رباط وثبات رغم المحن والملمات

الشيخ خالد أبو جمعة

2025-05-30 - 1446/12/03 2025-07-13 - 1447/01/18
عناصر الخطبة
1/أمل وتفاؤل من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم 2/الوصية بالصبر والثبات رغم المحن والملمات 3/أمثلة من السيرة للثبات رغم عظم الابتلاء 4/الابتلاء سنة عامة 5/عاقبة الظالمين المعتدين 6/مكانة المسجد الأقصى العظيمة وواجب المسلمين نحوه

اقتباس

إن الباطل باطل ولو كثُر أتباعه، والحق حق ولو قلَّ أنصاره، وراية الحق قائمة وإن لم يرفعها أحد، وراية الباطل ساقطة وإن رفعها كل أحد، ونحن نعلم يقينًا أن الضعف قدر الله في البشر وسِمَتهم في الوجود، وأشد ما يكون ذلك الضعف عند انعدام الحيلة وجثوم البلاء...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي زَيَّنَ بذِكره ألسُن الذاكرين؛ فأثنى عليه بها المُفَرِّدون الموحدون من الأولين والآخرين، وأنار طريق الحق للمهتدين، فهم على صراط مستقيم، وحَجَب الحق عن الزائغين، فكانوا في ضلالٍ مُبين.

 

نحمده على ما هدانا واصطفانا ونشكره على ما منحنا وأعطانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا رب لنا سواه ولا نعبد إلا إياه، مُخلِصين له الدين ولو كره الكافرون. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبدُ الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- إمام الأنبياء والمرسلين، وسيدُ وَلَدِ آدم أجمعين؛ بلَّغ البلاغ المُبين، ودلَّ على الدين القويم، صلى الله عليه وعلى آل بيته وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

 

وبعدُ: اتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واعلموا أن التقوى نور القلوب إلى خشية الله -عز وجل-، وسبيل محبته، وبرهان رهبته، وطريق عزته، ومنهج أنبيائه، ودرب أوليائه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، واعلموا أن التقوى ثمرةٌ مباركةٌ تنمو في القلوب المؤمنة لعدة بذورٍ تُزرَع فيها؛ فنِعمَ البذرة، ونِعمَ الثمرة، ونِعمَ الزارع الذي يتعهد تلك البذرة في قلبه فيُسقيها بماء طاعته لربه -عز وجل-، فتُثمر نورًا؛ نور الأمل بالله، وحُسن الظن بالله، والغد واليوم التالي بيد الله وبأمر الله؛ هكذا علَّمنا الله ربنا، وربَّانا عليه رسولنا -صلى الله عليه وسلم-.

 

أيها الصامدون: السيرة النبويَّة زاخرة بالمواقف والأحداث التي تُبَيِّن مدى التفاؤل والأمل والثقة واليقين بنصر الله الذي كان يتحلَّى به النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويغرسه في نفوس أصحابه والمسلمين من بعده؛ هَدْيٌّ وسيرةٌ ومواقفُ وأحداثٌ مليئةٌ بالبشائر التي تبعث على التفاؤل، وتجدد الأمل، وتقوِّي اليقين، وتؤكد على حصول التمكين لأمتنا والنصر على أعدائنا على الرغم مما نُعانيه من مِحَنٍ وابتلاءات وظُلمٍ واضطهاد.

 

أيها المُصلون: اليأس حالةٌ نفسيَّة تعترِي الإنسان تحت شدَّة الفتن والمِحَن، وكثرة تسلُّط الأعداء؛ وخاصةً عند وقوع القتل والتشريد والهدم للبيوت والتهجير، وقد يصل اليأس بصاحبه إلى القنوط وانقطاع الأمل.

 

إن القلب العامر بالإيمان المتصل بالرحمن لا يقنط مهما أحاطت به الشدائد، وثَقُلت عليه الوقائع والواقع؛ لأنَّه يستشعر رحمة ربه ورأفته وبره وإحسانه، وهو يعلم أن اليأس والقنوط من رحمة الله فيه تكذيبٌ للقرآن الكريم، وفيه تكذيبٌ لرب العالمين، وفيه تكذيبٌ للرسول الأمين -صلى الله عليه وسلم-، وفيه سوء أدبٍ مع الله -عز وجل-، لذلك حذَّرنا الله من اليأس والقنوط من رحمته، قال -تعالى-: (وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ)[فُصِّلَتْ: 49]، وقال -تعالى-: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)[الْحِجْرِ: 56].

 

أيها المرابطون: كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- متفائلًا في كل أموره، واثقًا بربه في جميع أوقاته، مُحسِنًا به الظن في كل أحواله، وكانت حياته -صلى الله عليه وسلم- رغم ما فيها من شدةٍ وحُزنٍ وبلاء مليئة بالأمل والتفاؤل وحُسن الظن بالله وقوة اليقين بنصر الله؛ فكان عليه الصلاة والسلام دائمًا يُبشِّر أصحابه بالتمكين والأمن والأمان والسلام، رغم ما بهم من بلاء وفقر واستضعاف.

 

عن أبي بكر -رضي الله عنه-: "كُنْتُ مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في الغارِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فإذا أنا بأَقْدامِ القَوْمِ، فَقُلتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، لو أنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنا، قالَ عليه الصلاةُ والسَّلام: اسْكُتْ يا أبا بَكْرٍ، اثْنانِ اللَّهُ ثالِثُهُما".

 

وفي بدر قال -عليه الصلاة والسلام- لأصحابه مبشرًا: "سيروا وأبشروا فإن الله -عز وجل- قد وعدني إحدى الطائفتين، واللهِ لكأني الآن انظر إلى مصارع القوم"، وفي الأحزاب أُصيب المسلمون بتعبٍ شديدٍ وإرهاقٍ في حفر الخندق؛ من جوعٍ وخوفٍ وشدة برد مع حصارٍ مُحكَم وخيانةٍ مُدبَّرة، مع تخذيل المنافقين وإرجافهم واشتداد الكرب عليهم إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- غرس فيهم الأمل والتفاؤل والثقة بنصر الله -عز وجل-. ورُوي بالأثر عن أنس -رضي الله عنه-: "إنما الأملُ رحمةٌ من اللهِ لِأُمَّتي، لولا الأملُ ما أَرْضَعَتْ أمٌّ ولدًا، ولا غَرَس غارسٌ شجرًا".

 

أيها المؤمنون: في ظل ما نعيشه اليوم في معاصف الفتن وأزمنة البلاء، ومع موجات الأزمات المتتالية تَعْظُم الضرورة إلى تبصُّر درب النجاة، والاستمساك بحبلها المنقذ من تلك المهالك، إذ من شأن هذه الفتن والاضطرابات وعُمق الأزمات وانحياز المؤسَّسات الدوليَّة اللاإنسانية، وانهيار المعايير الأخلاقية، وضياع الحقوق الفرديَّة والجماعية، وتَبدُّل الحقائق والتباسها، ودهشة العقول وحيرتها؛ كان لزامًا علينا أن نرى الأمل والخلاص في كتاب ربنا وفي سُنَّة نبيِّنا -صلى الله عليه وسلم-؛ ففيهما درب النجاة وحبل المنقِذ، وذلك بإحياء نور الأمل في قلوبنا وغرس بذور الفرَج في عقولنا.

 

فكم من عُسرٍ غلَبَه يُسر، وكم من ضيق أعقبه فرج، والمؤمن بالله والمؤمن بقدرة الله يعلم أن الدنيا فانية، وهو -سبحانه-تعالى- لم يخلقها جنة أرضيَّة خالية من الآلام والأسقام، ولا خالية من الفواجع والمواجع، ولا فردوسًا نعيش فيه في نعيمٍ مُعجَّل بلا معاناةٍ ولا كدر.

 

لكنَّه -سبحانه- جعلها مرحلةَ مرورٍ قصيرةً، فيها من النكد والكَبَد ما فيها لأن أمر المؤمن كله خير "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ"، كما قال -عليه الصلاة والسلام-؛ إن أصابته ضراء احتسب وصبر، وإن جاءه رخاء حمد وشكر.

 

أيها المؤمنون: وحين تضيق الأمة بالابتلاءات، فلنعلم أنَّها ليست في ذلك وحدها؛ فقد مضت قبلها أجيال من المؤمنين وعدد من المسلمين امتُحنوا وابتُلوا بالكافرين، ولم يزالوا معهم في سجالٍ ومداولةٍ حتى كانت العاقبة للمتقين والتمكين للمؤمنين، قال -تعالى-: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا في الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 137]، فمن سار في الأرض ببدنه أو بقلبه أو معهما وتفكَّر بعقله أدرَك معنى هذه الآية: (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)، فعِقابهم وعاقبهم أنهم عُذِّبوا بأنواعٍ من العقوبات الدنيوية؛ فخَوَت ديارُهم، وتبينَ للناسِ خسائرُهم، ذهبَ عِزُّهم، وضاعَ مُلكُهم وزالَ بذَخُهم وفَخْرُهم؛ وفي هذا دلالةٌ تُبينُ للناسِ الحقَّ من الباطل، وتُميِّزُ أهل السعادة من أهل الشقاوة.

 

إن للحقِّ دولةً وجَولةً، وللباطل انتفاشًا وصَولةً والأيامُ دُوَلٌ، غيرَ أن الحق باقٍ مهما ضعُف، والباطل مهما ظهر فإنَّه يتلاشى ويزول، ألم تسمعوا: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)[الْإِسْرَاءِ: 81].

 

أيها المرابطون: إن الباطل باطل ولو كثُر أتباعه، والحق حق ولو قلَّ أنصاره، وراية الحق قائمة وإن لم يرفعها أحد، وراية الباطل ساقطة وإن رفعها كل أحد، ونحن نعلم يقينًا أن الضعف قدر الله في البشر وسِمَتهم في الوجود، وأشد ما يكون ذلك الضعف عند انعدام الحيلة، وجثوم البلاء، وانسداد أُفق الفرَج في الواقع المنظور، وانقضاض جنود اليأس على مملكة القلب الضعيف المكلوم بالتحزين والتخريب؛ شأنَ طبيعة اليأس البشري التي أبانها الله -عز وجل- في كتابه: (وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا)[الْإِسْرَاءِ: 83].

 

بَيْدَ أنَّ لأهل الإيمان في ذلك الموقف العصيب خصيصة رحمة ربانية يتميزون بها عن غيرهم، ينظرون من خلالها للواقع المرير نظرة فألٍ لا يراهُ بها إلا من عَمَر الإيمان قلبه، وتربَّى على مقعد عرشه، ونظر للواقع بمنظار اليقين، وكان مُفعَمًا بما يضخُّه الإيمان من قوة عبادة انتظار الفرج العظيمة؛ ليَخِفَّ بها وطأة البلاء، ويُفتح للأمل المُشرِق نافذةً كبرى لا يمكن لأي بلاءٍ سدها مهما استحكمت شدته واحتلكت ظُلمته وطالت مدته.

 

أيها المسلمون: إن المتأمل في قصص القرآن الكريم يجد أن عددًا من الأمم والدول والممالك الظالمة أُخِذَت بنوعٍ من العذاب لا قِبلَ للخلق عليها، فكانت أسباب الهلاك والفناء بأمر رباني، والسنة الربانية فيها بأنْ ضَرَب الله بهم لحكمة يعلمها الديَّان، ثم ضرَبهم الله بجنده فأفناهم وأبادهم وجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية.

 

فكلُّ حضارةٍ ظالمةٍ جائرةٍ معتديةٍ حَمَلَت في داخلها بذور فنائها وهلاكها بسبب ظلمها واعتدائها، وما جرى لجبابرة الأمس من عذاب وحُلول النِّقم والمصائب سيقع -بإذن الله- على طواغيت اليوم وجَبَّاريه؛ اليوم أو غدًا أو بعدَ غد، فهذه سُنَّة الله التي لا تتحول ولا تتبدل، فهُم راحلون ونحن باقون.

 

أيها المرابطون: إن الناظر الحاذق، واللبيب العاقل يقرأ أخبار الظلمة والجبابرة في كتاب الله كيف طغوا وعَلوا وأهلكوا الحرث والنسل؛ فقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ والكبار، وهدموا البيوت وأفسدوا الآبار واقتلعوا الأشجار والثمار، كفرعون وزبانيته، والنمرود وحاشيته، وأبرهة وفِيله وجيشه، وجيش المغول والتتار بهمجيته ووحشيته، وجيش الصليبيين وغطرسته، أبادهم الله بأسلحة السماء، وأفناهم بانتقام رباني.

 

كل هؤلاء وأمثالهم ظنوا أن لن يُغلبوا، فأتى أمر الله وجاء فرج الله، فكانت العاقبة والتمكين للمؤمنين وتلك الأيام نُداولها بين الناس، وقال -تعالى-: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[يُوسُفَ: 21].

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فيا فوج المستغفرين، استغفروا الله.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، نَشُقُّ بها دياجيرَ الظلام واليأس، ونُوقدُ بها مصابيح الأمل والفجر، ونطرُد بها روحَ الهزيمة والوهن، ونُحيي بها ميِّتَ العزائِم والهِمم؛ بقوة الله وعزَّة الله أفنَى القرونَ الأولى وفلَّى الجيوشَ والدُّول، وأنزلَ الجبابِرة من القُصور وأضجَعَهم في القبور.

 

والصلاة والسلام على سيد الأنام، سيدنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، نبي الرحمة، شفيع الأمة، اللهمَّ صلِّ على كاشف الغُمَّة ومُجلِي الظُّلمة، وعلى آل بيته وأصحابه وأتباعه ليوم الدين.

 

أيها المرابطون: المسجد الأقصى مكانٌ مُقدَّس قدَّسه الله -تعالى- وشرَّفه، مسجدٌ يسكن في قلب كل مسلم، يراه بعين قلبه وعقله وجوارِحه ليل نهار، والمسجد الأقصى حقٌ خالصٌ للمسلمين وللمسلمين وحدهم، وقضيته قضية المسلمين أجمعين.

 

فنَسَبُ المسجد الأقصى مُلتصقٌ بنا لنا وحدنا نحن أمة الإسلام، فنحن الأمة الوارثة، وعلى العالم كله بأديانه وطوائفه وشرائعه وفِرقه وأحزابه وجمعياته ومنظماته أن يعلموا أن المسجد الأقصى هو عقيدة المسلمين، هو عقيدةٌ دينيَّة وحقيقةٌ تاريخيَّة وروايةٌ أصلية جلية، أثبتها الواقع وحرَّرته الكتب، هو للمسلمين.

 

فالمسجد الأقصى باركه الله -تعالى- وبارك ما حوله، هو مكانٌ لعبادة المسلمين وحدهم، ولا عَمارة ولا عبادة ولا طقوسَ لأحدٍ إلا لأهله، ولا وجود فيه لغير المسلمين، ولا يتسع ولا يقبل غيرنا.

 

اللهمَّ احفظ المسجد الأقصى من كيد الكائدين وطمع الطامعين، واجعله عامرًا بالإسلام والمسلمين، اللهمَّ عليك بأعدائنا، اللهمَّ شتِّت شملهم وأمرهم، وفرِّق جمعهم، واقلِب تدبيرهم، وبدِّل أحوالهم، ونكِّس أعلامهم، وقرِّب آجالهم، وزلزِل أقدامهم، وخيِّب آمالهم، وخرِّب بُنيانهم، واقلَع آثارهم؛ حتى لا تبقى لهم باقية، ولا يجدوا لهم واقية، وأشغلهم بأنفسهم، وابطش بهم بطشًا شديدًا، وخُذهم أخذًا عزيزًا.

 

اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهمَّ إنَّا نستودعك المسجد الأقصى، اللهمَّ أن نستودعك أهل فلسطين، والحمد لله رب العالمين؛ (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نِعمه يزدكم؛ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت:45].

المرفقات

رباط وثبات رغم المحن والملمات.doc

رباط وثبات رغم المحن والملمات.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات