مكانة الصلاة وفضائلها

الخطبة الأولى: مكانة الصلاة وفضائلها

    الْحَمْدُ للهِ الذِي أَمَرَنا بِشُكْرِهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ لِذِكْرِهِ ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، جَعَلَ الصَّلاَةَ سَبَبَ الفَلاَحِ، وَطَرِيقَ النَّجَاحِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، خَيْرُ مَنْ صَلَّى وَخَشَعَ، وَذَلَّ لِرَبِّهِ وَخَضَعَ ، اللَّهُمَّ صَـلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَرَضِيَ اللهُ عَنِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.               أما بعد: فَأُوصِيكُمْ...( وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).   

 عَنْ أَنسِ t وهو يحكي حالَ النَّبيِّ ﷺ ليلةَ المِعْرَاجِ، بعدَ أَنْ جَازَ السَّماءَ السَّابعةَ، قالَ: «حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ الْـمُنْتَهَى، وَدَنَا الْـجَبَّارُ رَبُّ الْعِزَّةِ، فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى اللَّـهُ فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ خَمْسِينَ صَلاَةً عَلَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: عَهِدَ إِلَىَّ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ، فَالْتَفَتَ النَّبِىُّ ﷺ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِى ذَلِكَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ: أَنْ نَعَـمْ إِنْ شِئْتَ، فَعَلاَ بِهِ إِلَى الْجَـبَّارِ، فَقَالَ -وَهْوَ مَكَانَهُ-: يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا، فَإِنَّ أُمَّتِى لاَ تَسْتَطِيعُ هَذَا، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ» خ.

إخوة الإيمان: كَمْ للصَّلاةِ من مَكَانَةٍ عظيمةٍ، وكَمْ فيها من فضائلَ جَسِيمَةٍ، تَقَرُّ بها عُيُونُ الخاشِعِينَ، وتَنْشَرِحُ لهَا صُدُورُ الصَّادِقِينَ، فما أَكْثَرَ النُّصُوصَ الآمِرَةَ بمَفْرُوضِها، والمُرَغِّبَةَ في مَسْنُونِها، والمُعَظِّمَةَ قَدْرَها، والمُفَخِّمَةَ أَمْرَها، والمُنَوِّهَةَ بمَكَانَتِها، والرَّافِعَةَ مَقَامَ أَهْلِها، والمُعْلِيَةَ شَأْنَهُمْ، والواعِدَةَ لَهُمْ بأَحْسَنِ الثَّوَابِ، وأَكْرَمِ الْمَآبِ، وإِنَّ عبادةً هذا شأنُها لَعبادةٌ عظيمةٌ، وشَعِيرَةٌ جليلةٌ.      

ويَكْفِي الصَّلاَةَ سُمُوَّ مَنْزِلَةٍ وَرِفْعَةَ مَكَانَةٍ أَنَّهَا حِلْيَةُ الأَتْقِيَاءِ وَوَصِيَّةُ الأَنْبِيَاءِ، فَلِلصَّلاَةِ مَنْزِلَتُهَا السَّامِيَةُ وَمَكَانَتُهَا العَالِيَةُ فِي كُلِّ الشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّةِ، فَهَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ الخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَدْعُو رَبَّهُ أَنْ يَجْعَلَهُ وَأَبْنَاءَهُ مِنْ مُقِيمِي الصَّلاَةِ (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)، وَخَصَّ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ الصَّلاَةَ بِالذِّكْرِ حِينَ أَعْـلَنَ أَنَّهُ أَسْكَنَ ذُرِّيَّـتَهُ بِمَكَّةَ لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَتَوسَّـلَ إِلَى اللـهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا لِعِمَارَةِ بَيْتِهِ الحَرَامِ، وَخَصَّها بِالذِّكْرِ لأنَّها العِبَادَةُ الـمُشْتَمِلَةُ عَلَى الذِّكْرِ وَالشُّكْرِ فَقَاَل: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْـمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).

وَأَثْنَى اللـهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى إِسمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا).

وَأَمَرَ اللـهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي أَوَّلِ لَحَظَاتِ الوَحْيِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى، إِنَّنِي أَنَا اللَّـهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي).

وَكَانَتْ مِنْ أَوَائِلِ مَا نَطَقَ بِهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي مَهْدِهِ، مُعْـلِنًا أَنَّ اللـهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْصَاهُ بِهَا (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا).

وَهِيَ أَمْرُ اللَّـهِ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ وَأُمَّتِهِ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا )                    

 عِبَادَ اللـهِ: إن للصلاةِ فضائل: فمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّ اللـهَ فَرَضَها على نَبِيِّهِ ﷺ من غيرِ وَاسِطَةٍ، ونَبِيُّهُ ﷺ فوقَ السَّماءِ السَّابعةِ، وليسَ ذلكَ إِلَّا للصَّلاةِ، كما تقدمَ آنفاً .

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها ثاني أَركانِ الإسلامِ، قالَ ﷺ: «بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسَةٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّـهُ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ...» خ. م.

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها أَفضلُ الأَعمالِ، فَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ e، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّـهِ ﷺ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا...خ. م

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها نُورٌ لصاحبِها في الدُّنيا والقَبْرِ والآخِرَةِ، ونُورٌ في قَلْبِهِ ووَجْهِهِ، قالَ ﷺ: «وَالصَّلَاةُ نُورٌ» م.

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها إِعَانَةٌ لصاحبِها على كُلِّ أَمْرٍ من أُمُورِ دِينِهِ ودُنْيَاهُ، قالَ اللهُ تعالى: (وَٱستَعِينُواْ بالصبرِ وَٱلصَّلَوٰةِ).

وعَجَبًا لأَمْرِ الصَّلاةِ، لا يستقيمُ عَمَلٌ صَالِحٌ إِلَّا بإِقامتِها، فبِقَدْرِ الإخْلَالِ بها يَخْتَلُّ دِينُ المَرْءِ ودُنْيَاهُ، وأُولَاهُ وأُخْرَاهُ.

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها تَنْهى عنِ المُنْكَرَاتِ (وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلفَحشَآءِ وَٱلمُنكَرِ) فبِقَدْرِ إِقامةِ الصَّلاةِ يَنْتَهِي العبدُ عنِ المُنكراتِ، وإِذا رأَيْتَ نَفْسَكَ تَوَّاقَةً إِلى المَعاصي؛ فراجِعْ صَلَاتَكَ، فمِنْ قِبَلِ إِخْلَالِكَ بها أُتِيتَ.

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها تُكَفِّرُ السَّيِّئَاتِ: قالَ ﷺ: «الصَّلَوَاتُ الْـخَمْسُ، وَالْـجُمُعَةُ إِلَى الْـجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» م.

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها تَرْفَعُ الدَّرَجَاتِ، وتَحُطُّ الخَطِيئَاتِ، قالَ ﷺ: «عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّـهِ، فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّـهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَكَ اللَّـهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً». م .

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها سببٌ في دعاءِ المَلَائِكَةِ، قالَ ﷺ: «وَالْـمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ» خ. م.

ومِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها تَشْرَحُ الصَّدْرَ، وهذا يَجِدُهُ كأَحْسَنِ ما يكونُ مَن أَقامَها حَقَّ إِقامتَهَا، قالَ عزَّ وجَلَّ: (وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ)، وقالَ ﷺ: «وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» أَحمدُ وغيره .

ألا فاتقوا اللـهَ عباد اللـهِ وحافظوا على هذه الشعيرةِ العظيمةِ تفلحوا (الم ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ  فِيهِ  هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ). بارك الله ...

 

الْخـُطْبَةُ الْأُخْرَى

الحَمْدُ للـهِ رَبِّ العالَمِينَ، والصلاة .... أَمَّا بَعْدُ:  فيا عباد الله:

مِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها سَبَبٌ للرِّزقِ كما قال تعالى(وَأمُر أَهلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصطَبِر عَلَيهَا لَا نَسـَٔلُكَ رِزقا نَّحنُ نَرزُقُكَ).  

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها تَدْفَعُ الفِتَنَ والشُّرُورَ، وتُفَرِّجُ المِحَنَ والكُرُوبَ، كما قالَ تعالى: (وَٱستَعِينُواْ بِٱلصَّبرِ وَٱلصَّلَوٰةِ)

وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ t، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّـهِ، مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الخَزَائِنِ! وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الفِتَنِ! مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجَرِ» خ ، ويُرِيدُ بصَوَاحِبِ الحُجَرِ: أَزْوَاجَهُ، يُوقَظْنَ لِكَيْ يُصَلِّينَ.

قالَ ﷺ: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللـهِ، فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللـهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ» م .

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها أَعظمُ أَسبابِ دُخُولِ الجَنَّةِ بعدَ الشَّهادَتَيْنِ؛ بل هي سببٌ في مُرَافَقَةِ النَّبيِّ ﷺ في الجَنَّةِ، فَعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ t قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللـهِ ﷺ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي: «سَلْ» فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: «أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ» قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ» م .

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ: أَنَّها سَبَبٌ في حِفْظِ الصِّحَّةِ، قالَ ابنُ القَيِّمِ: عنِ الصَّلاةِ: «وَبِالْـجُمْلَةِ: فَلَهَا تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي حِفْظِ صِحَّةِ الْبَدَنِ وَالْقَلْبِ وَقُوَاهُمَا، وَدَفْـعِ الْمَوَادِّ الرَّدِيئَةِ عَنْهُمَا، وَمَا ابْتُلِيَ رَجُلَانِ بِعَاهَةٍ أَوْ دَاءٍ أَوْ مِحْنَةٍ أَوْ

بَلِيَّةٍ؛ إِلَّا كَانَ حَظُّ الْـمُصَلِّي مِنْهُمَا أَقَلَّ، وَعَاقِبَتُهُ أَسْلَمَ» اهـ .

عِبَادَ اللـهِ: هذِهِ بعضُ فضائلِ الصَّلاةِ، وما أَكثرَ فضائلَها، وأَجلَّ مناقِبَها،  «فَمَا اسْتُدْفِعَتْ شُرُورُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَا اسْتُجْلِبَتْ مَصَالِحُهُمَا بِمِثْلِ الصَّلَاةِ، وَسِرُّ ذَلِكَ: أَنَّ الصَّلَاةَ صِلَةٌ بِاللَّـهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَلَى قَدْرِ صِلَةِ الْعَبْدِ بِرَبِّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- تُفْتَحُ عَلَيْهِ مِنَ الْـخَيْرَاتِ أَبْوَابُهَا، وَتُقْطَعُ عَنْهُ مِنَ الشُّرُورِ أَسْبَابُهَا، وَتَفِيضُ عَلَيْهِ مَوَادُّ التَّوْفِيقِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْعَافِيَةُ وَالصِّحَّةُ، وَالْغَنِيمَةُ وَالْغِنَى، وَالرَّاحَةُ وَالنَّعِيمُ، وَالْأَفْرَاحُ وَالْمَسَرَّاتُ، كُلُّهَا مُحْضَرَةٌ لَدَيْهِ، وَمُسَارِعَةٌ إِلَيْهِ» اهـ .     

ألا فَاتَّقُوا اللـهَ عِبادَ اللـهِ، وَحَافِظُوا عَلَى صَلَوَاتِكُمْ، واعلَمُوا أَنَّهَا وَصِيَّةُ اللـهِ لَكُمْ فِي أَشْرَفِ كِتَابٍ وأعظمِ مسطورٍ(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ) ثم صلوا....

المرفقات

1760503966_فضائل الصلاة-نواف-1447.docx

1760503966_فضائل الصلاة-نواف-1447.pdf

المشاهدات 52 | التعليقات 0