عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
محمد البدر
خُطْبَةُ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ 1446
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الْحَمْدُ..
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾وَقَالَﷺ«قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ،فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ،وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ«إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ،وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.فَالْيَوْمُ يَوْم عِيدٍ وَفَرَحٍ وَسُرُورٍ فاحمدوا اللَّهَ وَاشْكَرُوه عَلَى بلوغ يَوْم عِيدَ الْأَضْحَى المُبَارَكِ،وانتم في وصحة وسلامة وعافية،اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ،وَللهِ الحَمدُ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا.
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾وَقَالَ تَعَالَى﴿إِنَّا أَعطَينَاكَ الكَوثَرَ(1)فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَرْ﴾وَقَالَﷺ«إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا نُصَلِّى ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا وَمَنْ ذَبَحَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَقَالَﷺ«أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ»رَوَاهُ مُسلِمٌ.ونحن في يَومُ النَّحرِ وهو يَومُ الحَجِّ الأَكبَرِ وهذه الأَيَّامِ يَجمَعُ المُسلِمُونَ بَينَ ذِكرِ اللهِ بِالصَّلاةِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّهلِيلِ وَالتَّحمِيدِ،وَبَينَ التَّقَرُّبِ إِلَيهِ بِذَبحِ الْهَدْيِ وَ الأَضَاحِي وَإِرَاقَةِ دِمَائِهَا طاعة لله واقتداء بالنبيﷺوصحابته رضي الله عنهم،فاحذروا الذّبح لغير الله فهو شِّركَ بالله قَالَ تَعَالَى﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾فاحذروا من الشرك صغيره وكبيره،فلا تدعوا إلا الله ولا تحلفوا إلا بالله،ولا تذبحوا الا لله ولا تنذروا الا لله ولا تتعلق قلوبكم في السراء والضراء إلا بالله،وَكُلُوا مِنْ أَضَاحِيِّكُمْ وَتَصَدَّقُوا وَأَهْدُوا،وَاعْلَمُوا أَنَّ وَقْتَ ذَبْحِ الْهَدْيِ وَالْأَضَاحِي يَمْتَدُّ إِلَى آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ،وَهُوَ الْيَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ ،اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ،لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللَّهِ:احذروا من زيارة المقابر بعد صَلاةِ الْعِيدِ فليست من السنة ولا من هدي السلف الصالح،قَالَ الشَّيْخ مُحَمَّدِ العُثِيْمِيْن-رَحِمَهُ اللهُ:هذا العمل بدعة لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يعتاد زيارة القبور في يوم العيد..إلخ.اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ،وَللهِ الحَمدُ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا.
عِبَادَ اللهِ:حافظوا على الصلاةَ،وأدّوا زكاةَ أموالِكم طيّبةً بها نفوسُكم،وعليكم ببرِّ الوالدين،واحترام كبار السن،وصِلَة الأرحام،وأحسنوا الرعايةَ للزوجات والأبناء والخدَم ومن ولاّكم الله أمرَهم،وأدّوا حقوقهم،واحمِلوهم على ما ينفعهم،وجنِّبوهم ما يضرّهم،قَالَ تَعَالَى﴿يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ﴾وَقَالَﷺ«أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.وتخلقوا يا عِبَادَ اللهِ بالآداب الفاضلة من غض البصر،وحفظ
الفرج،وصيانة اللسان،وعليكم بالصدق والأمانة واجتنبوا الكذب والخيانة والغيبة والنميمة و الكبر والحسد،وعلينا جميعا التواصي بصلة الأرحام والاحسان إلى الجيران،وتفقد المحتاجين والمساكين واليتامى والأرامل والمعسرين والمرضى والمبتلين والمصابين والمعوقين،وعلنا جميعاً أن نسعي لزرع السعادة والفرح والسرور والبسمة على شفاه هذه الفئات،واجتنبوا المعاملات والمكاسب المحرمة والخبيثة،وتعاونوا على غرس العقيدة الصحيحة في أبناءنا وابعادهم عن الغلو والتطرف و الخروج عن الشرع والتحلل من أحكامه وقيمه وتحذيرهم من خطر الجماعات والأحزاب أمثال(الاخوان والرافضة والتبليغ والصوفية وغيرهم)قَالَ تَعَالَى﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا لَستَ مِنهُم في شَيءٍ﴾وتوجيه الأبناء لطاعة ولاة الأمر والحفاظ على الأمن،وطلب العلم الصحيح من الكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة الصالحين والأخذ بفتاوى العلماء المعتبرين المعروفين بسلامة المنهج والعقيدة قَالَ تَعَالَى﴿وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الامن أَوِ الخوف أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرسول وإلى أُوْلِى الامر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الذين يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ،لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ،اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ..
عِبَادَ اللهِ:كانﷺيذهب إلى مصلى النساء خلف صفوف الرجال لأنه لا يصلهم أي شيء من الخطبة فيعظهن وينصحهن والآن وبحمد الله الصوت يصلهم عبر مكبرات الصوت لذلك اقتداء بالنبيﷺ نقول يا معشرَ النِّساء،اتَّقين اللهَ،وأطِعن الله ورسوله،وحافِظن على صلاتِكنّ،وأطعنَ أزواجكنّ
،وأحسِنَّ الجوار،وعليكنّ بتربيةِ الأبناء التربيةَ الإسلامية ورعاية الأمانة،وإيّاكنّ والتبرجَ والسفور والاختلاطَ بالرّجال،وعليكنّ بالسِّتر والعفاف،واحذرن من بعض المخالفات في اللبس وأياكن والخروج بكامل الزينة والخضوع بالقول واحذرن من كشف بعض المفاتن مثل حسر الرأس وكشف الوجه،والنبيﷺحذرمن الذهاب للمسجد بهذه الصفة فكيف بغيره،قَالَﷺ«إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلاَ تَمَسَّ طِيبًا»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ،وَللهِ الحَمدُ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا.
عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء ، ووفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.
عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.