عمر بن الخطاب

2025-09-07 - 1447/03/15

التعريف

قال جلال الدين السيوطي: "عمر بن الخطاب: بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، أمير المؤمنين، أبو حفص، القرشي، العدوي، الفاروق.

 

أسلم في السنة السادسة من النبوة، وله سبع وعشرون سنة، قاله الذهبي.

 

وقال النووي: ولد عمر بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة في الجاهلية، فكانت قريش إذا وقعت الحرب بينهم أو بينهم وبين غيرهم بعثوه سفيرًا، أي: رسولًا، وإذا نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر، بعثوه منافرًا أو مفاخرًا.

 

وأسلم قديمًا بعد أربعين رجلًا وإحدى عشرة امرأة، وقيل: بعد تسعة وثلاثين رجلًا وثلاث وعشرين امرأة وقيل: بعد خمسة وأربعين رجلًا وإحدى عشرة امرأة فما هو إلا أن أسلم فظهر الإسلام بمكة وفرح به المسلمون.

 

قال: وهو أحد السابقين الأولين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الخلفاء الراشدين، وأحد أصهار النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحد كبار علماء الصحابة وزهادهم.

 

روي له عن النبي خمسمائة حديث وتسعة وثلاثون حديثًا.

 

روى عنه عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وابن عباس، وابن مسعود، وأبي ذر، وعمرو بن عبسة، وابنه عبد الله، وابن الزبير، وأنس، وأبو هريرة، وعمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري، والبراء بن عازب، وأبو سعيد الخدري، وخلائق آخرون من الصحابة وغيرهم -رضي الله عنهم-.

 

أقول: وأنا ألخص هنا فصولًا فيها جملة من الفوائد تتعلق بترجمته.

 

فصل: في الأخبار الواردة في إسلامه

 

أخرج الترمذي عن ابن عمر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب، أو بأبي جهل ابن هشام" (أخرجه الترمذي "٣٦٨١/٥"، والطبراني في الكبير "١٠٣١٤/١٠"، وقال أبو عيسى: حسن صحيح غريب.).

 

وأخرج الحاكم عن ابن عباس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة" (أخرجه الحاكم في المستدرك "٨٣/٣"، والطبراني في الأوسط "ح١٧٧١"، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي).

 

وأخرج أحمد عن عمر قال: خرجت أتعرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أتعجب من تأليف القرآن، فقلت: والله هذا شاعر كما قالت قريش، فقرأ: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ) [الحاقة: ٤٠، ٤١] الآيات، فوقع في قلبي الإسلام كل موقع. أخرجه أحمد في المسند: (1-17)

 

وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر قال: كان أول إسلام عمر أن عمر قال: ضرب أختي المخاض ليلاً، فخرجت من البيت، فدخلت في أستار الكعبة، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فدخل الحجر وعليه بتان، وصلى لله ما شاء الله، ثم انصرف، فسمعت شيئًا لم أسمع مثله، فخرج، فاتبعته، فقال: "من هذا؟ " فقلت: عمر، فقال: "يا عمر! ما تدعني لا ليلاً ولا نهارًا؟ " فخشيت أن يدعو علي، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال: "يا عمر! أسره"، قلت: لا والذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك.

 

وأخرج ابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في الدلائل عن أنس -رضي الله عنه- قال: خرج عمر متقلدًا سيفه، فلقيه رجل من بني زهرة، فقال: أين تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمدًا، قال: وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدًا؟ فقال: ما أراك إلى قد صبأت، قال: أفلا أدلك على العجب؟! إن ختنك٤ وأختك قد صبئا وتركا دينك، فمشى عمر فأتاهما وعندهما خباب، فلما سمع بحس عمر توارى بالبيت، فدخل، فقال: ما هذه الهينمة١؟ وكانوا يقرءون طه، قالا: ما عدا حديثًا تحدثناه بيننا، قال: فلعلكما قد صبأتما، فقال له ختنه: يا عمر إن كان الحق في غير دينك، فوثب عليه عمر، فوطأه وطأ شديدًا، فجاءت أخته، لتدفعه عن زوجها، فنفحها نفحة بيد، فدمي وجهها، فقالت، وهي غضبى: وإن كان الحق في غير دينك، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فقال عمر: أعطوني الكتاب الذي هو عندكم، فأقرأه، وكان عمر يقرأ الكتاب، فقالت أخته: إنك رجس، وإنه لا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل أو توضأ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب، فقرأ طه حتى انتهى إلى: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) [طه: ١٤] فقال عمر: دلوني على محمد، فلما سمع خباب قول عمر خرج، فقال: أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لك ليلة الخمس: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب، أو بعمرو بن هشام". وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أصل الدار التي في أصل الصفا، فانطلق عمر حتى أتى الدار، وعلى بابها حمزة وطلحة وناس، فقال حمزة: هذا عمر إن يرد الله به خيرًا يسلم، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينًا، قال: والنبي -صلى الله عليه وسلم- داخل يوحى إليه، فخرج حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، فقال: "ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة"، فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبد الله ورسوله. (أخرجه ابن سعد في الطبقات "٢٣٣/٢"، وأبو يعلى "٣٢٧٥/٤"، والحاكم في المستدرك "٨٣/٣"، والبيهقي في الدلائل "٢١٩/٢)

 

وأخرج البزار والطبراني وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن أسلم قال: قال لنا عمر: كنت أشد الناس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبينا أنا في يوم حار بالهاجرة٣ في بعض طريق مكة إذ لقيني رجل فقال: عجبًا لك يابن الخطاب! إنك تزعم إنك وإنك، وقد دخل عليك الأمر في بيتك، قلت: وما ذاك؟ قال: أختك قد أسلمت، فرجعت مغضبًا حتى قرعت الباب، قيل: من هذا؟ قلت: عمر، فتبادروا فاختفوا مني، وقد كانوا يقرءون صحيفة بين أيديهم، تركوها ونسوها، فقامت أختي تفتح الباب، فقلت: يا عدوة نفسها أصبأت؟ وضربتها بشيء كان في يدي على رأسها، فسال الدم وبكت، فقالت: يابن الخطاب! ما كنت فاعلًا فافعل، فقد صبأت، قال: ودخلت حتى جلست على السرير، فنظرت إلى الصحيفة، فقلت: ما هذا؟ ناولينيها، قالت: لست من أهلها إنك لا تطهر من الجنابة، وهذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون، فما زلت بها حتى ناولتنيها، ففتحتها فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، فلما مررت باسم من أسماء الله تعالى ذعرت منه، فألقيت الصحيفة، ثم رجعت إلى نفسي فتناولتها فإذا فيها: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) [الصف: ١] فذعرت، فقرأت إلى: (بِاللَّهِ وَرَسُولِه) [الصف: ١١] فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، فخرجوا إلي مبادرين وكبروا وقالوا: أبشر فقد دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين فقال: "اللهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك: إما أبو جهل ابن هشام وإما عمر". ودلوني على النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيت في أسفل الصفا فخرجت حتى قرعت الباب فقالوا: من؟ قلت: ابن الخطاب، وقد علموا شدتي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما اجترأ أحد على فتح الباب حتى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "افتحوا له". ففتحوا لي فأخذ رجلان بعضدي حتى أتيا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "خلوا عنه"، ثم أخذ بمجامع قميصي وجذبني إليه ثم قال: "أسلم يابن الخطاب، اللهم اهده". فشهدت، فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بفجاج مكة، وكانوا مستخفين فلم أشأ أن أرى رجلاً يَضرب ويُضرب إلا رأيته ولا يصيبني من ذلك شيء. فجئت إلى خالي أبي جهل وكان شريفًا فقرعت عليه الباب فقال: من هذا؟ فقلت: ابن الخطاب وقد صبأت، فقال: لا تفعل، ثم دخل وأجاف الباب دوني؛ فقلت: ما هذا بشيء.

 

فذهبت إلى رجل من عظماء قريش فناديته، فخرج إلي، فقلت له مثل مقالتي لخالي، فقال لي مثل ما قال لي خالي فدخل وأجاف الباب دوني، فقلت: ما هذا بشيء إن المسلمون يضربون ولا أضرب، فقال لي رجل:

 

أتحب أن يعلم بإسلامك؟ قلت: نعم، قال: فإذا جلس الناس في الحجر فأت فلانًا -لرجل لم يكن يكتم السر- فقل بينك وبينه إني قد صبأت فإنه قل ما يكتم السر فجئت وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت فيما بيني وبينه قال: أو قد فعلت،

 

فقال: بأعلى صوته إن ابن لخطاب قد صبأ فبادروا إليّ فمازلت أضربهم ويضربونني واجتمع علي الناس فقال خالي: ما هذه الجماعة؟ قيل: عمر قد صبأ، فقام على الحجر فأشار بكمه ألا إني قد أجرت ابن أختي فتكشفوا عني، فكنت لا أشاء أن أرى أحدًا من المسلمين يضرب ويضرب إلا رأيته، فقلت ما هذا بشيء قد يصيبني فقلت: جوارك رد عليك، فمازلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام. (أخرجه البزار "١٧٤٨/٥"، والطبراني في الأوسط "ح٤٧٤٩"، وأبو نعيم في الحلية "٤١/١"، والبيهقي في الدلائل "٢١٦/٢-٢١٩").

 

وأخرج أبو نعيم في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: سألت عمر -رضي الله عنه- لأي شيء سميت الفاروق؟ فقال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، فخرجت إلى المسجد فأسرع أبو جهل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسبه، فأخبر حمزة، فأخذ قوسه وخرج إلى المسجد إلى حلقة قريش التي فيها أبو جهل، فاتكأ على قوسه مقابل أبي جهل، فنظر إليه فعرف أبو جهل الشر في وجهه، فقال: مالك يا أبا عمارة؟ فرفع القوس فضرب بها أخدعه فقطعه، فسالت الدماء، فأصلحت ذلك قريش مخافة الشر، قال: ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- مختفٍ في دار الأرقم المخزومي فانطلق حمزة فأسلم فخرجت بعده بثلاثة أيام، فإذا فلان المخزومي، فقلت له: أرغبت عن دين آبائك واتبعت دين محمد؟ فقال: إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقًّا مني، قلت: ومن هو؟ قال: أختك وختنك، فانطلقت، فوجدت الباب مغلقًا، وسمعت همهمة ففتح لي الباب، فدخلت، فقلت: ما هذا الذي أسمع عندكم؟ قالوا: ما سمعت شيئًا، فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأس ختني، فضربته ضربة فأدميته، فقامت إلي أختي فأخذت برأسي، وقالت: قد كان ذلك على رغم أنفك، فاستحييت حين رأيت الدماء، فجلست وقلت: أروني هذا الكتاب، فقالت أختي: إنه لا يمسه إلا المطهرون، فإن كنت صادقًا فقم واغتسل، فقمت واغتسلت وجئت فجلست فأخرجوا إلي صحيفة فيها: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فقلت: أسماء طيبة طاهرة: (طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) [طه: ١، ٢] إلى قوله: (لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) قال: فتعظمت في صدري، وقلت: من هذا فرت قريش، فأسلمت وقلت: أين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: فإنه في دار الأرقم، فأتيت الدار، فضربت الباب، فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر، قال: وإن كان عمر، افتحوا له الباب، فإن أقبل قبلنا منه، وإن أدبر قتلناه، فسمع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرج فتشهد عمر، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل مكة، قلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألسنا على حق؟ قال: "بلى" قلت: ففيم الإخفاء؟ فخرجنا صفين أنا في أحدهما وحمزة في الآخر حتى دخلنا المسجد، فنظرت قريش إليّ وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة شديدة، لم يصبهم من قبل مثلها، فسماني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفاروق يومئذ؛ لأنه أظهر الإسلام وفرق بين الحق والباطل. (أخرجه أبو نعيم في الحلية ٤٠/١)

 

وأخرج ابن سعد عن ذكوان قال: قلت لعائشة: من سَمّى عمر الفاروق؟ قالت: النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

وأخرج ابن ماجه والحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما أسلم عمر نزل جبريل، فقال: يا محمد! لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر. (أخرجه ابن ماجه "١٠٣/١"، والحاكم في المستدرك "٨٤/٣"، وقال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي: عبد الله ضعفه الدارقطني).

 

وأخرج البزار والحاكم وصححه ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما أسلم عمر قال المشركون: قد انتصف القوم اليوم منا، وأنزل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين) [الأنفال: ٦٤].

 

وأخرج البخاري عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر. (أخرجه البخاري 7 / 3684).

 

وأخرج ابن سعد والطبراني عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كان إسلام عمر فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، وكانت إمامته رحمة، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي إلى البيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا. (أخرجه ابن سعد في الطبقات /235، والطبراني في الكبير "9/8806").

 

وأخرج ابن سعد والحاكم عن حذيفة: قال: لما أسلم عمر كان الإسلام كالرجل المقبل لا يزداد إلا قربًا، فلما قتل عمر كان الإسلام كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعدًا. (أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/314، والحاكم في المستدرك "٨٤/٣"، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي).

 

وأخرج الطبراني عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: أول من جهر بالإسلام عمر بن الخطاب. إسناده صحيح حسن.

 

وأخرج ابن سعد عن صهيب قال: لما أسلم عمر -رضي الله عنه- أظهر الإسلام ودعا إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقًا، وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه بعض ما يأتي به.

 

وأخرج ابن سعد عن أسلم مولى عمر قال: أسلم عمر في ذي الحجة من السنة السادسة من النبوة، وهو ابن ست وعشرين سنة". تاريخ الخلفاء؛ للجلال السيوطي: (89/94).

 

قال جلال الدين السيوطي: "فصل: في صفته -رضي الله عنه-

 

أخرج ابن سعد والحاكم عن ذر قال: خرجت مع أهل المدينة في يوم عيد، فرأيت عمر يمشي حافيًا شيخًا أصلع آدم أعسر طوالًا مشرفًا على الناس كأنه على دابة، قال الواقدي لا يعرف عندنا أن عمر كان آدم، إلا أن يكون رآه عام الرمادة فإنه كان تغير لونه حين أكل الزيت٢.

 

وأخرج ابن سعد عن ابن عمر أنه وصف عمر فقال: رجل أبيض تعلوه حمرة طوال أصلع أشيب.

 

وأخرج عن عبيد بن عمير قال: كان عمر يفوق الناس طولًا.

 

وأخرج عن سلمة بن الأكوع قال: كان عمر رجلًا أعسر يسر يعني يعتمل بيديه جميعًا، وأخرج ابن عساكر عن أبي رجاء العطاردي قال: كان عمر رجلًا طويلًا جسيمًا أصلع شديد الصلع أبيض شديد الحمرة في عارضيه خفة، سبلته كبيرة، وفي أطرافها صهبة.

 

وفي تاريخ ابن عساكر من طرق أن أم عمر بن الخطاب: حنتمة بنت هشام بنت المغيرة أخت أبي جهل بن هشام، فكان أبو جهل خاله.

 

فصل: في خلافته -رضي الله عنه-

 

ولي الخلافة بعهد أبي بكر في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.

 

قال الزهري: استخلف عمر يوم توفي أبو بكر، وهو يوم الثلاثاء لثمانٍ بقين من جمادى الآخرة، أخرجه الحاكم، فقام بالأمر أتم قيام.

 

وكثرت الفتوح في أيامه ففي سنة أربع عشرة فتحت دمشق ما بين صلح وعنوة، وحمص، وبعلبك صلحًا، والبصرة والأبلة، كلاهما عنوة.

 

وفيها جمع عمر الناس على صلاة التراويح، قاله العسكري في الأوائل.

 

وفي سنة خمس عشرة فتحت الأردن كلها عنوة إلا طبرية فإنها فتحت صلحًا، وفيها كانت وقعت اليرموك والقادسية.

 

قال ابن جرير، وفيها مصر سعد الكوفة، وفيها فرض عمر الفروض، ودون الدواوين، وأعطى العطاء على السابقة.

 

وفي سنة ست عشرة فتحت الأهواز والمدائن، وأقام بها سعد الجمعة في إيوان كسرى، وهي أول جمعة جمعت بالعراق، وذلك في صفر، وفيها كانت وقعة جلولاء، وهزم يزدجرد بن كسرى وتقهقر إلى الري، وفيها فتحت تكريت، وفيها سار عمر ففتح بيت المقدس، وخطب بالجابية خطبته المشهورة، وفيها فتحت قنسرين عنوة، وحلب، وأنطاكية، ومنبج صلحًا، وسروج عنوة، وفيها فتحت قرقيسياء صلحًا، وفي ربيع الأول كتب التاريخ من الهجرة بمشورة علي.

 

وفي سنة سبع عشرة زاد عمر في المسجد النبوي، وفيها كان القحط بالحجاز، وسمي عام الرمادة واستقى عمر للناس بالعباس.

 

أخرج ابن سعد، عن نيار الأسلمي: أن عمر لما خرج يستسقي خرج وعليه برد الرسول -صلى الله عليه وسلم-١.

 

وأخرج عن ابن عون قال: أخذ عمر بيد العباس ثم رفعها، وقال: اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك أن تذهب عنا المحل٢، وأن تسقينا الغيث، فلم يبرحوا حتى سقوا، فأطبقت السماء عليهم أيامًا٣.

 

وفيها فتحت الأهواز صلحًا.

 

وفي سنة ثمان عشرة فتحت جنديسابور صلحًا، وحلوان عنوة، وفيها كان طاعون عمواس، وفيها فتحت الرها، وسيميساط عنوة، وحران ونصيبين وطائفة من الجزيرة عنوة وقيل: صلحًا والموصل ونواحيها عنوة.

 

وفي سنة تسع عشرة فتحت قيسارية عنوة.

 

وفي سنة عشرين فتحت مصر عنوة، وقيل: مصر صلحًا إلا الإسكندرية فعنوة، وقال

 

علي بن رباح: المغرب كله عنوة، وفيها فتحت تستر، وفيها هلك قيصر عظيم الروم، وفيها أجلى عمر اليهود عن خيبر وعن نجران، وقسم خيبر ووادي القرى.

 

وفي سنة إحدى وعشرين فتحت الإسكندرية عنوة، ونهاوند، ولم يكن للأعاجم بعدها جماعة، وبرقة وغيرها.

 

وفي سنة اثنتين وعشرين فتحت أذربيجان عنوة، وقيل: صلحًا والدينور عنوة، وماسبذان عنوة، وهمذان عنوة، وطرابلس المغرب، والري، وعسكر، وقومس.

 

وفي سنة ثلاث وعشرين كان فتح كرمان، وسجستان، ومكران من بلاد الجبل وأصبهان ونواحيها.

 

مقتله ووصيته

 

وفي آخرها كانت وفاة سيدنا عمر -رضي الله عنه- بعد صدوره من الحج، شهيدًا.

 

قال سعيد بن المسيب: لما نفر عمر من منى أناخ بالأبطح، ثم استلقى ورفع يديه إلى السماء، وقال: اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط، فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل، أخرجه الحاكم١.

 

وقال أبو صالح السمان: قال كعب الأحبار لعمر: أجدك في التوارة تقتل شهيدًا، قال: وأنى لي بالشهادة وأنا؟ بجزيرة العرب؟!

 

وقال أسلم: قال عمر: اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك٢. أخرجه البخاري.

 

وقال معدان بن أبي طلحة: خطب عمر فقال: رأيت كأن ديكًا نقرني نقرة أو نقرتين، وإني لا أراه إلا حضور أجلي، وإن قومًا يأمرونني أن أستخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته، فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو راضٍ عنهم٣. أخرجه الحاكم.

 

تاريخ الخلفاء؛ للجلال السيوطي: (105).

العناصر

العناصر:

1- نسبه ونشأته.

 

2- قصة إسلامه وأثرها.

 

3- صفاته الشخصية.

 

4- دوره في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

5- خلافته وإنجازاته.

 

6- مواقفه المضيئة في الحكم.

 

7- استشهاده.

الايات

1- قال الله تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة: 125]. قال عمر: "وافقت ربي في ثلاث: قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت هذه الآية.

 

2- قال تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال: 67]. أشار عمر على النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتل الأسرى فنزلت هذه الاية.

 

3- قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب: 53]. قال عمر رضي الله عنه: "قلت: يا رسول الله، يدخل عليك البرّ والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب؟ فنزلت هذه الآية.

 

4- قال تعالى: (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) [التوبة: 84]. لما توفي رأس المنافقين عبد الله بن أُبيّ، أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يصلي عليه، فقال عمر: "يا رسول الله أتصلي على عدو الله المنافق؟!"  فنزلت هذه الآية.

 

قال تعالى: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ) [المائدة: 90-91]. قال عمر رضي الله عنه: "انتهينا انتهينا".

 


 

الاحاديث

1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: “بَيْنَما أنا نائِمٌ رَأَيْتُنِي في الجَنَّةِ، فإذا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جانِبِ قَصْرٍ، فَقُلتُ: لِمَن هذا؟ قالوا: هذا لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا” فَبَكى عُمَرُ وهو في المَجْلِسِ ثُمَّ قالَ: أوَعَلَيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ أغارُ؟. أخرجه البخاري: (٥٢٢٧)، ومسلم: (٢٣٩٥).

 

2- عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “بَيْنا أنا نائِمٌ، شَرِبْتُ، يَعْنِي، اللَّبَنَ حتّى أنْظُرَ إلى الرِّيِّ يَجْرِي في ظُفُرِي أوْ في أظْفارِي، ثُمَّ ناوَلْتُ عُمَرَ”. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: “العلم” أخرجه البخاري: (٣٦٨١)، ومسلم: (٢٣٩١).

 

3- عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ على رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِن قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ ويَسْتَكْثِرْنَهُ، عالِيَةً أصْواتُهُنَّ على صَوْتِهِ، فَلَمّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ قُمْنَ فَبادَرْنَ الحِجابَ، فأذِنَ له رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَدَخَلَ عُمَرُ ورَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَضْحَكُ، فَقالَ عُمَرُ: أضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: عَجِبْتُ مِن هَؤُلاءِ اللّاتي كُنَّ عِندِي، فَلَمّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الحِجابَ فَقالَ عُمَرُ: فأنْتَ أحَقُّ أنْ يَهَبْنَ يا رَسولَ اللَّهِ، ثُمَّ قالَ عُمَرُ: يا عَدُوّاتِ أنْفُسِهِنَّ أتَهَبْنَنِي ولا تَهَبْنَ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ فَقُلْنَ: نَعَمْ، أنْتَ أفَظُّ وأَغْلَظُ مِن رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إيهًا يا ابْنَ الخَطّابِ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ ما لَقِيَكَ الشَّيْطانُ سالِكًا فَجًّا قَطُّ، إلّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ. رواه البخاري: (٣٦٨٣).

 

4- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “بينا أنا نائم، رأيت الناس عرضوا عليَّ وعليهم قمص، فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض عليَّ عمر وعليه قميص يجره” قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: “الدين”. أخرجه البخاري: (٣٦٩١)، ومسلم: (٢٣٩٠).

 

5- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “قَدْ كانَ يَكونُ في الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فإنْ يَكُنْ في أُمَّتي منهمْ أحَدٌ، فإنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ منهمْ”.

أخرجه البخاري: (٣٦٨٩)، ومسلم: (٢٣٩٨).

 

6- عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لو كانَ بَعدي نبيٌّ لَكانَ عُمَرُ بنُ الخطّابِ”. أخرجه الترمذي (٣٦٨٦)، وحسنه الألباني.

 

7- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ اللَّهَ جعلَ الحقَّ على لسانِ عمرَ وقلبِهِ”. وقالَ ابنُ عمرَ: ما نزلَ بالنّاسِ أمرٌ قطُّ فقالوا فيهِ وقالَ فيهِ عمرُ أو قالَ ابنُ الخطّابِ فيهِ -شَكَّ خارجةُ- إلّا نزلَ فيهِ القرآنُ على نحوِ ما قالَ عمرُ. أخرجه الترمذي (٣٦٨٢)، وصححه الألباني.

 

8- عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أرْأَف أمتي بأمتي أبو بكرٍ، وأشدُّهم في دينِ اللهِ عمرَ، وأصدقُهم حياءً عثمانُ، وأقضاهم عليٌّ، وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ، وأقرؤهم أُبَيُّ، وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ، ألا وإنَّ لكلِّ أمةٍ أمينًا، وأمينُ هذه الأمةِ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ”. أخرجه أبو يعلى: (5763)، والبيهقي: (12549) واللفظ له، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (868).

 

9- عن حذيفة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر”. أخرجه الترمذي: (٣٦٦٢)، وصححه الألباني.

 

10- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- أحدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله وقال: “اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان”. رواه البخاري: (٣٦٧٥). والشهيدان هما عمر وعثمان -رضي الله عنهما-.

 

11- عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث؛ قلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة: 125] وقلت: يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب. واجتمع نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- في الغيرة، فقلت: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن، فنزلت كذلك. رواه البخاري: (٤٠٢).

 

12- عن عمر -رضي الله عنه- قال: وافقت ربي في ثلاث: في الحجاب، وفي أسارى بدر، وفي مقام إبراهيم، ففي هذا الحديث خصلة رابعة. رواه مسلم (٢٣٩٩).

 

13- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: وضع عمر على سريره -بعد طعنه- فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع، فلم يرعني إلا رجل آخذ بمنكبي، فإذا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحدًا أحب إليَّ أن ألقى الله بمثل عمله منك. وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت أني كثيرا أسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر”. أخرجه البخاري: (٣٦٨٥)، ومسلم: (٢٣٨٩).

 

14- أَرْسَلَ إلَيَّ أبو بَكْرٍ مَقْتَلَ أهْلِ اليَمامَةِ، فَإِذا عُمَرُ بنُ الخَطّابِ عِنْدَهُ، قالَ أبو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: إنَّ عُمَرَ أتانِي فَقالَ: إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَومَ اليَمامَةِ بقُرّاءِ القُرْآنِ، وإنِّي أخْشى أنْ يَسْتَحِرَّ القَتْلُ بالقُرّاءِ بالمَواطِنِ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ القُرْآنِ، وإنِّي أرى أنْ تَأْمُرَ بجَمْعِ القُرْآنِ، قُلتُ لِعُمَرَ: كيفَ تَفْعَلُ شيئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قالَ عُمَرُ: هذا واللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُراجِعُنِي حتّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لذلكَ، ورَأَيْتُ في ذلكَ الذي رَأى عُمَرُ، قالَ زَيْدٌ: قالَ أبو بَكْرٍ: إنَّكَ رَجُلٌ شابٌّ عاقِلٌ لا نَتَّهِمُكَ، وقدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الوَحْيَ لِرَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ فاجْمَعْهُ، فَواللَّهِ لو كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الجِبالِ ما كانَ أثْقَلَ عَلَيَّ ممّا أمَرَنِي به مِن جَمْعِ القُرْآنِ، قُلتُ: كيفَ تَفْعَلُونَ شيئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟، قالَ: هو واللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ أبو بَكْرٍ يُراجِعُنِي حتّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ له صَدْرَ أبِي بَكْرٍ وعُمَرَ -رضي الله عنهما-، فَتَتَبَّعْتُ القُرْآنَ أجْمَعُهُ مِنَ العُسُبِ واللِّخافِ، وصُدُورِ الرِّجالِ، حتّى وجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مع أبِي خُزَيْمَةَ الأنْصارِيِّ لَمْ أجِدْها مع أحَدٍ غيرِهِ، (لقَدْ جاءَكُمْ رَسولٌ مِن أنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ) حتّى خاتِمَةِ بَراءَةَ، فَكانَتِ الصُّحُفُ عِنْدَ أبِي بَكْرٍ حتّى تَوَفّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَياتَهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بنْتِ عُمَرَ -رضي الله عنه-. رواه البخاري: (٤٩٨٦).

 

15- لَمّا نزَلَ تحريمُ الخمرِ، قال عُمَرُ بنُ الخَطّابِ -رضي الله عنه-: اللَّهمَّ بيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شافيًا؛ فنزلَتِ الآيةُ التي في البقرةِ، فدُعِيَ عمرُ، فقُرِئَتْ عليه، فقال عمرُ: اللَّهمَّ بيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شافيًا؛ فنزلَتِ الآيةُ التي في البقرةِ؛ فدُعِيَ عمرُ، فقُرِئَتْ عليه، فقال عمرُ: اللَّهمَّ بيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شافيًا؛ فنزلَتِ الآيةُ التي في النساءِ: (يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) [النساء: ٤٣]؛ فكان مُنادي رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا أقامَ الصَّلاةَ نادى: لا تقرَبوا الصَّلاةَ وأنتُمْ سُكارى، فدُعِيَ عمرُ، فقُرِئَتْ عليه، فقال: اللَّهمَّ بيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شافيًا؛ فنزلَتِ الآيةُ التي في المائدةِ، فدُعِيَ عمرُ، فقُرِئَتْ عليه، فلمّا بلَغَ: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: ٩١]، قال عمرُ -رضي الله عنه-: انتهَيْنا، انتهَيْنا. أخرجه النسائي: (٥٥٤٠)، وصححه الألباني.

 

16- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: لَمّا تُوُفِّيَ عبدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ، جاءَ ابنُهُ إلى رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فيه وصَلِّ عليه، واسْتَغْفِرْ له. فأعْطاهُ قَمِيصَهُ، وقالَ: إذا فَرَغْتَ منه فَآذِنّا فَلَمّا فَرَغَ آذَنَهُ به، فَجاءَ لِيُصَلِّيَ عليه، فَجَذَبَهُ عُمَرُ فَقالَ: أليسَ قدْ نَهاكَ اللَّهُ أنْ تُصَلِّيَ على المُنافِقِينَ، فَقالَ: (اسْتَغْفِرْ لهمْ أوْ لا تَسْتَغْفِرْ لهمْ إنْ تَسْتَغْفِرْ لهمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لهمْ) [التوبة: ٨٠] فَنَزَلَتْ: (وَلا تُصَلِّ على أحَدٍ منهمْ ماتَ أبَدًا ولا تَقُمْ على قَبْرِهِ) [التوبة: ٨٤] فَتَرَكَ الصَّلاةَ عليهم. رواه البخاري (٥٧٩٦) ومسلم (٢٤٠٠).

 

17- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذينِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ بأبي جَهْلٍ أو بعُمرَ بنِ الخطّابِ قالَ: وَكانَ أحبَّهما إليهِ عمرُ". رواه الترمذي: (٣٦٨١)، وصححه الألباني.

 

 

 

 

 

 

 

 

الاثار

1- قال ابن الجوزي: “قويت شدة عمر في الدين، فصلبت عزائمه، فلما حانت الهجرة، تسللوا تسلل القطا، واختال عمر في مشية الأسد، فقال عند خروجه: ها أنا أخرج إلى الهجرة، فمن أراد لقائي، فليلقني في بطن هذا الوادي”. التبصرة: (419).

 

2- قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: “ما على ظهر الأرض رجل أحب إليَّ من عمر”. تاريخ مدينة دمشق: 44-247.

 

3- قيل لأبي بكر -رضي الله عنه- في مرضه: ماذا تقول لربك وقد وليت عمر؟ قال: “أقول له: وليت عليهم خيرهم”. أخرجه ابن سعد

 

4- قال علي -رضي الله عنه-: “إذا ذكر الصالحون فحيهلاً بعمر، ما كنا نُبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر”. رواه الطبراني في المعجم الأوسط: 12-285، رقم: 5707.

 

5- عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: “عمر أعلمنا بكتاب الله وأفهمنا في دين الله”. تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة؛ لأبي نعيم: 75.

 

6- قال جعفر الصادق -رضي الله عنه-: “أنا بريء ممن ذكر أبا بكر وعمر إلا بخير”. سير أعلام النبلاء: 2-326.

 

7- قال سفيان الثوري: “من زعم أن عليًا كان أحق بالولاية من أبي بكر وعمر فقد أخطأ، وخطَّأَ أبا بكر وعمر، والمهاجرين والأنصار”. تاريخ الخلفاء؛ لأبي بكر السيوطي: 95.

 

8- قال شريك: “ليس يقدم عليًا على أبي بكر وعمر أحد فيه خير”. سير أعلام النبلاء: 2-326.

 

9- قال أبو أسامة: “أتدرون من أبو بكر وعمر؟ هما أبو الإسلام وأمه” سير أعلام النبلاء: 2-326.

 

10- قال عمر بن الخطاب: “يا أيُّها الناسُ إن الرأيَ إنما كان من رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مصيبًا، إنَّ اللهَ كان يُريه، وإنما هو منا الظنُّ والتكلُّفُ”. أخرجه أبو داود (٣٥٨٦)، والبيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى)) (٢١٠)، وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (٢٠٠٠) واللفظ لهم. وقال ابن القيم، أعلام الموقعين (١-٦٣): “إسناده في غاية الصحة”.

 

11- عن علي قال: “إن في القرآن لرأيا من رأي عمر”.

 

12- قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان، ووضع علم أحياء الأرض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم، ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم". أخرجه الطبراني في «الكبير» والحاكم .

 

 

 

القصص

1- قال ابن سعد: “اتخذ عمر دارًا للدقيق، فجعل فيها الدقيق والسويق والتمر والزبيب وما يحتاج إليه: يعين به المنقطع، ووضع في ما بين مكة والمدينة بالطريق ما يصلح من ينقطع به”. الطبقات الكبرى: 3-214.

 

2- قال المدائني: “وكان قد خطب أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وهي صغيرة وراسل فيها عائشة، فقالت أم كلثوم: لا حاجة لي فيه. فقالت عائشة: أترغبين عن أمير المؤمنين؟ قالت: نعم إنه خشن العيش. فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فصده عنها، ودله على أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، ومن فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال: تعلق منها بسبب من رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-. فخطبها من علي فزوجه إياها، فأصدقها عمر -رضي الله عنه- أربعين ألفا، فولدت له زيدا ورقية”. البداية والنهاية: 10-195.

 

3- “تقرقر بطن عمر من أكل الزيت عام الرمادة، فكان قد حرّم على نفسه السمن، قال: فنقر بطنه بإصبعه فقال: تقرقر بقرقرتك، إنه ليس عندنا غيره حتى يحيا الناس”. تاريخ مدينة دمشق: 44-347.

 

4- قال عبد الله بن عيسى: “كان في وجهه -رضي الله عنه- خطان أسودان من البكاء”. صفة الصفوة: 1-148.

 

5- قال الحسن: “كان يمر بالآية من ورده بالليل فيبكي حتى يسقط، ويبقى في البيت حتى يعاد للمرض” مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه؛ لابن الجوزي: 164.

 

6- قال ابن الجوزي: “قال عمر عند موته: “الويل لعمر إن لم يُغْفَرْ له” تلبيس ابليس؛ لابن الجوزي: 432.

 

7- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ عمرَ بعث جيشًا وأمَّر عليهم رجلًا - يدعى: ساريةَ -؛ فبينما عمرُ يخطب؛ فجعل يصيح: يا ساريُ! الجبلَ! فقدم رسولٌ من الجيشِ فقال: يا أميرَ المؤمنين! لقينا عدوَّنا فهزمونا؛ فإذا بصائحٍ يصيحُ: يا ساريُ! الجبلَ! فأسندنا ظهورَنا إلى الجبلِ، فهزمهم اللهُ - تعالى. أخرجه أحمد في ((فضائل الصحابة)): (٣٥٥)، والآجري في ((الشريعة)): (١٣٦٠)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)): (٦/٣٧٠) واللفظ لهم جميعا. وقال الألباني في هداية الرواة: (٥٨٩٨): "إسناده صحيح".

 

8- عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطاب لرجل: ما اسمك؟ قال جمرة، قال ابن من؟ قال ابن شهاب: قال: ممن؟ من الحرقة، قال: أين مسكنك؟ قال الحرة، قال بأيها؟ قال: بذات لظى، فقال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا، فرجع الرجل فوجد أهله قد احترقوا. أخرجه مالك في الموطأ: (٢٥ / ٩٧٣ / ٢).

 

9- عن قيس بن الحجاج، عمّن حدثه، قال: لما فتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص حين دخل يوم من أشهر العجم، فقالوا: يا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها، قال: وما ذاك؟ قالوا: إذا كان إحدى عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الثياب والحلي أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل، فقال لهم عمرو: إن هذا لا يكون أبدًا في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما كان قبله، فأقاموا والنيل لا يجري قليلاً ولا كثيرًا، حتى هموا بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب له أن: قد أصبت بالذي قلت، وإن الإسلام يهدم ما كان قبله، وبعث بطاقة في داخل كتابه، وكتب إلى عمرو: إني قد بعثت إليك ببطاقة في داخل كتابي فألقها في النيل، فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص أخذ البطاقة ففتحها، فإذا فيها: من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل مصر: أما بعد، فإن كنت تجري من قبلك فلا تجرِ، وإن كان الله يجريك فأسأل الله الواحد القهار أن يجريك، فألقى البطاقة في النيل قبل الصليب بيوم، فأصبحوا وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعًا في ليلة واحدة، فقطع الله تلك السنّة عن أهل مصر إلى اليوم. أخرجه أبو الشيخ في العظمة: (ح٩٤٠).

 

10- عن أبي هدبة الحمصي قال: أخبر عمر بأن أهل العراق قد حصبوا أميرهم (أي رموه بالحصباء رجمًا) فخرج غضبان، فصلى فسها في صلاته، فلما سلم قال: اللهم إنهم قد لبسوا علي فألبس عليهم، وعجل عليهم بالغلام الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية: لا يقبل من محسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم، قلت: أشار به إلى الحجاج، قال ابن لهيعة: وما ولد الحجاج يومئذ. أخرجه البيهقي في الدلائل: (6-487).

 

11- عن الأحنف بن قيس قال: كنا جلوسًا بباب عمر، فمرت جارية، فقالوا: سرية أمير المؤمنين، قال: ما هي لأمير المؤمنين بسرية، ولا تحل له، إنها من مال الله، فقلنا: فماذا يحل له من مال الله تعالى؟ قال: إنه لا يحل لعمر من مال الله إلا حلتين: حلة للشتاء، وحلة للصيف، وما أحج به وأعتمر، وقوتي وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم ولا بأفقرهم، ثم أنا بعد رجل من المسلمين. أخرجه ابن سعد: (2-239).

 

12- عن عمير بن ربيعة: أن عمر بن الخطاب قال لكعب الأحبار: "كيف تجد نعتي؟" قال: أجد نعتك قرنا من حديد، قال: "وما قرن من حديد؟" قال: أمير شديد، لا تأخذه في الله لومة لائم، قال: "ثم مه؟" قال: ثم يكون من بعدك خليفة تقتله فئة ظالمة، قال: "ثم مه؟" قال: ثم يكون البلاء.

 

13- قال معاوية رضي الله عنه قال: "أما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده ، وأما عمر فأرادته الدنيا ولم يردها ، وأما نحن فتمرغنا فيها ظهرا لبطن". سير أعلام النبلاء: 28/81.

 

14- قال جابر -رضي الله عنه-: "دخل علي على عمر -وهو مسجى-، فقال: رحمة الله عليك، ما من أحد أحب إلي أن ألقى الله بما في صحيفته بعد صحبة النبي صلى الله عليه وسلم من هذا المسجى"(أخرجه الحاكم).

 

 


 

الاشعار

1- قال محمود غنيم:

يا من رأى عمرا تكسوه بردته *** والزيت أدم له والكوخ مأواه

يهتز كسرى على كرسيه فرقا *** من بأسه وملوك الروم تخشاه

ديوان محمود غنيم. مالي وللنجم

 

2- يقول الشاعر حافظ إبراهيم في رائعته يمدح عمراً:

حسب القوافي وحسبي حين ألقيها *** أني إلى ساحة الفاروق أهديها

لا هم هب لي بيانا أستعين به *** على قضاء حقوق نام قاضـيها

قد نازعتني نفسي أن أوفيها *** وليس في طوق مثلي أن يوفيها

فمر سري المعاني أن يواتيني *** فيها فإني ضعيف الحال واهيها

ديوان حافظ إبراهيم. القصيدة العمرية

 

3- يقول حافظ إبراهيم عن عمر ورسول كسرى:

وراع صاحب كسرى أن رأى “عُمرا” *** بين الرعية عطلا وهو راعيها

وعهده بملوك الفرس أن لها سورا *** من الجند والأحراس يحميها

رآه مستغرقا في نومه فرأى فيه *** لجلالة في أسمى معانيها

فوق الثرى تحت ظل الروح مشتملا *** ببردة كاد طول العهد يبليها

فهان في عينيه ما كان يكبره *** من الأكاسر والدنيا بأيديها

وقال قولة حق أصبحت مثلا *** وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها

أمنت لما أقمت العدل بينهم *** فنمت نوم قرير العين هانيها

ديوان حافظ إبراهيم. القصيدة العمرية

 

4- يقول الشاعر حافظ إبراهيم هنا عن مقتل عمر:

مولى المغيرة لا جادتك غادية *** من رحمة الله ما جادت غواديها

مزقت منه أديما حشوه همم *** في ذمة الله عاليها وماضيها

طعنت خاصرة الفاروق منتقما *** من الحنيفة في أعلى مجاليها

فأصبحت دولة الإسلام حائرة *** تشكو الوجيعة لما مات آسيها

مضى وخلفها كالطود راسخة *** وزان بالعدل والتقوى مغانيها

تنبو المعاول عنها وهي قائمة *** والهادمون كثير في نواحيها

حتى إذا ما تولاها مهدمها *** صاح الزوال بها فاندك عاليها

واها على دولة بالأمس قد ملأت *** جوانب الشرق رغدا في أياديها

كم ظللتها وحاطتها بأجنحة *** عن أعين الدهر قد كانت تواريها

من العناية قد ريشت قوادمها *** ومن صميم التقى ريشت خوافيها

والله ما غالها قدما وكاد لها *** واجتـث دوحتها إلا مواليـها

لو أنها في صميم العرب ما بقيت *** لما نعاها على الأيام ناعيها

يا ليتهم سمعوا ما قاله عمـر *** والروح قد بلغت منه تراقيـها

لا تكثروا من مواليكم فإن لهم *** مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها

ديوان حافظ إبراهيم. القصيدة العمرية

 

5- يقول الشاعر حافظ إبراهيم عن إسلام عمر:

رأيت في الدين آراء موفقـة *** فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها

وكنت أول من قرت بصحبته *** عين الحنيفة واجتازت أمانيها

قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها *** بنعمة الله حصنا من أعاديها

خرجت تبغي أذاها في محمدها *** وللحنيـفة جبـار يواليـها

فلم تكد تسمع الآيات بالغة *** حتى انكفأت تناوي من يناويـها

سمعت سورة طه من مرتلها *** فزلزلت نية قد كنت تنويـها

وقلت فيها مقالا لا يطاوله *** قول المحب الذي قد بات يطريها

ويوم أسلمت عز الحق وارتفعت *** عن كاهل الدين أثقالا يعانيها

وصاح فيها بلال صيحة خشعت *** لها القلوب ولبت أمر باريها

فأنت في زمن المختار منجدها *** وأنت في زمن الصدّيق منجيها

كم استراك رسـول الله مغتبطا *** بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها

ديوان حافظ إبراهيم. رأيت في الدين آراء موفقة

 

6- يقول الشاعر عباس الجنابي:

ما منْ حديث به المُخـْتار يفـْتخرُ *** إلا وكُنْت الذي يعْنيه يا عُمــــــرُ

والسابقينَ من الأصحاب، ما نقص عَهْدا *** ولا خالفوا أمْراً به أُمـــــروا

كواكبٌ في سماء المجدِ لامِعَـــــة *** جباههُمْ تنحَني لله والغـُـــــــــرر

يا راشداً هَـزَّتْ الأجيال سيرَتُـــهُ *** وبالميامين حصرا ً تشمخُ السِيَرُ

في روضةِ الدين أنهارٌ فضائلُكَ الـ كُبرى بها الدهرُ والأزمانُ تنغمرُ

ضجّتْ قُريشٌ وقدْ سفـّهْتَ في علن ٍ*** أصنامَها وبدا يعْتامُها الخطـــــــــرُ

أقبلْت إذ أدبروا أقدمت إذ ذُعروا *** وفـّيْتَ إذ غدروا آمنْت إذ كفـَروا

لك السوابقُ لا يحظى بها أحــدٌ *** ولمْ يَحُز مثلـَها جنُّ ولا بشــرُ

فحينَ جفـّتْ ضروعُ الغيم قـُلتَ لهُمْ *** صلـّوا سيَنـْزلُ منْ عليائه المَطَـــرُ

سَنَنْتَها سنة بالخير عامرة *** ففي الصلاة ضلال الشر ينْحسرُ

أم الرمادة أشبعتَ الجياع ولمْ تسرف وقد نعموا بالخير وازدهروا

قـَفـْتَ تدْرأ نَهـاّزا ومُنْتفعــــاً *** فما تطاولَ طمّاعٌ ومُحْتـــــكرُ

جسَدَ العدْلُ في أمر نهضتَ به *** ولم يزل عطرُهُ في الناس ينتشرُ

لم يك الكراماتُ بحـْـرٌ لا قرار لهُ *** وأنت كلُ عظيم فيك يُختصرُ

كمْ قلتَ رأيا حصيفا وانتفضتَ لهُ *** ووافقتـْكَ به الآياتُ والســُوَرُ

وكمْ زرَعْتَ مفاهيما شمَختَ بها *** ما زال ينضجُ في أشجارها الثمَرُ

يفِرّ عن درْبك الشيطانُ مُتـّخذا *** درباً سواهُ فيمضي ما لهُ أثـَرُ

وتستغيثُ بك الأخلاقُ مُؤْمنة بأنّ وجهكَ في أفلاكها قمَرُ

عسسْتَ والناسُ تأوي في مضاجعِها *** وكُنْت تسهرُ حتّى يطلِعَ الّسحرُ

القولُ والفعلُ في شخص إذا اجتمَعَا *** تجَسـّدَ الحق واهتـزّتْ لهُ العُصُــرُ

قصيدة المناقب العمرية

 

الحكم

1- قال عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رضي الله عنه-: “لا تَنظُروا إلى صيامِ أحَدٍ ولا صلاتِه، ولكِنِ انظُروا إلى صِدقِ حَديثِه إذا حدَّث، وأمانتِه إذا ائتُمِن، ووَرَعِه إذا أشفى”. حلية الأولياء؛ لأبي نعيم: (3/ 27).

 

2- عن الأحنف بن قيس قال: قال لي عمر بن الخطاب: “يا أحنف، من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه دويد بن مجاشع ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات” مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد: 10-302.

 

3- قال عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه: “إنّ مما يصفى لك ودّ أخيك أن تبدأه بالسلام إذا لقيته، وأن تدعوه بأحبّ الأسماء إليه، وأن توسّع له في المجلس”. بهجة المجالس وأنس المجالس: (ص143).

 

4- قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “بين العبد ورزقه حجاب إذا رضي وقنع أتاه الرزق وإن اقتحم وهتك الحجاب لم يزد فوق رزقه”. جامع العلوم والحكم: شرح حديث: “إنكم لو تتوكلون على الله حق توكله..”.

 

5- قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: “ويل لمن كانت الدنيا همه، والخطايا عمله، كيفما يقدم غدًا، بقدر ما تحرثون تحصدون”.  الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح: (ص 99).

 

6- قال عمر بن الخطاب: “لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة”. إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين: 6-257.

 

7- سمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رجلا يثني على رجل فقال: أسافرت معه؟ قال: لا قال: أخالطته؟ قال: لا قال: والله الذي لا آله غيره ما تعرفه. ابن أبى الدنيا في الصمت.

 

8- قال عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه: “من كتم سره كان الخيار بيده، ومن عرّض نفسه للتّهمة فلا يلومنّ من أساء الظنّ به”. رائد العقلاء إلى فهم أسرار خلافة الخلفاء: (2-173).

 

9- قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “عليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم فإنهم زين في الرخاء وعدة في البلاء”. مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ لابن الجوزي: 175.

 

 

متفرقات

1- قال ابن الجوزي: “لما ولي الخلافة شمر عن ساق جده، فكظم على هوى نفسه، وحمل في الله فوق طوقه”. التبصرة في الوعظ: 1-419.

 

2- قال جلال الدين السيوطي: "فصل: في موافقات عمر -رضي الله عنه-

 

قد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين.

 

أخرج ابن مردويه عن مجاهد قال: كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن.

 

وأخرج ابن عساكر عن علي قال: إن في القرآن لرأيًا من رأي عمر.

 

وأخرج عن ابن عمر مرفوعًا: ما قال الناس في شيء وقال فيه عمر إلا جاء القرآن بنحو ما يقول عمر.

 

وأخرج مسلم عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث: في الحجاب، وفي أسارى بدر، وفي مقام إبراهيم، ففي هذا الحديث خصلة رابعة٢.

 

وفي التهذيب للنووي: نزل القرآن بموافقته في أسرى بدر، وفي الحجاب، وفي مقام إبراهيم، وفي تحريم الخمر، فزاد خصلة خامسة، وحديثها في السنن ومستدرك الحاكم أنه قال: اللهم بَيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فأنزل الله تحريمها.

 

وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن أنس، قال: قال عمر: وافقت ربي في أربع، نزلت هذه الآية: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِين) الآية. [المؤمنون: ١٢] فلما نزلت قلت أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين، فنزلت: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون: ١٤].

 

فزاد في هذا الحديث خصلة سادسة، وللحديث طريق آخر عن ابن عباس أوردته في التفسير المسند.

 

ثم رأيت في كتاب: فضائل الإمامين، لأبي عبد الله الشيباني قال: وافق عمر ربه في أحد وعشرين موضعًا، فذكر هذه الستة.

 

وزاد سابعًا: قصة عبد الله بن أبي، قلت: حديثها في الصحيح عنه، قال: لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للصلاة عليه، فقام إليه، فقمت حتى وقفت في صدره، فقلت: يا رسول الله، أو على عدو الله ابن أبي القائل يوم كذا كذا؟ فوالله ما كان إلا يسيرًا حتى نزلت: (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا) الآية. [التوبة: ٨٤].

 

وثامنا: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْر) الآية. [البقرة: ٢١٩].

 

وتاسعًا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى) الآية. [النساء: ٤٣] قلت: هما مع آية المائدة خصلة واحدة، والثلاثة في الحديث السابق.

 

وعاشرًا: لما أكثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الاستغفار لقوم قال عمر: سواء عليهم، فأنزل الله: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ) الآية. [المنافقون: ٦] قلت: أخرجه الطبراني عن ابن عباس.

 

الحادي عشر: لما استشار -عليه الصلاة والسلام- الصحابة في الخروج إلى بدر أشار عمر بالخروج، فنزلت: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ) الآية. [الأنفال: ٥].

 

الثاني عشر: لما استشار -عليه الصلاة والسلام- الصحابة في قصة الإفك قال عمر: من زوجكها يا رسول الله؟ قال: "الله"، قال: أفتظن أن ربك دلس عليك فيها؟ سبحانك هذا بهتان عظيم! فنزلت كذلك.

 

الثالث عشر: قصته في الصيام لما جامع زوجته بعد الانتباه، وكان ذلك محرمًا في أول الإسلام فنزل: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَام) الآية. [البقرة: ١٨٧] قلت: أخرجه أحمد في مسنده.

 

الرابع عشر: قوله تعالى: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيل) الآية. [البقرة: ٩٧] قلت: أخرجه ابن جرير وغيره من طرق عديدة، وأقربها للموافقة ما أخرجه ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى: أن يهوديًّا لقي عمر، فقال: إن جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا، فقال له عمر: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين، فنزلت على لسان عمر.

 

الخامس عشر: قوله تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُون) الآية. [النساء: ٦٥] قلت: أخرج قصتها ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي الأسود، قال: اختصم رجلان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقضى بينهما، فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر بن الخطاب، فأتيا إليه، فقال الرجل: قضى لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على هذا، فقال: ردنا إلى عمر، فقال: أكذاك؟ قال: نعم، فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما، فخرج إليهما مشتملاً١ عليه سيفه فضرب الذي

 

قال: ردنا إلى عمر، فقتله، وأدبر الآخر، فقال: يا رسول الله! قتل عمر-والله- صاحبي، فقال: "ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن"، فأنزل الله: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُون) الآية. [البقرة: ١٢٥] فأهدر دم الرجل وبرئ عمر من قتله، وله شاهد موصول أوردته في التفسير المسند.

 

السادس عشر: الاستئذان في الدخول، وذلك أنه دخل عليه غلامه، وكان نائمًا، فقال: اللهم حرم الدخول، فنزلت آية الاستئذان.

 

السابع عشر: قوله في اليهود: إنهم قوم بهت.

 

الثامن عشر: قوله تعالى: (ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ، وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ) [الواقعة: ٣٩، ٤٠].

 

قلت: أخرج قصتها ابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله، وهي في أسباب النزول.

 

التاسع عشر: رفع تلاوة الشيخ والشيخة إذا زنيا، الآية.

 

العشرون: قوله يوم أحد لما قال أبو سفيان: أفي القوم فلان؟ لا نجيبه فوافقه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

قلت: أخرج قصته أحمد في مسنده.

 

قال: ويضم إلى هذا ما أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب: الرد على الجهمية، من طريق ابن شهاب عن سالم بن عبد الله: أن كعب الأحبار قال: ويل لملك الأرض من ملك السماء، فقال عمر: إلا من حاسب نفسه، فقال كعب: والذي نفسي بيده إنها في التوراة لتابعتها، فخرّ عمر ساجدًا.

 

ثم رأيت في الكامل لابن عدي من طريق عبد الله بن نافع -وهو ضعيف- عن أبيه عن عمر: أن بلالًا كان يقول -إذا أذن-: أشهد أن لا إله إلا الله، حي على الصلاة، فقال له عمر قل في أثرها: أشهد أن محمدًا رسول الله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: قل كما قال عمر". تاريخ الخلفاء؛ للجلال السيوطي: (99-101).

 

3- قال الذهبي: "عن عبد الله بن عمر قال: كان أبي أبيض تعلوه حمرة، طوالا، أصلع، أشيب. وقال غيره: كان أمهق، طوالا، أصلع، آدم، أعسر يسر. وقال أبو رجاء العطاردي: كان طويلا جسيما، شديد الصلع، شديد الحمرة، في عارضيه خفة، وسبلته كبيرة ، وفي أطرافها صهبة، إذا حزبه أمر فتلها. وقال سماك بن حرب: كان عمر أروح، كأنه راكب والناس يمشون، كأنه من رجال بني سدوس. والأروح: الذي يتدانى قدماه إذا مش. وقال أنس: كان يخضب بالحناء. وقال سماك: كان عمر يسرع في مشيته. ويروى عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: كان عمر يأخذ بيده اليمنى أذنه اليسرى ويثب على فرسه فكأنما خلق على ظهره.

 

قال عكرمة: لم يزل الإسلام في اختفاء حتى أسلم عمر. وقال سعيد بن جبير: وصالح المؤمنين [ التحريم ] نزلت في عمر  خاصة. وقال ابن مسعود: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر". سير أعلام النبلاء: 28-68.

 

4- قال ابن تيمية: "وقد كان عمر بن الخطاب يأمر العزاب أن لا تسكن بين المتأهلين، وأن لا يسكن المتأهل بين العزاب، وهكذا فعل المهاجرون لما قدموا المدينة على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ونفوا شابا خافوا الفتنة به من المدينة إلى البصرة"(الفتاوى، ٣٤-١٨١).