خطبة الجمعة 10 ذي الحجة عن فضل يوم النحر وأيام التشريق
عايد القزلان التميمي
الحمد لله يمنّ على من يشاء من عباده بالقبول والتوفيق، أحمده تبارك وتعالى وأشكره على أن منّ علينا بإدراك يوم عرفة وعيد الأضحى وقُرب أيام التشريق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدانا لأكمل شريعة وأقوم طريق، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله ذو النسب العريق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والتصديق، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما توافد الحجيج من كل فج عميق .
أما بعد فيا أيها المؤمنون / أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن .
عباد الله إن هذا اليوم الذي نحن فيه يوم النحر يوم عظيم القدر كثير الأجر قال صلى الله عليه وسلم: "أَعظمُ الأيَّامِ عِنْدَ اللَهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ ". رواه أبو داود وصححه الألباني.
ويوم النحر أحد أيام الأشهر الحرم والأشهر الحرم هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب ويوم النحر من أيام ذي الحجة.
ويوم النحر أحد أيام أشهر الحج قال الله - عز وجل- : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) وأشهر الحج هي : شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة.
ويوم النحر
يا عباد الله! يومٌ لا يصح صيامه بإجماع المسلمين، فقد نهى النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صيام يومي العيد، وعيد الأضحى هو يوم العَاشِر، ويتلوه أيام التشريق الثلاثة؛ فإنها ملحقة بيوم العيد، فصحَّ أن عيد الأضحى وما يلحقه أربعة أيام، جاء في السنن من حديث أم المؤمنين عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: (( لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ
(( أخرجه البخاري، فمن كان مُعتادًا عَلَىٰ صيام الأيام البيض؛ فليعلم أن يوم الْثَّالِث عشر من ذي الحجة يوم لا يصح صيامه، لأن أيام التشريق أيام ذكر الله تعالى وشكره ويحرم صيامها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله) أخرجه مسلم
نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، ....
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وَلِيٌّ من الذُّلّ وكَبِّرْهُ تكبيرًا، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله أرسله الله تعالى شاهدًا ومُبشّرًا ونذيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
أما بعد فيا عباد الله
إن أيام التشريق
وهي الأيام المعدودات التي قال الله عز وجل فيها (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)(
وأيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب, ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر, وبذلك تتم النعمة. ومن تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات,
ويتأكد في هذه الأيام المباركة التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات, والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر للحجاج وغيرهم .
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله ......