خُطْبَةٌ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾

محمد البدر
1447/04/25 - 2025/10/17 03:28AM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى﴿وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(31)مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾وَقَالَﷺ«إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً،وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً،كُلُّهَا فِي النَّارِ،إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ:الْجَمَاعَةُ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. فالأحزاب والجماعات خطرٌ عظيم على الأمة الإسلامية،وما زالوا يخرجون في كل زمن ومكان،فيُفرّقون المسلمين ويدعون  أنهم على حق وغيرهم على باطل،ويضربون المسلمين  بعضهم ببعض.قَالَ تَعَالَى﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ﴾وَعَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قال:خَطَّ رَسُولُ اللَّهِﷺخَطًّا بِيَدِهِ،ثُمَّ قَالَ«هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ مُسْتَقِيمًا»قَالَ:ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِه،وَشِمَالِهِ،ثُمَّ قَالَ«هَذِهِ السُّبُلُ،لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»ثم قرأ﴿وَأَنَّ هَذَا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾رَوَاهُ أَحمَدُ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.

عِبادَ اللهِ:والمخرج من ذلك هو الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسولهﷺوسنة الخلفاء الراشدين وبفهم سلف الأمة الصالحين،قَالَ تَعَالَى﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً﴾أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ،وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطبَةُ الثَّانِيَةُ:

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى﴿وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾وَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِﷺذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولُ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ«أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

 فَتَمَسَّكُوابِالْعَقِيدَةِ السَّلَفِيَّةِ الصَّحِيحَةِ،وعليكم بلزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولاة الأمور والأخذ بفتاوى العلماء المعروفين والمعتبرين والموثوق بعلمهم.

الاوَصَلُّوا...

المرفقات

1760660837_خُطْبَةٌ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾.pdf

المشاهدات 390 | التعليقات 0