🌟سورة الإخلاص🎤
تركي بن عبدالله الميمان
سورة الإخلاص
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
إِنَّ الحمدَ لِلهِ نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ باللهِ من شُرُورِ أنفُسِنَا، وسَيّئَاتِ أعمالِنَا؛ من يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِيَ له، وأشهدُ أن لا إله إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له؛ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صَلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِه وصَحبِه، وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ: فأُوصيكُم ونفْسي بتقوى اللهِ U؛ فهيَ سببٌ لدخولِ الجِنَان، والنجاةِ من النيران؛ قال تعالى: ﴿تِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا﴾.
عبادَ الله: إِنَّهَا صِفَةُ الرحمنِ، وجامعةُ التوحيدِ والإيمان؛ إنها سورةُ الإخلاص!
وسُمِّيَتْ بـ(سورةِ الإخلاص)؛ لأنها خالصةٌ في وَصْفِ اللهِ وحْدَه[1]؛ وبَيَّنَتْ خُلُوْصَهُ مِنْ كُلِّ عَيْب؛ وهيَ مَبْنِيَّةٌ على التوحيدِ الخالصِ، الذي لا نجَاةَ لِلْعَبْدِ إِلَّا بِه![2] وهيَ تُخَلِّصُ صاحِبَها مِنَ الشركِ. قال ابنُ القَيّم: (في اسْمِ اللهِ الصَّمَدِ: إِثْبَاتُ الكمالِ، وفي نَفْيِ الكُفْءِ: التَّنْزِيهُ عن الشبِيهِ والمثالِ؛ وفي الأَحَدِ: نَفْيُ كُلِّ شريكٍ لِذِي الجلالِ، وهذهِ الأصولُ الثلاثةُ هي مَجَامِعُ التوحيد)[3].
وسَبَبُ نُزُولِ السورَة: أنَّ المشركينَ قالوا لرسولِ اللهِ ﷺ: (اُنْسُبْ لَنا رَبَّكَ)؛ فنزلت هذهِ السورة[4].
ومَنْ عَرَفَ هذهِ السورةَ؛ فقد عَرَفَ ربَّه، ولهذا تُسَمَّى بسورةِ المعرفة؛ قال الأَلُوسي: (لأن معرفةَ اللهِ تعالى؛ إنما تَتِمُّ بمعرفةِ ما فيها)[5].
وقد أَمَرَ اللهُ في هذه السورة: أنْ نقولَ قولًا جازمًا، ونعتقدَ اعتقادًا راسخًا بوحدانيَّةِ الله؛ فقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾: أي أَحَدٌ في ذاتِه وأسمائِه وصفاتِه، لا شبيهَ ولا شريكَ، ولا نظيرَ ولا نِدَّ، فهوَ المنفردُ بالكمالِ والجمالِ والجلال! وكُلُّ ما في الوجودِ شاهدٌ على ذلك[6].
وفي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ
تَدُلُّ على أَنَّهُ الوَاحِدُ[7]
﴿اللهُ الصَّمَدُ﴾[8]: أي المقصودُ في جميعِ الحوائج[9]، الكاملُ في صفاتِه وأفعالِه، الذي افتقرَتْ إليهِ جميعُ مخلوقاتِه![10] المستغني عن كلِّ أحد، المحتاجُ إليه كلُّ أحد[11].
ومن صفاتِ اللهِ تعالى: أنَّهُ ﴿لَمْ يَلِدْ﴾؛ لأنَّ اللهَ لا مثيلَ له، فالولدُ مُشتَقٌ من والدِه، وجُزءٌ منه، وشبيهٌ له؛ والولدُ إِنَّما يكونُ للحاجةِ إليه[12].
واللهُ غَنِيٌّ عن الحاجةِ إلى غيرِه: مِنْ ولدٍ أو شريكٍ أو حليف! ﴿وَقُلِ الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ﴾.
وفي هذهِ السورة: رَدٌّ على ثلاثِ طَوَائِفَ منحرِفةٍ:
1-فاليهودُ قالوا: (عُزَيرٌ ابنُ اللهِ!).
2-والنصارى قالوا: (المسيحُ ابنُ الله!).
3-والمشركونَ قالوا: (الملائكةُ بناتُ اللهِ!)؛ فَبَرَّأَ اللهُ نفْسَهُ من هذا الإفكِ المبين![13]﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾.
وادِّعَاءُ الولَدِ لله؛ فِرْيَةٌ شَنِيعَةٌ! ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾.
ومن صفاتِ اللهِ: أَنَّهُ ﴿لَمْ يُوْلَدْ﴾؛ لأنَّ كُلَّ مولُودٍ؛ وُجِدَ بعدَ أن لم يَكُنْ، وليسَ شيءٌ يُولَدُ إِلَّا سيموت!
واللهُ ﷻ حَيٌّ باقٍ، لا يموتُ ولا يَزُول[14]، فهوَ الأولُ الذي ليسَ قَبْلَهُ شيء، والآخِرُ الذي ليسَ بعدَهُ شيء، والباقي بعدَ فناءِ كلِّ شيء! ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾.
ثُمَّ خُتِمَتْ سورةُ الإخلاص: بِنَفْيِ المساواةِ لله: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾[15]: أي لم يَكُنْ لَهُ شَبِيهٌ ولا مثيلٌ يُكَافِئُهُ![16] ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾.
ومَنْ أَحَبَّ هذهِ السورةَ؛ أَحَبَّهُ اللهُ! ففي الحديثِ: أَنَّ رَجُلًا يقرأُ لأصحابِه في الصلاة، فَيَختِمُ بـ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾؛ فذَكَرُوا ذلك للنبِيِّ ﷺ، فقال: (سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟)، فسأَلُوهُ فقال: (لأنَّها صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا)، فقال ﷺ: (أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ!)[17].
ومِنْ بركاتِ هذه السورة؛ أنها جَمَعَتْ الأجورَ العظيمةَ، في كلماتٍ وجيزةٍ؛ قال ﷺ: (أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟) قالوا: (وكيفَ يقرأ ثُلُثَ القُرآنِ؟!) قال: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ؛ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ!)[18]. قال شيخُ الإسلام: (القُرآنُ ثُلُثُهُ توحيدٌ، وثُلُثُهُ قَصَصٌ، وثُلُثُهُ أَمْرٌ ونَهْيٌ[19]؛ فـ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ فيها ثُلُثُ التوحيد)[20].
وسورةُ الإخلاصِ: هِيَ الوِرْدُ اليومِيُّ لِكُلِّ مسلمٍ! فقد كانَ ﷺ يقرؤها إذا أوى إلى فراشِه كُلَّ ليلةٍ[21]، كما يقرؤها في الركعةِ الثانيةِ في سُنَّةِ الفجرِ والمغرب، ويقرؤُها في الوتر، وفي أذكارِ الصباحِ والمساء، وبعدَ الصلواتِ الخمس.
وهذه السورةُ بابٌ إلى الجَنَّة! فقد سَمِعَ النبيُّ ﷺ رَجُلًا يقرأُ: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، فقال: (وَجَبَتْ) قالوا: (يا رسولَ اللهِ، ما وَجَبَتْ؟) قال: (وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ!)[22].
وقال ﷺ: (مَنْ قَرَأَ: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا في الجَنَّة)[23].
ومِنْ فضائلِ سورةِ الإخلاص: اشتمالُهَا على أسماءِ اللهِ وصفاتِه، التي مَنْ تَوَسَّلَ بها في دعائِه، أُجِيْبَتْ دَعْوَتُه! فقد سَمِعَ النبيُّ ﷺ رجلًا يقولُ في دعائِه: (اللَّهُمَّ إِنِّي أسأَلُكَ بِاللهِ الواحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ؛ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ)، فقال ﷺ: (قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ). ثلاثَ مِرَار![24]
أَقُولُ قَولِي هذا، وأَستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فاستَغفِرُوهُ إنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة
الحَمدُ للهِ على إِحسَانِه، والشُّكرُ لَهُ على تَوفِيقِهِ وامتِنَانِه، وأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُولُه.
عبادَ الله: مَنْ تَدَبَّرَ سورةَ الإخلاصِ: أَيْقَنَ أَنَّ اللهَ واحدٌ أَحَد، لا يحتاجُ إلى أَحَد، ويحتاجُ إِلَيهِ كُلُّ أَحَد![25]
فَعَلِّقُوا قلوبَكُم بالواحِد، وتَوَجَّهُوا إليهِ في المقاصِدِ، وحَقِّقُوا التوحيد، واتْرُكُوا التعلُّقَ بالعبيد! ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ﴾.
************
* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسلامَ والمُسلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّركَ والمُشرِكِين، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين: أَبِي بَكرٍ، وعُمَرَ، وعُثمانَ، وعَلِيّ؛ وعن الصحابةِ والتابعِين، ومَنْ تَبِعَهُم بِإِحسَانٍ إلى يومِ الدِّين.
* اللَّهُمَّ فَرِّج هَمَّ المَهمُومِينَ، ونَفِّسْ كَرْبَ المَكرُوبِين، واقْضِ الدَّينَ عَنِ المَدِينِين، واشْفِ مَرضَى المسلمين.
* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا ووُلَاةَ أُمُورِنَا، ووَفِّقْ (وَلِيَّ أَمرِنَا ووَلِيَّ عَهْدِهِ) لِمَا تُحِبُّ وتَرضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلبِرِّ والتَّقوَى.
* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
* فَاذكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُم، واشكُرُوهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ﴿ولَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
قناة الخُطَب الوَجِيْزَة
https://t.me/alkhutab
[1] انظر: الفتوى الحموية، ابن تيمية (375)، الصواعق المرسلة، ابن القيم (3/912)، تفسير السعدي (937).
[2] انظر: بدائع الفوائد، ابن القيم (1/138).
[3] زاد المعاد (4/166). بتصرف
[4] أخرجه الترمذي (3364)، وصحَّحه الحاكم في المستدرك (3987).
[5] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (15/503).
[6] انظر: أضواء البيان، الشنقيطي (9/149).
[7] جَمَعَ اللهُ دليلَ العقلِ والنقلِ على وحدانيَّتِه في قولِه: ﴿مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾.
انظر: أضواء البيان، الشنقيطي (9/149).
[8] تقول العرب: (صَمَدْتُ فُلَانًا: إذا قَصَدْتُهُ، والمقصودُ: صَمَدٌ). تفسير البغوي (5/330). باختصار
[9] انظر: تفسير السعدي (937).
[10] انظر: تفسير جزء عم، ابن عثيمين (350).
[11] الألوسي (15/512).
[12] انظر: تفسير جزء عم، ابن عثيمين (350).
[13] انظر: زاد المسير، ابن الجوزي (4/506).
[14] انظر: تفسير الطبري (24/ 734،737).
[15] قال الشنقيطي: (المولودُ ليسَ بأَحَدٍ؛ لأنهُ جُزْءٌ مِنْ والِدِه. والوالدُ ليسَ بأَحَدٍ؛ لأنَّ جُزْءًا منهُ في ولَدِهِ، وكذلكَ مَنْ يَكُونُ لَهُ كُفْءٌ، فليسَ بأَحَدٍ؛ لوُجُودِ الكُفْءِ، وهكذا السورةُ كُلُّهَا لتقريرِ: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾). أضواء البيان (9/150).
[16] انظر: تفسير جزء عم، د. مساعد الطيار (268).
[17] رواه البخاري (7375)، ومسلم (813).
[18] رواه مسلم (811). وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ t: أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ؛ فَذَكَرَ ذلك لَهُ، وكَأَنَّ الرجلَ يَتَقَالُّهَا [أي يراها قليلة]؛ فقال ﷺ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ). رواه البخاري (5013).
[19] منهاج السنة (3/290).
[20] اقتضاء الصراط المستقيم (2/393).
[21] يَبْدَأُ بِهِمَا على رَأْسِهِ ووَجْهِهِ، وما أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلك ثلاثَ مَرَّاتٍ. رواه البخاري (4630).
[22] رواه أحمد (7669)، والترمذي (2897)، وقال مُحَقِّقُو المسند: (إسنادُه صحيح، رجالُه ثِقَات).
[23] رواه الطبراني في المعجم الكبير (397)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (6472).
[24] رواه أحمد (18974)، وأبو داود (985)، والنسائي (1301)، وصحَّحه الحاكم في المستدرك (985).
[25] انظر: تفسير النسفي (3/695).
المرفقات
1756299255_سورة الإخلاص (نسخة مختصرة).pdf
1756299255_سورة الإخلاص (نسخة للطباعة).pdf
1756299255_سورة الإخلاص.pdf
1756299256_سورة الإخلاص.docx
1756299256_سورة الإخلاص (نسخة مختصرة).docx
1756299256_سورة الإخلاص (نسخة للطباعة).docx
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق