المظاهر السلبية في المدارس
أسامة بن سعود عبد الله التميمي
1447/04/10 - 2025/10/02 10:50AM
المظاهر السلبية في المدارس!
الحمدُ للهِ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ، أَحْمَدُهُ -سُبْحَانَهُ- وَهُوَ أَهْلُ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، جَعَلَ الْأَخْلَاقَ سَبَبَ رِفْعَةِ الْأُمَمِ وَعُلُوِّ الشَّأْنِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ رَبُّهُ لِيُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ، فَقَالَ ﷺ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ؛ فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ، وَارْقُبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنَّجْوَى، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ وَاعْلَمُوا يَرْحَمُكُمُ اللهُ أَنَّ الْأُمَمَ لَا تَرْتَقِي بِالْمَبَانِي وَلَا بِالْأَمْوَالِ، وَلَكِنَّهَا تَرْتَقِي بِالْأَخْلَاقِ وَالْقِيَمِ.
قالَ الشَّاعِرُ:
وَإِنَّمَا الْأُمَمُ الْأَخْلَاقُ مَا بَقِيَتْ
فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلَاقُهُمْ ذَهَبُوا
وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يُوجِعُ الْقَلْبَ وَيُحْزِنُ الْفُؤَادَ — مَا نَرَاهُ الْيَوْمَ مِنْ مَظَاهِرَ سَلْبِيَّةٍ خَطِيرَةٍ فِي مَدَارِسِنَا وَعِنْدَ أَبْنَائِنَا!
مَرَرْتُ -وَغَيْرِي كَثِيرٌ- بِمَدْرَسَةٍ مِنْ مَدَارِسِنَا فِي وَقْتِ خُرُوجِ الطُّلَّابِ، فَإِذَا بِي أَسْمَعُ سَيْلًا مِنَ السِّبَابِ وَالشَّتْمِ وَاللَّعْنِ وَالْقَذْفِ وَالْكَلَامِ الْفَاحِشِ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ!
أَلْفَاظٌ شَوَارِعِيَّةٌ بَلْ وَاللهِ- تَسْتَحِي الشَّوَارِعُ أَنْ تَنْطِقَ بِهَا… فَكَيْفَ تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِ أَطْفَالٍ وَمُرَاهِقِينَ نشأوا في بِلَادِ مُبَارَكَةِ بِلَادِ التَّوْحِيدِ، بِلَادِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ؟!
أَهَذِهِ ثَمَرَةُ سِتِّ سَاعَاتٍ يَقْضِيهَا الطَّالِبُ فِي مَدْرَسَتِهِ كُلَّ يَوْمٍ؟! أَهَذَا هُوَ الْعِلْمُ الَّذِي أَمَرَنَا اللهُ بِهِ؟ أَهَذِهِ نَتَائِجُ تَرْبِيَةِ الْوَالِدَيْنِ وَالْمُعَلِّمِينَ؟! أَمْرٌ مُحْزِنٌ دَخِيلٌ عَلَى أَبْنَائِنَا، إِذْ أَنَّ الْأَصْلَ فِيمَنْ نَشَأَ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ الطَّيِّبَةِ أَنْ تَجِدَهُ عَلَى خُلُقٍ وَأَدَبٍ مُنْطَلِقٍ مِنْ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ الصَّافِيَةِ، وَلَكِنْ لَعَلَّ لِذَلِكَ الْمَشْهَدِ السَّلْبِيِّ أَسْبَابُهُ الَّتِي أَدَّتْ لِلْوُصُولِ إِلَيْهِ، وَهَنَا دَوْرُنَا فِي التَّحْذِيرِ مِنْ بَعْضِ الْمَظَاهِرِ السَّلْبِيَّةِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْمَدَارِسِ.
عِنْدَمَا تَشَاهَدُ الطُّلَّابَ يُسَابِبُونَ وَيَشْتِمُونَ أَمَامَ الْمَدْرَسَةِ بِلَا أَيِّ حَيَاءٍ.. هَنَا نَتَسَاءَلُ!؟ هَلْ قَامَ الْمُعَلِّمُ بِدَوْرِهِ؟ هَلْ قَامَتْ إِدَارَةُ الْمَدْرَسَةِ بِرِسَالَتِهَا؟
وَاللهِ لَوْ قَامَ الْمُعَلِّمُ بِدَوْرِهِ بِالتَّعْلِيمِ وَالتَّرْبِيَةِ، وَلَوْ قَامَتِ الْإِدَارَةُ بِالضَّبْطِ وَالْمُتَابَعَةِ لَمَا حَصَلَتْ هَذِهِ الْمَظَاهِرُ السَّيِّئَةُ!
تَجِدُ بَعْضَ الْمُعَلِّمِينَ هَدَاهُمُ اللهُ يَدْخُلُ عَلَى الطُّلَّابِ وَهُوَ مُتَضَايِقٌ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ، يُلْقِي اللَّوْمَ عَلَيْهِمْ، كَثِيرَ الْعِتَابِ وَالتَّأْنِيبِ. للأسف البَعْضُ — عَفَا اللهُ عَنْهُمْ — يَدْخُلُ عَلَى الطُّلَّابِ فَيَقُولُ: اقْرَأْ أَنْتَ، ثُمَّ أَنْتَ… ثُمَّ يَنْشَغِلُ بِجَوَالِهِ! لَا تعليم، لا تَرْبِيَةَ،لَا اسْتِرَاتِيجِيَّاتِ تَعْلِيمٍ، لَا تَرْغِيبَ وَلَا تَحْفِيزَ… فَقَطْ صَوْتٌ مُرْتَفِعٌ وَأُسْلُوبٌ جَافٌّ! وَنَسِيَ أَنَّ هَذَا الطَّالِبَ فِي ذِمَّتِهِ، وَسَيَقِفُ أَمَامَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ! لِلْأَسَفِ فِي بَعْضِ الْمَدَارِسِ غِيَابٌ تَامٌّ لِلنَّشَاطِ الصَّفِّيِّ وَاللَّاصَفِّيِّ، مِمَّا يُضْعِفُ ارْتِبَاطَ الطَّالِبِ بِمَدْرَسَتِهِ وَيُقَلِّلُ مِنْ شَغَفِهِ، ثُمَّ يَتَسَاهَلُ فِي الطَّلَبِ، وَبِالتَّالِي يَزِيدُ جَهْلُهُ، وَذَلِكَ الْجَهْلُ يُؤَثِّرُ بِالتَّأْكِيدِ عَلَى أَخْلَاقِهِ وَهَيْئَتِهِ وَأَعْمَالِهِ، وَهَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ!!؟
وَأَيْضًا مِمَّا يُسَبِّبُ هَذِهِ الْمَظَاهِرَ السَّلْبِيَّةَ — أَعْنِي تَسَاهُلَ الطُّلَّابِ بِالسِّبَابِ وَالشَّتْمِ وَالْكَلَامِ الْفَاحِشِ — بِلَا شَكٍّ تَقْصِيرُ الْوَالِدَيْنِ! انْظُرُوا إِلَى بعض الْوَالِدَيْن هَمُّهُمْ كَيْفَ يَأْكُلُ أَبْنَاؤُهُمْ وَكَيْفَ يَنَامُونَ! وَنَسُوا أَنَّ الْأَبْنَاءَ لَيْسُوا مُجَرَّدَ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَنَوْمٍ، بَلْ هُمْ بَشَرٌ يَحْتَاجُونَ إِلَى التَّرْبِيَةِ وَالتَّوْجِيهِ وَالْمُتَابَعَةِ. وَأَذْكُرُ عَدَدًا مِنَ الْأُمُورِ السَّلْبِيَّةِ الَّتِي أَتَسَاءَلُ أَيْنَ الْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ عَنْهَا!؟ سَهَرٌمُسْتَمِرٌّ، وَكَأَنَّ الطَّالِبَ لَيْسَ لَدَيْهِ مَوْعِدٌ فِي أَوَّلِ الْيَوْمِ! يَمْكُثُ السَّاعَاتِ الطِّوَالَ عَلَى الْجَوَّالِ وَالْأَلْعَابِ، فِي غِيَابٍ تَامٍّ عَنْ مُتَابَعَةِ الْوَالِدَيْنِ؛ فَمَا الْمُتَوَقَّعُ أَنْ يَحْصُلَ!؟ تَجِدُ أَمَامَكَ طَالِبًا بِسَبَبِ إِدْمَانِ تِلْكَ الْأَجْهِزَةِ وَالْأَلْعَابِ؛ يُعَانِي التَّشَتُّتَ الذِّهْنِيَّ، ضَعِيفَ الْفَهْمِ، قَلِيلَ الذَّاكِرَةِ، انْطِوَائِيًّا، يَكْرَهُ الْمَدْرَسَةَ أَيَّمَا كُرْهٍ بِسَبَبِ انْعِزَالِهِ وَإِدْمَانِهِ لِتِلْكَ الْأَجْهِزَةِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ! وَاللهِ لَتُسْأَلُنَّ أَيُّهَا الْآبَاءُ عَنْ أَبْنَائِكُمْ، اتَّقُوا اللهَ فيهم! وَلَا تُلْقُوا بِاللَّوْمِ عَلَى زَوْجَاتِكُمْ فَحَسْبُ، بَلْ أَنْتَ أَيُّهَا الْأَبُ مِنْ بِيَدِهِ الْقِوَامَةُ وَالْأَمْرُ فِي الْبَيْتِ هُوَ أَمْرُكَ فَاتَّقِ اللهَ وَكُنْ قُدْوَةً لِأَبْنَائِكَ، وَلَا عَجَبَ إِذَا رَأَيْتَ الْأَبْنَاءَ يَتَسَاهَلُونَ فِي السِّبَابِ وَالشَّتْمِ إِذَا كَانَ وَالِدَاهُمْ أَيْضًا كَذَلِكَ؛ فـ : إِذَا كَانَ رَبُّ الْبَيْتِ بِالدُّفِّ ضَارِبًا فَشِيمَةُ أَهْلِ الْبَيْتِ كُلِّهِمُ الرَّقْصُ!
وَمِنْ أَسْبَابِ هَذِهِ الْمَظَاهِرِ السَّيِّئَةِ - أَعْنِي السِّبَابَ وَالشَّتَّامَ بَيْنَ الطُّلَّابِ - وُجُودُ صُحْبَةِ السُّوءِ، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» فَتَجِدُ ابْنًا نَشَأَ فِي بَيْتٍ طَيِّبٍ مُبَارَكٍ، وَلَكِنْ حِينَ رَافَقَ أَهْلَ السُّوءِ فِي مَدْرَسَتِهِ صَارَ مِثْلَهُمْ! يَسُبُّ كَمَا يَسُبُّونَ، وَيَفْعَلُ كَمَا يَفْعَلُونَ مِنَ الْفُحْشِ وَالسُّوءِ، فَتَضِيعُ سِنَوَاتُ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ أَدْرَاجَ الرِّيَاحِ… بِسَبَبِ صُحْبَةِ السُّوءِ! فَاحْذَرُوهُمْ…حَذِّرُوا أَبْنَاءَكُمْ مِنْ رُفَقَاءِ السُّوءِ قَبْلَ أَنْ يَنْدَمُوا وَتَنْدَمُوا حَيْثُ لَا يَنْفَعُ النَّدَمُ.
وَمِنَ الْمَظَاهِرِ السَّيِّئَةِ فِي الْبِيئَةِ الدِّرَاسِيَّةِ مَظْهَرٌ فِي غَايَةِ الْخُطُورَةِ أَلَا وَهُوَ مَظْهَرُ التَّنَمُّرِ وَالسُّخْرِيَةِ! فَكَمْ مِنْ طَالِبٍ فَتَكَ بِهِ التَّنَمُّرُ! طَالِبٌ حَرِيصٌ نَجِيبٌ يَتَّسِمُ بِالْهُدُوءِ، فَيَأْتِي مَنْ يَضْحَكُ عَلَى قِصَرِهِ أَوْ طُولِهِ أَوْ مَشْيَتِهِ أَوْ صَوْتِهِ أو مشاركته … فَيَتَحَوَّلُ الطَّالِبُ مِنْ مُحِبٍّ لِلْمَدْرَسَةِ إِلَى كَارِهٍ لَهَا، وَيَصْبِحُ مُنْطَلَقُ التَّعْلِيمِ عِنْدَهُ مَقْرُونًا بِالْخَوْفِ وَالْأَذَى! وَفِي الْمُقَابِلِ— لَا الْمَدْرَسَةُ تُحَذِّرُ مِنَ التَّنَمُّرِ كَمَا يَنْبَغِي، وَلَا الْأُسْرَةُ تَزْرَعُ الثِّقَةَ فِي نُفُوسِ أَبْنَائِهَا! فَتَكُونُ النَّتِيجَةُ ضَعْفَ الطَّالِبِ، ثُمَّ تَسَاهُلَهُ فِي دِرَاسَتِهِ، ثُمَّ نُزُولَ مُسْتَوَاهُ الدِّرَاسِيِّ، وَمِنْ ثَمَّ سُهُولَةَ وَقُوعِهِ فِي تِلْكَ الْمَظَاهِرِ السَّيِّئَةِ، مَظَاهِرِ السِّبَابِ وَالشَّتْمِ، عَافَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ.
وَمِنَ الْمَظَاهِرِ السَّيِّئَةِ مَا يَتَعَلَّقُ بِفَشُوِّ الْجَهْلِ بِالدِّينِ عِنْدَ عَدَدٍ مِنَ الطُّلَّابِ، لِلْأَسَفِ الشَّدِيدِ.
فَمِنَ الْمُؤْسِفِ — رَغْمَ تَنَوُّعِ مَصَادِرِ التَّعَلُّمِ وَسُهولَةِ الْوُصُولِ إِلَى الْعِلْمِ فِي زَمَانِنَا — أَنْ تَجِدَ طَالِبًا يَصِلُ إِلَى الصَّفِّ الثَّالِثِ الثَّانَوِيِّ، وَلَا يَعْرِفُ أَبْسَطَ أُساسياتِ دِينِهِ! لَا يَعْرِفُ أَرْكَانَ الْإِسْلَامِ، وَلَا أَرْكَانَ الْإِيمَانِ! وَلَا يَعْرِفُ كَيْفَ يُصَلِّي، وَلَا يَعْرِفُ عَنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا اسْمَهُ.. كُلُّ ذَلِكَ — بِسَبَبِ الْإِهْمَالِ وَكَثْرَةِ الْمُلْهِيَاتِ وَضَعْفِ الْمُتَابَعَةِ.
وَمِنَ الْمَظَاهِرِ السَّيِّئَةِ الْمُؤْسِفَةِ أَنْ نَرَى بَعْضَ أَبْنَائِنَا – وَلَا سِيَّمَا مَنْ هُمْ فِي الْمَرْحَلَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ وَالثَّانَوِيَّةِ – يَتَسَاهَلُونَ فِي كَلِمَاتٍ أَوْ تَصَرُّفَاتٍ تَمَسُّ الْحَيَاءَ وتخدشه، فَيَبْدَأُ الْأَمْرُ بِمُزَاحٍ ومن ثم لَمْسٍ، وَمِنْ ثُمَّ تَحَرُّشٍ خَفِيفٍ، ثُمَّ لَا يَلْبَثُ أَنْ يَجُرَّهُمْ – شَيْئًا فَشَيْئًا – إِلَى الْوُقُوعِ فِي الْفَاحِشَةِ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ. وَمَا كَانَ هَذَا إِلَّا بِسَبَبِ التَّسَاهُلِ وَعَدَمِ وُجُودِ حُدُودٍ فِي الْعَلَاقَةِ، وَضَعْفِ تَرْبِيَةِ الْوَالِدَيْنِ، وَكَذَلِكَ الْإِفْرَاطِ فِي مُتَابَعَةِ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ وَمَا فِيهَا مِنْ إِبَاحِيَّاتٍ وَمَقَاطِعَ سَاقِطَةٍ؛ يَبْدَأُونَ بِمُشَاهَدَتِهَا عَلَى سَبِيلِ الْفُضُولِ أَوِ الضَّحِكِ، ثُمَّ تَتَحَوَّلُ إِلَى عَادَةٍ وَإِدْمَانٍ، حَتَّى يَقَعُوا فِيمَا حَرَّمَ اللهُ وَابْتَعَدُوا عَنِ الْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ الَّتِي فَطَرَ اللهُ النَّاسَ عَلَيْهَا.
وَمِنَ الْمَظَاهِرِ السَّيِّئَةِ: عَدَمُ احْتِرَامِ الْمُعَلِّمِ. تَجِدُ الطَّالِبَ نَشَأَ وَرُبِّيَ عَلَى قِلَّةِ الِاحْتِرَامِ! وَكُلُّ ذَلِكَ بِسَبَبِ غِيَابِ دَوْرِ الْأُسْرَةِ فِي غَرْسِ قِيمَةِ الْمُعَلِّمِ وَمَكَانَتِهِ. لَوْ أَنَّ الْأَبَ قَالَ لِابْنِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً: "يَا بُنَيَّ،هَذَا مُعَلِّمُكَ… احْتَرِمْهُ، وَأَنْصِتْ لَهُ، وَادْعُ لَهُ، فَلَهُ عَلَيْكَ حَقٌّ عَظِيمٌ."
لَتَغَيَّرَحَالُ كَثِيرٍ مِنَ الطُّلَّابِ.
وَمِنَ الْمَظَاهِرِ السَّلْبِيَّةِ: عَدَمُ اهْتِمَامِ الطُّلَّابِ بِنَظَافَةِ مَدْرَسَتِهِمْ وَفُصُولِهِمُ الدِّرَاسِيَّةِ! فَتَجِدُ بَعْدَ خُرُوجِ الطُّلَّابِ؛ الْفُصُولَ كَأَنَّهَا سَاحَاتُ نُفَايَاتٍ! أَيْنَ الدِّينُ الَّذِي عَلَّمَنَا أَنَّ «إِمَاطَةَ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ»؟ لَوْأَنَّ كُلَّ طَالِبٍ تَحَلَّى بِخُلُقِ النَّظَافَةِ وَالطَّهَارَةِ… لَمَا احْتَجْنَا فِي الْمَدْرَسَةِ لِعُمَّالِ النَّظَافَةِ! وَمِنَ الْمَظَاهِرِ السَّلْبِيَّةِ أَنْ نَرَى بَعْضَ الطُّلَّابِ يَقَعُ فِي شَرَكِ التَّدْخِينِ، رَغْمَ صِغَرِ سِنِّهِ، بَلْ وَرُبَّمَا يَتَعَدَّى ذَلِكَ – مَعَ مُرُورِ الْأَيَّامِ – إِلَى تَجْرِبَةِ بَعْضِ أَنْوَاعِ الْمُخَدِّرَاتِ؛ بِدَافِعِ الْفُضُولِ أَوْ تَقْلِيدِ الْأَصْدِقَاءِ أَوْ حُبِّ التَّجْرِبَةِ! شَابٌ فِي زَهْرَةِ عُمُرِهِ يُحْرِقُ صِحَّتَهُ بِيَدَيْهِ، وَيُهْدِرُ مَالَهُ، وَيُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِلْأَذَى وَرُبَّمَا لِلْهَلَاكِ! وَمَا كَانَ ذَلِكَ إِلَّا نَتِيجَةَ رِفْقَةٍ سَيِّئَةٍ تَسْتَدْرِجُهُ خُطْوَةً بَعْدَ خُطْوَةٍ، وَكَذَلِكَ ضَعْفِ مُتَابَعَةٍ مِنَ الْأُسْرَةِ، وَغِيَابِ التَّوْجِيهِ وَالدُّعَاءِ لَهُ بِالثَّبَاتِ وَالْهُدَايَةِ.
أَيُّهَا الْآبَاءُ… أَيُّهَا الْمُعَلِّمُونَ… أَيُّهَا الْغَيُورُونَ عَلَى الدِّينِ وَالْمُجْتَمَعِ. نَرْجُوكُمْ قُومُوا بِدَوْرِكُمْ، انْهَضُوا بِالْمُجْتَمَعِ بِغَرْسِ الْأَخْلَاقِ وَالْقِيَمِ وَالْفَضَائِلِ، وَحَارِبُوا تِلْكَ الْأَخْلَاقَ السَّيِّئَةَ وَالْأَلْفَاظَ النَّابِيَةَ، عَزِّزُوا الْقِيَمَ، وَتَذَكَّرُوا حَدِيثَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا»
وقوله ﷺ: (لَيْسَ المُؤْمِنُ بالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيء) رواه الترمذي.
وقوله ﷺ: (مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلَّا شانَهُ، ومَا كَانَ الحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ) رواه الترمذي
🛑أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَإِخْوَانِهِ.
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ؛ فَإِنَّ مَا ذُكِرَ مِنْ مَظَاهِرَ سَلْبِيَّةٍ فِي مَدَارِسِنَا وَأَبْنَائِنَا، لَا يَجِبُ أَنْ يُقَابَلَ بِالْيَأْسِ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يُقَابَلَ بِالْعِلَاجِ وَالْعَمَلِ وَالْإِصْلَاحِ، وَكَمَا أَنَّ هُنَاكَ هَذِهِ الْمَظَاهِرَ السَّلْبِيَّةَ وَهِيَ مَعْدُودَةٌ؛ فَإِنَّ الْمَظَاهِرَ الْإِيجَابِيَّةَ كَذَلِكَ كَثِيرَةٌ وَأَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُعَدَّ، مِنْ طُلَّابٍ رَاقِينَ فِي أَخْلَاقِهِمْ، وَمُعَلِّمِينَ مُخْلِصِينَ فِي تَعْلِيمِهِمْ، وَآبَاءَ مُتَفَانِينَ فِي تَرْبِيَتِهِمْ، وَنَقُولُ: اللَّهُمَّ زِدْ وَبَارِكْ تِلْكَ النَّمَاذِجَ الطَّيِّبَةَ.
وَكَذَلِكَ نُذَكِّرُ بِأَنَّ اللهَ مَا أَنْزَلَ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ. فَهَذِهِ حُلُولٌ إِيجَابِيَّةٌ نُعَالِجُ بِهَا بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى تِلْكَ الْمَظَاهِرَ السَّلْبِيَّةَ السَّيِّئَةَ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا.
الْحَلُّ الْأَوَّلُ: غَرْسُ الْمُرَاقَبَةِ الذَّاتِيَّةِ فِي نُفُوسِ الْأَبْنَاءِ. رَبُّوا أَبْنَاءَكُمْ عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: «اعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَرَاكَ حَيْثُ كُنْتَ» لَا تَقُلْ لَهُ: "خَفْ مِنَ النَّاسِ" بَلْ قُلْ: "خَفْ مِنَ اللهِ قَبْلَ النَّاسِ" عَلِّمْهُ أَنْ يَقُولَ فِي قَلْبِهِ: «اللهُ يَرَانِي عَلَى هَذَا؟» فَإِنِ اسْتَشْعَرَ ذَلِكَ — اسْتَقَامَ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ.
الْحَلُّ الثَّانِي: رَبْطُهُمْ بِالْقُرْآنِ. وَاللهِ ثُمَّ وَاللهِ… لَنْ يَصْلُحَ أَبْنَاؤُنَا شَيْءٌ مِثْلَ الْقُرْآنِ. ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ أَلْحِقُوا أَبْنَاءَكُمْ بِحِلَقَاتِ التَّحْفِيظِ، أَوِ اجْلِبُوا لَهُمْ مُعَلِّمًا فِي الْبَيْتِ، أَوِ اجْلِسُوا مَعَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ وَلَوْ دَقَائِقَ تِلَاوَةً.
انْظُرُوا إِلَى أَبْنَاءِالْقُرْآنِ كَيْفَ هُمْ: أَخْلَاقٌ، حَيَاءٌ، احْتِرَامٌ، بِرٌّ، إِحْسَانٌ، طُمُوحٌ… الْقُرْآنُ يُقَوِّمُهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ.. فَلِمَاذَا تَحْرِمُ ابْنَكَ مِنْ هَذَا الْخَيْرِ؟
✅ الْحَلُّ الثَّالِثُ: الدُّعَاءُ وَالتَّحْصِينُ. كَثِيرٌ مِنَ الْأَبْنَاءِ لَمْ يُصْلِحْهُمْ إِلَّا دَمْعَةُ أُمٍّ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، أَوْ دَعْوَةُ أَبٍ فِي السَّحَرِ. حَصِّنُوا أَبْنَاءَكُمْ بِأَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ. وَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: «اللَّهُمَّ احْفَظْهُ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، اللَّهُمَّ قَرِّبْهُ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ الصُّحْبَةَ الصَّالِحَةَ.»
الْحَلُّ الرَّابِعُ: الْمُتَابَعَةُ وَالْمُحَاسَبَةُ وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ بِحِكْمَةٍ. لَا تَتْرُكِ ابْنَكَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ بِلَا مُتَابَعَةٍ. وَلَا تَكُنْ عَلَيْهِ سَيْفًا مُسَلَّطًا بِلَا رَحْمَةٍ.
بَلْ رَاقِبْهُ… وَاثْنِ عَلَيْهِ إِنْ أَحْسَنَ… وَأَوْقِفْهُ بِلُطْفٍ إِنْ أَسَاءَ. ﴿فَمَنْيَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾
الْحَلُّ الْخَامِسُ: الِاسْتِفَادَةُ مِنَ الْبَرَامِجِ التَّرْبَوِيَّةِ وَالرِّيَاضِيَّةِ فِي الْجَمْعِيَّاتِ وَالْجِهَاتِ الرَّسْمِيَّةِ. لَا تَتْرُكِ ابْنَكَ تَائِهًا بَيْنَ الْأَجْهِزَةِ وَالشَّارِعِ، ثُمَّ تَقُولُ بَعْدَ سِنِينَ: أَيْنَ أَخْطَأْنَا؟ الْجِهَاتُ التَّرْبَوِيَّةُ — مِنْ جَمْعِيَّاتٍ وَمُؤَسَّسَاتٍ وَأَكَادِيمِيَّاتٍ رِيَاضِيَّةٍ — فُرْصَةٌ لِتَرْفِيهٍ آمِنٍ لِابْنِكَ، يُبْعِدُهُ عَنْ إِدْمَانِ الْأَجْهِزَةِ وَأَضْرَارِهَا الْكَثِيرَةِ.
الْحَلُّ السَّادِسُ: أَنْ تَكُونَ أَنْتَ قُدْوَتَهُمْ قَبْلَ أَنْ تَطْلُبَ مِنْهُمُ الصَّلَاحَ.
يَا مَنْ تُرِيدُ مِنَ ابْنِكَ أَنْ يَحْتَرِمَ، هَلْ أَنْتَ تَحْتَرِمُ؟
يَا مَنْ تُرِيدُ مِنَ ابْنِكَ أَنْ يَتْرُكَ الْجِهَازَ، هَلْ تَتْرُكُ جِهَازَكَ أَمَامَهُ؟ يَا مَنْ تُرِيدُ مِنَ ابْنِكَ أَنْ يُصَلِّيَ، هَلْ تُصَلِّي أَمَامَهُ؟ صَلَاحُ الْأَبْنَاءِ يَبْدَأُ مِنْ صَلَاحِ الْآبَاءِ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى.
وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَكُونَ الْوَالِدَانِ قَرِيبَيْنِ مِنْ أَبْنَائِهِمْ؛ يُصَاحِبُونَهُمْ، وَيُشْعِرُونَهُمْ بِالثِّقَةِ، وَيَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِمْ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ، وَيُرَبُّونَهُمْ عَلَى حُبِّ الْعَمَلِ، وَالْإِيجَابِيَّةِ، وَتَحَمُّلِ الْمَسْؤُولِيَّةِ، وَتَرْكِ اللَّهْوِ الْفَارغِ وَالْكَسَلِ.
وَإِذَا كُنَّا نَحْرِصُ عَلَى صَلَاحِ أَبْنَائِنَا، فَلْنَقْتَدِ بِمَنْ كَانَ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى تَرْبِيَةِ الْأَبْنَاءِ وَالشَّبَابِ وَرِعَايَتِهِمْ، بِأَبِي وَأُمِّي وَنَفْسِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، الَّذِي وَصَفَهُ رَبُّهُ بِقَوْلِهِ: ﴿لَقَدْجَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ وَقَدْ قال خَادِمُهُ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «وَاللهِ لَقَدْ خَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَهُ؟ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: أَلَّا فَعَلْتَهُ!» فَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الرَّحِيمِ، الْحَرِيصِ عَلَى هِدَايَةِ النَّاسِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ احْفَظْ أَبْنَاءَنَا وَشَبَابَنَا، اللَّهُمَّ أَصْلِحْهُمْ وَاصْرِفْ عَنْهُمُ الْفِتَنَ وَالْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. اللَّهُمَّ ارْزُقْهُمْ أَحْسَنَ الْأَخْلَاقِ، وَأَعِذْهُمْ مِنْ سَيِّئِهَا، اللَّهُمَّ يَا مَنْ لَا يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ طَهِّرْ أَلْسِنَتَنَا مِنَ الْفُحْشِ وَالْبَذَاءَةِ. اللَّهُمَّ أَعِذْ طُلَّابَنَا مِنْ رِفْقَةِ السُّوءِ، وَأَكْرِمْهُمْ بِالْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ، وَاجْعَلْهُمْ قُرَّةَ عَيْنٍ لَنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْهُمْ نَافِعِينَ لِأَهْلِيهِمْ، بَارِّينَ بِوَالِدِيهِمْ، عَامِرِينَ لِوَطَنِهِمْ، رَافِعِينَ لِأُمَّتِهِمْ. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ حَالَ الْمُسْلِمِينَ، وَاحْقِنْ دِمَاءَهُمْ، وَفَرِّجْ كُرَبَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي السُّودَانِ وَفِلَسْطِينَ وَسَائِرِ بِلَادِ الْإِسْلَامِ. اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَى بِلَادِنَا نِعْمَةَ الْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ. اللَّهُمَّ وَفِّقِ الْقَائِمِينَ عَلَى مَدَارِسِ أَبْنَائِنَا، وَسَدِّدِ الْمُعَلِّمِينَ وَالْمُرَبِّينَ، وَجَزِهِمْ عَنَّا خَيْرَ الْجَزَاءِ، وَأَلْهِمْهُمُ الْحِكْمَةَ وَالْكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَاجْعَلْهُمْ رَحْمَةً لِلْبِلَادِ وَالْعِبَادِ. اللَّهُمَّ اكْفِنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
هَذَا، وَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.