عناصر الخطبة
1/حاجة المرأة إلى التعليم والتوجيه 2/مسؤولية الرجال عن تعليم المرأة 3/المشاركة في العبادات والتعاون على البر والتقوى 4/الخاسر الحقيقي من خسر نفسه وأهله.اقتباس
ولئن كان في نسائنا من يجهلن معرفة الضروري من أمر دينهنّ، ويتهاونّ بالصلاة أو ينقرنها نقر الغراب، أو يخرجن فاتنات ويختلطن بالأجانب، أو غير ذلك من المخالفات الواضحة لشرع الله، فإن التبعة إنما تقع على الأولياء أولاً، ويكون لهم نصيب من الوزر، لأنهم قصَّروا في القيام عليهن..
الخطبةُ الأولَى:
الحمد لله الذي خلق الإنسان من نفس واحدة وعلّمه، وفضَّل الرجل على المرأة بالدرجة، أحمده –سبحانه- حَمْد عبدٍ عرف ربه فعظَّمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من أدرك مدلولها فقام به وأتقنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أفضل من أطاع ربه وعظمه، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه الممتثلين لما جاء به وشرَّعه، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فيا عباد الله: قوموا بما أوجب الله عليكم نحو المرأة، فإن الله جعل الرجل قيماً على المرأة، يقوّم ما اعوج من أمرها، ويوجهُها التوجيه الراشد، المصلح لدينها ودنياها، قال -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)[النساء: ٣٤]، قال ابن كثير -رحمه الله-: "يعني: أمراء عليهن، أي مطيعة فيما أمرها الله به من طاعته، وطاعته أن تكون محسنة لأهله حافظة لماله"، وكذا قال غيره.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك".
أيها المسلمون: إن المرأة بحاجة إلى تعليمها وتوجيهها التوجيه الصالح، والقِيِّمُ عليها إذا لم يعتنِ بذلك فرَّط ولم يقم بالواجب عليه نحو مَن ولاه الله أمرها، وسوف يسأله الله عن هذا التفريط ويحاسبه عليه؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه: "كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته".
يجب علينا أن نعلمهن الفرائض ونأمرهن بها، قال -تعالى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)[طه: ١٣٢]، فيجب تعليمها ما يلزمها في صلاتها، من القرآن والدعاء، وكيف تصوم وتحج، وكيف تعبد ربها وتتوجه إليه، كما يجب أن يعرفه الرجل، علينا أن نرشدها بما نسمع من وَعْظ وتذكير، لتطهير المعتقد وتنقيته من الخرافات والأباطيل.
عباد الله: لقد بلغ من حرص الصحابة -رضوان الله عليهم- في التعليم أن أحدهم كان يسمع الآية من القرآن، فيرجع إلى أهله يُعلّمهن إياها ويطالبهن بتطبيقها، فكان من الرجال التوجيه ومن النساء حسن الاستماع والتطبيق.
ولئن كان في نسائنا من يجهلن معرفة الضروري من أمر دينهنّ، ويتهاونّ بالصلاة أو ينقرنها نقر الغراب، أو يخرجن فاتنات ويختلطن بالأجانب، أو غير ذلك من المخالفات الواضحة لشرع الله، فإن التبعة إنما تقع على الأولياء أولاً، ويكون لهم نصيب من الوزر، لأنهم قصَّروا في القيام عليهن وفرّطوا في التذكير والتبصير، فلم يسلموا من مؤاخذة، ولم يبرؤا من مسؤولية.
فاتقوا الله -عباد الله-، بالقيام بما أوجب الله عليكم نحو النساء، زوجات وأخوات وبنات أو قريبات، ممن ولاكم الله أمرهنّ، وجهوهن التوجيه الصالح، هذّبوا أخلاقهن بآداب الإسلام فرّوا بهن إلى رضوان الله والجنة، قوهن من عذاب النار.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التحريم: ٦]، بارك الله ....
الخطبة الثانية:
الحمد لله الملك الديان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الحليم المنان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المبعوث إلى الإنس والجان، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فيا عباد الله: إن مِن مناقب المسلم وأهل بيته الشريفة العالية: أن يقوموا بالنوافل مع الفرائض، ومن أفضلها قيام الليل، والصدقة فيكونا ممن (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[السجدة: ١٦]، قال الله عنهم: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[السجدة: ١٧].
روى أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء". تأملوا -عباد الله- في هذا العمل الشريف بين الزوجين، والتعاون الحكيم، وفي ماذا كان التعاون.
عباد الله: إن الخاسر حقاً من خسر نفسه وأهله يوم القيامة، وما زال لنا فسحة في الإنقاذ ما دمنا أحياء، فبادروا -رحمكم الله- إلى ذلك.
اللهم وفِّقنا للعمل الذي يرضيك عنا يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والاكرام.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم