الْرَّحْمَةُ الْمُهْدَاةُ 20/3/1447هـ

خالد محمد القرعاوي
1447/03/17 - 2025/09/09 19:18PM
الْرَّحْمَةُ الْمُهْدَاةُ 20/3/1447هـ
الحمدُ للهِ بعثَ لَنا نَبِيَّاً كَريمَاً, بَشِيراً وَنَذِيرَاً, وَدَاعِيَاً إلى اللهِ بِإذنِهِ وَسِراجَاً مُنِيراً, أَشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ:(وَكَانَ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا). وَأَشهَدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسُولُهُ صلَّى اللهُ وَبَارَكَ عَليهِ وعلَى آلِهِ وأصحابِهِ وأتبَاعِهِ بإحسانٍ وسلَّمَ تسليماً مَزِيداً. أمَّا بعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ فَهِيَ خيرُ الوَصَايا وَأنفَعُها وأَجمَعُها.
يا مُؤمنونَ: إنَّهُ لا عِيشَةً رَضِيَّةً, إلَّا بِتَحقِيقِ الْمَحَبَّةِ الْصَّادِقَةِ للهِ ولِرَسُولِهِ. وَمَحَبَّتُنَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ هِبَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالى, لأنَّها طَرِيقٌ لِمَحَبَّةِ رَبِّ العَالَمِينَ القَائِلِ:(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورٌ رَحِيمٌ).فِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ وَمِنْهَا: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا».
أيُّها الْمُحبِّونَ للهِ ولِرَسُولِهِ: لَقَدْ كَانَ مَبْعَثُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نُورَاً وَفَتحَاً وَسُرُوراً, وَصَدَقَ اللهُ: (لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).لأنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْمَحمُودُ عندَ اللهِ ومَلائِكَتِهِ والأَنْبِيَاءِ أَجْمَعِينَ, وَصَفَ نَفسَهُ فَقَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرٌ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضَ وَلاَ فَخْرٌ، بِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَآدَمُ وَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي وَلاَ فَخْرٌ). نَبِيٌّ تَقِيٌّ, طَاهِرٌ نَقِيٌّ, زَكَّى اللهُ لِسَانَه فلا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى, مَا زَاغَ بَصَرُهُ وَمَا طَغَى! بَعثَهُ اللهُ لنا رَحمَةً وَأَمَانَاً فَقَالَ:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ). وَقَالَ:(إنَّما أَنَا رَحْمَةٌ مُهدَاةٌ).
أَيُّهَا الْمُؤمِنُونَ: كُلُّ نِعمَةٍ بِنا فَإنَّمَا هِيَ بِفَضلِ اللهِ عَلَينَا ثُمَّ بِفَضلِ بِعثَةِ رَسُولِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَنَا. لِذَا كَانَتْ مَحَبَّةُ رَسُولِنا عَاقِبَتُها خَيرٌ عَظِيمٌ, وَنَعِيمٌ مُقِيمٌ, فَعَنْ أَنَس بنِ مالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا». قَالَ: لاَ شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ فَقَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».
عبادَ اللهِ: حَقِيقَةُ الْمَحَبَّةِ تَكُونُ مَحَبَّةً قَلبِيَّةً, بِطَاعَتِهِ فِيمَا أَمَرَ, واجتِنَابِ ما نَهَى عنْهُ وَزَجَرَ, وَأَلاَّ يُعبدَ اللهَ إلاَّ بِمَا شَرَعَ. فَمَنْ قَدَّمَ هَديَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ على رَغَبَاتِ نَفْسِهِ فَهُوَ مُحِبٌّ لِرَسُولِ اللهِ, مَنْ تَحَاكَمَ إلى سُنَّتِهِ فَهُوَ مُحِبٌّ لَهُ, مَنْ حَقَّقَ الطَّاعةَ وَلَزِمَ الجَمَاعَةَ وَسَلَكَ سَبِيلَ الْمُؤمِنينَ فَهُوَ مُحِبٌّ لِلهِ وَلِرَسُولِهِ ولِلمُؤمنينَ, مَنْ تَأَسَّ بِأخلاقِهِ وَآدَابِهِ وَمُعَامَلاتِهِ وعِبَادَاتِهِ فَهُوَ مُحِبٌّ لِرَسُولِ اللهِ (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
مَعاشِرَ الْمُؤمنينَ: لقد أحَبَّ الصَّحابَةُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَفَدَوهُ بِكُلِّ شَيءٍ, فعَنْ عَائِشَةَ رضي اللهُ عنها، قَالَتْ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، وَالله إِنَّكَ لَأَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وَإِنَّكَ لَأَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي، وَأَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي، وَإِنِّي لَأَكُونُ فِي الْبَيْتِ، فَأَذْكُرُكَ فَمَا أَصْبِرُ حَتَّى آتِيَكَ، فَأَنْظُرُ إِلَيْكَ، وَإِذَا ذَكَرْتُ مَوْتِي ومَوْتَكَ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِذَا دَخَلْتَ الْجَنَّةَ رُفِعْتَ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَإِنِّي إِذَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ خَشِيتُ أَنْ لَا أَرَاكَ. فَلَمْ يُرِدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ حَتَّى نَزَّلَ جِبْرِيلُ بِهَذِهِ الْآيَةِ:(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا*ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ الله وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا).فاللهم ارزقنا حبَّ نبِيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ واتِّبَاعَهُ ظَاهِراً وَبَاطِنَاً.أقول ما سمعتمِ، وأَستَغفِرُ اللهَ لي ولَكم وللمسلِمينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فاستَغفِروهُ وتُوبُوا إليهِ إنَّه هوَ الغَفورُ الرَّحيمُ .
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ مَنَّ علينا بِالْمَكرُمَاتِ, أَشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ رَبُّ الأَرضِ والسَّمَواتِ وَأَشهدُ أنَّ مُحمَّدَاً عبدُ اللهِ ورَسُولُه الرَّحمَةُ الْمُهداةُ, صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عليهِ وعلى آلِهِ وأِصحَابِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهجِهِم بِإحسَانٍ إلى يَومِ الْمَمَاتِ. أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقوا اللهَ يا مؤمنونَ لعَلَّكُم تَهتَدُونَ. وَاعْلَمُوا أَنَّ أَفْضَلَ أُنَاسٍ اسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللهِ وَأَحَبُّوهُ هُم مَنْ خَصَّهُمُ اللهُ بِقَولِهِ : وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . فَمَهمَا عَمِلَ مَنْ بَعْدَهُم فَلَنْ يَبلُغَ مُدَّ أحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ! لا أظُنُّكم يَا رَعَاكُم اللهُ نَسِيتُم مَحَبَّةَ أبي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ وعَليٍّ رضيَ اللهُ عنهُم أجمعِينَ لِرَسُولِنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَحِينَ سُئِلَ عَلِيٌّ رَضِي اللهُ عَنْه: كَيفَ كَانَ حُبُّكُم لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ قَال:(كَانَ واللهِ أَحبَّ إِلينا مِن أَموَالِنَا وَأولادِنَا وآبَائِنَا وأُمَّهَاتِنَا وَمِنْ الْمَاءِ البَارِدِ على الظَّمَأِ)!
عِبَادَ اللهِ: لَمْ تَكُن هَذِهِ الْمَحَبَّةُ العَظِيمَةُ مُجَرَّدَ دَعَاوَى لَيس عَليها بُرْهَانٌ, اسأَلُوا إنْ شِئتُمْ أُحُداً يُنْبِئُكُم أنَّ سَبْعَةً مِنْ الأَنْصَارِ استَمَاتُوا وَاسْتُشْهِدُوا دِفَاعَاً عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللهِ يَقُولُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ : «مَنْ يَرُدُّ الأَعْدَاءَ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ». فَيُقْتَلُونَ وَاحِدُا تِلْوَ الآخَرِ حِمَايَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ!
عِبَادَ اللهِ: مِثَالٌ آخَرُ لِصِدْقِ الاتِّبَاعِ والْمَحَبَّةِ لِرَسُولِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَبِإشارةٍ مِنْهُ لأحَدِ صِغَارِ الصَّحَابَةِ صَارَ لا يَتْرُكُ قِيَامَ الليلِ أبَدَا! ذُكِرَ عَبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ وَهُوَ شَابٌّ صَغِيرٌ فَقَالَ: «نِعمَ الرَّجُلُ عَبدُ اللهِ لَو كَانَ يُصلِّي مِن الَّليلِ». فَكَانَ بَعْدَها لا يَنَامُ إلَّا قَلِيلاً.
 يا مُسلِمُونَ: مَحبَّةُ نَبِيِّنا قُربَةٌ وعِبادَةٌ للهِ تَعالى، عِمَادُها الإِخلاصُ للهِ, وعُنوانُها الْمُتَابَعَةُ لِرَسُولِهِ الكريمِ. استَمِعُوا إلى أَبيِ طَلْحَةَ يَقُولُ لِزَوجَتِهِ أُمِّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ قَالَتْ نَعَمْ. فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْسَلَتْهُ لِرَسُولِ اللهِ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ. هَلْ أدركتُم يا كِرامُ: مِنْ مُجَرَّدِ سَماعِ صَوتِ رَسُولِ اللَّهِ عَرَفَ أنَّهُ مُنْهَكٌ وَجَائِعٌ!
عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ شِدَّةِ مَحَبَّةِ وَإجْلالِ الْصَّحَابَةِ لِرَسُولِ اللهِ قَولُ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ إذا دَخَلَ الْمَسجِدَ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ مِنَّا إِليهِ رَأْسَهُ غَيرَ أَبِي بَكْرِ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَإِنَّهُمَا كَانَا يَبْتَسِمَانِ إِليه، وَيَبْتَسِمُ إِليهِمَا! فَرَضِيَ اللهُ عَنْهُم وَأَرْضَاهُم.
يَا مُؤمِنُونَ: الْمَحَبَّةُ الصَّادِقَةُ تكُونُ بِاتِّبَاع سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ والأَخْذِ بِوصِيَّتِهِ حينَ قَالَ:(عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ،وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ». فَحقيقَةَ الْمَحبَّةِ بِحُسنِ الإتِّباعِ كَمَا قَالَ اللهُ تَعالَى:(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا). فاللهُمَّ يا رَبَّنا ارزُقنَا مَحَبَّةَ نَبِيِّكَ واتِّبَاعَهُ ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً, اللهم احشُرنَا في زُمرتِهِ وارزقنَا شَفَاعتَهُ وأوردْنَا حَوضَهُ واسقِنَا مِنْ يَدِهِ شَرْبَةً لا نَظمَأُ بَعْدَها أَبَدَاً, اللهم وارضَ عن صَحَابَتِهِ الكِرَامِ, والتَّابِعينَ لهم بِإحسَانٍ, وعنَّا معهم يا رحيمُ يا رَحمَانُ, اللهم إنَّا نشهدُ أنَّ مُحَمَّدَاً بلَّغَ الرِّسالةَ وأدَّى الأمَانَةَ ونصحَ الأمةَ وجاهدَ في الله حقَ جهادِه حتى أتاه اليقينُ, رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ, رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ, اللهمَّ اغفر لنا ولوالدينا والْمسلمين أجمعين, الَّلهُمَّ أعزَّ الإسلامَ والْمُسلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّركَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ، واجعل هذا البَلَدَ آمِنًا مُطمَئِنًا وَسَائِرَ بِلادَ الْمُسلِمِينَ. الَّلهُمَّ آمِنَّا في أَوطَانِنَا، وَوَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنَا، واجْزِهِمْ خَيراً على خِدْمَةِ الإسلامِ والْمُسلِمِينَ. الَّلهُمَّ انْصُرْ جُنُودَنا وَاحْفَظْ حُدُودَنَا. رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةَ وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارَ.(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
 
 
 
 
 
 
 
المشاهدات 861 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا