الزواج في الإسلام

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2025-08-22 - 1447/02/28 2025-09-15 - 1447/03/23
عناصر الخطبة
1/حقيقة الزواج في شريعة الإسلام 2/بعض المعوقات في طريق الزواج 3/كيف يكون الزواج وسيلة للعفاف؟

اقتباس

وَالزَّوَاجُ مَوَدَّةٌ وَسَكَنٌ يَجْمَعُ قَلْبَيْنِ فِي عُشٍّ وَاحِدٍ دُونَ سَابِقِ عَهْدٍ بِاللِّقَاءِ؛ فَتَنْبُتُ بَيْنَهُمَا الرَّحْمَةُ وَالْوَفَاءُ، وَبِذَلِكَ يَكُونُ آيَةً مِنْ.. وَالزَّوَاجُ سَبِيلُ الصَّالِحِينَ، وَاتِّبَاعٌ لِسُنَّةِ الْمُرْسَلِينَ، وَالِانْقِطَاعُ عَنْهُ وَالزُّهْدُ فِيهِ شِعَارُ الْجَاهِلِينَ، وَطَرِيقُ الْمُخْفِقِينَ فِي...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاء:١]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:٧٠-٧١]؛ أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: الزَّوَاجُ فِي الْإِسْلَامِ اطْمِئْنَانٌ وَاسْتِقْرَارٌ، وَرَاحَةٌ وَهَنَاءٌ، وَطَهَارَةٌ وَنَقَاءٌ، وَعِزَّةٌ وَرِفْعَةٌ، وَإِحْصَانٌ وَعِفَّةٌ، وَغَضٌّ لِلْبَصَرِ عَنِ الْحَرَامِ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَالزَّوَاجُ مَوَدَّةٌ وَسَكَنٌ يَجْمَعُ قَلْبَيْنِ فِي عُشٍّ وَاحِدٍ دُونَ سَابِقِ عَهْدٍ بِاللِّقَاءِ؛ فَتَنْبُتُ بَيْنَهُمَا الرَّحْمَةُ وَالْوَفَاءُ، وَبِذَلِكَ يَكُونُ آيَةً مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ؛ قَالَ -تَعَالَى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الرُّوم:٢١].

 

وَالزَّوَاجُ حِفْظٌ لِلْأَنْسَابِ، وَوَسِيلَةٌ لِلتَّآلُفِ وَالِاجْتِمَاعِ بَيْنَ الْأُسَرِ الْمُتَبَاعِدَةِ؛ فَبِهِ تُصْبِحُ تِلْكَ الْأُسَرُ مُتَآزِرَةً قَوِيَّةً.

 

وَالزَّوَاجُ بِنَاءٌ لِأُسْرَةٍ جَدِيدَةٍ فِي الْمُجْتَمَعِ تَحْفَظُهُ مِنَ الْفَوَاحِشِ، وَتَرْفِدُهُ بِالْعَطَاءِ السَّخِيِّ مِنَ الْأَعْمَالِ النَّافِعَةِ، وَالذُّرِّيَّةِ الصَّالِحَةِ؛ فَإِنَّ الزَّوْجَ يَشْعُرُ بِالْمَسْؤُولِيَّةِ فَيَنْطَلِقُ لِطَلَبِ الرِّزْقِ وَالْعَمَلِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ، وَيَنْفَعُ مُجْتَمَعَهُ بَدَلًا مِنَ الْفَرَاغِ الْقَاتِلِ الَّذِي يُعَانِيهِ بَعْضُ الْعَاطِلِينَ عَنِ الزَّوَاجِ.

 

وَالزَّوَاجُ تَكْثِيرٌ لِلْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ؛ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ الْأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ).

 

وَالزَّوَاجُ سَبِيلُ الصَّالِحِينَ، وَاتِّبَاعٌ لِسُنَّةِ الْمُرْسَلِينَ، وَالِانْقِطَاعُ عَنْهُ وَالزُّهْدُ فِيهِ شِعَارُ الْجَاهِلِينَ، وَطَرِيقُ الْمُخْفِقِينَ فِي حَيَاتِهِمْ، قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)[الرَّعْدِ:٣٨].

 

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-؛ "أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: "لَا آكُلُ اللَّحْمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا: كَذَا وَكَذَا! لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".

 

هَذَا -يَا عِبَادَ اللَّهِ- هُوَ الزَّوَاجُ فِي الْإِسْلَامِ، تَحْصِينٌ وَبِنَاءٌ، وَإِكْرَامٌ وَنَمَاءٌ، وَأَمَانٌ وَصِحَّةٌ وَهَنَاءٌ.

 

إِنَّ الزَّوَاجَ سَحَابَةٌ هَتَّانَةٌ *** تَسْقِي الْحَيَاةَ جَلَاءَهَا وَهَنَاءَهَا

تَكْسُو النُّفُوسَ بِطَلِّهَا إِشْرَاقَةً *** تُهْدِي الْوُجُوهَ ضِيَاءَهَا وَسَنَاءَهَا

تَأْسُو جِرَاحَ الْأَرْضِ حِينَ سَخَائِهَا *** وَلَهَا تَكُونُ دَوَاءَهَا وَشِفَاءَهَا

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: رَغِّبُوا أَوْلَادَكُمْ بِالزَّوَاجِ، وَأَزِيحُوا الْمُعَوِّقَاتِ الَّتِي تَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ؛ أَلَا وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مُعَوِّقَاتِهِ: غَلَاءُ الْمُهُورِ وَكَثْرَةُ تَكَالِيفِ الْعُرْسِ؛ فَاتَّقُوا اللَّهَ -مَعْشَرَ الْآبَاءِ-، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْبَنَاتِ لَسْنَ تِجَارَةً لِلْبَيْعِ، مَنْ جَاءَ بِالْأَكْثَرِ تَزَوَّجَهُنَّ، وَإِلَّا قَعَدْنَ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى تَغْلُوَ السُّوقُ.

 

إِنَّ حَنَانَ الْأُبُوَّةِ يَحْمِلُ الْأَبَ عَلَى إِسْعَادِ ابْنَتِهِ؛ فَإِذَا وَجَدَ لَهَا طَالِبًا؛ فَإِنَّهُ لَا يَنْظُرُ إِلَى مَالِهِ، بَلْ إِلَى دِينِهِ وَخُلُقِهِ، فَأَنْتَ -أَيُّهَا الْأَبُ- إِذَا وَجَدْتَ لِبِنْتِكَ خَاطِبًا صَالِحًا؛ فَقَدْ كَسِبْتَ ابْنًا جَدِيدًا إِذَا زَوَّجْتَهُ، وَلَوْ أَعَنْتَهُ مِنْ مَالِكَ، وَإِنْ جَاءَكَ غَيْرُ صَالِحٍ فَزَوَّجْتَهُ؛ فَقَدْ خَسِرْتَ بِنْتَكَ وَلَوْ دَفَعَ لَكَ مَالًا كَثِيرًا.

 

نَسْأَلُ اللَّهَ -تَعَالَى- أَنْ يَحْفَظَنَا، وَيَحْفَظَ نِسَاءَنَا وَبَنَاتِنَا.

 

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالْعِظَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: ذَكَرْنَا فِي أَوَّلِ الْخُطْبَةِ أَنَّ الزَّوَاجَ أَعْظَمُ وَسِيلَةٍ لِلْعِفَافِ؛ فَكَيْفَ يَكُونُ كَذَلِكَ؟ يَكُونُ الزَّوَاجُ وَسِيلَةً لِلْعَفَافِ إِذَا حَصَلَ حُسْنُ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ؛ فَيَخْتَارُ الزَّوْجُ الزَّوْجَةَ الَّتِي تَمْلَأُ عَيْنَهُ وَقَلْبَهُ، وَتُعِفُّ نَفْسَهُ، وَتَحْفَظُ شَرَفَهُ وَأَوْلَادَهُ، وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ الْمَرْأَةُ.

 

مَعَ الْعِلْمِ أَنَّ الْحُصُولَ عَلَى زَوْجَةٍ أَوْ زَوْجٍ تُوُفِّرَتْ فِيهِ جَمِيعُ صِفَاتِ الْكَمَالِ الْمَطْلُوبَةِ غَيْرُ مُمْكِنٍ، وَلَكِنْ إِنْ كَرِهَ مِنْهَا شَيْئًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ؛ وَلِذَلِكَ جَاءَ الْحَثُّ فِي الشَّرِيعَةِ عَلَى اسْتِحْبَابِ النَّظَرِ بَيْنَ الْخَاطِبَيْنِ فَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَيَنْظُرُ إِلَيْهَا حَتَّى يَسْتَقِرَّ الِاخْتِيَارُ؛ فَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرْتُ لَهُ امْرَأَةً أَخْطُبُهَا فَقَالَ: "اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا؛ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا»؛ قَالَ: فَأَتَيْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ فَخَطَبْتُهَا إِلَى أَبَوَيْهَا، وَأَخْبَرْتُهُمَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَأَنَّهُمَا كَرِهَا ذَلِكَ، قَالَ: فَسَمِعَتْ ذَلِكَ الْمَرْأَةُ وَهِيَ فِي خِدْرِهَا فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَكَ أَنْ تَنْظُرَ فَانْظُرْ، وَإِلَّا فَإِنِّي أَنْشُدُكَ، كَأَنَّهَا عَظَّمَتْ ذَلِكَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فَتَزَوَّجْتُهَا، فَذَكَرَ مِنْ مُوَافَقَتِهَا"(رَوَاهُ أَحْمَدُ).

 

وَمَعَايِيرُ الِاخْتِيَارِ قَدْ بَيَّنَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهِيَ: الدِّينُ وَالْخُلُقُ.

 

وَيَكُونُ الزَّوَاجُ وَسِيلَةً لِلْعِفَّةِ حِينَ يَؤُدِّي كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ حُقُوقَ الْآخَرِ؛ فَمِنْ حُقُوقِ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ: طَاعَتُهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَخِدْمَتُهُ مِنْ دُونِ مَشَقَّةٍ غَيْرِ مُحْتَمَلَةٍ، وَإِعْفَافُهُ مِنْ غَيْرِ إِحْوَاجِهِ إِلَى غَيْرِهَا، وَتَزَيُّنُهَا لَهُ، وَحِرْصُهَا عَلَى فِعْلِ وَقَوْلِ مَا يُرْضِيهِ.

 

وَمِنْ جَانِبٍ آخَرَ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجَتِهِ؛ فَمِنْ حُقُوقِهَا عَلَيْهِ: النَّفَقَةُ عَلَيْهَا بِقَدْرِ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ، وَصِيَانَتُهَا وَإِعْفَافُهَا بِقَدْرِ الطَّاقَةِ، وَحُسْنُ مُعَاشَرَتِهَا بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَإِذَا عَرَضَتْ مُشْكِلَةٌ بَيْنَهُمَا فَهُنَاكَ حُلُولٌ لَهَا بَيَّنَتْهَا الشَّرِيعَةُ الْبَدِيعَةُ.

 

فَيَا -أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ- هَذَا هُوَ الزَّوَاجُ الَّذِي شَرَعَهُ اللَّهُ -تَعَالَى-؛ لِيَكُونَ سَبِيلًا إِلَى الْعِفَّةِ وَالسَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَارِنُوا فِي هَذِهِ الْعَلَاقَةِ الْعَظِيمَةِ بَيْنَ الْمُجْتَمَعِ الْمُسْلِمِ وَالْمُجْتَمَعَاتِ الْكُفْرِيَّةِ الَّتِي تَتَجَرَّعُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ آثَارَ الْإِبَاحِيَّةِ وَالِانْحِلَالِ الْأَخْلَاقِيِّ؛ فَكُونُوا -عِبَادَ اللَّهِ- يَدَ إِعَانَةٍ وَمُسَانَدَةٍ لِإِنْشَاءِ الْأُسْرَةِ الْمُسْلِمَةِ الْقَائِمَةِ عَلَى هَذِهِ الْقَاعِدَةِ الثَّابِتَةِ.

 

نَسْأَلُ اللَّهَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى.

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ:56].

المرفقات

الزواج في الإسلام.doc

الزواج في الإسلام.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات