مختارة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ (تحديث مستمر)

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2025-06-02 - 1446/12/06
التصنيفات:

اقتباس

المطلوب منا ألا ننسى إخواننا، وأن نساعدهم بكل وبجميع ما استطعنا، وأن نسأل الله -تعالى- لهم الثبات والنصر والمدد من عنده... ثم نقبل على أولادنا وأهلنا فندخل عليهم السرور والفرح بالعيد الميمون، ونوسع...

عيد يعود علينا كل عام يحمل لنا معه البشريات والورود والمرح والسرور، تذبح فيه الأضاحي ويكثر في ديار المسلمين الطعام مما لذ وطاب، وتتألق في البيوت الأثاث والرياش، ويتباهى فيه الأطفال -بل والكبار- بجميل الثياب وأنيق الهندام، ويُوسَع فيه على الغني والفقير، ويسعد فيه قلب الكبير وقلب الصغير، تجد ذلك في جميع بلاد المسلمين، وفي جمع بيوت المسلمين، وفي جميع قلوب المسلمين... 

 

اللهم إلا بلدًا واحدًا هو فلسطين! اللهم إلا بيتًا واحدًا هو بيت المسلم في غزة! اللهم إلا قلبًا واحدًا هو قلب الطفل في غزة!... فعيدهم مملوء قتلًا ودمًا ودمارًا، وقلوبهم مملوءة كمدًا وحزنًا وخذلانًا، أما بيوتهم فليست مملوءة بشيء؛ لأنها لم تعد موجودة من الأصل، لقد محيت بيوتهم من على وجه الأرض بقنبلة من طائرة، أو بقذيفة من دبابة، أو بطلقات من مدفع!

 

عيد يهل وفي الحشا أوجاعُ؛ *** أهلي هناك مشردون جياعُ

عيد يهل وأمنيات حرائر *** ألا يُدنس عرضهن ضِباعُ 

عيد يهل وحلم كل صبية *** ألا يمزق جسدها ويُشاع

عيد يعود وفي الصدور حرقة *** ممن لَهَو بقضيتي أو باعوا

عيد يعود وأمتي يسعى بها *** نحو الضياع مدنفون رعاعُ

 

***

 

ولم تكن هكذا أبدًا أعيادُنا فيما مضى؛ إن عدنا إلى تاريخ أمتنا وجدنا أعياد المسلمين عزة وكرامة وإباء وشموخًا وقوة على الأعداء... إن أعيادنا كانت توسعة وسعة، وحبورًا وسرورًا وسعادة وهناءة وفرحة؛ فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا"(متفق عليه).

 

***

 

لكن هل معنى هذا أن ننزوي اليوم على أنفسنا، ونجتر مأساتنا، ونغرق في أحزاننا، ونستغرق في ماضينا، ونستسلم لأوهامنا؟!... 

والإجابة: كلا، أبدًا؛ فما كان الإسلام يومًا دين خنوع وانهزامية، ولا دين يأس وقنوط من رحمة الله -والعياذ بالله-، بل على العكس تمامًا؛ إن المطلوب منا أن نضمد جراحنا ونلملم أحزاننا ونتجاوز انكساراتنا، ثم نقوم فنعزم أمرنا ونجمِّع شتاتنا ونعود بكليتنا إلى ديننا ونحكِّم قرآننا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فهذا هو الطريق وما سواه ضياع ووهم وخبال وخسران.  

 

المطلوب منا ألا ننسى إخواننا، وأن نساعدهم بكل وبجميع ما استطعنا، وأن نسأل الله -تعالى- لهم الثبات والنصر والمدد من عنده... ثم نقبل على أولادنا وأهلنا فندخل عليهم السرور والفرح بالعيد الميمون، ونوسع عليهم بالحلال المباح، ونقيم شعائرنا؛ فنصدع بالتكبير، ونخرج إلى صلاة العيد، فنقرأ فيها بسورتين اثنتين هما: الأعلى والغاشية؛ فعن النعمان بن بشير قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العيدين، وفي الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية"، قال: "وإذا اجتمع العيد والجمعة، في يوم واحد، يقرأ بهما أيضا في الصلاتين"(رواه مسلم).  

 

ثم نذبح أضحيتنا، ونطعم الأهل والأحباب والفقراء والمساكين... فقد قال نبينا -صلى الله عليه وسلم- في يوم عيد أضحى: "إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع، فننحر فمن فعل فقد أصاب سنتنا"(متفق عليه)، ولا يشرع في هذه الأيام عبادة الصيام؛ فعن نبيشة الهذلي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيام التشريق أيام أكل وشرب"(رواه مسلم).

 

المطلوب منا أن نصل أرحامنا، ونصلح بين المتخاصمين، ونزور المنكسرين، ونتصدق على المساكين، ونؤلف بين قلوب المسلمين، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عيد، فصلى ركعتين لم يصل قبل ولا بعد، ثم مال على النساء، ومعه بلال فوعظهن، وأمرهن أن يتصدقن"، فجعلت المرأة تلقي القلب والخرص"(متفق عليه)، المراد بالقلب هنا: السوار، وبالخرص: الحلق الذي يعلق في الأذن.

 

المطلوب منا أن نصلح ما بيننا وبين ربنا -عز وجل- فنغادر ذنوبنا، ونتوب وننيب ونرجع ونؤوب، ثم نفرح بالحلال الطيب المباح؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58].

 

 المطلوب منا أن يهنئ بعضنا بعضًا بالعيد؛ فعن جبير بن نفير قال: "كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم"(الحاوي، للسيوطي).

 

ويسن لنا ألا نأكل قبل صلاة العيد شيئًا حتى نعود فنذبح ونأكل من أضحيتنا؛ فعن بريدة -رضي الله عنه- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، وكان لا يطعم يوم النحر حتى يرجع فيأكل من ذبيحته"(رواه الطبراني في الأوسط).

 

ومن لم تكن له أضحية فلا يحزن فقد ضحى عنه سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم-؛ فعن جابر بن عبد الله قال: شهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأضحى بالمصلى، فلما قضى خطبته نزل من منبره وأتي بكبش فذبحه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده، وقال: "بسم الله والله أكبر، هذا عني وعمن لم يضح من أمتي"(رواه أبو داود، وصححه الألباني).

 

بخير الرسل أحمد ذي الأيادي *** علينا سح وبل اليُمن سحا

سعى في نصرنا ورمى عدانا *** وعنا يوم عيد النحر ضحى 

(المقتفى؛ لابن حبيب الحلبي).

 

وبقيت للعيد سنن وآداب، وحِكَم وأحكام، ووقائع وأيام... قد فصَّلها خطباؤنا بعد أن هنأوا المسلمين بالعيد الميمون، وقد نقلنا ها هنا عددًا من خطبهم:

 

الخطبة الأولى:

خطبة عيد الأضحى المبارك 1446هـ (لزوم الإيمان في الشدائد) الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل

الخطبة الثانية:

خطبة عيد الأضحى 1446 ، الشيخ محمد ابراهيم السبر

الخطبة الثالثة: 

خطبة عيد الأضحى 1446، الشيخ منصور محمد الصقعوب

الخطبة الرابعة:

خطبة عيد الأضحى 1446، الشيخ سليمان الحربي

الخطبة الخامسة:

خطبة عيد الأضحى لعام 1446 الذبيح وسنة الأضحية، الشيخ عبدالله بن علي الطريف

الخطبة السادسة:

خطبة عيد الأضحى المبارك «أضحية بعد تضحية» لعام 1446، د عبدالعزيز التويجري

الخطبة السابعة:

 خطبة عيد الأضحى 1446، الشيخ عبدالعزيز بن محمد النغيمشي

الخطبة الثامنة:

خطبة عيد الأضحى 1446– شعائر الإسلام، الشيخ راكان المغربي

الخطبة التاسعة:

خطبة عيد النحر 1446، الشيخ عبدالله بن محمد البصري

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات