميد بن ثور الهلالي:

إن الخلافة لما أظعنت ظعنت *** من يثربٍ إذ غير الهدى سلكوا

صارت إِلَى أهلها منهم ووارثها *** لما رأى الله فِي عُثْمَان مَا انتهكوا

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1050).

 

9- قال الْقَاسِم بن أمية بن أبى الصلت:

لعمري لبئس الذبح ضحيتم به *** وخنتم رسول الله صلى اللَّهِ فِي قتل صاحبه

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1050)

 

10- قالت زينب بِنْت العوام:

وعطشتم عُثْمَان فِي جوف داره *** شربتم كشرب الهيم شرب حميم

فكيف بنا أم كيف بالنوم بعد ما *** أصيب ابْن أروى وَابْن أم حكيم

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1050).

 

11- قالت ليلى الأخيلية:

قتل ابْن عَفَّان الإمام *** وضاع أمر المسلمينا

وتشتتت سبل الرشاد *** لصادرين وواردينا

فانهض معاوي نهضةً *** تشفى بها الداء الدفينا

أنت الَّذِي من بعده *** ندعو أمير المؤمنينا

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1050).

 

12- قال أيمن بْن خزيمة:

ضحوا بعثمان فِي الشهر الحرام ضحى *** وأي 2] ذبحٍ حرامٍ ويلهم ذبحوا

وأي سنة كفر سن أولهم *** وباب شرٍّ على سلطانهم فتحوا

ماذا أرادوا أضل الله سعيهم *** بسفك ذاك الدم الزاكي الَّذِي سفحوا

الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1050).

 

13- قال حافظ حكمي:

ثالثهم عثمان ذو النورين *** ذو الحلم والحيا بغير مين

بحر العلوم جامع القرآن *** منه استحت ملائك الرحمن

بايع عنه سيد الأكوان *** بكفه في بيعة الرضوان

معارج القبول: (3-1160).

 

14- قال عبدالرحمن العشماوي عن عثمان -رضي الله عنه-

رفع الحيَاءُ بكَ اللِّواءَ ومجَّد *** وإليكَ أهدى حُبَّهُ وتودَّدا

ورآكَ جيش العُسرةِ الكفَّ التي *** تعطي وسلَّمكَ السَّخاء المقودا

يا قلب ذي النورين، مازال الرِّض بالله يمنحك المقام الأمجدا

حتى الملائك تستحي لمَّا ترى *** وجهاً كريما بالحياءِ تودَّدا

في روضِ جودكَ يا ابن عفان التقى *** كرمٌ وإخلاصٌ وفيكَ توحَّدا

للمَال في يدك الكريمة موقعٌ *** ويظلُّ قلبكَ عن ثرائكَ أبعدا

لله درُّكَ أيها الشَّهم الذي *** بسخائه وبجودهِ بلغ المدى

بايعتَ في الرضوان بيعة غائبٍ *** مدَّ الرسول لخالقها اليدا

شرفٌ وربك يا ابن عفان ارتقى *** بكَ في المكارمِ والمفاخرِ سيدا

تلميذ مدرسة النبوة، أنه *** لأعزَّ مدرسةٍ تعلمنا الهدى

(موقع الديوان)

الحكم

1- قال عثمان بن عفان رضى الله عنه فى خطبة له: "إنَّ الله إنَّما أعطاكم الدُّنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها، إنَّ الدُّنيا تفنى، وإنَّ الآخرة تبقى، لا تبطرنَّكم الفانية، ولا تشغلنَّكم عن الباقية، وآثروا ما يبقى على ما يفنى؛ فإنَّ الدُّنيا منقطعة، وإنَّ المصير إلى الله، اتَّقوا الله فإنَّ تقواه جنَّةٌ من بأسه، ووسيلةٌ عنده، واحذروا من الله الغير، والزموا جماعتكم لا تصيروا أحزابًا (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران: 103]" (البداية والنهاية).

 

2- قال عثمان بن عفان -رضى الله عنه-: "إيَّاكم والخمر؛ فإنَّها مفتاح كلِّ شرٍّ! أتي رجلٌ فقيل له: إمَّا أن تحرق هذا الكتاب، وإمَّا أن تقتل هذا الصبيَّ، وإمَّا أن تقع على هذه المرأة، وإمَّا أن تشرب هذه الكأس، وإمَّا أن تسجد لهذا الصليب! قال: فلم ير فيها شيئًا أهون من شرب الكأس، فلمَّا شربها، سجد للصليب، وقتل الصبيَّ، ووقع على المرأة، وحرق الكتاب!" (التمهيد).

 

3- قال عثمان بن عفان -رضى الله عنه-: "لو أن قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربّنا، وإني لأكره أن يأتي عليّ يوم لا أنظر في المصحف". البداية والنهاية: (4-207).

 

4- قال عثمان بن عفان -رضى الله عنه-: "ما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن". ‏فرائد اللال في مجمع الأمثال (ص: 409).

 

5- قال عثمان بن عفان -رضى الله عنه-: "الدنيا خضرة قد شهّيت إلى الناس، ومال إليها كثير منهم فلا تركنوا إلى الدنيا، ولا تثقوا بها، فإنها ليست بثقة واعلموا أنها غير تاركة إلاّ من تركها". تاريخ الرسل والملوك (ص: 3059).

 


 

متفرقات

1- قال ابن عبد البر: "وأما تخلفه عَنْ بيعة الرضوان بالحديبية فلأن رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كَانَ وجهه إِلَى مكة فِي أمرٍ لا يقوم بِهِ غيره من صلح قريش، على أن يتركوا رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- والعمرة، فلما أتاه الخبر الكاذب بأن عُثْمَان قد قتل جمع أصحابه، فدعاهم إِلَى البيعة، فبايعوه على قتال أهل مكة يومئذ، وبايع رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عَنْ عُثْمَان حينئذ بإحدى يديه الأخرى، ثُمَّ أتاه الخبر بأن عُثْمَان لم يقتل، وما كان سبب بيع الرضوان إلا مَا بلغه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من قتل عُثْمَان وروينا عَنِ ابْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ: يد رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لعثمان خير من يد عُثْمَان لنفسه”. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1038).

 

2- وقال ابن عبد البر: “وَهُوَ أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى، وأخبر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توفي وهو عنهم راضٍ” الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1039).

 

3- وقال ابن عبد البر: “واشترى عُثْمَان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بئر رومة، وكانت ركية ليهودي يبيع المسلمين ماءها، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من يشترى رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه فِي دلائهم، وله بها مشرب فِي الجنة، فأتى عُثْمَان اليهودي فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم. فجعله للمسلمين، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إن شئت جعلت على نصيبي قرنين، وإن شئت فلي يَوْم ولك يَوْم. قَالَ: بل لك يَوْم ولي يَوْم. فكان إذا كَانَ يَوْم عُثْمَان استقى المسلمون مَا يكفيهم يومين: فلما رأى ذَلِكَ اليهودي قَالَ: أفسدت علي ركيتي، فاشتر النصف الآخر، فاشتراه بثمانية آلاف درهم، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من يَزِيد فِي مسجدنا، فاشترى عُثْمَان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- موضع خمس سوار، فزاده فِي المسجد. وجهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرا، وأتم الألفين بخمسين فرسا، وجيش العسرة كَانَ فِي غزوة تبوك”. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1040).

 

4- قال ابن عبدالبر: “وكان عُثْمَان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- رجلا ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الوجه، رقيق البشرة، كبير اللحية عظيمها، أسمر اللون، كَثِير الشعر، ضخم الكراديس، بعيد مَا بين المنكبين، كَانَ يصفر لحيته ويشد أسنانه بالذهب”. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (3-1042).

 

5- قال ابن عبدالبر: “وبويع لعثمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بالخلافة يَوْم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عُمَر بْن الخطاب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بثلاثة أيام باجتماع الناس عَلَيْهِ. وقتل بالمدينة لعثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة”. (3-1043).

 

 

الإحالات

1- الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبد البر.

 

2- ذو النورين عثمان بن عفان؛ لعباس محمود العقاد.

 

3- تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان. شخصيته وعصره؛ لعلي محمد الصلابي.