مُقتَرَحُ خُطبَة بعنوان: (الدُّخَانُ قَاتِلُ الإِنْسَانَ).

رمضان صالح العجرمي
1446/07/30 - 2025/01/30 14:57PM

مُقتَرَحُ خُطبَة بعنوان: (الدُّخَانُ قَاتِلُ الإِنْسَانَ).

1- خُطُورَةُ وَأَدِلَّةُ تَحرِيم التَّدخِينِ.
2- كَيْفَ السَّبِيلُ لِلإِقلَاعِ عَنِ التَّدخِينِ؟
(الهَدَفُ مِنَ الخُطبَةِ)
التذكير وبيان خطورة الدخان، وكيف نأخذ بأيدي إخواننا المدخنين، مع ربط الموضوع بالتوبة، وموسم شهر رمضان.
•مُقَدِّمَةٌ ومَدخَلٌ للمُوْضُوعِ:
•أيُّهَا المُسلِمُونَ عِبَادَ الله، فإنَّ حِفظَ النفسِ من مقاصد الشريعة، ومن الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة بحفظها، فلا يحلُّ الاعتداء عليها من الذات ولا من الغير؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾ [النساء: 29، 30]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، وهل يُتصَوَّر أن يقتُلَ الإنسانُ نفسه؟! نقول: نعم، إذا ضعف الوازع الإيماني، ويكون ذلك إمَّا: بطريق مباشر، وله وسائل عديدة؛ كالانتحار باستعمال السلاح، أو تناول السُّمِّ، أو التردِّي من على شاهق، ونحوه.
وإما بطريق غير مباشر؛ كالامتناع عن الطعام، أو المخالفات المرورية، أو تعريض النفس إلى التَّهْلُكة، أو تَعمُّد تناوُل ما فيه ضرر؛ فكُلُّ ذلك من صور إلقاء النفس إلى التهلكة، وهذا لا يجوز شرعًا؛ لأن النفس ليست مِلْكًا لصاحبها؛ وإنما هي مِلْكٌ لخالقها جلَّ في علاه؛ ولذلك جاءت نصوص الوعيد الشديد فيمن يقتل نفسَه أو يُعرِّضُها للهلاك:
1- فمنها أنه يُحرَمُ من دخول الجنة؛ ففي صحيح البخاري عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كانَ فِيمَنْ قبلَكم رجلٌ به جُرْحٌ فجزِعَ، فأخذ سِكِّينًا فجزَّ بها يدَهُ، فما رقَأَ الدمُ حتى مات، فقال اللهُ: بادَرَني عبدِي بنفْسِهِ، فحرَّمْتُ عليه الجنةَ)) ؛ قالوا: لأن قاتل نفسه قد ارتكب جريمتين عظيمتين: عدم الرِّضا بقضاء الله وقدره، والتعدي على ما لا يملكه؛ فهو متعدٍّ وزيادة.
2- ومنها أنه يُعذَّب بما قتل به نفسَه في نار جهنم؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتوجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بسُمٍّ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا، ومَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا)) ؛ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((خالدًا فيها أبدًا))، ولم يقل ذلك في عقوبة قاتل غيره عمدًا؛ لأن من قتل نفسَه عمدًا أشدُّ جُرْمًا ممن قتل غيرَه عمدًا؛ لأن قاتلَ غيره معه فسحة للتوبة، وأن قاتل غيره قد يكون الحامل له على القتل عداوة بينه وبين الذي قتله بخلاف قاتل نفسه فإن العداوة بينه وبين الله تعالى."
•وأيًّا كان هذا الشيء فإنه يُعذَّب به في نار جهنم؛ كما في الصحيحين عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قتل نفسَه بشيء في الدنيا عُذِّب به يوم القيامة))، ولا يخفى على عاقل أن من أشهر وأخطر صور الانتحار البطيء آفة التدخين، وهذا بشهادة من ينتج ويصنع هذا المنتج الخبيث؛ فقد قالوا: إن السيجارة تتكوَّن من مجموعة موادَّ سامَّة تُسبِّبُ الأمراضَ التي تؤدي إلى الموت؛ وهي:-
•النيكوتين: مادة كيميائية سامَّة، وقد ثبت علميًّا أن أربعَ قطراتٍ منه كافية لقتل أرنب كبير الحجم.
•القطران: يحتوي على مادة سامَّة تُسبِّب سرطان الرئة والمثانة.
•الزرنيخ: مادة سامَّة تستعمل في إبادة الحشرات.
•غاز أول أكسيد الكربون: يتكوَّن أثناء الاحتراق البطيء للتبغ وورق السجائر، يمنع من نقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم.
•أوكسيدات النيتروجين: تؤثر على القصبات الهوائية.
•غاز النشادر الكاوي: وهو الذي يؤدي إلى تكوين الطبقة الصفراء على سطح اللسان، ويُسبِّب السُّعال والتهابات الفم والحلق والبلعوم.
•وأمَّا الأمراض التي يُسبِّبها التدخين فهي كثيرة ومتعدِّدة؛ فمنها: السرطان، والسُّل، وأمراض الفم والشفتين واللسان والأسنان واللوز، وأمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفُّسي، ويؤثر على القلب والأوعية الدموية، ويساعد على الإصابة بالجُلْطة القلبية، وهو أحد أسباب تصلُّب الشرايين، وله تأثير على النسل وتشوُّه الذرية.
•وأما الأضرار الأخلاقية فحدِّث عنها ولا حرج؛ من انحراف وتتبُّع لسكك الشيطان، وسوء الأخلاق إذا غابت عنه، وتجر غيرها من الكبائر؛ من إدمان وسرقة عفانا الله وإياكم.
•وأما الأضرار المالية والاجتماعية فهي كثيرة أيضًا ومتعددة، وأما مضاره الجمالية فشفة سوداء وأسنان صفراء وأخرى سوداء، ونَفَس كريه ومُنتن الرائحة، عفانا الله وإياكم.
•أما الأدلة على تحريم التدخين: فمن المعلوم أن الدخان لم يكن موجودًا في زمن النبوة؛ ولكن الشريعة جاءت بالنصوص والأصول العامة التي تندرج تحتها فرعيات كثيرة:
1 - فمنها قول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [البقرة: 172]، ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾ [المائدة: 4]، ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ [الأعراف: 157]، ﴿وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ﴾ [النساء: 2] ؛ ولا يختلف عاقلانِ أنَّ الدخان من الخبائث؛ قال ابن باز رحمه الله: "فأوضح سبحانه أنه لم يحلَّ لعباده إلا الطيبات، والدخان ليس من الطيبات؛ بل هو من الخبائث الضارة."
2- ومنها قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام: 151]، والفاحشة اسم لما تستقبحه النفوس، وهذا متحقِّق في الدخان.
3- وجاءت الشريعة بتحريم الإسراف والتبذير وإضاعة المال؛ كما قال تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [الإسراء: 26، 27]، ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31] ؛ ولا شك أن شِراءَ وشربَ الدخان فيه إضاعة للمال؛ لأنه كطعام أهل النار لا يُسمِن ولا يُغني من جوع.
4- وجاءت الشريعة بدفع ورفع الضرر؛ ففي سنن ابن ماجه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ))، فهذه قاعدة عامة في تحريم إلحاق الضرر بالنفس أو الغير، وثبت عن طريق الطبِّ والتجربة والواقع أن التدخين ضارٌّ بالصحة؛ بل وبشهادة من يصنعونه وينتجونه، وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الوفيات الناتجة عن التدخين تصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص سنويًّا، فإذا تعاطاه الإنسان يكون قد أضرَّ بنفسِه وبغيره.
5- وجاءت الشريعة بحفظ النفس وتحريم قتل النفس أو الوقوع بها في التهلكة؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، والدخان يُسبِّب الأمراض المهلكة؛ كالسرطان والسُّل، فيكون المدخن بذلك يتعاطى أسباب الهلاك ويُعرِّض نفسَه لهذا السُّمِّ القاتل؛ ((وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا)) قال العلماء: إن الدخان قتل وانتحار بطيء، ومن مات وتبيَّن للأطباء أنه بسبب الدخان فهو منتحر.
6- ومن الأدلة أيضًا: ما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ أُمَّتي مُعافًى إلا المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعملَ الرجلُ بالليلِ عملًا ثم يُصبِحُ وقد ستره اللهُ تعالى فيقولُ: عملتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد بات يسترُه ربُّه، ويُصبِحُ يكشفُ سِترَ اللهِ عنه)) ؛ فإذا كان هذا في حق من عمل ذنبًا بالليل وأصبح يُحدِّث به؛ فما ظنك بمن يجاهر بسيجارته جهارًا نهارًا؟! والمدخِّن مُجاهر بمعصيته فلا يُعافى من ذنبه يوم القيامة، كما أنه قدوة سيئة لغيره.
7- ومن الأدلة أيضًا: ما رواه الترمذي في سننه عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاهُ)) ؛ فماذا سيجيب المدخن؟!
•عمره: كله سجائر ومعصية مستمرة.
•شبابه: غالبًا يتعلَّم ويبدأ التدخين في هذه المرحلة.
•علمه: يعلم بالتحريم والأضرار ومع ذلك يُصِرُّ عليها.
•ماله: أضاعه بلا فائدة.
•جسمه: فتح جسمه للشيطان وبؤر السرطان.
8- ومن الأدلة أيضًا: أن المدخن مجلسه خبيث الرائحة؛ كما في صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنِّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، وجَلِيسِ السُّوءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ، إِمَّا أنْ يَحْذِيَكَ، وإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وإِمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ، إِمَّا أنْ يَحْرِقَ ثَيابَكَ، وإِمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبيثَةً)) ؛ والمدخِّن جليس سوء ينفخ النار والدخان، ورائحته كريهة على جلسائه.
9- ومن الأدلة أيضًا: ما ورد في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ أَكَلَ ثومًا أَوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنَا))، أَوْ قَالَ: ((فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ))، وفي الصحيحين أيضًا عن جابر رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إنَّ الملائكةَ تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم))، ولا شكَّ أن الدخان أشدُّ إزعاجًا من الثوم والبصل.
10- وأقل أحوال التدخين وجود الشُّبْهة فيه؛ وقد أمرنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم بترك الشُّبُهات: ((فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرأ لدِينِه وعِرضِه، ومن وقع في الشُّبهاتِ وقع في الحرامِ))، ((دعْ ما يُريبُكَ إلى ما لا يُريبُكَ)).
 
نسأل الله العظيم أن يُعافي إخواننا المدخنين، وأن يتوب علينا أجمعين.
 
الخطبة الثانية:- كيف السبيل للإقلاع عن التدخين؟

1- أولًا: لابد أن تكون لديك قناعة تامة بأنك واقع في ذنب وبلاء يجب عليك أن تسعى في التخلُّص منه، وقد بيَّنَّا لك الأضرار المترتبة على التدخين، وكذا أدلة التحريم، فاعلم جيدًا أنه حرام ويغضب الرحمن، وليكن هذا هو الدافع والمنطلق للإقلاع عن التدخين؛ ولذلك لما تم الضغط على شركات التدخين بضرورة تحذير الناس من أضراره فإنها حرصت كل الحرص ألا تربط عبارة التحذير منه بالدين أو بالحلال والحرام، كما تقوم شركات التبغ بعمليات رصد للخطب والمحاضرات والمواعظ التي تحضُّ على منع التدخين وتُبيِّن أضراره، وتحاول القيام بأنشطة تُقلِّل تأثير تلك الخطب، وقد رصدت ذلك وأصدرت تقريرًا جاء فيه: "إن الضغط الذي يُمارَس ضد التدخين مستمر، فخطب الجمعة في المساجد تعلن صراحة أن التدخين حرام" غير أنهم راهنوا على موت أحاسيس المدخنين، وأن التدخين بات جزءًا من حياتهم.
2- وكذلك أن تكون لديك الرغبة الجادة والعزيمة الصادقة في التخلُّص من هذا البلاء حتى تنال العون من الله جل في علاه؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].
3- أن تبدأ في أول خطوات التوبة النصوح؛ وهي الإقلاع عن الذنب:
واعلم أن باب التوبة مفتوح حتى وقت الغرغرة مالم تطلع الشمس من مغربها، والله عز وجل يفرح بتوبتك، ويحب التوَّابين، ثم أزفُّ إليك تلك البشارة، فإنك لو أقلعت عن التدخين بنيَّة التوبة النصوح؛ فإن الله جل في علاه يغفر لك كل ما سلف؛ بل ويُبدِّل لك سيئاتك إلى حسنات؛ قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70].
4- ولا تنس في كل هذه الخطوات الاستعانة بالله تعالى وكثرة الدعاء.
5- تجنب الأماكن التي تُذكِّرك بالتدخين، وكذا الأشخاص المدخنين.
•عليك بصحبة الصالحين وترك صحبة البطالين.
•أشغل وقتك بالمفيد واحذر الفراغ؛ فإن الفراغ سيُذكِّرك بالتدخين.
•ولا تنس السواك فإنه مطهرة للفمِ ومرضاةٌ للربِّ.
•ولتكن عزمة من عزمات الرجال؛ فإن هِمَم الرجال تُزيل الجبال.
6- كذلك من الخطوات المُهِمَّة: تقوية جانب الخوف من سوء الخاتمة؛ فإن من أخطر ما قد يتعرَّض له المدخن إن لم يُعجِّل بالتوبة هو سوء الخاتمة التي على ضوئها يتحدَّد مصيرُ العبد يوم القيامة.
 
نسأل الله العظيم أن يتوب علينا أجمعين، وأن يُعينَ إخواننا المدخِّنين على ترك التدخين.

#سلسلة_خطب_الجمعة.
#دروس_عامة_ومواعظ.
(دعوةٌ وعمل، هدايةٌ وإرشاد)
قناة التيليجرام:
https://t.me/khotp

المشاهدات 377 | التعليقات 0