خطبة بعنوان (الإنفلونزا الموسمية بين الوقاية والعدوى) مختصرة

سعيد الشهراني
1447/04/30 - 2025/10/22 08:31AM

خطبة ( الإنفلونزا الموسمية بين الوقاية والعدوى )

سعيد سيف ال حلاش الشهراني-جامع عمر بن الخطاب-تندحة

الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ اللَّطيفِ الخبيرِ، يبتلي عبادهَ بالمصائبِ والأمراضِ، ليُخفِّفَ عنهم الذُّنوبَ والسيِّئاتِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه ومن تبعَهم إلى يومِ الدِّينِ.

أما بعدُ: فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

أيُّها المؤمنونَ: إن من النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا نعمة الصحة والعافية في الأبدان، ولا نشعر بقيمتها حتى نفقدها، قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} وفي هذه الأيام ومع تقلب الأجواء وانتقالنا من فصل الصيف إلى الشتاء تنشط الإنفلونزا الموسمية فلا يخلو بيت إلا وقد أصيب أحدهم بهذا المرض.

عبادَ اللهِ: حفظُ النَّفسِ البشريةِ، وسلامتُها ممَّا يضرُّهَا من الأمراضِ أمرٌ يُفرِّط فيهِ بعضُ النَّاس، فمنهم مَنْ لا يُبالي بحفظِ صحتِه، ويُعرِّضُ نفسَه للضررِ لعدمِ التزامِه بالأوامرِ الربَّانيةِ والتوجيهاتِ النبويَّةِ، وعدمِ استجابتِه للتعليماتِ التي تضعُها الجهاتُ المختصةُ من أجلِ المحافظةِ عليه وأفرادِ أسرتِه، وهذا أمرٌ لا يسوغُ شرعًا ولا عقلاَ، فصحةُ الإنسانِ والمحافظةُ عليهَا واجبٌ من أهمّ الواجباتِ، وصحةُ البدنِ وعافيتُه نعمةٌ مِنَ اللهِ تعَالى، وهيَ تاجٌ على رؤوسِ الأصحاءِ، لا يشعرُ العبدُ بقيمتِهَا إلا إذا أبتُليَ بشيءٍ في جسدِه فتتأثرُ حياتُه، وتنقلبُ رأسًا على عقبٍ، وعندَ ذلكَ يُحرمُ العبدُ مما كانَ يتلذَّذُ به في صحتِه، وسائِر أمورِ حياتِه كلِّها، من طعامِه، وملبسِه، وركوبِه، وسفرِه وغيرِ ذلك كثيرٌ، ومِنْ عَجَائِبِ المَرَض يا عباد الله: أَنَّهُ سَبَبٌ لِتَكْفِيرِ السِيّئَات، ورَفْعِ الدَّرَجَات؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ« ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ»، والإسلامُ يا عباد الله وَضَعَ توجيهاتٍ وإرشاداتٍ من شأنِها المحافظةُ على النَّفسِ البشريةِ ليكونَ المجتمعُ بعيدًا عمَّا يضرُّه من الأمراضِ والأسقامِ التي تُضْعفُه، والمسلمُ مطالبٌ بأنْ يدفعُ عن نفسِه الأذى وعن ما حوله من الأهل والمجتمع خصوصا إذا كان المرض مُعْديا، فلا يَحْضُرَ الاجتماعات، أو يأتي للأخرين ويصافحَهُم أو يقتربَ مِنْهُم، لأنّه وردَ النهيُ عن ذلك، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ " لاَ يُورِدَنَّ مُـمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ" رواه البخاري ومسلم، فاللهم ألبسنا لباس الصحة والعافية واشف مرضانا و مرضى المسلمين يا رب العالمين

باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والعظاتِ والذِّكرِ الحكيمِ، فاسْتَغفروا اللهَ إنَّه هو الغفورُ الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ كَمَا أَمَرَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَيْرِ الْبَشَرِ.

أما بعد: فاتَّقوا اللهَ أيُّهَا المؤمنونَ واعلمُوا أنِّ من الأسبابِ التي تقيْ العبدَ بإذنِ اللهِ منَ التعرّضِ للأذى والمرضِ، أَنْ يحرصَ المرءُ على الجمعِ بينَ طهارةِ البدنِ وقوةِ الإيمانِ، وهوَ مطلبٌ شرعيٌ لقولِه ﷺ (الطُّهورُ شطرُ الإيمانِ) رواه مسلم، ومن الأسباب أيضاً المحافظةُ على الطعامِ والشرابِ، وصيانتُهما، قال ﷺ (غَطّوا الإناءَ، وأَوْكُوا السقاءَ، وأغْلِقُوا البابَ، وأطْفِئُوا السراجَ) رواه مسلم، ومن الأسباب أيضاً مَنْعُ دخولِ المريضِ على الأصحاءِ إذَا كانَ مرضُه مُعْدِيًّا، لكونِه أمرًا محرمًا شرعاً، قال ﷺ (لا يُورِدَنَّ مُمْرضٌ على مُصِحٌ) متفق عليه، ومن الأسباب أيضاً أخْذُ الأدوية المناسبةِ التي تقيْ بإذنِ اللهِ منَ الإصابةِ ببعضِ الأمراضِ، فهذه الأدوية تساعد على حفظِ صحةِ الإنسانِ وعدمِ إصابتِه بأمراضٍ مُضرةٍ لهُ ولغيرهِ، نسألُ اللهَ أنْ يَدفعَ عنا البلاءَ والوباءَ.

هذا وصلُّوا وسلِّموا على نبيكم محمد ....(الدعاء مرفق)

المرفقات

1761111096_خطبة بعنوان (الإنفلونزا الموسمية بين الوقاية والعدوى) مختصرة.docx

المشاهدات 949 | التعليقات 0