آداب وأحكام صلاة الاستخارة

صالح بن عبد الله بن حميد

2025-08-23 - 1447/02/29
التصنيفات: التربية
التصنيفات الفرعية: الصلاة
عناصر الخطبة
1/لا يعلم الغيب إلا الله تعالى 2/خطأ من يلجأ للكهنة والعرافين 3/الهدي الحسن للإسلام في مسألة الغيبيات 4/صلاة الاستخارة: كيفيتها، وبعض أحكامها وآدابها 5/الاستخارة لا تمنع من الاستشارة 6/من السعادة الاستخارة والرضا بما قسم الله تعالى

اقتباس

مَنْ فوَّض أمرَه إلى الله كَفَاهُ، ومَنْ سألَه بصدقٍ وإخلاصٍ أعطاهُ، ومن استخاره لم يندم، وقام في قلبه من الطمأنينة واليقين ما يصرف عنه كل هم، ومن اعتمد على حسن اختيار الله لم يتمن غير ما اختاره الله...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، الحمد لله العلي الأعلى، خلَق فسوَّى، وقدَّر فهَدَى، أحمده -سبحانه-، يعلم السر وأخفى، وأشكره على نعم عظيمة، وآلاء جزيلة لا تعد ولا تحصى، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادة تنجي قائلها، يوم تجزى كل نفس بما تسعى.

 

وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، الرسول المصطفى، والنبي المجتبى، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله النجباء، وأصحابه الأصفياء، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، وسار على نهجهم واقتفى.

 

أما بعدُ: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله -رحمكم الله-، واعلموا أن المسلم إذا أُعطِيَ شكَر، وإذ مُنِحَ حَمِدَ، وإذا ابتُلي صَبَرَ، فعطاءُ اللهِ رحمةٌ، ومنعُه حكمةٌ، وابتلاؤه منحةٌ، ومَنْ خافَ الوعيدَ قَصُرَ عليه البعيدُ.

 

كثرت أدوات التواصُل، وقلَّ التواصُل، واتسعت الدُّور، وضاقتِ الصدورُ، ومَنْ طلَب الانتقامَ لنفسه ضاعَ وقتُه، وتفرَّق أمرهُ، وفاتت مصالحُه، والشيطانُ يَنزَغ بينَ المؤمنينَ، فلا تَكُنْ عونًا له على إخوانكَ، أنتَ سعيدٌ إذا كنتَ تَسعَدُ بسعادةِ الآخَرينَ؛ (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)[الْإِسْرَاءِ: 53].

 

أيها المسلمون: الإنسان قصير النظر، ضعيف الفكر، لا يعلم الغيب، ويجهل المستقبل، ولا يدري ما تجري به المقادير، ومع هذا يحاول أن يستكشف ما وراء الحجب، ويتخذ من الأسباب والوسائل ما عساه أن يدرك شيئًا من مراده، وأنى له ذلك؟! وهو المخلوق الضعيف؛ (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)[النِّسَاءِ: 28]، فترى هذا الإنسانَ الضعيفَ في محاولاته يلجأ للنجوم، ويستفتي الأبراجَ، وينظر في حركة الكواكب؛ فهو معلَّق بين السماء والأرض، يبحث عن بشير، ويَحذَر من نذير، وينظر في الفأل، ويخشى الشؤم، يطلب من آلهته ومعبوداته الإشارات والدلالات على الأمور المغيَّبات، وأسرار الأقدار، لعله يهتدي للصواب، في أسفاره وفي تجاراته وفي أنكحته، وفي حروبه وفي كل اختياراته، يستقسم بالأزلام؛ أي: يطلب ما قُسِمَ له في علم الغيب بالاقتراع عند الأصنام، ويُلقِي الأوراق والأعواد في المعابد، ويستعين بالكهان والعرافين والمنجمين، والدجالين، ويزجر الطير، ويخط بالكف، ويضرب بالحصى، ويرصد حركة النجوم ومسارات الكواكب، كل ذلك من أجل أن يستنطق المجهول، ويطلع على الغيب، ويعرف سر القدر، ويميز الخير من الشر، يفتش عن أسرار القدر، في حركة الطير، يمينًا وشمالًا، وصورة الحيوان فألا وشؤما؛ ليقول له: افعل أو لا تفعل، وأقدم أو لا تقدم؛ (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ)[سَبَأٍ: 53].

 

يقول الإمام الشافعي -رحمه الله-: "كان الرجل في الجاهليَّة إذا أتى إلى الحاجة أتى الطير في وِكْرِهِ فَنَفَّرَهُ، فإن أخَذ ذاتَ اليمينِ مضى إلى حاجته، وإِنْ أخَذ ذاتَ الشمال رجَع، فنهى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عن ذلك كله وقال: أَقِرُّوا ‌الطَّيْرَ ‌عَلَى ‌مَكِنَاتِهَا"(أخرجه أبو داود، وصححه الألباني من حديث أُمّ كُرْزٍ الخُزاعيةِ -رضي الله عنها-).

 

وعلى هذه التخرصات ومسارات الجاهليَّة سار ابن آدم في شرق الأرض وغربها، وشمالها وجنوبها، وفي كل ديارها وشعوبها، وأممها وحضاراتها.

 

معاشرَ المسلمينَ: وجاء الإسلام بكماله وجماله، وهديه وجلاله لينقذ الإنسان من هذه التخبطات والشركيَّات والجاهليات والتخرصات، فشرع له صلاة الاستخارة، حتى إن نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان يعلمه الصحابة -رضوان الله عليهم-، كما يعلمهم السورة من القرآن؛ ممَّا يدلُّ على أهميتها وحاجة المسلم إليها.

 

أيها الإخوةُ: وهذه الصلاة العظيمة هي توحيد وإخلاص ولجوء إلى الله -عز وجل-، وطلب الخيرة منه -سبحانه-، وهو رب الأرباب، ومسبب الأسباب، ومقدر الأقدار، فيسأل المسلم ربه أن يهديه وييسر له ما هم به من الخير، وأن يصرف عنه ما يخشاه من الشر، وييسر له الخير حيث كان.

 

والمسلم حين يستخير ربه فإنَّه يسلم الأمر إليه، ويلجأ إليه، ويبرأ من حوله وقوته، إلى حول الله وقوته، ويجمع خيري الدنيا والآخرة.

 

الاستخارة -يا عبدَ اللهِ- تعلُّق قلب المؤمن بربه، ورضاه بما قسم له، والثقة بما عنده، وهي حب الله وتعظيمه، ومدعاة للطمأنينة وراحة البال، وامتثال أمر الشرع.

 

أيها المسلمون: أما صفة الاستخارة ودعاؤها، فقد بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما روى الإمامان البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحهما عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ‌يُعَلِّمُنَا ‌الِاسْتِخَارَةَ ‌فِي ‌الْأُمُورِ ‌كُلِّهَا، كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ: "إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: في عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: في عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ، قَالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ".

 

مَعاشِرَ الإخوةِ: والاستخارةُ تكون في الأمور التي لا يتبيَّن للعبد فيها وجهُ الصواب، أمَّا ما هو معروفٌ خيرُه أو شرُّه فإنَّه لا استخارةَ فيه؛ كالعبادات، والمطلوبات الشرعيَّة، وصنائع المعروف، وتجنب المعاصي والمنكَرات، فهذه لا تدخلها الاستخارة؛ فالاستخارة تكون في المباحات من أمور الدنيا؛ كالزواج وشراء المنزل، أو المركوب، والوظيفة والسفر المباح ونحو ذلك، وأمَّا العبادات والمطلوبات الشرعيَّة فلا استخارةَ فيها، إلا أنَّ المسلمَ قد يستخير في اختيار الوقت المناسب، أو الوسيلة المناسبة؛ كوقت العمرة أو الحج، ووسيلة السفر، أو نوع الرفقة والصحبة، أو مقادير الأوقات، أو مكانها، أو طرق توزيعها، ونحو ذلك.

 

أيها المسلمون: والاستخارة تكون عند أول ما يهم به العبد في الأمر، وليس بعد الجزم وتمام الإرادة والرغبة؛ ولهذا قال أهل العلم: "الاستخارة قبل الشروع"، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا هم أحدكم بالأمر"، أما موطن دعاء الاستخارة، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "يجوز الدعاء في صلاة الاستخارة وفي غيرها أن يكون قبل السلام وبعده"، قال: "والدعاء قبل السلام أفضل؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم-صلى الله عليه وسلم- أكثر دعائه كان قبل السلام، والمصلي قبل السلام لم ينصرف، قال: فهذا أحسن" انتهى كلامه -رحمه الله-، والأمر واسع؛ إن شاء دعا قبل السلام أو بعده.

 

قال أهل العلم: "والحكمة في تقدُّم الصلاة على دعاء الاستخارة ليجمع العبد بين خيرَي الدنيا والآخرة، وهو محتاج إلى ربه ومفتقر إليه، ولا شيء أعظم من الصلاة؛ لما فيها من تعظيم الله والخضوع له، والثناء عليه، والانطراح بين يديه، وإظهار الفقر والحاجة حالًا ومآلًا.

 

عبادَ اللهِ: والاستخارة لا تمنع من الاستشارة؛ بل قال أهل العلم: والجمع بينهما من كمال العمل وتمامه، وتكون الاستشارة قبل الاستخارة، يقول النوويّ -رحمه الله-: "يستحب أن يستشير قبل الاستخارة؛ فيستشير من يعلم نصحه وشفقته وخبرته ودينه ومعرفته".

 

أيها المسلمون: وإذا استخار المسلم فليفعل ما بدَا له، سواء انشرَح له صدرُه أم لا؛ فإنَّ فيه الخيرَ، ولا يلتفِتْ إلى علامات أو إشارات من رُؤًى مناميَّةٍ، أو تعلُّق بأسماء أو أشخاص أو أيام أو نحو ذلك؛ فهذا مُعارِض لحقيقة الاستخارة ومقصدها؛ التي هي الركون إلى الله -عز وجل- وتفويض الأمر إليه، يقول عمر -رضي الله عنه-: "مَا أُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ ‌أَصْبَحْتُ، ‌عَلَى ‌مَا ‌أُحِبُّ ‌أَوْ ‌عَلَى ‌مَا ‌أَكْرَهُ، لِأَنِّي لَا أَدْرِي الْخَيْرَ فِيمَا أُحِبُّ أَوْ فِيمَا أَكْرَهُ"، ويقول الحافظ زين الدين العراقي -رحمه الله-: "ومَهمَا فعلَه بعدَ الاستخارة فالخيرُ فيه".

 

وبعدُ -رحمكم الله-: فمن المهم بعد الاستخارة أن تُحسِنَ الظنَّ بالله، وأن تُوقِنَ بأنَّ ربَّكَ سيختار لكَ ما فيه صلاحُكَ ومصلحتُكَ، وإن لم يكن فيه ما تحب وتشتهي، بل يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إذا لم تجد حلاوةً في قلبك وانشراحًا فاتَّهِمْه؛ فإنَّ الربَّ شكور، يُثيب العاملَ على عمله في الدنيا حلاوةً يجدها في قلبه، وقوةً وانشراحًا، وقُرَّةَ عينٍ؛ فالسرورُ باللهِ قُربَةٌ، وقرةُ العينِ تَبعَثُ على الازديادِ مِنْ طاعتِه، وتحثُّ على الجِدِّ والسيرِ إليه".

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ في الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)[الْقَصَصِ: 68-70].

 

نفعني الله وإيَّاكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، الحمد لله له الحمد في الأولى والآخرة، أحمده -سبحانه- وأشكره على نعمه الباطنة والظاهرة، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادة خالصة مخلصة، تمحو الذنب كبائره وصغائره، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، هدى به ربه القلوب الحائرة، وألف بين النفوس المتنافرة، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه، البدور السافرة، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، صلوات وتسليمات وبركات متواليات متكاثرات.

 

أمَّا بعدُ، أيها المسلمون: مَنْ فوَّض أمرَه إلى الله كَفَاهُ، ومَنْ سألَه بصدقٍ وإخلاصٍ أعطاهُ، ومن استخاره لم يندم، وقام في قلبه من الطمأنينة واليقين ما يصرف عنه كل هم، ومن اعتمد على حسن اختيار الله لم يتمن غير ما اختاره الله، جاء في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده، والترمذي في سُنَنِه، والحاكم في مستدركه، وصحَّحَه، ووافَقَه الذهبيُّ وحسَّنَه الحافظُ، جاء فيه: عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "‌مِنْ ‌سَعَادَةِ ‌ابْنِ ‌آدَمَ ‌اسْتِخَارَتُهُ اللهَ، وَمِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَى اللَّهُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللهِ لَهُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَى اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-".

 

ألَا فاتقوا اللهَ -رحمكم الله-، واعلموا أنَّ مَنْ أُعطِيَ أربعًا لم يُمنَع أربعًا، مَنْ أُعطِيَ الشكرَ لم يُمنع المزيدَ، ومَنْ أُعطِيَ التوبةَ لم يُمنَع القَبولَ، ومَنْ أُعطِيَ الاستخارةَ لم يُمنَع الخيرةَ، ومَنْ أُعطِيَ المشورةَ لم يُمنَع الصوابَ.

 

هذا وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيِّكم محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا، فقد أمركم بذلك ربُّكم فقال عزَّ قائلًا عليمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك ورسولك، نبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهمَّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك، يا أكرم الأكرمين.

 

اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، واحمِ حوزةَ الدينِ، وانصر عبادك المؤمنين، واخذل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملة والدين، اللهمَّ انصر دينك وكتابك وسُنَّة نبيِّكَ محمد -صلى الله عليه وسلم- وعبادك الصالحين، اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهمَّ ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ أيد بالحق والتوفيق والتسديد إمامَنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين وخذ بناصيته للبر والتقوى، وارزقه البطانة الصالحة وأعز به دينك، وأَعْلِ به كلمتَكَ، واجعله نصرة للإسلام والمسلمين، على الحق والهدى، ووفقه وولي عهده وإخوانه وأعوانه، للحق والهدى، وكل ما فيه صلاح العباد والبلاد، اللهمَّ وفق ولاة المسلمين للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ انصر إخواننا في فلسطين، اللهمَّ كن لهم وليًّا ونصيرًا، ومُعينًا وظهيرًا، اللهمَّ تول أمرهم، واجمع شملهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، اللهمَّ إنهم ضعفاء فقوهم، وجياع فأطعمهم، وعراة فاكسهم، وحفاة فاحملهم، اللهمَّ قو عزائمهم، وانصرهم نصرًا مؤزرا، اللهمَّ منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزم اليهود الغاصبين المحتلين الظالمين، اللهمَّ إنهم قد طغوا وبغوا وأفسدوا وآذوا، اللهمَّ رد كيدهم في نحورهم، واجعل دائرة السوء عليهم، يا قوي يا عزيز.

 

اللهمَّ احفظنا من شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، (رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201].

 

عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه، يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life