خطبة عيد الأضحى 1446هـ
عايد القزلان التميمي
الحمد لله والله وأكبر ولاإله إلا الله
نحمدك ربي وأنت الرحيم البر، ونشكرك على ما مننت به علينا من حلول يوم النحر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليم بما بطن وما ظهر، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله ومصطفاه من البشر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه السادة الغُرر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أما بعد
فيا أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فإن تقواه سبحانه وصيته للأوائل والأواخر، وبها النجاة يوم تبلى السرائر، يقول عز وجل: ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـٰكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ )).
عباد الله، اشكروا الله جل وعلا أن بلّغكم هذا اليوم العظيم وهذا الموسم الكريم، واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن يومكم هذا يوم مبارك، رفع الله قدره، وأعلى ذكره، وسماه يوم الحج الأكبر، وجعله عيدًا للمسلمين حجاجًا ومقيمين، في هذا اليوم المبارك يتقرب المسلمون إلى ربهم بذبح ضحاياهم اتباعًا لسنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، فكانت ملة إبراهيمية جارية وسنة محمدية سارية، عملها المصطفى ورغّب فيها، في الصحيحين أنه ضحّى بكبشين أقرنين أملحين ذبحهما بيده وسمّى وكبر.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون، إن الأضحية لا بد أن تكون موافقة لسنة النبي ، وإلا فهي مردودة على صاحبها لقوله : ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)). والموافق لسنته ما اجتمع فيه ثلاثة شروط:
الأول: أن تبلغ السن المعتبرة شرعًا؛ خمس سنين في الإبل، وسنتان في البقر، وسنة في المعز، ونصف سنة في الضأن.
الثاني: أن تكون سليمة من العيوب التي تمنع الأجزاء، وهي أربعة: العرجاء البين ضلعها فلا تعانق الصحيحة في المشي، والمريضة البين مرضها فظهرت عليها علامات المرض في أكلها أو شربها أو مشيها، والعوراء البين عورها، والعجفاء وهي الهزيلة التي لا تنقي. وكلما كانت الأضحية أكمل في ذاتها وصفاتها فهي أفضل.
الشرط الثالث: أن يذبحها في الوقت المحدد شرعًا، وهو من الفراغ من صلاة العيد إلى غروب الشمس في اليوم الثالث عشر.
والأفضل للمضحي أن ينتظر بالذبح حتى يفرغ الإمام من خطبته، ويجوز الذبح ليلاً ونهارًا، لكن النهار أفضل، ويذبح المضحي أضحيته بنفسه، فإن لم يحسن فإنه يحضر ذبحها، ويقول عند ذبحها: اللهم هذا منك ولك، اللهم هذه عن فلان أو فلانة، ولا يمسح ظهرها لعدم الدليل عليه من السنة.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله، الذكاة لها شروط لا تصح دونها، منها أن يقول عند الذبح: بسم الله، فمن لم يسمِّ فذبيحته ميتة حرام أكلها، لقوله تعالى: (( وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ))، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أنْهَرَ الدَّمَ وذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عليه فَكُلْ))، وسواء تركها عمدًا أم نسيانًا فهي حرام؛ لأن الشروط لا تسقط بالنسيان. ومنها إنهار الدم، بأن يقطع الحلقوم وهو مجرى النفس، والمري وهو مجرى الطعام، والأوداج وهي مجاري الدم المحيطة بالعنق.
والسنة للمضحي أن يأكل منها ويتصدق ويهدي، وأفضل الصدقة والهدية ما كان للأقارب؛ لأنه صدقة وصلة رحم، ولا يعطي الجزار أجرته منها، وإن أعطي هدية فلا بأس.
عباد الله، هذه سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم وشريعة ربكم، فاعملوا بها، والتزموا أوامره، واجتنبوا نواهيه، واعلموا أن العيد موسم للعودة إلى الله تعالى وترك الذنوب والآثام والالتجاء إلى ذي الجلال والإكرام وشكره على نعمه وسؤاله الزيادة والتمام.
بارك الله لي ولكم ....
الخطبة الثانية
الحمد لله يمنّ على من يشاء من عباده بالقبول والتوفيق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدانا لأكمل شريعة وأقوم طريق، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله ذو النسب العريق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والتصديق، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما توافد الحجيج من كل فج عميق .
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون، اللهَ اللهَ في الصلاةِ مع الجماعةِ، ومُروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر واحفَظوا أقدارَ العلماء، و أطيعوا أمرَ من ولاّه الله أمركم،
وعليكم بالصدق والوفاء بالعهد والأمانة وبرِّ الوالدين وصلةِ الأرحام، وكونوا عبادَ الله إخوانًا. واحذَروا الغشّ وقولَ الزور والكذب والخيانةَ، ولا تقرَبوا الزنا، واحذروا الربَا والرشوةَ، واجتنبوا المسكِرات والمخدّرات، وإياكم والنميمةَ والغيبةَ والظلم والبهتان والشائعات والتساهلَ في حقوق العباد؛ واجتنبوا في جمعكم للأموالِ المسالكَ المعوجَّة والطرقَ الملتوِية والمخالفةَ للأحكام القرآنيّة والتوجيهاتِ النبويّة والقواعدِ الشرعية.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله اعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى
بالنساء خيرًا حيث قال ((استَوْصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عَوانٌ في أيديكُم))، وإذا حفظت المرأة فرجها وصامت شهرها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
واعلموا ـ عباد الله ـ أن التكبير المقيد لغير الحاج الذي بعد الصلوات المفروضة بدأ من فجر يوم عرفة إلى آخر عصر أيام التشريق، وأما التكبير المطلق فيكون من أول عشر ذي الحجة إلى نهاية أيام التشريق .
هذا واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن من أفضل أعمالكم وأرفعها في درجاتكم وأزكاها عند مليككم كثرة صلاتكم وسلامكم على سيد الأولين والآخرين
المرفقات
1749148989_خطبة عيد الأضحى 1446.docx