عناصر الخطبة
1/ درس العبودية. 2/ درس الاتباع. 3/ درس الأمة الواحدة.اقتباس
يُحرِمُ مُلبِّيًا أمرَ ربِّهِ، يَكُفُّ عنِ المحظوراتِ منَ الطِّيبِ والنِّساءِ وتلكَ الثِّيابِ؛ لأنَّ ربَّهُ أمرَهُ بذلكَ، يَطوفُ ببيتِ ربِّهِ ويَسعَى بينَ الصَّفا والمروةِ تعبُّدًا لمولاهُ، يَبيتُ بمِنًى ثمَّ يَقِفُ بعرفةَ ثم يَبيتُ بالمُزدلفةِ تاركًا ترفُهَهُ...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الذي لَبَّى له الموحِّدون، وخَضَعَ لِعَظَمَتِهِ المُخْبِتُون، واستجابَ لِشَرْعِهِ المؤمنون، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلّى اللهُ عليه وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ: فاتقوا اللَّهَ -عبادَ اللَّهِ- حقَّ التَّقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنَّجوى؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
عبادَ الله: قال ربُّنا -سبحانَه-: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)[الحج: 27-28].
ما أعظمَ عبوديَّةَ الحجِّ! وما أعظمَ دروسَه ومنافعَه! تِلكُمُ المنافعُ التي تشملُ الدُّنيا والآخرة.
إنّ الحجَّ مدرسةٌ إيمانيَّةٌ تربويَّةٌ عظيمة، لا يُحيط بها علمًا إلا اللهُ، وهذه وقَفاتٌ على ثلاثةِ دروسٍ، ما أحوجَ الأمّةَ إليها في هذه الأيّام!
فدرسُ الحجِّ الأوَّلُ: أنّه يُذَكِّرُكَ بغايتِك التي خُلِقتَ لأجلِها، وهي العبوديّةُ للهِ وحدَه لا شريكَ له، قالَ -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56].
ما معنى الحجِّ؟ ولماذا أمرَ اللهُ إبراهيمَ أنْ يؤذِّنَ في النّاسِ بالحجِّ؟
الحجُّ أنْ يقصدَ المسلمُ بيتَ اللهِ لأداءِ النُّسكِ، ليقومَ بتلكَ الأقوالِ والأفعالِ تَقرُّبًا لربِّ العالمينَ.
يَخرُجُ الحاجُّ باذلًا مالَهُ وجُهدَهُ، تاركًا أهلَهُ وولدَهُ، متَّجهًا إلى بلدٍ قد تَبعُدَ عنه آلافَ الأميالِ، يُريدُ رِضوانَ ربِّهِ.
يُحرِمُ مُلبِّيًا أمرَ ربِّهِ، يَكُفُّ عنِ المحظوراتِ منَ الطِّيبِ والنِّساءِ وتلكَ الثِّيابِ؛ لأنَّ ربَّهُ أمرَهُ بذلكَ، يَطوفُ ببيتِ ربِّهِ ويَسعَى بينَ الصَّفا والمروةِ تعبُّدًا لمولاهُ، يَبيتُ بمِنًى ثمَّ يَقِفُ بعرفةَ ثم يَبيتُ بالمُزدلفةِ تاركًا ترفُهَهُ وتنعُّمَهُ، غايتُهُ: لعلَّكَ تَرضى يا ربُّ، يَذبَحُ نُسُكَهُ ويَرمِيَ تلكَ الجمَراتِ مُستشعرًا أنّهُ عبدٌ يتقرَّبُ لربِّهِ العظيمِ الجليلِ الذي يَستحقُّ وحدَهُ أنْ يُعبَدَ محبَّةً وتذلُّلًا؛ لأنَّهُ اللهُ ذو الجلالِ والإكرامِ.
إنَّنا في عصرِ تأليهِ الإنسانِ، حيثُ لم تَسلَمِ العبادةُ أنْ تَبقَى للهِ أوّلًا وآخرًا، بل أرادَ المُحرِّفونَ أنْ يَجعلوا غايتَها نفعَ الإنسانِ فقط؛ فتراهم يُفتِّشونَ في كلِّ عبادةٍ عن أَثَرِها في حياتِهِ المادِّيَّةِ؛ ليُقنِعَ نفسَهُ بها أو يَنصَرِفَ عنها زاهدًا.
تأمَّلْ هذا الحديثَ وهو يُخبِرُكَ عن حالِ الذي يَحُجُّ حقًّا للهِ -تعالى-؛ يَقُولُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي! أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا!”(رواه أحمد).
“أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا”، هذا هو المقصِدُ وتلكم هي الغايَةُ، ولن يَفْقَهَ تلكَ الغايَةَ إلّا عبدٌ مؤمِنٌ بربِّهِ، مُحِبٌّ لمولاهُ، مُعَظِّمٌ لِجلالِهِ، مُقِرٌّ بإحسانِهِ وإكرامِهِ.
والدَّرسُ الثاني -عبادَ اللهِ-: أنَّ مِن معالِمِ العبوديَّةِ اتّباعَ تلكَ الشَّريعةِ التي شَرَعَها ربُّ العالمينَ، دونَ اعتراضٍ أو زيادةٍ أو نقصانٍ، بلا إفراطٍ ولا تفريطٍ، استسلامٌ وتسليمٌ، خضوعٌ وانقيادٌ، قال -تعالى-: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)[الأعراف: 3].
ما أَبْيَنَ هذا الدرسَ في مناسكِ الحجِّ!
شَرَعَ اللهُ الحجَّ في وقتٍ واحدٍ من كلِّ عامٍ، وشَرَعَ اللهُ مواقيتَ مكانيةً لا يجوزُ لِمَن قصدَ الحجَّ أنْ يتجاوزَها دونَ إحرامٍ، ولا يُشرَعُ أنْ يُحرِمَ قبلَها تعبُّدًا؛ لأنَّكَ عبدٌ للهِ تتَّبعُ شرعَهُ الذي أعلَمَكَ بهِ كيفَ تعبُدَهُ.
قَالَ رجلٌ للإمام مالك بن أنس يومًا: من أَيْن أُحرِم؟ قَالَ: “مِن حَيْثُ أَحْرَمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-”؛ قَالَ الرجل: فَإِنْ زِدْتُ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ مالك: “فَلَا تَفْعَل؛ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْفِتْنَةَ!”؛ قَالَ الرجل: وَمَا فِي هَذَا مِنَ الْفِتْنَةِ؟! إِنَّمَا هِيَ أَمْيَالٌ أَزِيدُهَا! قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النور: 63]”؛ قَالَ الرجل: وَأَيُّ فِتْنَةٍ فِي هَذَا؟ قَالَ: “وَأَيُّ فِتْنَةٍ أعَظْمُ مِنْ أَنْ تَرَى أَنَّكَ أَصَبْتَ فَضْلًا قَصَّرَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، أَوْ تَرَى أَنَّ اخْتِيَارَكَ لِنَفْسِكَ خَيْرٌ مِنِ اخْتِيَارِ اللَّهِ واخْتِيَارِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟!”.
تأتي البيتَ الحرامَ فتطوفُ بالبيتِ سبعًا، وتَسعَى بينَ الصَّفا والمروةِ سبعًا، هكذا تَمتثِلُ دونَ زيادةٍ أو نُقصانٍ.
إنْ طُفتَ شَرَعَ اللهُ لكَ في طوافِكَ الاضطباعَ، وهو كشفُ الكتفِ الأيمنِ، معَ الرَّمَلِ – وهو الإسراعُ في المشي معَ تَقارُبِ الخُطى- في الأشواطِ الثلاثةِ، ثمَّ تتذكَّرُ لماذا كانتْ هذهِ السُّنَّةُ ولماذا صارَتْ سُنَّةً إلى يومِ القيامةِ؟
لقد قدِم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مكةَ مع أصحابه لأداء العمرة، وذلك قبل فتح مكة، فَقَالَ المُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ وَفْدٌ وَهَنَهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- “أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ الثَّلاَثَةَ، وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ جَلَدَهُمْ”؛ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّ الْحُمَّى قَدْ وَهَنَتْهُمْ، هَؤُلَاءِ أَجْلَدُ مِنْ كَذَا وَكَذَا.(رواه البخاري ومسلم).
لكنْ أينَ المشركونَ في مكَّةَ بعدَ أنْ فتحَها اللهُ؟ جاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطلُ؛ فلماذا نَفعلُها اليومَ؟ يجيبنا الفاروق عمر -رضي الله عنه- فيقول: “فِيمَ الرَّمَلَانُ الْيَوْمَ وَالْكَشْفُ عَنْ الْمَنَاكِبِ وَقَدْ أَطَّأَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَنَفَى الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ؟ مَعَ ذَلِكَ لَا نَدَعُ شَيْئًا كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-”(رواه أبو داود).
تطوفُ بالبيت، فإن مكَّنكَ اللهُ من الحجر الأسود شَرَع الله لك تقبيلَه لا تقديسَه، تُقبِّلُه سُنَّةً واتّباعًا، كما قال عمر بن الخطاب بعدما قبّل الحجر الأسود: “إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ، لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ”(رواه البخاري ومسلم).
يذهبُ الحاجُّ ليلتقِطَ تلك الحصى ليرميَ الجمَرات، بعددٍ وحجمٍ معلوم، عبوديةً وتسليمًا واتِّباعًا للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- الذي قَالَ لابْن عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- في حَجَّته: “هَاتِ، الْقُطْ لِي”؛ قال: فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ، قَالَ: “بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ”(رواه النسائي).
أرأيتَ حَصَيَاتٍ حجمُها فوقَ الحِمَّصِ ودونَ البُندُقِ، لا تَزيدُ على ذلكَ، يُحَذِّرُ أُمَّتَهُ منَ الغُلُوِّ ولو كانَ في حجمِ حَصاةٍ.
لقد أَكمَلَ اللهُ الدِّينَ وأَنزَلَ هذهِ الآيةَ يومَ عرفةَ في حَجَّةِ الوداعِ؛ قال -سبحانه-: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3].
تَمَّ الدِّينُ، لا نَقصَ فيهِ؛ ولهذا بُنِيَ على التَّسليمِ والاتِّباعِ، لا على الاعتراضِ والابتداعِ.
باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيمِ، ونَفَعني وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأَستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفِروهُ؛ إنَّه هو الغَفورُ الرّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ الله، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن والاهُ، وبعدُ:
عبادَ الله: أتَدرونَ بماذا سَمّانا اللهُ في سورةِ الحجِّ؟ قال الله -تعالى-: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)[الحج: 78].
هذهِ الأُمَّةُ اختارَ اللهُ لها اسمًا جامعًا، يَجمعُ أفرادَها على اختلافِ أجناسِهم وألوانِهم وأعراقِهم ولُغاتِهم، سمَّاهم اللهُ المُسلِمينَ، تلكمُ السِّمَةُ العُليا التي تُخبِرُ عن أُمَّةٍ عنوانُ حياتِها الاستسلامُ لأمرِ اللهِ، يُوالي بعضُهم بعضًا على اسمِ الإسلامِ، لا تُفرِّقُهم القوميّاتُ العِرقيّةُ ولا الحُدودُ الوَطنيّةُ.
إنَّكَ ترى الحجيجَ جاؤوا من أقطارِ الدُّنيا، اختلفت ألوانُهم وأجناسُهم وأعراقُهم وعاداتُهم ولُغاتُهم، إلّا أنَّهُم جميعًا رَبُّهُم وإلهُهُم واحدٌ، ودينُهُم واحدٌ، وكتابُهُم واحدٌ، وشريعتُهُم واحدةٌ، يُؤمنونَ بجميعِ الأنبياءِ وخاتِمِهِم محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وقَفوا جميعًا في وقتٍ واحدٍ، على صعيدٍ واحدٍ، يعبدونَ ويَقصِدونَ ربًّا واحدًا، إعلانًا للدنيا أنّها الأُمَّةُ الواحدةُ المُوَحِّدةُ.
إنَّ هذا الدرسَ -وهو درسنا الثالث- درسُ الأُمَّةِ الواحدةِ ما أَحوجَ الأُمَّةَ إليهِ اليومَ، بعدما فَرَّقَها أعداؤُها بالحدودِ والقوميّاتِ، والعَصبيَّةِ الجاهليَّةِ، حتى صارَ كلُّ مسلمٍ يَنتَمي أوّلَ ما يَنتَمي إلى حدودٍ مُصطَنعةٍ، وقوميّاتٍ مُختَرَعةٍ، يُوالي ويُعادي عليها، لها يَعملُ ولأَجلِها يُحِبُّ ويبغض، وعليها يَنصُرُ ويَخذُلُ.
إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وقفَ يومَ عرفةَ خطيبًا في أصحابِهِ فقال: “أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ”(رواه مسلم).
وإنَّ منَ الجاهليَّةِ أنْ يَنتَميَ الإنسانُ تَعَصُّبًا وعَمَلًا، نَصرًا وخِذلانًا، إلى غيرِ الإسلامِ، يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ ادَّعَى دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ”، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: “وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ، عِبَادَ اللَّهِ”(رواه الترمذي).
لقدْ وضعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- القاعدة فقال: “المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ”(رواه البخاري ومسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “الـمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ”(رواه النسائي)؛ أيُّ مسلمٍ في أيِّ جَنَباتِ الدنيا يَفرَحُ المسلمونَ لفَرَحِهِ، ويَحزَنونَ لحُزنِهِ، مُصابُهُ مُصابُهُم، لا يَخذُلونَهُ ولا يَتَخلَّونَ عنهُ.
ماذا لو كانَ هذا الدرسُ حيًّا في حياةِ المسلمينَ اليومَ؟
اللَّهُمَّ انصُرِ الإسلامَ وأعِزَّ المسلمينَ، وأهْلِكِ اليهودَ المجرمينَ، اللَّهُمَّ وأنزِلِ السَّكينةَ في قلوبِ المجاهدينَ في سبيلِكَ، ونَجِّ عبادَكَ المستضعَفينَ، وارفعْ رايةَ الدِّينِ، بقُوَّتِكَ يا قويُّ يا متينُ.
اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلمُسلِمِينَ وَالمُسلِمَاتِ، وَالمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ، الأَحيَاءِ مِنهُم وَالأَموَاتِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلبِرِّ وَالتَّقوَى.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
عِبَادَ اللَّهِ: اُذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم