كتاب التوحيد(2)باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
تركي بن علي الميمان
عنوان الخطبة : كتاب التوحيد(2)باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذلِّ، وما كان معه من إله؛ لا إله إلا هو، ولا خالق غيره ولا ربّ سواه، المستحق لجميع أنواع العبادة، ولذا قضى أن لا نعبد إلا إياه،{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}[الحج:62]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير، بعثه الله رحمة للعالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأخلصوا أعمالكم له، وعلقوا قلوبكم به، فإنه لا يستحق العبادة أحد سواه،{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ. إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ. وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الزخرف:26-28]
عباد الله: التوحيد نور على البشرية{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[إبراهيم:1]، والتوحيد له فضل عظيم على أهله، ومن أعظم فضله أنه به تُكَفَّر الذنوب جميعاً؛ لأن التوحيد حسنة عظيمة، لا تقابلها معصية إلا وأحرق نور تلك الحسنة أثر تلك المعصية إذا كمل ذلك النور. فمن كمَّل التوحيد بأنواعه الثلاثة-توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات-، فإنه تُكَفَّرُ عنه ذنوبه. [التمهيد لشرح كتاب التوحيد: صالح آل الشيخ (ص44)]
والموحدون المخلصون-عباد الله- هو الآمنون المهتدون، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام:82]، أي: الذين أخلصوا العبادة لله وحده ولم يخلطوا توحيدهم بشرك هم الآمنون من المخاوف والمكاره يوم القيامة، المهتدون للسير على الصراط المستقيم في الدنيا. [الملخص في شرح كتاب التوحيد: صالح الفوزان(ص24)]
ومعنى{وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}أي: بشرك، كما ورد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ:{يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}"[رواه البخاري(6937)واللفظ له، ومسلم(124)]
وهذا يدل على أن من فضائل التوحيد وثمرته في الدنيا والآخرة: استقرار الأمن؛ وأن الشرك ظلم مبطل للإيمان بالله إن كان أكبر، أو منقص له إن كان أصغر؛ وأن الشرك لا يُغفر، ويسبب الخوف في الدنيا والآخرة. [الملخص في شرح كتاب التوحيد: صالح الفوزان (ص24)]
ومما يبين فضل التوحيد-عباد الله-، وأنه سبب لدخول الجنة وتكفير الذنوب؛ حديث عُبَادَةَ بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ» [رواه البخاري(3435)، ومسلم(28)]
«مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ»: فالشهادة لا تكون شهادة إلا إذا كانت عن علم ويقين وصدق، وأما مع الجهل والشك فلا تعتبر ولا تنفع، فيكون الشاهد والحالة هذه كاذباً لجهله بمعنى الذي شهد به؛ قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[آل عمران:18] ، فكم ضلَّ بسبب الجهل بمعناها من ضل وهم الأكثرون، فقلبوا حقيقة المعنى؛ فأثبتوا الإلهية المنفية لمن نُفيت عنه من المخلوقين أرباب القبور والمشاهد، والطواغيت والأشجار والأحجار، والجن وغير ذلك، واتخذوا ذلك ديناً، وشبهوا وزخرفوا، واتخذوا التوحيد بدعة وأنكروا على من دعاهم إليه، كما قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ. وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}[الصافات:35-36].
قال ابن القيم-رحمه الله-:"الإله هو الذي تألهه القلوب محبة وإجلالاً، وإنابة وإكراماً، وتعظيماً وذلا، وخضوعاً وخوفا، ورجاء وتوكلا".
وقال ابن رجب-رحمه الله-:"الإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له، وإجلالاً ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلاً عليه، وسؤالاً منه ودعاءً له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل، فمن أشرك مخلوقاً من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية، كان ذلك قدحاً في إخلاصه في قول: (لا إله إلا الله)، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك"[قرة عيون الموحدين:
عبدالرحمن بن حسن،(ص111-112)]
وشهد: «أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»: بصدق ويقين، وذلك يقتضي اتباعه وتعظيم أمره ونهيه، ولزوم سنته صَلى الله عليه وسلم وأن لا تعارض بقول أحد؛ والله أمرنا بطاعته والتأسي به، والوعيد على ترك طاعته بقوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}[الأحزاب:36] ،وقال تعالى:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور:63]؛ وقد وقع من التفريط في متابعة النبي صَلى الله عليه وسلم وتركها، وتقديم أقوال من يجوز عليهم الخطأ، على قول النبي صَلى الله عليه وسلم. والله المستعان.
«وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ»: فعيسى عبد لله، ورسول من عنده سبحانه، لا كما تقوله النصارى: من أنه الله، أو ابن الله، أو أنه ثالث ثلاثة؛ تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا؛ و"َكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ": أي خلقه الله بكلمة(كن) فكان، فهو روح من الأرواح التي خلقها الله تعالى.
وشهد بالجنة والنار، «أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ»: يحتمل معنيين: أحدهما: أدخله الله الجنة وإن كان مقصراً وله ذنوب؛ لأن الموحد لا بد له من دخول الجنة. وثانيهما: أدخله الله الجنة وتكون منزلته فيها على حسب عمله. [الملخص في شرح كتاب التوحيد: صالح الفوزان (ص26)]
واعلموا-عباد الله-أنه لا يكفي النطق بكلمة التوحيد من غير اعتقاد القلب بها، والإخلاص لله بها؛ كما في حديث عتبان رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ» [رواه البخاري(425)، ومسلم(33)]
وهذا هو حقيقة معناها الذي دلت عليه هذه الكلمة من الإخلاص ونفي الشرك؛ فالصدق والإخلاص متلازمان لا يوجد أحدهما بدون الآخر، فإنَّ من لم يكن مخلصاً فهو مشرك، ومن لم يكن صادقاً فهو منافق؛ وهذا هو أساس التوحيد الذي قال فيه الخليل عليه السلام: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}[البقرة:128]؛ وهذا بخلاف من يقولها وهو يدعو غير الله ويستغيث به من ميت أو غائب لا ينفع ولا يضر، كما ترى عليه أكثر الخلق، فهؤلاء وإن قالوها فقد تلبسوا بما يناقضها، فلا تنفع قائلها إلا بالعلم بمدلولها نفياً وإثباتاً. [قرة عيون الموحدين:عبدالرحمن بن حسن،(121-122)]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[غافر:65]
بارك الله لي ولكم في القرآن...
الخطبة الثانية:
الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران:64]
عباد الله: ورد في حديث أبي سعيد الخدري رَضي الله عنه مرفوعا: «قال موسى: يا رب علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به، قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله؛ قال يا رب، كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة؛ مالت بهن لا إله إلا الله»[رواه ابن حبان(6218) والحاكم في المستدرك وصححه (1936)]
ومعناه: أنه لو تصور أن ذنوب العبد بلغت ثقل السموات السبع وما فيها من العباد والملائكة، وثقل الأرض لكانت(لا إله إلا الله) مائلة بذلك الثقل من الذنوب؛ وهذا هو الذي دل عليه حديث البطاقة حيث جعل على أحد العصاة سجلات عظيمة، فقيل له هل لك من عمل؟ فقال: لا، فقيل له: بلى، ثم أخرجت له بطاقة فيها(لا إله إلا الله)، فوضعت في الكفة الأخرى، فطاشت سجلات الذنوب، وثقلت البطاقة. [التمهيد لشرح كتاب التوحيد: صالح آل الشيخ (ص49-50)]
وهذا هو الذي دل عليه حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» [رواه الترمذي(3540)وصححه الألباني]
فالتوحيد-عباد الله-من أسباب مغفرة الذنوب؛ وهو السبب الأعظم
؛فمن فقده، فقد المغفرة، ومن جاء به؛ فقد أتى بأسباب المغفرة.
فمن جاء(مع التوحيد) بقراب الأرض- وهو ملؤها، أو ما يقارب ملئَها- خطايا؛ لقيهُ الله بقرابها مغفرةً، لكنَّ هذا مع مشيئة الله جل جلاله، فإن شاء غفر له، وإن شاء أخذه بذنوبه، ثم كان عاقبته أن لا يخلَّدَ في النار؛ بل يخرج منها، ثم يدخل الجنة؛ كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء:48]، وقوله في الحديث هنا" لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً" هذا إذا شاء الله، وأما إذا لم يشأ فإنه يعاقب المذنب بذنبه.
وهذا يبين عظمة التوحيد، وتحقيق التوحيد، وتصفية التوحيد من شوائب الشرك صغيره وكبيره، ومن البدع ومن المعاصي ليدخل الجنة وينجو من النار؛ كما قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}[الأنفال:38]
فكثير من العصاة-عباد الله-، إذا سمعوا مثل هذه الأحاديث ألقى الشيطان في نفوسهم التهاون بالمعاصي، وفهموا من ذلك أن معاصيهم لا تضرهم، وأن توحيدهم يمنعهم من العذاب، ويوجب لهم دخول الجنة، وهذا لا شك جهل واغترار، جهل بالمراد من هذه النصوص، واغترار برحمة الله ومغفرته.[كلمة الإخلاص: لابن رجب، مع شرح البراك(ص41)]
عباد الله: ما لم يتحقق التوحيد وإخلاص العبادة وتمام الخضوع والانقياد والتسليم، فلا تقبل صلاة ولا زكاة، ولا يصح صوم ولا حج، ولا يزكو أيُّ عمل يُتقرب به إلى الله، قال سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام:88]
وإذا لم يتحقق التوحيد ويصدق الإخلاص فلا تنفع شفاعة الشافعين، ولا دعاء الصالحين، حتى ولو كان الداعي سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، اقرءوا إن شئتم: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}[التوبة:80].
فلنحقق التوحيد -عباد الله-، ولنخلص العبادة لله وحده؛ فإن النجاة والفلاح يوم القيامة مقرون بذلك،{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163] وصلوا وسلموا على نبيكم محمد
المرفقات
1760986744_كتاب التوحيد(2)باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب.docx
1760986745_كتاب التوحيد(2)باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب.pdf