سلوا الله العافية

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1447/04/25 - 2025/10/17 23:50PM
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لَا عِزَّ إلّا فِي طَاعَتِهِ وَلَا سَعَادَةَ إلّا فِي رِضَاهُ وَلَا نَعِيمَ إلّا فِي ذِكْرِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ وَلَا رَبَّ لَنَا سِوَاهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللَّهِ فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى تُورِثُ الْمَرْءَ فِي الدُّنْيَا انْشِرَاحًا وَانْبِسَاطًا وَفِي الْآخِرَةِ فَوْزًا وَفَلاَحًا فَاتَّقُوا اللهَ رَحِمَكُمُ اللهُ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا سَبِيْلَ للِفَوْزِ وَالفَلَاحِ إلَّا بطَاعَةِ اللهِ تَعَالَى وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ﷺ كَمَا قَالَ تَعَالَى (( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))
أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنَّ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ عَلَى العَبْدِ أَنْ يَرْزُقَهُ اللَّهُ الْعَافِيَةَ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَمَا مِنْ دُعَاءٍ أَشْمَلَ وَلَا أَعَمَّ مِنْ سُؤَالِ اللَّهِ الْعَافِيَةَ وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ بِهَا سَلَامَةَ الْأَبْدَانِ مِنْ أَمْرَاضِهَا فَحَسْب بَلْ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ تَشْمَلُ العَافِيَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ عَلِمَ قِيمَتَهَا وَتَأَمَّلَ عَاقِبَتَهَا لَزِمَ هَذَا الدُّعَاءَ النَّبَوِيّ صَبَاحاً وَمَسَاءً ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي )
جَاءَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُو اللَّهَ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ قَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ ﷺ ( يَا عَمِّ سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ ( سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ ) حَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّى قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( قُلِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي ) وَيَجْمَعُ النَّبِيُّ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَصَابِعَهُ إِلَّا الْإِبْهَامَ ( فَإِنَّ هَؤُلَاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ عِبَادَ اللهِ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي دِينِكُمْ وَفِي أَمْوَالِكُمْ وَفِي أوْلَادِكُمْ اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِنَا وَدُنْيَانَا وَأَهْلِينَا وَأَمْوَالِنَا بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنْ الْآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ أَقُولُ قَولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِي هَذَا اليَومِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَقَدْ سُئِل سَمَاحَةُ الشَّيخُ العَلَّامَةُ عَبْدُالعَزِيزِ اِبْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ هَذِهِ السَّاعَةِ فَقَالَ أَرْجَحُ الأَقْوَالِ فِي سَاعةِ الإِجَابَةِ يَومَ الجُمُعَةِ قَوْلَانِ أَحَدُهَا أَنَّهَا بَعْدَ العَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي حَقِّ مَنْ جَلَسَ يَنْتَظِرُ صَلَاةَ المَغْرِبِ سَوَاءً كَانَ فِي المَسْجِدِ أَوْ فِي بَيتِهِ يَدْعُو رَبَّهُ وَسَوَاءً كَانَ رَجُلاً أَوْ اِمْرَأَةً فَهُوَ حَرِيٌّ بِالإِجَابَة الثَّانِي أَنَّهَا مِنْ حِينِ يَجْلِسُ الإِمَامُ عَلَى المِنْبَرِ لِلخُطْبَةِ يَومَ الجُمُعَةِ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ فَالدُّعَاءُ فِي هَذَيْنِ الوَقْتَينِ حَرِيٌّ بِالإِجَابَةِ يَومَ الجُمُعَةِ اِنْتَهَى كَلَامُهُ رَحِمَهُ الله هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُم اللهُ عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا
(( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ أَزْوَاجِهِ أُمْهَاتِ المُؤْمِنِينَ وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَالْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أَمْرِنَا وَأَيِّدْهُم بِالحَقِّ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٌ للِبِلَادِ وَالعِبَادِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
المرفقات

1760734167_خطبة الجمعة الموافق 2 من جمادى الأولى 1447هـ سل الله العافية.pdf

1760734177_خطبة الجمعة الموافق 2 من جمادى الأولى 1447هـ سل الله العافية.docx

المشاهدات 31 | التعليقات 0