تفضيل الرجال والمحافظة على الأسرة وبيان وظيفة المرأة

الشيخ سعد بن عبدالرحمن بن قاسم

2025-05-30 - 1446/12/03 2025-09-01 - 1447/03/09
عناصر الخطبة
1/تفضيل الرجال على النساء في عدة أمور 2/ضعف المرأة ونقصانها 3/فضل الرجل على المرأة 4/أهم وظيفة للمرأة المسلمة 4/آداب شريفة للمرأة المؤمنة 5/التحذير من دعاة الاختلاط والتبرج.

اقتباس

دعاة التبرج والسفور، ومن لا غيرة عندهم ولا حياء، يستهزِئون بالأمهات المحتشمات، ويسبّون الآباء المحافظين على عائلاتهم، ويشنّون الحملات لإخراج المرأة من بيتها، ويطالبون بمشاركتها للرجال في أعمالهم، بدعوى أنها معطّلة، وأن الناس بحاجة إليها..

الخطبةُ الأولَى:

 

الحمد لله فاطر السماوات والأرض، مفضّل بعض خلقه على بعض، وذلك لكمال علمه وحكمته، وعظمة إرادته، فسبحانه من إله عظيم ورب كريم، أحمده -تعالى- وأشكره، وأستغفره وأتوب إليه.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ملك عظيم، خلق فسوَّى وقدَّر فهدى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أفضل الأنبياء، والمرسلين، وقائد الغر المحجلين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليماً كثيراً.

 

أما بعد: أيها المسلمون: فإن الله -تعالى- فضّل الرجال على النساء في أمورٍ كثيرة، فجعل الرجال قوامين على النساء، وذلك لفضلهم عليهن في القوة والعقل والدين، قال -تعالى- (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)[النساء: ٣٤]، وقال -تعالى-: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)[البقرة: ٢٢٨]، وأباح للرجل أكثر من امرأة، قال -تعالى-: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ)[النساء: ٣].

 

 وفضَّل الرجل في الميراث على المرأة قال -تعالى-: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)[سورة النساء: 11]، وجعَلَ شهادة المرأةِ تعدل نصف شهادة الرجل، قال -تعالى-: (فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ)[البقرة: ٢٨٢]، ومن ضعف المرأة ونقصانها، ما أخبر عنه -تعالى- بقوله: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)[الزخرف: ١٨].

 

وما أخبر عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أنهن يكثرن الشكاية ويكفرن العشير، وأنهن ناقصاتُ عقل ودين، مبينًا نقص عقلها: بأن شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، وأنها تمكث الليالي لا تصلي، وتفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين، وأن القوم: لا يفلحون إذا ولوا أمرهم امرأة، فحين هلك كسرى، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من استخلفت فارس عليها؟" قالوا: ابنته، قال: "لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة".

 

معشر المسلمين: وبعد أن تجلَّى لنا فضلُ الرجل على المرأة، فلا يخفى أيضاً: أن وظيفة المرأة في بيتها، وذلك لما أودع الله فيها من الرقة والحنان والأنس، قال -تعالى-: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم: ٢١]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها".

 

 وللخوف من الفتنة بهنّ، فهنّ منهياتٌ عن الكلام المثير للغريزة، ومأموراتٌ بالاستقرار في بيوتهنّ، ومنهيات عن التبرج، وغير ذلك من الآداب الشريفة التي جاءت صريحةً لنساء النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ونساءُ الأمة تبعٌ لهن في ذلك؛ فقال -تعالى-: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)[الأحزاب: ٣٢ – ٣٣].

 

والنساء مأمورات أيضاً بالتستر، لحماية الأعراض، والسلامة من الإيذاء، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الأحزاب: ٥٩]، وقال -تعالى-: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)[النور: ٣١].

 

 ولما في النساء من دواعي الفتنة، فقد حذّرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الافتتان بهن، ففي صحيح مسلم عن أسامة بن زيد، وسعيد بن زيد -رضي الله عنهما-، أنهما حدّثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: "ما تركت بعدي في الناس فتنة أضرَّ على الرجال من النساء".

 

وفي صحيح مسلم أيضاً: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: "الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مُستخْلِفُكم فيها، فينظرُ كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".

 

عباد الله: بهذا العرض الموجز، عن فضل الرجل على المرأة، وبيان وظيفة المرأة والخوف الشديد من الافتتان بها، فلا يخفى أن دعاة التبرج والسفور، ومن لا غيرة عندهم ولا حياء، يستهزِئون بالأمهات المحتشمات، ويسبّون الآباء المحافظين على عائلاتهم، ويشنّون الحملات لإخراج المرأة من بيتها، ويطالبون بمشاركتها للرجال في أعمالهم، بدعوى أنها معطّلة، وأن الناس بحاجة إليها.

 

وهي في الحقيقة ليست معطّلة، وإنما هي في شؤون بيتها وشؤون أهلها، وشؤون زوجها، وشؤون أولادها، وحفظ ماله وعفته وكرامته، وإن حصل لبعضهن فراغ فبسبب ترك الزواج، والرب قد أمر به، قال -تعالى-: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[النور: ٣٢]، وربما كان سببُ التعطيل: الأشرُ والبطر، وغلاء المهور، والتوقع الزائد في النفقات، والانشغال بالدراسة، حتى يفوت الأوان المناسب للزواج.

 

 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: ١]، بارك الله لي ولكم...

 

 

الخطبة الثانية:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً.

 

أما بعد: أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى- بالتمسك بما شَرعَ لنا، ومن ذلك المحافظة على الأُسَر، ابتغاء مرضاة الله، وخوفاً من عقابه، احذروا من دعاة الاختلاط، والتبرج والسفور، المنفرين للعائلات الشريفة، بالاستهزاء بالآباء المحافظين، والأمهات المحافظات، فإنهم يدسون سمومهم وأفكارهم الهدّامة، على العائلات في الجرائد والمجلات والنشرات، وفي الأجهزة الإعلامية وبعض المقرراتِ المدرسية.

 

غيرَ مبالين بتحريم الخلوة بالأجنبية، ولا محترمين لمسؤولية الرجل عن رعيته، ولا معتبرين بمن فرطوا في أُسَرهم مما حصل عليهم، من نقص في دينهم وأموالهم وأعراضهم، ولا متأثرين بما حصل  للمحافظين من عز وشرف، فهكذا حال من أعمى الله بصيرته عن الحق، وهكذا حال من هو عدوّ للإسلام والمسلمين، ومن يتبع الرغبات والشهوات.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)[آل عمران: ٨]، (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)[الفرقان: ٧٤].

 

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

 

 

 

المرفقات

تفضيل الرجال والمحافظة على الأسرة وبيان وظيفة المرأة.doc

تفضيل الرجال والمحافظة على الأسرة وبيان وظيفة المرأة.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات