فضل شهر الله المُحَرَّم
عايد القزلان التميمي
1447/01/01 - 2025/06/26 22:37PM
فضل شهر الله المحرم
الجمعة الثاني من شهر محرّم للعام الهجري 1447هـ
==================
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّار .
عباد الله، إن ربنا سبحانه واسع العطاء ، جزيل الإحسان، ومن فضل الله تعالى وحكمته أن فضّل بعض الأشياء على بعض، فعن الأنبياء صلى الله عليهم وسلم يقول سبحانه: تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ، وعن غيرهم من البشر يقول تعالى (( ٱنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ )).
ولله سبحانه أن يختص بفضله من يشاء من عباده، وله سبحانه أن يفضل بعض الأزمان على بعض وأن يخصها بمزيد عناية وكرم، ومن ذلك ما اختص به شهر محرم، فهو شهر عظيم مبارك، وهو أول شهور السنّة الهجرية، وأحد الأشهر الحُرُم ، ورد في فضله الكثير من الآيات والآثار والأحاديث، فالله سبحانه خَصّ الأشهر الحُرُم بالذِّكر، وشدّدَ فيها على عَدَمِ الظُّلم ((فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ))، وجاء غيرها من الآيات التي ذَكرت حُرمة ومكانة هذه الأشهر الحُرُم ، يقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ، ويقول سبحانه: جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ، كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الأشهر وخص شهر المُحَرَّم بالذِّكر،
وشَرَّف اللهُ تعالى هذا الشَّهرَ من بين سائرِ الشُّهورِ، فسُمِّي بشهرِ اللهِ المُحَرَّمِ، فأضافه إلى نفسِه؛ تشريفًا له، وإشارةً إلى أنَّه حرَّمه بنفسه، وليس لأحدٍ من الخلقِ تحليلُه.
كما بيَّن رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تحريمَ الله تعالى لهذه الأشهُرِ الحُرُمِ، ومِن بينِها شهرُ المُحَرَّمِ؛ لِما رواه أَبو بَكْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قَالَ (( إنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ)).
و يُستحب الإكثار من صِيام النافلة في شهر محرّم، ففي الحديث: الذي أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ)) ،وأفضل أيام شهر محرم اليوم العاشر .
فقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه .
بارك الله لي ولكم .....
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعل الهجرةَ فتحاً ونصراً وتأريخاً وعزًّا للإسلام، وأشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ لَه، وأشهَد أنَّ نبيَّنا محمّداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان.
أما بعدُ فيا أيها المؤمنون, لقد كانت العرب في جاهليتها تؤرخ بأيامها وأحداثها الكبار, ووقائعها العظام, واستمر ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم, وخلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه, وأوائل خلافة عمر الفاروق رضي الله عنه, ثم إنه مع اتساع الخلافة, توافرت أسباب البحث عن تأريخ يعمل به المسلمون, يجتمعون عليه, فجمع عمر الناس سنة: ست عشرة أو سبع عشرة من الهجرة, فشاورهم من أين يبدأ التأريخ؟ فاتفقوا من خروجه صلى الله عليه وسلم مهاجراً من مكة إلى المدينة, ثم إنهم تشاوروا في أي شهر تبدأ السنة, فاتفقوا على أن يكون شهر الله المحرم هو أول الشهور في السنة, وقال بعض أهل العلم: "إن الصحابة رضي الله عنهم أخذوا التأريخ بالهجرة من قول الله تعالى (( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ)) ومهما يكن من أمر, فقد استقر هذا التأريخ في أمة الإسلام, منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا.
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله .....
الجمعة الثاني من شهر محرّم للعام الهجري 1447هـ
==================
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّار .
عباد الله، إن ربنا سبحانه واسع العطاء ، جزيل الإحسان، ومن فضل الله تعالى وحكمته أن فضّل بعض الأشياء على بعض، فعن الأنبياء صلى الله عليهم وسلم يقول سبحانه: تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ، وعن غيرهم من البشر يقول تعالى (( ٱنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ )).
ولله سبحانه أن يختص بفضله من يشاء من عباده، وله سبحانه أن يفضل بعض الأزمان على بعض وأن يخصها بمزيد عناية وكرم، ومن ذلك ما اختص به شهر محرم، فهو شهر عظيم مبارك، وهو أول شهور السنّة الهجرية، وأحد الأشهر الحُرُم ، ورد في فضله الكثير من الآيات والآثار والأحاديث، فالله سبحانه خَصّ الأشهر الحُرُم بالذِّكر، وشدّدَ فيها على عَدَمِ الظُّلم ((فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ))، وجاء غيرها من الآيات التي ذَكرت حُرمة ومكانة هذه الأشهر الحُرُم ، يقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ، ويقول سبحانه: جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ، كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الأشهر وخص شهر المُحَرَّم بالذِّكر،
وشَرَّف اللهُ تعالى هذا الشَّهرَ من بين سائرِ الشُّهورِ، فسُمِّي بشهرِ اللهِ المُحَرَّمِ، فأضافه إلى نفسِه؛ تشريفًا له، وإشارةً إلى أنَّه حرَّمه بنفسه، وليس لأحدٍ من الخلقِ تحليلُه.
كما بيَّن رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تحريمَ الله تعالى لهذه الأشهُرِ الحُرُمِ، ومِن بينِها شهرُ المُحَرَّمِ؛ لِما رواه أَبو بَكْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قَالَ (( إنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ)).
و يُستحب الإكثار من صِيام النافلة في شهر محرّم، ففي الحديث: الذي أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ)) ،وأفضل أيام شهر محرم اليوم العاشر .
فقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه .
بارك الله لي ولكم .....
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعل الهجرةَ فتحاً ونصراً وتأريخاً وعزًّا للإسلام، وأشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ لَه، وأشهَد أنَّ نبيَّنا محمّداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان.
أما بعدُ فيا أيها المؤمنون, لقد كانت العرب في جاهليتها تؤرخ بأيامها وأحداثها الكبار, ووقائعها العظام, واستمر ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم, وخلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه, وأوائل خلافة عمر الفاروق رضي الله عنه, ثم إنه مع اتساع الخلافة, توافرت أسباب البحث عن تأريخ يعمل به المسلمون, يجتمعون عليه, فجمع عمر الناس سنة: ست عشرة أو سبع عشرة من الهجرة, فشاورهم من أين يبدأ التأريخ؟ فاتفقوا من خروجه صلى الله عليه وسلم مهاجراً من مكة إلى المدينة, ثم إنهم تشاوروا في أي شهر تبدأ السنة, فاتفقوا على أن يكون شهر الله المحرم هو أول الشهور في السنة, وقال بعض أهل العلم: "إن الصحابة رضي الله عنهم أخذوا التأريخ بالهجرة من قول الله تعالى (( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ)) ومهما يكن من أمر, فقد استقر هذا التأريخ في أمة الإسلام, منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا.
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله .....
المرفقات
1750966656_فضل شهر الله المحرم.docx