عناصر الخطبة
1/فرضية الحج وحكم تاركه 2/شروط وجوب الحج 3/وجوب أداء الحج على الفور لمن استطاع إلى ذلك سبيلا 4/فضائل الحج 5/حقيقة الحج المبرور.اقتباس
مَنْ قَدَرَ عَلَى الْحَجِّ وَلَمْ يَحُجَّ الْفَرِيضَةَ وَأَخَّرَهُ لِغَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ أَتَى مُنْكَرًا عَظِيمًا وَمَعْصِيَةً كَبِيرَةً؛ فَالْوَاجِبُ عَلَيْهِ التَّوْبَةُ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ وَالْبِدَارُ بِالْحَجِّ... إِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- لَمْ يَأْمُرْ عِبَادَهُ بِحَجِّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ وَأَدَاءِ مَنَاسِكِهِ الْعَظِيمَةِ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا تِلْكَ الشُّرُوطَ وَالْوَاجِبَاتِ إِلَّا لِمَا لَهَا مِنَ الْفَضَائِلِ الْعَظِيمَةِ...
الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ:70-71]، أَمَّا بَعْدُ:
مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: اتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَدُّوا مَا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَجِّ إِلَى بَيْتِهِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا؛ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 97].
وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"؛ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ الْإِسْلَامَ بُنِيَ عَلَى هَذِهِ الْخَمْسِ؛ فَلَا يَسْتَقِيمُ بُنْيَانُ إِسْلَامِ عَبْدٍ، وَلَا يَكْتَمِلُ إِسْلَامُهُ حَتَّى يَقُومَ بِهَذِهِ الْفَرِيضَةِ الْعَظِيمَةِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اعْلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى- أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضِ الْحَجَّ عَلَى الْمُسْلِمِ إِلَّا إِذَا تَحَقَّقَتْ فِيهِ شُرُوطٌ أَرْبَعَةٌ: أَنْ يَكُونَ بَالِغًا؛ لَكِنْ لَوْ حَجَّ إِنْسَانٌ قَبْلَ الْبُلُوغِ فَلَهُ أَجْرُهُ، وَعَلَيْهِ بَعْدَ الْبُلُوغِ أَنْ يَحُجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ.
وَأَنْ يَكُونَ عَاقِلًا؛ فَلَا حَجَّ عَلَى الْمَجْنُونِ، وَأَنْ يَكُونَ حُرًّا؛ فَأَمَّا الْعَبْدُ الرَّقِيقُ؛ فَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْحَجُّ.
وَأَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ مُسْتَطِيعًا الْقِيَامَ بِهَذِهِ الْفَرِيضَةِ، وَتَشْمَلُ الِاسْتِطَاعَةُ الْقُدْرَةَ الْمَالِيَّةَ وَالصِّحِّيَّةَ وَأَمْنَ الطَّرِيقِ، وَالْمَحْرَمَ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْأَةِ؛ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ مَحْرَمًا يَذْهَبُ مَعَهَا إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ فَلَا يَجِبُ عَلَيْهَا، وَإِنْ سَافَرَتْ بِلَا مَحْرَمٍ فَحَجُّهَا صَحِيحٌ، وَهِيَ آثِمَةٌ وَمُخَالِفَةٌ لِأَمْرِ اللَّهِ وَلِرَسُولِهِ؛ لِعُمُومِ نَهْيِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَرْأَةَ أَنْ تُسَافِرَ بِغَيْرِ مَحْرَمٍ، فِي قَوْلِهِ: "لَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ؛ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً، وَإِنِّي اكْتَتَبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا؛ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ".
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ قَالَ: "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ رِجَالًا إِلَى هَذِهِ الْأَمْصَارِ فَيَنْظُرُوا كُلَّ مَنْ لَهُ جِدَةٌ -أَيْ: غِنًى- وَلَمْ يَحُجَّ فَيَضْرِبُوا عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ؛ مَا هُمْ بِمُسْلِمِينَ، مَا هُمْ بِمُسْلِمِينَ".
وَيَقُولُ الْعَلَّامَةُ ابْنُ بَازٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "مَنْ قَدَرَ عَلَى الْحَجِّ وَلَمْ يَحُجَّ الْفَرِيضَةَ وَأَخَّرَهُ لِغَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ أَتَى مُنْكَرًا عَظِيمًا وَمَعْصِيَةً كَبِيرَةً؛ فَالْوَاجِبُ عَلَيْهِ التَّوْبَةُ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ وَالْبِدَارُ بِالْحَجِّ".
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ؛ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 281].
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- لَمْ يَأْمُرْ عِبَادَهُ بِحَجِّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ وَأَدَاءِ مَنَاسِكِهِ الْعَظِيمَةِ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا تِلْكَ الشُّرُوطَ وَالْوَاجِبَاتِ إِلَّا لِمَا لَهَا مِنَ الْفَضَائِلِ الْعَظِيمَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ فَمِنْ تِلْكَ الْفَضَائِلِ: الْغِنَى وَزَوَالُ الْفَقْرِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ).
وَمِنْ فَضَائِلِ الْحَجِّ وَبَرَكَاتِهِ: مَغْفِرَةُ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).
وَمِنْ فَضَائِلِ الْحَجِّ أَيْضًا: دُخُولُ الْجَنَّةِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ كَمَا ذَكَرَهُ الْقُرْطُبِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "أَنَّهُ الْحَجُّ الَّذِي وُفِّيَتْ أَحْكَامُهُ، وَوَقَعَ مَوْقِعًا لِمَا طُلِبَ مِنَ الْمُكَلَّفِ عَلَى الْوَجْهِ الْأَكْمَلِ".
وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِنَيْلِ الْحَجِّ الْمَبْرُورِ أَسْبَابًا؛ مَنْ حَقَّقَهَا نَالَ فَضَائِلَهُ وَخَيْرَاتِهِ؛ فَمِنْ تِلْكَ الْأَسْبَابِ:
طِيبُ الْمَطْعَمِ؛ وَعَلَى وَجْهِ الْخُصُوصِ النَّفَقَةُ الَّتِي يُؤَدِّي بِهَا هَذِهِ الْفَرِيضَةَ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا خَرَجَ الْحَاجُّ حَاجًّا بِنَفَقَةٍ طَيِّبَةٍ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، زَادُكَ حَلَالٌ، وَرَاحِلَتُكَ حَلَالٌ، وَحَجُّكَ مَبْرُورٌ غَيْرُ مَأْزُورٍ، وَإِذَا خَرَجَ بِالنَّفَقَةِ الْخَبِيثَةِ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لَا لَبَّيْكَ وَلَا سَعْدَيْكَ، زَادُكَ حَرَامٌ، وَنَفْقَتُكَ حَرَامٌ، وَحَجُّكَ مَأْزُورٌ غَيْرُ مَبْرُورٍ"(رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ).
وَمِنْهَا: أَنْ يَتَجَنَّبَ الْحَاجُّ الْمَعَاصِيَ، قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)[الْبَقَرَةِ: 197].
وَمِنْ أَسْبَابِ كَوْنِ الْحَجِّ مَبْرُورًا: أَنْ يُؤَدَّى عَلَى السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ؛ بِلَا نَقْصٍ فِيهِ وَلَا ابْتِدَاعٍ، وَلَا مُخَالَفَاتٍ؛ فَبَعْضُ الْحُجَّاجِ يَتَلَاعَبُ بِحَجِّهِ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَدَائِهِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ؛ لَا يَتَأَكَّدُ مِنْ حُدُودِ الْمَشَاعِرِ؛ يَقِفُ خَارِجَ عَرَفَةَ، وَيَبِيتُ خَارِجَ مُزْدَلِفَةَ، وَيَنْصَرِفُ مِنْ عَرَفَةَ قَبْلَ الْغُرُوبِ، وَيَرْمِي الْجَمَرَاتِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الرَّمْيِ، وَلَا يَسْتَقِرُّ فِي مِنًى أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَلَيَالِيَهَا، وَيَنْفِرُ مِنْ مِنًى قَبْلَ الْحَادِيَ عَشَرَ، وَيُوَكِّلُ مَنْ يَنُوبُ عَنْهُ فِي بَقِيَّةِ أَعْمَالِ الْحَجِّ، وَمِنَ الْحُجَّاجِ مَنْ لَا يَطُوفُ لِلْوَدَاعِ، وَمِنَ الْحُجَّاجِ مَنْ لَا يَجْتَنِبُ مَحْظُورَاتِ الْإِحْرَامِ، وَهَكَذَا يَقَعُ بَعْضُ الْحُجَّاجِ فِي مُخَالَفَاتٍ كَثِيرَةٍ قَدْ تَكُونُ مُبْطِلَةً لِلْحَجِّ؛ نَتِيجَةَ الْجَهْلِ وَعَدَمِ الْمُبَالَاةِ بِأَحْكَامِ الْحَجِّ.
عِبَادَ اللَّهِ: اسْتَجِيبُوا لِأَمْرِ رَبِّكُمْ وَأَتِمُّوا دِينَكُمْ، وَأَدُّوا مَا أَوْجَبَهُ عَلَيْكُمْ؛ مِنْ قَصْدِ بَيْتِهِ وَالْقِيَامِ بِمَنَاسِكِ الْحَجِّ عَلَى هَدْيِ نَبِيِّكُمْ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ تَسْعَدُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَبَادِرُوا بِأَدَاءِ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ وَلَا تَتَهَاوَنُوا فِيهَا؛ فَتَعْصُوا رَبَّكُمْ، فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ عِقَابُهُ وَسَخَطُهُ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم