عناصر الخطبة
1/لله العظمة والكبرياء 2/فوائد معرفة الله تعالى والتذلل له 3/المؤمن لا ييأس من روح الله تعالى 4/فوائد استشعار عظمة الله ومعيته 5/بعض المفاهيم عن الوقف الإسلامي وأهميته 6/تحذير وإنذار للمتلاعبين بالوقف الإسلامياقتباس
إنما عظَّم اللهَ مَنِ امتلأ قلبُه إجلالًا له، وتوحيدًا لذاته، وتصديقًا بوحيه، وتسليمًا لشرعه وقُدرته، وحُسْن الظن بوعده ونصره وتمكينه؛ فهو العظيم -سبحانه- فوجَب بحقِّه التعظيمُ والعبادةُ والحبُّ والخوفُ والرجاءُ...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ القويِّ العزيزِ، الحليمِ العظيمِ، ذلَّت لعزَّتِه كلُّ عزَّةٍ، وضعُفتْ لقوَّتِه كلُّ قوَّةٍ، وتلاشتْ أمامَ عظمتِه كلُّ عظمةٍ، عَامَلَ خلقَه بحِلمِه، ولو أهلكَهم لكان ذلك بعدلِه.
وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الكبيرُ المتعال، حكيمُ الفعال، كثيرُ النوال، شديدُ الْمِحَالِ، لا يلوذُ به عبدٌ فيَخِيب، ولا يُناكِفُه مستكبرٌ فيطيب؛ (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)[الْأَنْعَامِ: 18].
وأشهد أن سيدَنا، وقائدَنا، وقدوتَنا محمدًا صلى الله عليه وعلى آله، الناصح الأمين، الرؤوف الرحيم، آثَرَ غيرَه على نفسِه وولدِه، واختَبَأَ دعوتَه شفاعةً لأمتِه، وألحَّ على ربِّه -سبحانه- يطلب سلامتَها وعافيتَها، ويرجو نجاتَها، حتى نالت أمتُه من الخير على يديه ما لم تَنَلْهُ أمةٌ غيرُها، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه، أعلامِ الأمةِ وساداتِها، وفخرِها وقدوتِها، سادُوا الأرضَ فما تكبَّرُوا، وحكموا فما ظلموا، بل تواضعوا وعدلوا، لا يُوقِّرُهم إلا مؤمنٌ، ولا يَحقِرُهم إلا منافق، وعلى التابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.
عبادَ اللهِ: أُوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ -تعالى-؛ فإنَّها ملاذُ الصالحينَ، وسعادةُ العاملينَ، فمنِ اتَّقَى اللهَ وقاهُ السوءَ في الدنيا والآخرة، وجعَل له من كلِّ همٍّ فرجًا، ومِنْ كلِّ ضيقٍ مخرجًا؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].
الله -جلَّ في علاه- هو صاحبُ العظمةِ والجَلالِ، والجَمالِ والكمالِ؛ فهو عظيمٌ في ذاتِه وأسمائِه وصفاتِه، عظيمٌ في رحمتِه وقدرتِه وحكمتِه، عظيمٌ في جبروتِه وكبريائِه، عظيمٌ في هِبَتِه وهَيبتِه وعطائِه، عظيمٌ في لُطفِه وعِلْمِه، عظيمٌ في برِّه وإحسانِه، وفي عزتِه وعدلِه؛ فهو العظيمُ المطلقُ، فلا أحدَ يُساويه، ولا عظيمَ يُدانيه، ومَهمَا عظَّمه المعظِّمون، وأثنى عليه المثنون، ومجَّده الممجِّدون، لا يُحصونَ ثناءً عليه، ولا يُعظِّمونه حقَّ التعظيم؛ (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)[النَّمْلِ: 26]، فهو ليس لعظمتِه بدايةٌ، ولا لجلالِه نهايةٌ؛ فالقلبُ يرتجفُ من هيبتِه وجلالِه؛ (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)[التَّوْبَةِ: 129].
أيها المرابطون: لقد كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ما يُذكِّر أصحابَه بعظمةِ اللهِ وقدرتِه، واللجوءِ إليه في الشدائدِ، والتضرعِ إليه عندَ نزولِ المصائبِ، قال -تعالى-: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)[الْأَنْعَامِ: 17-18]. -سبحانه- ما أعظمَه! خضعتْ له الرقابُ، وذلَّت له الجبابرةُ، وعَنَتْ له الوجوهُ، وقهَر كلَّ شيء، ودانَتْ له الخلائقُ، وتواضعَتْ لعظمةِ جلالِه وكبريائِه وقدرتِه مَنْ في الأرض والسماء، واستكانتْ وتضاءلتْ بين يديه، وتحت حكمِه وقهرِه الجبابرةُ والعظماءُ؛ (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)[الْحَجِّ: 74].
أيها المصلون: لقد أثبَت الحقُّ لنفسه القوةَ والعزةَ والغلبةَ، فبمعرفة الله -عز وجل- تنشرح الصدور، وتأنس النفوسُ، ويتحقق اليقينُ، وتَعمُر القلوبُ، وتمتلئ محبةً وإجلالًا لربِّ العالمينَ، وجافى هذا الشعورُ بالخوف أو الذل أو الهوان مَنْ ساء ظنه برب العالمين، في أصعب الظروف، وفي أشد الأحوال، المسلم يأوي إلى ركن شديد؛ ولهذا وجَب علينا في هذه الأيام أن نلجأ إلى الله -سبحانه وتعالى- بالدعاء والرجاء بأن يرفع عَنَّا البلاءَ، فلا كاشفَ له إلا هو -سبحانه وتعالى- برحمته وفضله وعظمته.
ومع كمال عظمة الله -عز وجل-، إلا أن كثيرًا من الناس ما قدروا اللهَ حقَّ قدره، ولا شكروه حقَّ شكره، ولا عظموه حقَّ التعظيم، فلم يُعَظِّمِ اللهَ -تعالى- مَنِ استكبَر عن عبادته، وأعرَض عن طاعته، وابتغى التحررَ من شريعته باستحلال المنكَرات، والانفلات في السيئات، والانغماس في الملذات والشهوات.
ولم يُعظِّم اللهَ -تعالى- مَنِ اعترَض على قضائه وقدره، وأساء الظنَّ في حكمته وحُكمه، وأساء الظنَّ في تدبيره، فلم يقابل أقدارَه -سبحانه- بالرضا والاصطبار، بل قابَلَها بالجزع والتسخُّط والاعتراض والإدبار.
ولم يُعظِّم اللهَ -تعالى- مَنْ ظنَّ أنَّ دِينَه خاسرٌ، لَمَّا رآه قد تمالأ عليه الكفارُ بعِدَّتِهم وعتادهم وقوتهم وكثرتهم، فتربَّص بالإسلام الدوائرَ، وذهب يواليهم، ويطلُب ودَّهم ورضاهم، يُنافِق إليهم، ويتآمَر على أمته معهم.
أيها المرابطون: إنما عظَّم اللهَ مَنِ امتلأ قلبُه إجلالًا له، وتوحيدًا لذاته، وتصديقًا بوحيه، وتسليمًا لشرعه وقُدرته، وحُسْن الظن بوعده ونصره وتمكينه؛ فهو العظيم -سبحانه- فوجَب بحقِّه التعظيمُ والعبادةُ والحبُّ والخوفُ والرجاءُ.
عباد الله: رغم قساوة المشهد، وفداحة الخَطْب، وألم المصاب، واستطالة الكفرة المجرمين، وعجز الصادقين، إلا أن المؤمن لا ييأسُ مِنْ روحِ اللهِ؛ لأنَّه يُحسِن الظنَّ بالله، نَعَمْ، يُحِسن الظنَّ بربه ومولاه؛ أليس اللهُ ذا القوة والعظمة والجلال والكمال؟! أليس الله على كل شيء شهيد، وعلى تغيير الحال والمآل بقدير؟! أليس الله العليم الحكيم، ذو الحكمة الباهرة والقدرة النافذة؟! لقد وصَف اللهُ -عز وجل- اليائسينَ من رحمته بالضلال والكُفر، فهو القائل في كتابه العزيز: (وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)[يُوسُفَ: 87]، وقال -سبحانه-: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)[الْحِجْرِ: 56]؛ فاليأس يَنشَأ مِنْ ظنِّ العبدِ البائسِ أنَّ اللهَ يَجهَل ما يجري أو ما يَحدُثُ، أو يَعجَز عن تغيير الحال، ويظنُّ ذاك الجاهلُ البائسُ أن الله لا يَسمَع الدعاءَ، ولا يَسمَع صريخَ المكلومينَ، ولا أنينَهم ولا يرى حِلَّهم وتِرحالَهم، الله ي-تعالى- الله عن كل هذه النقائص علوًّا كبيرًا.
أيها المصلون: إنَّ استشعارَ عظمةِ اللهِ ومعيتِه تبعثُ في النفس معنى الثبات والعزة، وتُقوِّي العزائمَ حتى في أشد حالات الضعف والضنك، وقد كانت هذه الحقائق جليَّةً عند الصحابة؛ فقد ذاقوا مرارتَها في الحصار الاقتصادي والاجتماعيّ في شِعب أبي طالب، وفي حصار الأحزاب للمدينة المنوَّرة -على ساكنها أفضلُ الصلاةِ والسلامِ-، حين حاصَرَها أبو سفيان بجيشٍ عظيمٍ، جيشٍ يزيد عددُه عن سكان المدينة رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، في جوعٍ منهم شديدٍ، وبردٍ وزمهريرٍ، وعُدَّةٍ قليلةٍ، وما عند الله خيرٌ وأبقى، فلما رأوا الأحزابَ تزعزعت قلوبُ المنافقين، وانخلعت صدورُهم لرؤية الجموع الغفيرة، والعَدَدِ والعُدَّةِ الكثيرةِ، فانتهزت وسائلُ إعلام المنافقين في زمنهم، وفي كلِّ زمان، وفي هذا الزمان، فرصةَ الحصارِ والتضييق، وبدأوا يُحرِّضون المسلمين على الفرار من الخندق، وصفَتُهم اليومَ مع التخذيل والإرجاف وتثبيط الهمم، والتراجع عن الأهداف؛ مِنْ نشرٍ للخوف والاضطراب، ونشرٍ للشائعات والأكاذيب، لزعزعة الاستقرار، وإيقاع الهزيمة النفسيَّة، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)[الْأَحْزَابِ: 12]، حاشَا لله.
أيها المرابطون: حاشَا لله أن يكون في المسلمين مَنْ ظنَّ ذهابَ نورِ الإسلامِ، وسقوطَ رايتِه، وضياعَ هيبتِه؛ فهو جاهلٌ واهمٌ؛ لأنَّ شمسَ الإسلامِ لا تَغِيبُ، ورايتَه لا تَسقُطُ؛ فهو -بسوءِ ظنِّه- متَّبعٌ لسبيلِ الضالينَ المجرمينَ، وطريقِ المنافقينَ، فاستحقَّ العذابَ المهينَ والغضبَ واللعنَ من ربِّ العالمين، قال الله -تعالى- عن المنافقين: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[الْفَتْحِ: 6]، اللهمَّ أدخلِ المنافقين في جهنمَ سعيرًا.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فيا فوزَ المستغفرين، استغفروا الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أمَّا بعدُ: إنَّ من عوامل الثبات والتجذُّر في مدينتنا المقدَّسة الوقفَ الإسلاميَّ العريقَ؛ فهو جدارُ القدس، وسياجُها، وسدُّها المنيع، فالوقفُ نظامٌ إسلاميٌّ تاريخيٌّ عريقٌ، يَهدِف إلى حبسِ الأصولِ العقاريةِ والممتلكاتِ لمنفعةِ المسلمينَ، فهو يحفظُ للأرضِ قدسيتَها وإسلاميتَها، فهي إرثُ أجدادِنا وآبائنا؛ عَمَلًا بسُنَّة نبيِّنا -صلى الله عليه وسلم-، ليكونَ لهم أجرًا، ولمن بعدَهم نفعًا؛ فشيَّدوا المدارسَ، وحفروا الآبارَ، وزرعوا الأشجارَ، وحصدوا الثمارَ، وعمَّروا الدُّورَ والبنيانَ، وأقاموا لله المساجدَ والخَلَواتِ والتكايا والزوايا والمكتبات.
هذا هو الوقفُ، وتتجلَّى أهميةُ الوقفِ في مدينة القدس في أنَّه الحاضنةُ والحاميةُ لهذه المدينة المقدَّسة وللمسجد الأقصى المبارك، فهو الضامنُ لاستمرارية الصيانةِ والرعايةِ له، وهو يحافظُ على الهُوِيَّة الإسلامية، وعلى الوجود الإسلامي في هذه المدينة المبارَكة.
وبناءً على ذلك، فالحكمُ الشرعيُّ والقانونيُّ أنَّ رَقَبَةَ الأراضي الوقفيَّة لا تُباع ولا تُوهَب، ويَحرُم بيعُها والتنازلُ عنها والاعتداءُ عليها.
وأقول ذلك للفئةِ الضالَّة التي استساغت نهبَه والاعتداءَ عليه، فغيَّروا وبدَّلوا، وتجاوزَ بعضُهم فباعوه وخرَّبوه، وبعضٌ آخَرُ أخفَى وقفيتَه وانتهكَ حرمتَه، غيرَ مبالينَ أو متأثرينَ بالنصوص الشرعيَّة لهذا الجُرْم العظيم والإثم الكبير، أُذكِّرهم بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أخَذ شبرًا من الأرض بغيرِ حقٍّ خُسِفَ به يومَ القيامةِ إلى سبع أرَضين"، والأحاديثُ كثيرةٌ وعديدةٌ بهذا الصدد.
عبادَ الله: إنَّ الله -جلَّ في علاه- قد جَذَّر قدسيةَ المسجد الأقصى في قلوبِنا، وربطَه برباطٍ دينيٍّ وثيقٍ، وتاريخيٍّ وروحيٍّ وحضاريٍّ عميقٍ، حملَه جيلٌ بعدَ جيلٍ، من السلف إلى الخلف، من ماضينا المجيد، إلى حاضرِنا وإلى مستقبلِنا، بعقيدةٍ سليمةٍ صافيةٍ صادقةٍ مع الله.
أيها المرابطون: انحبسَ المطرُ، وفي انحباسِه عن الناس يُشرَعُ صلاةُ الاستسقاء، والتذلُّلُ بين يدي الله -تعالى-، وإظهارُ الفقرِ والفاقةِ، وكثرةُ الدعاءِ والإلحاحِ، مع التوبةِ الصادقةِ، والصدقةِ، والاستغفارِ.
اللهمَّ اسقِنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، مريعًا غدقًا، مُجلَّلًا عامًّا، طَبَقًا سَحًّا دائمًا، اللهمَّ اسقِنا الغيثَ ولا تجعلنا من القانطين، اللهمَّ إنَّ بالعبادِ والبلادِ والبهائمِ والخلقِ مِنَ اللأواءِ والجَهْدِ والضنكِ ما لا نشكوه إلا إليكَ، اللهمَّ أنبِتْ لنا الزرعَ، وأدِرَّ لنا الضرعَ، واسقِنا من بركاتِ السماء، قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)[الشُّورَى: 28].
اللهمَّ اغفر لنا ذنوبَنا، وإسرافَنا في أمرِنا، وثبِّتْ أقدامَنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهمَّ في جَمْعِنا هذا لا تدَع لنا ذنبًا إلا غفرتَه، ولا همًّا إلا فرَّجْتَه، ولا ضيقًا إلا نفّستَه.
اللهمَّ يا الله، الطُفْ بنا في قضائكَ وقدركَ، اللهمَّ نشهد أنكَ لا إلهَ إلا أنتَ الواحدُ الأحدُ الفردُ الصمدُ، الذي لم يلدْ ولم يولدْ، ولم يكنْ له كفوًا أحد، اسقِنا غيثًا مغيثًا، واحفظ المسجدَ الأقصى، واجعلْه في حمايتِكَ ورعايتِكَ، اللهمَّ ارفعِ الحصارَ عن المحاصَرينَ، اللهمَّ أطعِمْهم من جوعٍ، واسقِهم يا ربَّ العالمين.
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدْكم؛ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم