شبابنا والهواتف الذكية

محمد بن سليمان المهوس

2025-11-26 - 1447/06/05
عناصر الخطبة
1/انشغال كثير من الشباب بالجوالات 2/من مآثر الشباب في القرآن والسنة 3/الجوالات مفتاح لأبواب الشر 4/مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم 5/طرق وقاية الشباب من شرور الجوالات

اقتباس

إِنَّ الإِدْمَانَ عَلَى الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ، وَمَا تَحْوِيهِ مِنْ وَسَائِلَ وَتَطْبِيقَاتٍ، لَهُ آثَارٌ مَقِيتَةٌ، وَعَوَاقِبُ وَخِيمَةٌ، خَاصَّةً عَلَى الْكَثِيرِينَ مِنَ الشَّبَابِ؛ فَهِيَ تَشْغَلُهُمْ بِتَوَافِهِ الأُمُورِ، وَتُسَبِّبُ فِي تَضْيِيعِهِمْ لِلصَّلاَةِ أَوْ تَأْخِيرِهَا عَنْ أَوْقَاتِهَا، وَتُعِيقُهُمْ أَيْضًا عَنْ تَفَوُّقِهِمِ الدِّرَاسِيِّ...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ -تَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: النَّاظِرُ إِلَى الْكَثِيرِينَ مِنْ شَبَابِنَا الْيَوْمَ يَجِدُ أَنَّهُمْ قَدْ شُغِلُوا وَانْشَغَلُوا بِعَالَمِ الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ، الَّذِي نَقَلَهُمْ مِنْ عَالَمِهِمُ الْوَاقِعِيِّ، وَحَطَّ بِهِمْ فِي عَالَمٍ آخَرَ بِمَا فِيهِ مِنْ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، فِي مَرْحَلَةٍ مِنْ أَجْمَلِ مَرَاحِلِ النُّمُوِّ فِي حَيَاتِهِمْ وَأَخْطَرِهَا، مَرْحَلَةِ الشَّبَابِ، حَيْثُ الْفُتُوَّةُ وَمَيْلُ الشَّهْوَةِ.

 

وَقَدْ بَيَّنَتْ نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ مَآثِرَ الشَّبَابِ الْجَلِيلَةِ، فَمِنْ ذَلِكَ: قِصَّةُ الْخَلِيلِ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَعَ قَوْمِهِ، وَمَا قَالُوا عَنْهُ بَعْدَمَا سَفَّهَ أَحْلاَمَهُمْ، وَكَسَّرَ أَصْنَامَهُمْ: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ)[الأنبياء: 60]، قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: "أَيْ: شَابًّا"، وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضاً: قِصَّةُ يُوسُفَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- الْقُدْوَةُ لِلشَّبابِ فِي الطُّهْرِ وَالْعِفَّةِ، وَفِي سُورَةِ الْكَهْفِ ذَكَرَ اللهُ قِصَّةَ الْفِتْيَةِ فِي الزَّمَانِ الأَوَّلِ، الَّذِينَ حَقَّقُوا التَّوْحِيدَ بِرَبِّهِمْ، وَاعْتَزُّوا بِدِينِهِمْ: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)[الكهف: 13].

 

وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-سَبْعَةَ أَصْنَافٍ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، يَتَنَعَّمُونَ بِظِلِّ عَرْشِهِ -سُبْحَانَهُ- فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي لا يَجِدُ أَحَدٌ ظِلاًّ إِلاَّ مَن أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، وَعَدَّ مِنْهُمْ: "وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَشَبَابُنَا الْيَوْمَ وَالْهَوَاتِفُ الذَّكِيَّةُ الَّتِي مَلَكَتْ عُقُولَهُمْ، وَأَسَرَتْ وِجْدَانَهُمْ، وَعَطَّلَتْ تَفْكِيرَهُمْ، وَضَيَّعَتْ أَوْقَاتَهُمْ، وَقَرَّبَتْ لَهُمْ طُرُقَ الشَّرِّ وَمَفَاتِيحَهَا؛ فَطَرِيقٌ يُعْرَضُ لَهُمْ فِيهِ الإِلْحَادُ وَالْكُفْرُ الصُّرَاحُ، وَطَرِيقٌ يُعْرَضُ لَهُمْ فِيهِ إِنْكَارُ سُنَّةِ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، وَطَرِيقٌ يُعْرَضُ لَهُمْ فِيهِ الطَّعْنُ فِي الصَّحَابَةِ وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَطَرِيقٌ يُعْرَضُ لَهُمْ فِيهِ الْخُرُوجُ عَلَى وُلاَةِ الأَمْرِ وَتَفْرِيقُ وَحْدَةِ الصَّفِّ وَجَمَاعَةِ المُسْلِمِينَ، وَطَرِيقٌ يُعْرَضُ لَهُمْ فِيهِ أَسَالِيبُ السَّرِقَةِ وَالنَّصْبِ وَالتَّحَايُلِ وَالْفَسَادِ، فَضْلاً عَنْ طُرُقِ التَّمَرُّدِ عَلَى الْفِطَرِ السَّلِيمَةِ، وَتِلْكَ -وَاللَّهِ- خُطُوَاتُ الشَّيْطَانِ الثَّابِتَةُ، وَسِهَامُهُ الْحَارِقَةُ الَّتِي حَذَّرَنَا اللَّهُ مِنْهَا، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)[النُّور: 21]، وَقَالَ -تَعَالَى-: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ)[الأعراف: 27]، وَقَالَ: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)[يس: 60]، وَأَيْضًا خُطُوَاتُ شَيَاطِينِ الإِنسِ الَّذِينَ يَسْتَهْدِفُونَ مَنْ هُمْ فِي مَرْحَلَةِ الشَّبَابِ؛ لأَنَّ هَذِهِ الْمَرْحَلَةَ مَرْحَلَةُ الْفُضُولِ وَالاسْتِكْشَافِ وَالانْفِتَاحِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الإِدْمَانَ عَلَى الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ، وَمَا تَحْوِيهِ مِنْ وَسَائِلَ وَتَطْبِيقَاتٍ، لَهُ آثَارٌ مَقِيتَةٌ، وَعَوَاقِبُ وَخِيمَةٌ، خَاصَّةً عَلَى الْكَثِيرِينَ مِنَ الشَّبَابِ؛ فَهِيَ تَشْغَلُهُمْ بِتَوَافِهِ الأُمُورِ، وَتُسَبِّبُ فِي تَضْيِيعِهِمْ لِلصَّلاَةِ أَوْ تَأْخِيرِهَا عَنْ أَوْقَاتِهَا، وَتُعِيقُهُمْ أَيْضًا عَنْ تَفَوُّقِهِمِ الدِّرَاسِيِّ، بَلْ يُصْبِحُ هَمُّهُ الأَوْحَدُ وَشُغْلُهُ الشَّاغِلُ تَغْرِيدَةً أَوْ تَعْلِيقًا، أَوْ مُتَابَعَةً لِمَشَاهِيرَ، أَوْ إِعْجَابًا حَصَلَ عَلَيْهِ!.

 

وَالإِدْمَانُ عَلَى الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ سَبَبٌ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرَاضِ النَّفْسِيَّةِ وَالْجَسَدِيَّةِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

اللَّهُمَّ أَسْعِدْ قُلُوبَنَا بِصَلاَحِ أَنْفُسِنَا وَصَلاَحِ شَبَابِنَا وَجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِيِنَ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى-، وَاعْلَمُوا أَنَّ تَرْبِيَةَ الأَوْلاَدِ أَمَانَةٌ وَمَسْؤُولِيَّةٌ، كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ)[النساء: 11]، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَمِنَ الأَمَانَةِ وِقَايَتُهُمْ وَحِمَايَتُهُمْ مِنْ شُرُورِ هَذِهِ الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ، بِتَعْظِيمِ اللهِ فِي قُلُوبِهِمْ، وَأَنَّهُ -سُبْحَانَهُ- رَقِيبٌ عَلَيْهِمْ، يَعْلَمُ كُلَّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ عَنْهُمْ وَعَنْ غَيْرِهِمْ، قَالَ -تَعَالَى-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا)[الْمُجَادَلَة: 7].

 

وَإِذَا خَلَوْتَ بِرِيبَةٍ فِي ظُلْمَةٍ *** وَالنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إِلَى الطُّغْيَانِ

فَاسْتَحْيِ مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقُلْ لَهَا *** إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلاَمَ يَرَانِي

 

وَمِنَ الْوِقَايَةِ وَالْحِمَايَةِ مِنْ شُرُورِ هَذِهِ الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ: أَنْ يُحَدِّدَ الْوَالِدُ وَقْتًا مُعَيَّنًا لِلْوَلَدِ مَعَ هَاتِفِهِ لاَ يَتَعَدَّاهُ، وَيَكُونَ فِي الْمَوَاقِعِ الْمَأْمُونَةِ، وَالتَّطْبِيقَاتِ الْمُفِيدَةِ، وَبِإِشْرَافٍ وَمُتَابَعَةٍ مِنَ الْوَالِدِ مُبَاشَرَةً.

 

وَمِنَ الْوِقَايَةِ وَالْحِمَايَةِ مِنْ شُرُورِ هَذِهِ الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ: أُسْلُوبُ شَحْذِ الْهِمَمِ لَدَى الشَّبَابِ وَإِيقَاظِهَا دَاخِلَهُمْ، وَأَنْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْمُسْتَقْبَلَ الْمُشْرِقَ -بِإِذْنِ اللَّهِ- يَنْتَظِرُهُمْ إِذَا سَلَكُوا طَرِيقَ الْمَعَالِي، وَابْتَعَدُوا عَنْ سَفَاسِفِهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ وَأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا"(صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ).

 

فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي أَوْلاَدِكُمْ، وَانْتَبِهُوا لِمَا يُرَادُ بِهِمْ، وَكُونُوا عَوْنًا لَهُمْ عَلَى طَاعَةِ رَبِّهِمْ، وَلاَ تَغْفُلُوا عَنْهُمُ الْيَوْمَ فَتَبْكُوا عَلَيْهِمْ غَدًا وَتَنْدَمُوا، وَلا يَفِيدُ بَعْدَ ذَلِكَ النَّدَمُ.

 

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، وَقَالَ ‏- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"(رَوَاهُ مُسْلِم).

 

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِالإِسْلامِ قَائِمِينَ، وَاحْفَظْنَا بِالإِسْلامِ قَاعِدِينَ، وَاحْفَظْنَا بِالإِسْلامِ رَاقِدِينَ، وَلا تُشْمِتْ بِنَا أَعْدَاء وَلا حَاسِدِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ بَارَكَ لَنا فِي أَوْلاَدِنَا وَذُرِّيَّاتِنِا ، وَأَقِرَّ أَعْيُنَنَا بِصَلاَحِ حَالِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ، وَوَفِّقْ جَمِيعَ وُلاةِ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ لِلْعَمَل بِكِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ، اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182]، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.            

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life