بيان عدم جواز الحج بلا تصريح
عايد القزلان التميمي
1446/11/17 - 2025/05/15 05:16AM
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَلِكِ الْعَلَّامِ، الَّذِي فَرَضَ عَلَيْنَا الْحَجَّ إِلَى بَيْتِهِ الْحَرَامِ، وَجَعَلَهُ مَرَّةً فِي الْعُمْرِ لَا كُلَّ عَامٍ، وَجَعَلَ ذَلِكَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ فَيَا عِبَادَ اللَّهِ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهَ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: يَقُولُ رَبَّنَا فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ .: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
واعلموا عباد الله أن الْحَجُّ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ الْخَمْسَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ، وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلاً )) (متفق عليه).
وَمَنْ رَحِمَة اللَّهِ أَن أَوْجَبَ الْحَجَّ عَلَى عِبَادِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْعُمْرِ حَتَّى لَا يَشُقّ عَلَيْهِمْ . ؛ فعن ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ رضي الله عنه سَأَلَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ أَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً؟ قَالَ: "بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ"(رواه أَبُو دَاوُد وصححه الألباني).
والنَّبِيَّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَحُجُ بَعْدَ هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَّا حَجَّةً وَاحِدَة.وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْحَجَّ لَا يَجِبُ عَلَى المستطيع إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةٍ.
عِباد اللهِ:
وَمَنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَعَزَمَ عَلَى ذَلِكَ فَعَلَيْهِ مَعْرِفَةُ أَحْكَامِهِ وَوَاجِبَاتِهِ وَأَرْكَانِهِ, وَالِالْتِزَامُ بِالْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الصَّادِرَةِ لِتَنْظِيمِ الْحَجِّ وَتَيْسِيرِهِ لِلنَّاسِ وَالَّتِي وُضِعَتْ لِخِدْمَةِ الْحُجَّاجِ وَحِمَايَتِهِمْ، وَالِالْتِزَامُ بِالْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ هُوَ مِنْ تَعْظِيمِ شَعِيرَةِ الْحَجِّ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: (( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)).
عباد اللَّه وَاعْلَمُوا أَنَّ حُكُومَةَ بِلَادنَا -حَفِظَهَا اللَّهُ- نَظّمَت شُؤُون الْحَجّ، وَوَضَعَتْ الأَنْظِمَة وَالْإِجْرَاءَات لِتَنْظِيم الْحَجِّ مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَة الْحجاج وَسَلَامَتِهِمْ وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهَا أَلْزَمْت بِاسْتِخْرَاج تَصْرِيحٍ لِلْحَجِّ؛ وَقَدْ صَدَرَ بَيَانَ هَيْئَةِ كِبَار الْعُلَمَاءِ .
بِأَنَّ الِالْتِزَامَ بِاسْتِخْرَاج تَصْرِيح الْحَجّ مُسْتَنِدٌ إلَى مَا تُقَرُّرُهُ الشَّرِيعَة الْإِسْلَامِيَّةِ مِنْ التَّيْسِيرِ عَلَى الْعِبَادِ فِي الْقِيَامِ بِعِبَادَاتِهِمْ وَشَعَائِرِهِمْ، وَرَفْعِ الْحَرَجِ عَنْهُمْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}،
وَالْإِلْزَامُ بِاسْتِخْرَاج تَصْرِيح الْحَجِّ إنَّمَا جَاءَ بِقَصْد تَنْظِيم عَدَد الْحُجَّاجِ بِمَا يُمَكِّن هَذِه الْجُمُوع الْكَبِيرَةِ مِنْ أَدَاءِ هَذِهِ الشَّعِيرَةِ بِسَكِينَةٍ وَسَلَام.
فَالْتِزَام مُرِيدِي الْحَجّ بِالتَّصْرِيح يُحَقِّقُ مَصَالِحَ كَثِيرَة مِنْ جَوْدَةِ الْخِدْمَات الْمُقَدِّمَة لِلْحَجَّاج فِي أَمْنِهِمْ وَسَلَامَتِهِمْ وَسَكنهم وَإِعَاشَتِهم، وَيَدْفَعُ مَفَاسِدَ عَظِيمَة مِنْ الِافْتِرَاشِ فِي الطُّرُقَاتِ الَّذِي يُعِيق تَنَقُّلَاتِهِمْ وَتَفْوِيجِهِمْ ، وَتَقْلِيل مَخَاطِر الِازْدِحَام وَالتَّدَافُع الْمُؤَدِّيَةِ إلَى التَّهْلُكَة.
عِبَاد اللَّهِ إِنَّ الِالْتِزَام بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيح لِلْحَجِّ هُوَ مِنْ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (( مَن أطَاعَنِي فقَدْ أطَاعَ اللَّهَ، ومَن عَصَانِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ، ومَن يُطِعِ الأمِيرَ فقَدْ أطَاعَنِي، ومَن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي )) متفق عليه.
وَجَاءَ فِي البَيَانٍ الذي أَصَدَرَتْهُ هَيْئَةُ كبَارِ العُلماء أنّهُ: لا يَجُوزُ الذْهَابُ إلى الحَجِ دونَ أخذِ تصريحٍ، ويأثمُ فاعِلُهُ لمَا فِيهِ مِنْ مُخَالفةِ أمرِ وليِ الأمرِ، ولمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الإضرارِ بِعُمومِ الحَجَاجِ، وإنْ كَانَ الحَجُ فَرِيضَةً وَلمْ يتمكنِ المُكلّفُ مِنْ استخراجِ التصريحِ؛ فإنَّهُ فِي حُكمِ عَدَمِ المُستطيعِ؛ لقولِهِ تَعَالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾. وقولِهِ ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾.
عِبَاد اَللَّهِ وَمِنْ اَلْمَحَاذِيرِ اَلْعَظِيمَةِ فِي اَلْحَجِّ بِلَا تَصْرِيحِ أَنَّهُ لَا يَقْتَصِرُ ضَرَرُهُ عَلَى اَلْمُخَالِفِ، بَلْ يَتَعَدَّى إِلَى غَيْرِهِ، فَيُسَبِّبُ اَلزِّحَام فِي اَلْمَشَاعِرِ، وَيُؤْذِي اَلْحُجَّاج، وَيُعِيقَ اَلْخِدْمَات، وَيُشْغَلَ اَلْجِهَات اَلْأَمْنِيَّةَ وَالصِّحِّيَّةَ، وَكُلّ ذَلِكَ مِنْ اَلضَّرَرِ اَلْمُتَعَدِّي اَلْمُحَرَّمِ شَرْعًا، فَعَنْ أَبِي سَعِيدْ اَلْخُدْرِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ. (( لا ضَررَ ولا ضِرارَ )).
بارك الله لي ولكم....
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأنعم علينا بالإيمان، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُاللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الِهِ وَصَحْبِهِ وسلّم تسليما كثيراً .
أَمَّا بَعْدُ فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اعْلَمُوا أَنَّ الْحَجَّ بِتَصْرِيحٍ يُجَسِّد الْحِرْصَ عَلَى سَلَامَةِ حُجَّاج بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَرِعَايَةً لِمَصَالِحِهِمْ، وَحِرْصًا عَلَى سَلَامَتِهِمْ.
عِبَاد الله إِنَّ الِامْتِثَال لِأَنْظِمَةِ وَتَعْلِيمَات الدَّوْلَة دَليل الْعَقْل وَالْحِكْمَة وَالْأمَانَة وَالْمَسْؤُولِيَّة.
وَكَذَلِكَ اِلْتِزَام الْحَاجّ بِالْأَنْظِمَة وَالتَّعْلِيمَات الَّتِي صَدَرَت لِلتَّمْكِين مِنْ أَدَاء هَذِهِ الشَّعِيرَة بِأَمْن وَيُسْر وَسِكِّينَة دَاخِل فِي تَقْوَى الله فِي أَدَاء نُسُك الْحَجّ وَفِي تَعْظِيم حَرَم الله وَحُرْمَاته وَمَشَاعِره قَال اللهُ تَعَالَى: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ)
ونسأل الله تعالى أن يُيَسِّر للحُجَاج حَجّهُم وأن يحفظهم في حِلِّهم وتِرْحَالِهِم وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده خير الجزاء لما يقدمون من جهود وخدمات جليلة في سبيل أداء المسلمين لمناسكهم بِيُسْرٍ وطمأنينة .
عباد الله: صلوا وسلموا على رسول الله.....
أَمَّا بَعْدُ فَيَا عِبَادَ اللَّهِ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهَ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: يَقُولُ رَبَّنَا فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ .: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
واعلموا عباد الله أن الْحَجُّ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ الْخَمْسَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ، وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلاً )) (متفق عليه).
وَمَنْ رَحِمَة اللَّهِ أَن أَوْجَبَ الْحَجَّ عَلَى عِبَادِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْعُمْرِ حَتَّى لَا يَشُقّ عَلَيْهِمْ . ؛ فعن ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ رضي الله عنه سَأَلَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ أَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً؟ قَالَ: "بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ"(رواه أَبُو دَاوُد وصححه الألباني).
والنَّبِيَّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَحُجُ بَعْدَ هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَّا حَجَّةً وَاحِدَة.وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْحَجَّ لَا يَجِبُ عَلَى المستطيع إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةٍ.
عِباد اللهِ:
وَمَنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَعَزَمَ عَلَى ذَلِكَ فَعَلَيْهِ مَعْرِفَةُ أَحْكَامِهِ وَوَاجِبَاتِهِ وَأَرْكَانِهِ, وَالِالْتِزَامُ بِالْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الصَّادِرَةِ لِتَنْظِيمِ الْحَجِّ وَتَيْسِيرِهِ لِلنَّاسِ وَالَّتِي وُضِعَتْ لِخِدْمَةِ الْحُجَّاجِ وَحِمَايَتِهِمْ، وَالِالْتِزَامُ بِالْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ هُوَ مِنْ تَعْظِيمِ شَعِيرَةِ الْحَجِّ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: (( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)).
عباد اللَّه وَاعْلَمُوا أَنَّ حُكُومَةَ بِلَادنَا -حَفِظَهَا اللَّهُ- نَظّمَت شُؤُون الْحَجّ، وَوَضَعَتْ الأَنْظِمَة وَالْإِجْرَاءَات لِتَنْظِيم الْحَجِّ مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَة الْحجاج وَسَلَامَتِهِمْ وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهَا أَلْزَمْت بِاسْتِخْرَاج تَصْرِيحٍ لِلْحَجِّ؛ وَقَدْ صَدَرَ بَيَانَ هَيْئَةِ كِبَار الْعُلَمَاءِ .
بِأَنَّ الِالْتِزَامَ بِاسْتِخْرَاج تَصْرِيح الْحَجّ مُسْتَنِدٌ إلَى مَا تُقَرُّرُهُ الشَّرِيعَة الْإِسْلَامِيَّةِ مِنْ التَّيْسِيرِ عَلَى الْعِبَادِ فِي الْقِيَامِ بِعِبَادَاتِهِمْ وَشَعَائِرِهِمْ، وَرَفْعِ الْحَرَجِ عَنْهُمْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}،
وَالْإِلْزَامُ بِاسْتِخْرَاج تَصْرِيح الْحَجِّ إنَّمَا جَاءَ بِقَصْد تَنْظِيم عَدَد الْحُجَّاجِ بِمَا يُمَكِّن هَذِه الْجُمُوع الْكَبِيرَةِ مِنْ أَدَاءِ هَذِهِ الشَّعِيرَةِ بِسَكِينَةٍ وَسَلَام.
فَالْتِزَام مُرِيدِي الْحَجّ بِالتَّصْرِيح يُحَقِّقُ مَصَالِحَ كَثِيرَة مِنْ جَوْدَةِ الْخِدْمَات الْمُقَدِّمَة لِلْحَجَّاج فِي أَمْنِهِمْ وَسَلَامَتِهِمْ وَسَكنهم وَإِعَاشَتِهم، وَيَدْفَعُ مَفَاسِدَ عَظِيمَة مِنْ الِافْتِرَاشِ فِي الطُّرُقَاتِ الَّذِي يُعِيق تَنَقُّلَاتِهِمْ وَتَفْوِيجِهِمْ ، وَتَقْلِيل مَخَاطِر الِازْدِحَام وَالتَّدَافُع الْمُؤَدِّيَةِ إلَى التَّهْلُكَة.
عِبَاد اللَّهِ إِنَّ الِالْتِزَام بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيح لِلْحَجِّ هُوَ مِنْ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (( مَن أطَاعَنِي فقَدْ أطَاعَ اللَّهَ، ومَن عَصَانِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ، ومَن يُطِعِ الأمِيرَ فقَدْ أطَاعَنِي، ومَن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي )) متفق عليه.
وَجَاءَ فِي البَيَانٍ الذي أَصَدَرَتْهُ هَيْئَةُ كبَارِ العُلماء أنّهُ: لا يَجُوزُ الذْهَابُ إلى الحَجِ دونَ أخذِ تصريحٍ، ويأثمُ فاعِلُهُ لمَا فِيهِ مِنْ مُخَالفةِ أمرِ وليِ الأمرِ، ولمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الإضرارِ بِعُمومِ الحَجَاجِ، وإنْ كَانَ الحَجُ فَرِيضَةً وَلمْ يتمكنِ المُكلّفُ مِنْ استخراجِ التصريحِ؛ فإنَّهُ فِي حُكمِ عَدَمِ المُستطيعِ؛ لقولِهِ تَعَالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾. وقولِهِ ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾.
عِبَاد اَللَّهِ وَمِنْ اَلْمَحَاذِيرِ اَلْعَظِيمَةِ فِي اَلْحَجِّ بِلَا تَصْرِيحِ أَنَّهُ لَا يَقْتَصِرُ ضَرَرُهُ عَلَى اَلْمُخَالِفِ، بَلْ يَتَعَدَّى إِلَى غَيْرِهِ، فَيُسَبِّبُ اَلزِّحَام فِي اَلْمَشَاعِرِ، وَيُؤْذِي اَلْحُجَّاج، وَيُعِيقَ اَلْخِدْمَات، وَيُشْغَلَ اَلْجِهَات اَلْأَمْنِيَّةَ وَالصِّحِّيَّةَ، وَكُلّ ذَلِكَ مِنْ اَلضَّرَرِ اَلْمُتَعَدِّي اَلْمُحَرَّمِ شَرْعًا، فَعَنْ أَبِي سَعِيدْ اَلْخُدْرِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ. (( لا ضَررَ ولا ضِرارَ )).
بارك الله لي ولكم....
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأنعم علينا بالإيمان، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُاللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الِهِ وَصَحْبِهِ وسلّم تسليما كثيراً .
أَمَّا بَعْدُ فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اعْلَمُوا أَنَّ الْحَجَّ بِتَصْرِيحٍ يُجَسِّد الْحِرْصَ عَلَى سَلَامَةِ حُجَّاج بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَرِعَايَةً لِمَصَالِحِهِمْ، وَحِرْصًا عَلَى سَلَامَتِهِمْ.
عِبَاد الله إِنَّ الِامْتِثَال لِأَنْظِمَةِ وَتَعْلِيمَات الدَّوْلَة دَليل الْعَقْل وَالْحِكْمَة وَالْأمَانَة وَالْمَسْؤُولِيَّة.
وَكَذَلِكَ اِلْتِزَام الْحَاجّ بِالْأَنْظِمَة وَالتَّعْلِيمَات الَّتِي صَدَرَت لِلتَّمْكِين مِنْ أَدَاء هَذِهِ الشَّعِيرَة بِأَمْن وَيُسْر وَسِكِّينَة دَاخِل فِي تَقْوَى الله فِي أَدَاء نُسُك الْحَجّ وَفِي تَعْظِيم حَرَم الله وَحُرْمَاته وَمَشَاعِره قَال اللهُ تَعَالَى: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ)
ونسأل الله تعالى أن يُيَسِّر للحُجَاج حَجّهُم وأن يحفظهم في حِلِّهم وتِرْحَالِهِم وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده خير الجزاء لما يقدمون من جهود وخدمات جليلة في سبيل أداء المسلمين لمناسكهم بِيُسْرٍ وطمأنينة .
عباد الله: صلوا وسلموا على رسول الله.....
المرفقات
1747275342_بيان عدم جواز الحج بلا تصريح.docx
1747275582_بيان عدم جواز الحج بلا تصريح.docx.pdf