الإيمان يمانٌ والحكمةُ يمانية

ادارة الموقع

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

 

 

زين العابدين بن غرم الله الغامدي

 

المتابع للحراك اليمني اليوم لايجد الحكمة اليمانية حاضرة؛ بل يجد العكس حاضراً وبقوة، حريق هائل اشتعل يلتهم الأخضر واليابس في شعب عربي أبيٍّ عانى ومازال يعاني من فقرٍ مدقع ومشكلات اقتصادية واجتماعية متفاقمة لاحصر لها، لايمكن توصيف الحالة اليمنية بأنهـا بلغة الطيورهبوط بطيء؛ ولكن بلغة القطط انقضاض سريع فجأةً يظهرغول الحوثي مدافعاً عن الحمى ومن جنوب الجزيرة العربية مقاوماً لإسرائيل وأمريكا ؟! وبإصبع واحدة يعكس عقارب الساعة ليتم تغيير التوقيت بساعة جديدة تقول :(هنا اليمن الطائفي) يفاقم الأزمة، ويعلن الدولة كطبيب بيطري أقنع مريضته الحامل بعملية قيصرية هي الحل كي يظهر الوليد سليماً معافى.

 

كيف لرجل أحمقٍ جاهل أن يقيم دولة حديثة ذات مؤسسات فاعلة وهو لم يتخرج في مدرسة ابتدائيةٍ فضلاً عن جامعة فهل هي حكمة يمانية جديدة لم تعرفهـا كتب التاريخ العربي، مخيف بل مفزع جداً أن يصبح العرب بعد قرون عزةٍ وشموخ رهينة الأقزام، إنه احتلال وانقلاب مكتمل الأركان كما أنهـا مسرحية لم تكتمل مشاهدهـا بعد، والمسرح العربي مليء بالمفاجآت الفاجعات التي تسترعي أنظار العالم من مسرحية القاعدة إلى مسرحية داعش وحتى مسرحية الحوثي؛ الذي أقام منبراً جديداً لإيران على غرار منبر نصر إيران في لبنان، لافرق بين المسرحيات إلا في تبدل الأدوار واختلاف وجوه الممثلين، تكتب بسيناريستٍ فارسي إمريكي بلغة فارسية وحروف إمريكية ممتدة من عواصم عربية ثلاث ترزح في قبضة محارب فارسي بثوب عربي ولكنة عربية، إنهـا دراما فارسية بامتياز لم نكن نتصور ولا في حلم مزعج في هذا الجو الطائفي أن تتحول الدول العربية في غمضة عين إلى جزرٍ تهيم في محيط ساخن من الثورة حتى الاحتراب والتقسيم بعد أن كانت تتغنى بالوحدة، وتنتشي بأحلام عدالة وحرية ومساواة .

 

لقد تدهور الوضع الإنساني في اليمن، وكان متدهوراً من قبل فيكفي أن نعرف أن 750 ألف طفل يمني يواجهون خطر الفقر والذي كان نتاجاً لفشل الحكومات السابقة في معالجة قضايا التنمية الذي أسهم في مساندات مالية على نطاق عالمي بعد أن بلغت مطلع التسعينيات نسبة ال 19 % .

 

وأن 12 – 13 مليوناً من سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر.صورة رهيبة ومروعة تضم لصور أخرى مؤلمة ومؤسفة فأين الحكمة يا عرب اليمن ويا يمن العرب؟

 

لقد كنا صغاراً نسمع عن اليمن السعيد، هكذا تعلمنا في مراحل الدراسة الأولى، وهكذا ارتسمت الصور الجميلة في مخيلة طفولتي كشاعر مخدوع، وعرفنا كم كنا أطفالاً فقد استفقنا على يمنٍ شقي اقتصادياً واجتماعياً ...

مشهد اليمن كغيره من المشاهد العربية الغريبة اليوم، إنه أشبه  بألعاب كرتونية تحركهـا إيران بدعم أمريكي غير معلن .

 

أودى باليمن وأظهر شقاءه السياسي على أيدي دمى تتحرك بسرعة برقٍ لامع في سماء كانت عربية .

 

كثيرة هي الدمى في المشهد العربي اليوم، وكثيرون هم المخدوعون بصورالدمى في كل وادٍ دمية وصنم الصنم معبود، والدمية ملعوبٌ بهـا قد لا تعرف الدمية من يلعب بهـا، لكن الصنم يعرف جيداً من يعبده. 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات