أَهَمِّيَّةُ التَّوْحِيدِ، وَالتَّحْذِيرُ مِنَ الشِّرْكِ وَوَسَائِلِهِ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ؛ مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} وَيَقُولُ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ، وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ، وَأَنْزَلَ الكتب، وَشَرَعَ الشَّرَائِعَ، لِيُعْبَدَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل 36]
وَقَدْ بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّةٍ أُمِيَّةٍ؛ يَعِيشُونَ الجَهْلَ العَظِيمَ، وَالضَّلَالَ المُبِينَ؛ عَبَدُوا الأَشْجَارَ وَالأحْجَارَ، وَقَتَلُوا أوْلَادَهُمْ خَشْيَةَ الفَقْرِ وَالعَارِ، شَرِبُوا الخَمْرَ، وَأَكَلُوا الرِّبَا، وَاقْتَرَفُوا الزِّنَا.
قَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الجمعة 2]
دَعَاهُمُ النَّبِيُّ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَى تَوْحِيدِ اللهِ؛ فَهَدَى اللهُ بِهِ أَقْوَامًا؛ وَأَخْرَجَهُمْ بِهِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ، وَمِنَ العَمَى إِلَى الهُدَى، وَمِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلَى سَعَةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمِنْ جَوْرِ الأدْيَانِ إِلَى عَدْلِ الإِسْلَامِ، وَمِنْ عِبَادَةِ العِبَادِ إِلَى عِبَادَةِ رَبِّ العِبَادِ؛ فَلِلَّهِ الحَمْدُ عَلَى نِعْمَةِ الإِسْلَامِ.
عِبَادَ اللهِ: حَقُّ اللهِ جَلَّ وَعَلَا هُوَ أَعْظَمُ الحُقُوقِ وَأَجَلُّهَا وَأَوْجَبُهَا؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ: (فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ العِبَادِ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا)
هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ الخَالِصُ؛ وَهُوَ فَلَاحٌ لِصَاحِبِهِ وَنَجَاةٌ، وَهُوَ سَبَبٌ لِلِاهْتِدَاءِ، وَالأَمْنِ مِنْ مَخَاوُفِ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام 82]
يَقُولُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: [هَذِهِ سُنَّةُ اللهِ فِي عِبَادِهِ؛ فَمَا دُفِعَتْ شَدَائِدُ الدُّنْيَا بِمِثْلِ التَّوْحِيدِ؛ وَلِذَلِكَ كَانَ دُعَاءُ الكَرْبِ بِالتَّوْحِيدِ، وَدَعْوَةُ ذِي النُّونِ الَّتِي مَا دَعَا بِهَا مَكْرُوبٌ إِلَّا فَرَّجَ اللهُ كَرْبَهُ بِالتَّوْحِيدِ؛ فَلَا يُلْقِى فِي الكُرَبِ الْعِظَامِ إِلَّا الشِّرْكُ، وَلَا يُنْجِي مِنْهَا إِلَّا التَّوْحِيدُ؛ فَهُوَ مَفْزَعُ الخَلِيقَةِ وَمَلْجَؤُهَا وَحِصْنُهَا وَغِيَاثُهَا] اهـ
التَّوحِيْدُ الخَالِصُ - رَحِمَكُمُ اللهُ - سَبَبٌ لِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ وَإِنْ عَظُمَتْ، وَسَتْرِ العُيُوبِ وَإِنْ كَثُرَتْ؛ وَلِهَذَا يَقُولُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ؛ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ عَنْ أسْبَابِ المَغْفِرَةِ: [التَّوْحِيدُ: وَهُوَ السَّبَبُ الأَعْظَمُ؛ فَمَنْ فَقَدَهُ فَقَدَ المَغْفِرَةَ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ فَقَدْ أَتَي بِأَعْظَمِ أسْبَابَ المَغْفِرِةِ] اهـ
التَّوحِيدُ الخَالِصُ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - سَبَبٌ لِإِدْرَاكِ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ كَمَا قَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: (أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ؛ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ نَفْسِهِ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ]
أَهْلُ التَّوحِيدِ لَا يُخَلَّدُونَ فِي النَّارِ؛ وَلَو دَخَلُوهَا بِمَا اقْتَرَفُوا مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي دُونَ الشِّرْكِ؛ يُعَذَّبُونَ فِيْهَا مَا شَاءَ اللهُ؛ ثُمَّ يُخْرَجُونَ؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ).
عِبَادَ اللهِ: وَكَمَا أَنَّ التَّوْحِيدَ أَعْظَمُ الحُقُوقِ وَأَجَلُّهَا وَأَوْجَبُهَا؛ فَإِنَّ الشِّرْكَ أَعْظَمُ الذُّنُوبِ، وَأَقْبَحُهَا، وَأَشَدُّهَا تَحْرِيمًا وعُقُوبَةً؛ فَهُوَ أَكْبَرُ الكَبَائِرِ، وَأَظْلَمُ الظُّلْمِ، وَقَدْ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللهِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: ( أَنْ تَجْعَلَ لِلهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ...) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
الشِّرْكُ باللهِ؛ هُوَ الضَّلَالُ البَعِيدُ، وَالضَّلَالُ المُبِينُ، وَهُوَ الإِثْمُ العَظِيمُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللهُ إِلَّا بِتَوبَةٍ؛ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}[النساء48] وَقَالَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}[النساء 116]
الشِّرْكُ هُوَ الذَّنْبُ الَّذِي حُرِّمَتِ الجَنَّةُ عَلَى فَاعِلِهِ، وَجُعِلَتِ النَّارُ مَأْوَاهُ؛ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}[المائدة 72]
الشِّرْكُ باللهِ؛ هُوَ مُحْبِطُ الأَعْمَالِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام 88]
أَلَا فَلْنَحْذَرِ الشِّرْكَ غَايَةَ الحَذَرِ، وَلْنَجْتَنِبْ كُلَّ وَسِيلَةٍ تُوقِعُ فِي صَغِيرِهِ أَوْ كَبِيرِهِ؛ وَلْيُذَكِّرْ بَعْضُنَا بَعْضًا بِخَطَرِهِ.
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُصْلِحَ وَيَحْفَظَ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أمْرِنَا، وَيُصْلِحَ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَيُصْلِحَ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَيَجْعَلَ الحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَيَجْعَلَ المَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَأَنْ يَغْفِرَ لِي وَلَكُمْ صَغِيرَ ذُنُوبِنَا وَكَبِيرَهَا، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الوَاجِبَ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةِ؛ تَحْقِيقُ التَّوحِيدِ، وَإِخْلَاصُهُ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَالْحَذَرُ مِنْ الشِّرْكِ الأَكْبَرِ الْمُنَافِي لِلتَّوِحِيدِ، وَالأَصْغَرِ الْمُنَافِي لِكَمَالِ التَّوحِيدِ.
يَجِبُ الْحَذَرُ وَالتَّحْذِيرُ مِنَ الشِّرْكِ، وَمِنْ كُلِّ وَسِيلَةٍ تُفْضِي إِلَى الشِّرْكِ؛ فَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ غَايَةَ التَّحْذِيرِ؛ وَأَنْكَرَ عَلَى مَنْ فَعَلَهُ أَعْظَمَ الإِنْكَارِ، وَسَدَّ كُلَّ بَابٍ يُوصِلُ إِلَى الشِّرْكِ؛ وَأَكَّدَّ عَلَى هَذَا كَثْيرًا.
وَهَكَذَا حَذَّرَ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَحِمَهُمْ، ثُمَّ تَوَالَى العُلَمَاءُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الشِّرْكِ وَمِنْ وَسَائِلِهِ؛ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ خَطَرِهَا.
وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا التَّأْكِيدَ عَلَى التَّحْذِيرِ مِنْ وَسَائِلِ الشِّرْكِ؛ إِنَّمَا هُوَ لِشِدَّةِ خَطَرِهَا، وَوُجُودِ مَنْ تَسَاهَلَ بِهَا.
وَمَتَى تَسَاهَلَ النَّاسُ بِهَذِهِ الوَسَائِلِ؛ وَقَعُوا فِي الشِّرْكِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ؛ وَلِهَذَا تَجِدُ كَثِيرًا مِمَّنْ وَقَعَ فِي الشِّرْكِ مِمَّنْ يَطُوفُ بِالقُبُورِ، وَيَذْبَحُ لَهَا، وَيَدْعُو أَهْلَهَا، وَيَسْتَغِيْثُ بِهِمْ؛ إِنَّمَا وَقَعَ فِي الوَسَائِلِ أَوَّلًا؛ ثُمَّ وَقَعَ فِي الشِّرْكِ ثَانِيًا؛ وَقَعَ فِي الغُلُّوِّ، وَجَاوَزَ الْحَدَّ فِي تَعْظِيمِ الْمَخْلُوقِينَ فِي حَيَاتِهِمْ، أَوْ تَعْظِيمِ قُبُورِهِمْ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ؛ فَأَصْبَحَ يَدْعُو اللهَ تَعَالَى عِنْدَ قُبُورِهم؛ يَتَحَرَّى بَرَكَتَهُمْ، وَيَرَى أَنَّ الدُّعَاءَ عِنْدَها أَقْرَبُ لِلْإِجَابَةِ مِنْهُ فِي مَكَانٍ آخَرَ؛ وَمَعَ مُرُورِ الأَيَّامِ أَصْبَحَ يَدْعُو القُبُورَ؛ وَوَقَعَ فِي الشِّرْكِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ.
وَمِمَّا جَاءَ فِي هَذَا؛ مَا ذَكَرَهُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: [أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ، وَلَعَنَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، وَنَهَى عَنْ تَجْصِيص الْقُبُورِ، وَتَشْرِيفِهَا، وَاِتِّخَاذِهَا مَسَاجِدَ، وَعَنْ الصَّلَاةِ إلَيْهَا وَعِنْدَهَا، وَعَنْ إيقَادِ الْمَصَابِيحِ عَلَيْهَا، وَأَمَرَ بِتَسْوِيَتِهَا، وَنَهَى عَنْ اتِّخَاذِهَا عِيدًا، وَعَنْ شَدِّ الرِّحَالِ إلَيْهَا، لِئَلَّا يَكُونَ ذَلِكَ ذَرِيعَةً إلَى اتِّخَاذِهَا أَوْثَانًا وَالْإِشْرَاكِ بِهَا، وَحَرَّمَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ قَصَدَهُ وَمَنْ لَمْ يَقْصِدْهُ، بَلْ قَصَدَ خِلَافَهُ سَدًّا لِلذَّرِيعَةِ] اهـ.
أَلَا فَلْنَحْرِصْ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - عَلَى تَحْقِيقِ التَّوحِيدِ وَإِخْلَاصِهِ؛ وَلْنَحْذَرْ مَا يُنَاقِضُهُ أَوْ يُنْقِصُهُ؛ مِنْ كَبِيرِ الشِّرْكِ وَصَغِيرِهِ.
لِنَقْرَأْ فِي كُتُبِ التَّوحِيدِ؛ وَلْنَتَدَارَسْ مَسَائِلَهُ؛ فِي بُيُوتِنَا وَمَجَالِسِنَا وَمَسَاجِدِنَا، وَلْنَسْأْل أَهْلَ الذِّكْرِ عَمَّا يُشْكِلُ عَلَيْنَا وَلْيُنَبِّهْ بَعْضُنَا بَعْضًا عَلَى مَا قَدْ يُوجَدُ مِنْ مَظَاهِرِ الشِّرْكِ أَوْ مِنْ وَسَائِلِهِ؛ مِمَّا يَجْهَلُهُ البَعْضُ أَوْ يَسْتَهِينُ بِهِ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[الأحزاب 56 ] اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
ـــــــــــــــــــــــــ
وتجدون هذه الخطبة وغيرها على قناة التليجرام (احرص على ما ينفعك)
https://t.me/benefits11111/2930
المرفقات
1761181890_أَهَمِّيَّةُ التَّوْحِيدِ، وَالتَّحْذِيرُ مِنَ الشِّرْكِ وَوَسَائِلِهِ.pdf
1761181904_أَهَمِّيَّةُ التَّوْحِيدِ، وَالتَّحْذِيرُ مِنَ الشِّرْكِ وَوَسَائِلِهِ.docx
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق